أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديما الطرابلسي - إمنعوا الفكر الإخواني من الوصول إلى العقول قبل أن يتجمّع في الحقول ( هاجر حمادي )















المزيد.....

إمنعوا الفكر الإخواني من الوصول إلى العقول قبل أن يتجمّع في الحقول ( هاجر حمادي )


ديما الطرابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 04:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم أنّ الإخوان مجرّد جماعات مبنية على قاعدة فكرية هشّة تنهار لمجرد تخلّص أتباعهم من الولاء والبراء وفكر الأمة ، لكنّهم منظّمون جيدا وبشكل كبير ومستعدّون للتضحية بكل شيء من أجل الوصول إلى الحكم ، لديهم مشروع كبير وهو تمييع المثقفين في بلداننا ، وهذا ما يسمى ب " متطرّفون بربطات العنق " فتجد منهم متعلّمين بشهادات عالية لكنهم يدعمون المشروع الإسلامي السياسي الإخواني ، لأنّ هذه المنظمات قامت بدراسة و وجدت أنّ العلماء من بيئتنا والذين يسافرون إلى الغرب ويصلون درجات عالية جدا من العلم لا يستطيعون خدمة مشروعها الإسلامي ، وأنهم في الأخير لا يفيدون مجتمعاتهم بسبب إدارة واتفاقيات في البحوث العلمية ، وأنهم بسبب المستوى العالي الذي وصلوا إليه لا يمكن التحكّم فيهم أو تجنيدهم من قبل الإخوان ونذكر منهم على سبيل المثال : أحمد زويل - إلياس زرهوني - نور الدين مليكشي وغيرهم من العلماء الكبار في العلم الحقيقي والمجرّد ، فلجأ الإخوان إلى تجنيد كوادر برتب عليا لكنهم ليسوا علماء مثل الصحفيين والإطارات العاملة بالجزيرة وباقي قنوات الإعلام العربي والغربي الناطق بالعربية ، وفي منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني و وكبرى الجامعات ، و نلاحظ أن الكثير من المثقفين والكوادر الإسلامية لديهم صفحات كبرى ويحرّضون ضد الغرب مع أنهم يحملون جواز سفر غربي ولديهم بيوت هناك، وعلى سبيل المثال بعض المشاهير من صحفيي الجزيرة والذين يسخّرون صفحاتهم لتجييش الجماهير بمعلومات مغلوطة وإنجازات وهمية ، وعندما يحدث أي تفجير في الغرب يسارعون إلى تخويف الجاليات المسلمة في الغرب ، معتقدين أنّ الشعوب الغربية غير واعية وستهجم عليهم مثلما يفعلون هم ، ولكن سرعان ما يخيب ظنّهم ويفشلون عندما يفعلونها كل مرة وفي كل مرة تتصرف الدول والشعوب الغربية بحكمة وتأني ، ومازال هؤلاء المجندون يحلمون بفوز اليمين المتطرف حتى يشعلونها حربا دينية ، كل هذا بسبب الحقد على النجاح وعقدة الغرب من جهة، وبسبب تمرير مشروعهم المنتظر الذي لن يمر حتى لو انتظروه طول العمر ..
