أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - فاضل عزيز - ذكرى للتّذكر وأخذ العبر..














المزيد.....

ذكرى للتّذكر وأخذ العبر..


فاضل عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 22:56
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


اليوم يصادف ذكرى تنفيذ حكم القتل في معمر القذافي الصادر عن حلف الناتو وهي ذكرى تتطلب منا الوقوف عندها وتأمل ما انجر عليها من مآس بعد أن انجلت بوضوح لا يقبل الجدل حقيقة أن ما جرى عام 2011م من حوادث دامية لم تكن سوى استثمار ذكي أدارته دول حلف الناتو لحالة غليان وغضب ورفض للنظام الذي كان قائما تراكمت على مدى عقود اربع من حكمه، وذلك لتوسيع وترسيخ مصالحها المتقاطعة مع تطلعات الشعب الليبي للتحرر والتقدم وعدم الخضوع لأي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية ..

لابد لنا اليوم أن نعترف بأن فبراير لم تكن سوى عملية توظيف ذكي لذلك الغضب والرفض الشعبي العارم للسلطة المؤبدة بكل تجاوزاتها، وتجيير هذه الحالة لخدمة أهداف استراتيجية بعيدة المدى لظاهرة الاستعمار الجديد التي تجسدها بكل وضوح اليوم دول حلف الناتو من خلال ظاهرة الاستعمار غير المباشر التي تديرها من خلال أدوات يتم صناعتها في دوائر المخابرات ومراكز البحوث ويتم إعطاءها أسماء لماعة تدغدغ مشاعر البسطاء وتدفعهم للانجرار وراء أعمالها التخريبية وفي أبسط الحالات إعلان الولاء لها وتأييدها..

إن ظاهرة الاستعمار الجديد التي تتخذ من هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وتحديدا الفصل السابع سيء الذكر غطاء لحروبها المباشرة وغير المباشرة في دول العالم الثالث، جدير بالقوى الحية والطليعة الواعية في البلدان التي تكتوي اليوم بنيران هذه الحروب غير المعلنة ان تبدأ في التأسيس لجبهات تحرير ومنظمات مقاومة مدنية وعسكرية تكشف كل مظاهر التزوير والتزييف التي تسوق تحتها هذه القوى مشاريعها التخريبية ومخططات نهبها واستنزافها لخيرات هذه البلدان، وتؤسس لحركة مقاومة حقيقية وفاعلة سلمية وحتى عسكرية في المناطق الملتهبة تعيد الى الذاكرة الجمعية للجماهير تاريخ حركات المقاومة الوطنية لظاهرة الاستعمار المباشر التي سادت خلال القرن العشرين المنصرم وأسست لقيام هذه الدولة ككيانات مستقلة منهية بذلك ظاهرة الاستعمار المباشر البغيضة ..

إن يجري في منطقة حزام النار الممتد من أفغانستان شرقا حتى منطقة المغرب العربي غربا، بوحداتها المشتعلة (أفغانستان، باكستان، العراق، سوريا، فلسطين، لبنان، مصر، السودان ، اليمن، ليبيا، تونس) والمؤجلة (ممالك الزيت في شبه الجزيرة العربية، الجزائر ، المغرب) ما يجري هو حربا معلنة من قبل دول حلف الناتو على شعوب هذا الحزام تتخذ من هيئة الأمم المتحدة غطاء لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية ، وتتبع أساليب جديدة تجنبها دفع ثمن مكلف؛ إن على صعيد الأرواح أو الاقتصاد، فشعوب هذا الحزام الغارقة في التخلف والجهل تم توظيفها من خلال عملية غسيل مخ مدروسة بدقة سخرت لها شبكات وسائل إعلام مأجورة لتقوم بالمهام القتالية والتدمير لبلدانها وإغراقها في بحر من الفتن، فيما تقوم مؤسسات المال والشركات الغربية باستنزاف خيرات هذه البلدان لدعم الاقتصاد الغربي الذي يواجه التنين الصيني المتغول الذي عرف كيف يخوض معركة مضمونة الربح مع الوحش الغربي الذي دخل مرحلة التحلل والانهيار..

إننا اليوم في ليبيا التي تكتوي اليوم بنيران هذه الحرب، وأمام هذا الوجه الوقح والمكشوف لظاهرة الاستعمار الجديد التي تستبيح أرضنا وتبدد مواردنا وتزرع الفتن بين مفاصل مجتمعنا وتؤسس لمشاريع تقسيم وتطاحن دائم وعميق بين مكونات مجتمعنا ، حري بنا أن نبدأ اليوم ودون تردد في التأسيس لحركة مقاومة وطنية تعمل أولا على إعادة بناء الوعي الوطني للإنسان الليبي وتطهيره من كل الفتن والخلافات والركون للعنف ورفض الآخر المختلف، وإعادة ترسيخ الإيمان بليبيا كوطن للجميع بدون تمييز أو تهميش، والبدء فورا في عملية مصالحة حقيقية وعميقة تتجاوز كل مرارات هذه الحقبة الدامية وتركيز الجهود لضمان مستقبل جيد لأبنائنا..

ولا يجب أن نتعامى ونتجاهل الواقع المؤلم الذي يكلفنا ثمنا غاليا في الأرواح والدماء ، وهو واقع يفرض علينا أن نتعامل معه بوعي ويقظة وحذر حتى لا نتحول الى وقود يزيد من اشتعاله، فخوض معركة تحرير ليبيا من هذه الظاهرة المقيتة تتطلب وعيا متقدما وتقديرا دقيقا للوضع لخوض المعركة في مكانها الصحيح و وقتها الدقيق بما يجبر القوى الممولة والمخططة لهذه الحرب على التراجع عن مشروعها، وفك ارتباطها بكل أدواتها التخريبية التي تعيث في وطننا إفسادا وتدميرا.



#فاضل_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ليبيا احتفاءً برمضان.. تحالف الفُجّار، صيارفة وتجار يُؤجّ ...
- طرابلس ليبيا.. مَسْرَحَةُ الرّعب..
- من الخطأ إلى الخطيئة.. 17 فبراير كحالة..
- عندما تتحول المنابر الى مؤسسات للتضليل..
- ليبيا..روهنغا على الأبواب..
- انقذوا حقوق السجناء في ليبيا..
- قراءة في مشروع دستور ليبيا الجديد (2/... )
- قراءة في مشروع الدستور الليبي الجديد ( 1/...)
- الغنوشي.. بريق السلطة يخرجه من دائرة العقل..
- أضربه على التبن، ينسى الشعير..
- هذيان عبر الهايكو
- بل عشيق!
- (4) بل أقول..
- (3) نعم تستطعين
- (2) احلمي عشق زاد
- غردي عشق زاد..
- الجشع يجتاح قطاع الطبابة في ليبيا
- أمريكا والغرب كمناهض للديمقراطية في المنطقة العربية
- -ثوار- الآفة التي تهدد بزوال ليبيا
- الأصولية العدو الأخطر على الدين ..


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - فاضل عزيز - ذكرى للتّذكر وأخذ العبر..