أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد الخميسي - مذيعات التلفزيون .. قمر يا ست !














المزيد.....

مذيعات التلفزيون .. قمر يا ست !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5678 - 2017 / 10 / 24 - 13:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد بدء البث التلفزيوني في مصر بقليل شرعت ليلى رستم مقدمة البرامج المعروفة في بث برنامجها" نجمك المفضل" وتضمنت إحدى حلقاته لقاء مع طه حسين في حضور نجيب محفوظ ومحمود أمين العالم ويوسف السباعي وغيرهم. تحدث طه حسين عن مفهوم القصة الفلسفية وضرب مثالا بألبير كامو فأضافت ليلى رستم: "إن هناك مدرسة قائمة على كتابة القصة الفلسفية مثل كامو وجان بول سارتر"، فأوقفها طه حسين قائلا :" لاء.. لاء.. سارتر غير كامو" وعلقت بقولها:" أيوه .. لكن"، فزجرها طه حسين بنبرة حاسمة:" لاء .. لاء.. معلش"، وواصل حديثه. ولم تفتح ليلى رستم فمها بحرف مع أنها كانت شديدة الاعتزاز بنفسها لكنها تعلم أن هناك قواعد وآدابا للحوار. تذكرت هذه الواقعة بعد أن قامت مؤخرا مذيعة شابة هي مروج إبراهيم بتسخيف المؤرخ الكبير د. عاصم دسوقي في برنامجها " ماوراء الحدث" الثلاثاء 17 أكتوبر إلي حد أن القناة " اكسترا نيوز" كانت مرغمة على وقفها عن العمل ونشر بيان جاء فيه أن المذيعة" أساءت إدارة الحور ولم تلتزم الأسلوب اللائق مع ضيف البرنامج" إلي آخره. وقد تدخل موقف د. عاصم دسوقي من قضية أخرى هي تيران وصنافير في تحييد قطاع من الرأى العام لم يتعاطف معه بسبب موقفه من الجزيرتين، وأدى ذلك إلي تغييب موضوع التدهور المهني لمقدمي البرامج التلفزيونية. ليس فقط الغطرسة والاستعلاء الكاذب بل والجهل العميق أيضا هو ما يتسم به معظم مقدمي البرامج التلفزيونية. وأذكر أنني دعيت ذات مرة إلي لقاء تلفزيوني عن الأدب الروسي، وظلت مقدمة البرنامج تعدل شعرها يمينا قليلا ثم يسارا قليلا وتبتسم للمصور وتسأله:حلو كده؟ فيقول لها: قمر يا ست!فتقول له:" طيب وكده؟". فيقول:" وكده برضه حلو"، هكذا نصف ساعة إلي أن بدأ التسجيل فكان أول مانطقت به أن العالم كله يعرف الأدباء الروس العظام مثل تولستوي وكافكا! هكذا ضمت كافكا الألماني – النمساوي الأشهر إلي الروس! قمر ياست!