استغل الإخوان في ذلك فشل الشيوخ والأئمة الوهابيين في إقناع الشباب المتعلّم والمثقف بسبب جهلهم ومستواهم المتدني فتركوهم للطبقة الجاهلة ، وخلقوا مشروعا دينيا جديدا مزيفا ومغطى بالحداثة والفكر الغربي ، لكن مضمونه عبارة عن فكر متطرف ومظلم ومتخلف ، عطّل كل المشاريع العلمية وحركة الوعي لدى الشباب ، لأنّ الإخوان يعلمون جيدا أن الشباب حاليا صعب عليه التدين بشكل كامل ، ويستحيل عليه أخذ الدين كمادة خام كما هو دون تعديل ، خاصة الشريحة المثّقفة والمتعلمة والعصرية ، فقرروا إعادته لحظيرتهم لكن بشكل مختلف ومنافق ، لخدمة المشروع الدّيني حتى لو كان هؤلاء الشباب ابعد ما يكون عن الدين ، وأن تتحجب النساء فقط في الرأس حتى لو لبسن الموضة في بقية الجسم ، وحتى لو فعلن كل شيء بالسر فالمهم هو تمييزهن عن غير المسلمات بقطعة القماش ، كنوع من البروباجندا وفكر الجماعة والتمييز بين المؤمن والكافر داخل الوطن الواحد ، واعتمد كذلك الإخوان على كذبة الإعجاز العلمي حتى لو لم يتمكنوا من اختراع أي شيء له علاقة بالعلم ، وصرفوا عليه الملايين عوض الإنفاق على العلم الحقيقي ، وهم يدركون جيدا أنه وهم وكذب لكنه نوع من التنفيس على الشباب المتعلم ، والترويح عن الشعوب الاسلامية كي لا تتفطن وتسأل عن سبب تفوق الغرب عليها ، وكنوع من الملاذ النفسي والتعويض عن العجز حتى لو دمّرت هذه الكذبة عقول الشباب وحالت دون تطورها ، فنتجت لنا شعوب ممسوخة فاقدة للتوازن تحت مسمى الاعتدال ، وذلك أبعد ما يكون عن الاعتدال وإنما هو تيه وضياع بين حبلين ، شعوب تتقاذفها جميع الجهات لا هي تقدمت ولا هي تدينت ، لأن أنصاف الحلول لا تبني أوطانا كاملة ..
الإخوان هم أداة لتجهيل الشعوب ومع الأسف هناك قوى غربية كبرى ( قوى اقتصادية وليست الشعوب والنخب الغربية ) تدعمهم وتتركهم يتصرّفون كما يشاؤون وبحرية ، ليس من أجل سواد عيونهم لكن من أجل السيطرة على شعوبنا وبقاءنا تحت الحكم الغربي ، لأننا إذا قمنا بثورة فكرية وتركنا الجهل و اقتدينا بالدول الغربية بإحقاق العٓ---لمانية والدمقراطية والوعي، فهذا يعني أننا سننافس الغرب في العلم والإنتاج والفكر ، وبالتالي لن يبق هو في المقدمة وهذه سياسة حقيرة لكن من حقه المحافظة على الصدارة بحكم القانون المكيافيلي ، غير أنّ هذا سيعود عليه بالضرر مستقبلا ، فدعم المنظمات الإسلامية داخل أراضيه وإعطاءها الحرية سيغير ملامح الحضارة والفكر الذي وصل إليه ، و لهذا ينتفض بعض مفكريه الآن من أجل إنقاذ الموقف ودق ناقوس الخطر ، مثلما فعلوا مع طارق رمضان ( إخواني بدرجة بروفيسور ) ، والذي سأله بعض الفرنسيين في محاضرته عن سبب تناقض الطّرح الذي يلقيه في الدول الإسلامية ، وكيف يتكلم عن اقامة الشرع بحذافيره ودولة الخلافة ، ومع الطّرح الذي يلقيه في الدول الغربية عن السماحة والدمقراطية والعلمانية .
