أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هوكر الشيخ محمود - رسالة مفتوحة الى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف















المزيد.....

رسالة مفتوحة الى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف


هوكر الشيخ محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 15:08
المحور: القضية الكردية
    


رسالة مفتوحة الى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف

أ.د هوكر الشيخ محمود

سماحة الإمام السيستاني ، سلام الله عليكم وعلى كل الخيرين من الائمة الاطهار وكل الخيرين الذين همهم نصرة الحق ، أما بعد ، فأنا كمواطن كوردي مستقل بعيد عن الحزبنة ، كنت أطمح أن اتشرف بالمثول أمام مقامكم الطاهر ، ولكن على حد علمي مبتغاي ليس بسهل المنال ، عليه اعتزمت على أن أكتب هذه الرسالة المفتوحة و أنشرها في احدى الصحف أو المواقع الالكترونية عسى أن تصل الى سماحتكم إذا سهل الله الامر إنشاء الله.
مولاي الامام ، نحن الكورد في العالم وفي وطننا كوردستان –العراق، لا ولم ننس أبد الدهر فضل آية الله العظمى السيد عبدالمحسن الحكيم، كونه رفض طلب الطاغية عبدالسلام محمد عارف في ستينيات القرن الماضي ،حيث طلب الطاغية من سماحته أن يفتي بهدر دم الاكراد، كونهم خارجين عن الدين (حسب قول الطاغية) ، لكن الإمام الحكيم رحمه الله رفض الطلب كونه كان عارفاً بما يضمره الطاغية من حقد على الكورد و تطلعاتهم القومية المشروعة بحسب كل الشرائع الوضعية والسماوية، سماحة الإمام ، نحن خلقنا كرداً ولسنا عرباً ولا فرساً ولا أتراكاً وهي مشيئة الله وليس لنا فيها يد ، ونؤمن بـ (( .... وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)) لا لتقاتلوا و تهضموا حقوق الغير.
لانخفي على أحد بأن فخرنا بكوننا كرداً لاتقل كثيراً عن فخرنا بكوننا مسلمين . وكنا دائماً نضحي في سبيل هويتنا القومية والدينية ، كما ضحينا ونضحي في سبيل إخوتنا في الدين من العرب. خير مثال على هذا ، هي معركة الشعيبة التي هب الكورد لنصرة العرب الشيعة في نيسان 1915 م أي عندما وطأ أقدام الانجليز على أراضي ولاية البصرة ، فتوجه الالاف من خيالة العشائر الكوردية ملبية نداء الشيخ محمود البرزنجي وبإمرته لتصدي قوات الانجليز. وعندما دخل القوات الكوردية مدينة بغداد، تجمهرت الاهالي على يمين ويسار الشارع ليباركوا ويسلموا على القوات الكوردية وهم يرددون تلك الهوسة الشعبية المشهورة التي مفادها : ((ثلثين الجنة للسادة وثلثها لكاك احمد وأكراده)). هذا في بدايات القرن الماضي أي قبل اكثر من مائة عام. أما في الازمنة القديمة فالتأريخ يشهد على تضحيات الكورد الجسام في سبيل الدفاع عن الاراضي الاسلامية وخاصةً العربية منها. فبطولات صلاح الدين و أسد الدين شيركو و مشطوب الهكاري و .... الخ مذكور في أمهات المراجع التأريخية العربية والاجنبية ايضاً ، واما بعد الحرب العالمية الثانية فالكورد كاسلافهم كانوا في مقدمة من يدافعون عن الحق في أية بقعة من الارض حتى خارج حدود وطنهم الام أي كوردستان، خير مثال على ذلك هو عبدالكريم العطريس ذلك الرجل الكوردي الذي تقدم الجماهير اللبنانية وأقدم على إنزال العلم الفرنسي من على تلك البناية التي كانوا يمارسون فيها حكمهم على الشعب اللبناني. وأما في زمن المملكة العراقية التي كانت تدار من قبل الانجليز ، فالكورد ما كانوا لينام لهم الجفن حتى خروج الانجليز و زبانيته من العراق، ولكن ماكنا نفكر بأن عبدالكريم قاسم ومن بعده كعبدالسلام يتنكرون لمواقف الكورد و يبدأون بمعاداتنا و تجييش العسكر ضدنا!.