وفي مجال الغطرسة والجهل والتجرأ على الآخرين سبقت أماني الخياط الكثيرين حين قامت في يوليو 2014 بنبرتها المتعالية بسب الشعب المغربي كله قائلة إن الدعارة تشكل أحد أهم دعائم الاقتصاد المغربي! وإن المغرب يشغل مكانا متقدما بين الدول المصابة بالإيدز! واضطرت القناة للاعتذار بعد وقفة احتجاج طوقت السفارة المصرية في المغرب! في أكتوبر 2015 أوقفت قناة النهار الفضائية المذيعة ريهام سعيد وبرنامجها " صبايا الخير" بعد حلقة عن فتاة تم التحرش بها مع عرض صور شخصية للفتاة بملابس وصفتها مواقع التواصل بأنها" فاضحة"! وفي فبراير 2016 أثار خيرى رمضان في برنامج " ممكن" بقناة" سي بي سي" غضب أهل الصعيد كله حين دعا تيمور السبكي الذي ادعى كذبا بأن 30 % من نساء الصعيد قابلات للانحراف و15% منهن خائنات بالفعل! ووصل الأمر لحد الحكم بالسجن على تيمور. في أغسطس من العام الحالي أوقفت نقابة الاعلاميين المذيعة دعاء صلاح مقدمة برنامج " دودو شو" بعد أن أثارت ضجة بظهورها في إحدى الحلقات وهي حامل بدون زواج، كأنما لمناقشة قضية الأم التي تستطيع أن تحيا من دون زواج أو رجل! وجاء في بيان النقابة إنها" ظهرت بملابس غير لائقة، ودعت إلي امكانية شراء رجل لغرض الحمل فقط، ثم الانفصال عنه بمجرد حصوله على مبلغ مالي! وفي هذا السياق من تدني المستوى المهني جاءت حلقة مروج إبراهيم مع د. عاصم دسوقي. والمشكلة لا تخص مقدمي البرامج وحدهم، بل القنوات ذاتها التي تسعد كثيرا بالضجة والاثارة وتسخين القضايا التافهة لاجتذاب نسبة مشاهدين أكبر، وفي سبيل ذلك الهدف يصبح هذا النوع من مقدمي البرامج ضرورة لتلك القنوات. وإذا نحيت جانبا الغطرسة، والاستعلاء، والتجرؤ، مع الجهل العميق، سترى أن عددا غير قليل من أولئك الفرسان لا يعرفون لدورهم حدودا، من نوع جابر القرموطي، وهو نوع تستمع إليه فيخيل إليك أن عبء كل ما يحدث في مصر يقع على كاهله هو، وحده، وأنه زعيم يخاطب شعبه، ولهذا يصرخ طوال الوقت، ويجأر، ويدق على المنضدة بقبضة حديدية ويحدق بالمشاهد كأنما سيعلن الحرب! ولمثل هذا النوع الخطابي فك فولاذي لا يتعب من الكلام، سعة عشرة برامج، تنظر إليه ويخيل إليك أنه " مذيع معمر" يمكنك أن تقتني واحدا منه مطمئنا إلي أنه سيظل يصرخ عشرين عاما ولا يتلف فيه سلك أو لامبة. من المؤسف أن مقدمي البرامج الآن لا ينظرون خلفهم ليستفيدوا من خبرات نماذج أعلامية عظيمة مثل سميرة الكيلاني وسلوى حجازي وأماني ناشد وأحمد سمير وحمدي قنديل وغيرهم. هناك معايير لمقدم البرامج في مقدمتها الثقافة واحترام الآخرين، أما الصراخ، وتضخيم الجهل، والملابس المثيرة، وتسخيف الضيوف فتلك حاجات مهنة أخرى.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يُقتل الأقباط ؟
- حرب أكتوبر .. ذكريات للإبداع
- لماذا لم يخرج من الأخوان أديب أو فنان ؟
- كرة القدم .. الحاجة إلى البطولة
- اسم في الليل - قصة قصيرة
- نجيب محفوظ .. حياة الأسطورة
- الطهطاوي والدين والمرأة
- المجلس الأعلى للثقافة وكرة القدم
- محمود درويش .. شاعر لا يموت
- الأزهر يكافح الكراهية والعنف
- أعذار متبادلة - قصة قصيرة
- - نيزافيسيميا الروسية - .. هل تعتذر واشنطن ؟
- الدين لله .. والمترو للجميع !
- الثانوية العامة في مصر : الموت أو النصر !
- ماذا نعني بلغة الشعب ؟
- اللغة بين التقديس والتحديث
- تسالي أدب على العيد
- مذكرات القديس مكتشف سعاد حسني
- رمضان على الطريقة الروسية
- خمسون عاما على جرح النكسة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد الخميسي - مذيعات التلفزيون .. قمر يا ست !