أمّا بالنسبة للعلمانيين في الدول الاسلامية فلا يغرّكم كلامهم عامة هنا وهناك فهو فقط من باب حرية الرأي ، ولا يسمح لهم أبدا بإقامة تنظيمات أو قنوات أو تمويل كبير مثلما يحدث مع الإسلاميين ، وهم رغم قوة طرحهم الذي ينسف أي فكر إسلامي ورغم قوة حجتهم واستنادهم على المنطق، إلا أنّ مهمتهم صعبة جدا لأنّ هدفهم القضاء على النظام الحاكم والإسلاميين معا ، على مبدأ شنق آخر دكتاتور بأمعاء آخر رجل دين ، والأنظمة تعي جيدا ذلك لهذا لا تسمح لهم بإقامة نظام علماني دمقراطي كامل ، كما لا تسمح للإخوان كذلك بإقامة نظام إسلامي كامل، حتى تتحكم في جميع الأطراف وتستفيد من نزاعها الفكري ، إضافة إلى أنّ العلمانيين ليسوا منظمّين ولا متفقين فيما بينهم، هم متأثرون بإرادة الغرب وتفوقه وبمفكريه العظام الذين غيروا البشرية وليس بالسياسيين عنده ولا يسيّرهم أحد، بل مجرد ثورة فكرية وانتفاضة ضد الجهل المتفشي ، ومبادرات فردية هنا وهناك مشتتة بين سجون الأنظمة تحت حكم ازدراء الأديان ، أو ميتة برصاصة أو طعنة من متطرفين مجرمين تدفعهم الجهات الإسلامية الخفية ، مثلما حدث مع ناهض حتر وعمر بطويل وفرج فوذة وعبد القادر علولة والوناس وغيرهم ، أمّا الإسلاميين فهم ليسوا أذكياء أبدا وليس لديهم سوى الشعارات و دغدغة عواطف الجماهير وإغراءها بالوهم والأحلام ، لكنهم منظّمون جيدا وأوفياء لمشروعهم جدّا بسبب عقيدة الولاء والبراء وقوتهم في نفاقهم ، واستعمالهم للحرية والعلمانية في بلدانهم والدمقراطية للوصول إلى الحكم ثم ينقلبون عليها ويحرّمونها بعد الحكم، وحتى الثورات العربية ركبوها بعدما قام بها شباب لا ينتمي بالأساس إليهم وتَحَرّك بسبب رغبته في التغيير ، لكنهم استغلّوا عشوائيته وقلّته ليخطفوا منه الحراك ويستولون على السّلطة لأنّهم مثل السرطان منتشرون في كل خلايا الدول الإسلامية ، وكذلك استخدامهم العٓ---لمانية الغربية من أجل التحرك بحرية في انتظار تكاثرهم في العدد والهيمنة أكثر ، متناسين أن القوة في النوع وليس الكم وأن كل هذا ينتهي في ثانية لو قرر الغرب ذلك ، فأسلوب التقيا لا ينفع مع الدائرة الضيقة التي تحكم العالم مثلما ينفع أحيانا مع دولنا ..!
في المحصّلة لو كانت أنظمتنا قوية ودمقراطية وتعطي مجالا للمفكرين بتوعية الشباب عوض سجنهم بتهمة ازدراء الأديان ، لما وصلت هذه المنظمات إلى شبابنا واستغلت الفقر والتهميش والظلم وقتل الأحلام واللاعدالة واللامساواة التي يتعرضون لها ، والآن نحن أمام سرطان كبير إسمه الإخوان المسلمون ، ولم يعد ينفع معه العلاج بالمسكنات بل وجب استئصاله بالكامل ، وإلا سيقضي على الأوطان والشعوب والشجر والحجر ، فقط يلزمنا القليل من الإرادة والشجاعة والحسم و ستنتهي هذه المعضلة ، تماما كما فعل الغرب في العصور الوسطى بقص رأس الأفعى دون هوادة ، وإياكم أن يخدعوكم بالتعايش أو القبول بهم كشريك في الوطن الذي يعتبرونه حفنة من التراب ، فهناك فرق كبير بين الإرهاب والاختلاف في الرأي ، ولا تعتمدوا على الأنظمة في هذا أبدا لأنّ مشكلتها معهم سياسية وليست فكرية ، فيما القضاء عليهم بشكل حقيقي وكامل يجب أن يكون فكريا ، وليس بالسجن أو المنع من السياسة في آخر لحظة بعد تجمّعهم .



#ديما_الطرابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الأمازيغية ( أمازيغ تونس في عودة ضد حكومات القومجية ا ...
- الأمازيغية والعروبة والتعريب ( هل الأمازيغية ضد الأسلام و ما ...
- هل يمكن للبلدان الإسلامية أن تكون كيانا دوليا أو قوة جديدة ت ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديما الطرابلسي - إمنعوا الفكر الإخواني من الوصول إلى العقول قبل أن يتجمّع في الحقول ( هاجر حمادي )