سماحة الإمام ، استمرت تلك الوضعية ودمنا في الدفاع عن أراضينا حتى خطف البعث السلطة من سابقته ، ليباشروا بمكرهم و مؤامراتهم ضدنا حتى وصل بهم الامر ان يتخذوا من سورة من الذكر الحكيم أي (الانفال) ليسموا بها أكبر هجمة وحشية شرسة ضد الكورد العزل، حيث راح ما يقارب ربع مليون من النساء و الاطفال و الشيوخ ضحية هذا الفعل الشنيع و وأدوا في صحاري العراق الجنوبية و الغربية وهم احياء، وكانت الدول العظمى الشرقية منها والغربية يتسترون على كل تلك الجرائم، ولم ينبث أية دولة إسلامية ببنت شفة لتسأل: ((بأي ذنب قتلت)). كما واستعملت ضدنا الاسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، لتدمر الحرث والنسل في مناطق شتى، منها حلبجة و باليسان و بادينان و غوبتبة و ....الخ ، على مرآى ومسمع الدول العظمى والجوار أيضاً. فغض الطرف دولياً على تلك الافعال المنافية لكل القيم معاداةً لتطلعاتنا دوماً كعقوبة لنا، وهذا لالشيءٍ إلا ثأراً منا لمواقفنا و مواقف أجدادنا ضد مصالحهم في الشرق الاوسط.
الآن يا سماحة الإمام ، نحن كآبائنا نضحي في سبيل القيم الاسلامية التي تربينا عليها و مؤمنون بـ (( من مات دون أرضه و عرضه و ماله فهو شهيد)). و نحن كنا نضحي في سبيل أن لا تطأ أراضي جيراننا العرب أقدام الغير، فكيف لانضحي من اجل أراضينا حتى الاستشهاد؟! . نحن تصدينا لمجرمي داعش لافقط على أراضينا بل في المناطق العراقية والسورية أيضاً . مولاي الإمام فأرض كوردستان ماكانت جزءاً من العراق العربي إلا بعد معاهدة سايكس –بيكو، حيث الحقت كردستاننا بالعراق العربي رغم كل التضحيات في سبيل الاستقلال حينها. ولايخفى عن مقامكم بأن ذلك الالحاق ماكانت هدية لعرب العراق بل كانت خطة جهنمية ضد شعبينا الكوردي والعربي كي تبقى المنطقة بؤرة صراع مستمر كي تشل قوى و إقتصاد شعبينا ، فما كانت الحرب الايرانية العراقية و حرب الكويت إلا وليدات ذلك الالحاق القسري لكوردستاننا بالعراق العربي.
دارت الايام وسقط الطاغية صدام، وقلنا تخلصنا من الكابوس وشاركنا ككرد في كتابة الدستور العراقي الجديد في 2005 ، ذلك الدستور الذي سطر في ديباجته بصريح العبارة بــ: ((.... أن الالتزام بهذا الدستور يحفط للعراق اتحاده الحر شعباً و أرضاً وسيادةً)). فالاتحاد في لغة الضاد معلومة المعنى ولايقبل الشك . ولكن مولاي الإمام كانت في ذلك الدستور مادة (58) التي تخص المناطق الكوردستانية التي كانت تحت سيطرة حكومة صدام قبل السقوط، وسميت بالمناطق المتنازعة عليها ، على أن تطبق في فترة معينة ، ولكن الحكومة المركزية كانت وبأستمرار تماطل وتعرقل خلال كل السنين كي تبقى الوضعية على ماكانت عليها رغم كل المحاولات من جانب حكومة الاقليم حتى وصل الامر بمسؤولي الاقليم الى قناعة ، بأن بغداد غير جادة في تعاملها مع الدستور، وهذا بطبيعة الحال دفع القادة وشعب كوردستان الى إجراء الاستفتاء كي يكونوا على بينة من رأي الشعب ، وطبعاً هذا لا يتناقض مع : ((وأمرهم شورى بينهم)).
مولاي الإمام نحن قبل الاستفتاء كنا نسمع من بعض الاشخاص الذين هم في حكومة بغداد أو في مؤسساتها المختلفة يتفوهون بكلمات تجاه شعب كوردستان كلام لايقل وقعها عما كانت جلاوزة صدام يتفوهون بها. وهذا بطبيعة الحال أيقننا بأن: ((حليمة عادت الى عادتها القديمة!))، أي نفس الممارسات التي مورست من قبل حكومة صدام وكل الحكومات السابقة لها.
مولاي الإمام ، أنا لايساورني أي شك بأن سماحتكم لاترضون بأن يتخذ طالبوا السلطة و المناصب الدين ذريعة لتحشيد القوة ضدنا ، بل نطمح أن يكون لسماحتكم كلمة بحق الكورد في وطنه كوردستان ، كي تكون سداَ مانعاً لحقن المزيد من الدم الكوردي والعربي الذي خطط لنزفه منذ اتفاقية سايكس-بيكو. مولاي الإمام ، أنا شخصياً ولحد الساعة أؤمن و أتفاخر بالاخوة التي كانت سائدة بين الكورد و عرب الشيعة ، وكانت مناطقنا ملجأً لمناضلي حزب الدعوة أيام حكم صدام. فجبروت الطاغية معنا ومع الشيعة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ، دفعني ومجموعة من شباب الكورد أن نتدارس تغيير مذهبنا من السنة الشافعية الى الشيعة الجعفرية الذي كنا نسميه مذهب الاحرار ، خاصةً بعدما سمعنا بإعدام الطاهرة بنت الهدى بعدما مورست بحقها كل الممارسات التي تنفر منها الانفس، كما مورست بحق الشهيدة الكوردية الشيعية (ليلى قاسم) في 1974.
دار الزمن ومنَ الله علينا بالعمر لنرى سقوط الصنم ، بعد السقوط التقيت بأحد الصحفيين البريطانيين ، فسألني عن تصوراتي لما بعد صدام بالنسبة للكورد ، وخاصة تصوراتي عن الشيعة و موقفهم من الكورد. قلت بأن الشيعة كانوا إخوة لنا و ناضلنا معاً ضد البعث وحكمهم، وهم مؤمنون بالحقوق القومية للكورد كون معرفتهم بتأريخنا وجغرافيا وطننا كوردستان ليست بأقل مما نعرفه نحن ككورد، لذا لانتصور منهم إلا الخير كل الخير، فأبتسم الرجل البريطاني إبتسامة مريبة بحيث جعلني أن أسئله عن السبب، فأجاب بالحرف: سوف ترون! ، فطلبت منه الايضاح ، فأكتفى بنفس الجواب. الآن يا مولاي الإمام، كلما أسمع تلك الكلمات من المسؤولين في حكومة بغداد ، أتذكر كلام وإبتسامة ذلك البريطاني وكأنهم هم مبرمجو هذه العقليات التي لاتعترف بحقوق الاخرين كي يبقوا الصراعات ويبقى معها نزيف الاقتصاد و الارواح مستمراً. لذا يا مولاي الإمام، أرجو من سماحتكم أن يكون لكم كلام واضح وصريح بحق شعبي المظلوم وحقوقه المشروعة. وأنا كلي أمل بأن سماحتكم لاتغضون الطرف عما تحاك ضد الكورد بإسم وحدة الاراضي العراقية التي هي كزواج بالإكراه لاعن طيب الخاطر وهذا هو السبب الحقيقي الذي ولدت كل تلك الحروب والويلات لشعبينا، لذا فالطلاق وإن كان أبغض الحلال فهو السبيل الامثل كي ننهي معاناة مائة عام بيننا، في الختام أرجو من الباري أن يمد في عمركم ولايحرمنا من ظلك المبارك.
استاذ جامعي في جامعة السليمانية



#هوكر_الشيخ_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...
- واشنطن: لن ندعم قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- روسيا تدعو مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة ...
- نيبينزيا لمجلس الأمن: أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به هو ...
- حملة مكافحة الفساد في الصين تطال النائب السابق لمحافظ البنك ...
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال يعاقب الأسرى الفلسطينيين بقانون - ...
- الجزائر: حان الوقت لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
- أكسيونوف يؤكد اعتقال كافة المجموعات التخريبية التي تم كشفها ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هوكر الشيخ محمود - رسالة مفتوحة الى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف