أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - كركوك .. بين الخيانة والمقاومة!















المزيد.....

كركوك .. بين الخيانة والمقاومة!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 20 - 22:18
المحور: القضية الكردية
    


كركوك ..
بين الخيانة والمقاومة!

بير رستم (أحمد مصطفى)
هناك مثل كردي يقول: "الضربة التي لا تقتلك تقويك".
نعم الضربة أو بالأحرى الصدمة التي تلقاه شعبنا في كركوك، ربما أفقد الكثيرين منا توازنه بعض الشيء مرحلياً وبات الواحد يتخبط في قراراته وحتى مشاعره تجاه الحركة والقيادة السياسية في الإقليم الكردستاني، لكن بقناعتي وكما يقول المثل الكردي؛ فقد تكون هذه الضربة أو الصدمة بداية مرحلة تاريخية جديدة في الوعي والسياسة الكردية بحيث نحاول التأسيس لفكر عقلاني يعتمد على البحث والتحليل في الاستقراء أكثر من الاعتماد على الشحنة العاطفية الثورية لدى جماهيرنا الكردية، طبعاً نقولها على المستوى السياسي والخطابي للحركة الوطنية الكردية وكذلك على مستوى النخب الثقافية الوطنية وبالتالي اعتماد لغة أقرب إلى اللغة الواقعية السياسية منها إلى لغة المنابر الحزبية التي تعتمد العاطفة الوطنية الكردستانية. وهكذا تبدأ الحركة الكردية في قراءة الواقع والامكانيات والظروف بحيث تكون منطلقات فكرية نظرية لطرح مشاريع سياسية وطنية كي لا نعيد الكوراث والمآسي بشكل دوري على رؤوس هذا الشعب الذي بات يشك في قدرته على الخلاص من العبودية والاحتلال وإغتصاب هذه الكيانات الإقليمية لجغرافيته وتاريخه وثقافته وحضارته الكردستانية عموماً.

لكن وقبل أن يتمكن شعبنا ونخبها الوطنية ومعها الحركة الوطنية الكردية من تجاوز هذه الضربة أو الصدمة الأخيرة، لا بد من إعادة هيكلة أو برمجة الوعي السياسي الكردي عموماً وعلى الأخص الكادر الحزبي القيادي بحيث يكون الولاء أولاً وأخيراً للقضية والوطن وليس للحالة الحزبية حيث وللأسف؛ فإن الكرد وعلى مر التاريخ كانوا ضحايا الخلافات الداخلية أكثر من أن يكونوا ضحايا للتحالفات الخارجية ومصالحهم الحيوية وعلى حساب قضايا شعبنا حيث وفي كل مرة نجد انكساراتنا تكون أولاً من الداخل وقد وصل الأمر لدرجة بات أحدنا يشك بالشخصية الكردية ويتساءل هل "الشخصية الهورباكية" أصبحت جزء من الشخصية الكردية وملاصقة له في كل مراحل نضاله التاريخية وكأنها لعنة أو عقدة من تاريخ الأجداد تلاحقنا لنقع في الحفرة نفسها كل مرة وإن كانت تحت مسميات مختلفة، فقديماً كانت الصراعات بين شخصيات وقيادات وممالك متناحرة وفي مراحل أخرى بين الانتماءات القبلية العشائرية أو المذهبية والطائفية الدينية واليوم ها نعيد تجربتهم على أسس وانتماءات حزبية بحيث باتت الأطراف والكتل الحزبية على استعداد للتنسيق مع غاصبي كردستان _كما حصل مؤخراً في كركوك_ وذلك مقابل إنتصارات وهمية لفريقه السياسي وإعادة التجربة الهورباكية.

إذاً ما زال "هورباك" يفعل مفاعيله في الواقع الكردي وللأسف، بل باتت الهورباكية في نظر هؤلاء الخونة وطنية وحرص على القضية والشعب وهم يروّجون لخيانتهم بكل وقاحة على القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي بحجة أن الطرف الآخر _أي البارزانيين_ يستولون على خيرات كركوك ونفطها ويحاولون إقصاء الآخرين عن المناصب والمشاركة في إدارة إقليم كردستان، طبعاً لا يمكن نفي واقعية بعض تلك المطالب والحقائق، لكن هل استبداد وفساد العائلة البارزانية يبرر الخيانة وممارسة الهورباكية، ثم كنا احترمنا قرارهم ومطاليبهم تلك، بل ربما كنا وقفنا معهم ضد استفراد الديمقراطي الكردستاني بالحكم لو كانوا يملكون من الجرأة والشرف والوطنية بحيث يطرحوا مشروعهم السياسي البديل "الديمقراطي أو العراقي" في وجه المشروع "القومي الكردستاني" للبارتي، لكن أن يوهموا هذا الأخير وللحظة الأخيرة؛ بأنهم مع المشروع الكردستاني وإجراء الاستفتاءات وفي اللحظة الحاسمة ينقلبوا على البارتي فتلك هي الهورباكية بعينها، بل قاع الخسة والدناءة والعهر السياسي ولذلك فلا مهادنة مع هؤلاء الهورباكيين.

ربما البعض يفهم من موقفي هذا بأنه؛ نوع من الولاء العقائدي الأعمى للبارتي والبارزانيين أو للمشروع القومي الكردستاني _رغم أن ذلك يشرفني_ لكن أؤكد بأنه ليس إنتماءً أعمى، بل إنني وجهت الكثير من النقد للبارتي وللرئيس بارزاني نفسه في قضية التمديد أو تعطيل البرلمان وغيرها من القضايا التي وجدت فيها ما تخالف قراءتي للسياسة وللمصالح الوطنية الكردستانية، بل ولأكون واضحاً أكثر؛ فإنني من الذين يؤيدون المشاريع الديمقراطية أكثر من المشاريع القوموية المنغلقة، لكن وبنفس الوقت فإنني أعلم بأن الواقع الاجتماعي والحضاري للمنطقة ولشعوبنا غير قادر على انتاج نظم سياسية وطنية ديمقراطية قبل المرور بمرحلة الكيانات الأقوامية ولذلك فإنني مع مشروع البارتي في هذه المرحلة ومستقبلاً سيكون الحياة للدول الفيدرالية والكونفيدرالية ولكن بعد تحقيق مكونات المنطقة لكياناتها السياسية بحيث تأتي لتشكيل هذه الكيانات الكونفيدرالية وفق إرادتها السياسية وليس أمراً مفروضاً عليها من قبل الآخرين، كما يتوهم فعلها جماعة الهورباكيين في الاتحاد الوطني مؤخراً مع قيادات عراقية مسيّرة إيرانياً وهم يحلمون بأن يكونوا (أسياد وأمراء) النفط من خلال الاستيلاء على آبارها في كركوك مع العلم أن السيادة وإن نجح "مشروعهم" ستكون لإيران وليس لأحد آخر وبقناعتي هذا ما لن يقبل به الأمريكان.

بالأخير يمكننا القول؛ بأن على البارزانيين أن يغامروا ويضعوا قوى التحالف وأمريكا تحديداً بين أحد الخيارين؛ إما دعم المشروع الكردستاني وإفشال الهورباكيين ومن ورائهم الإيرانيين أو التوافق مع إيران نفسها بالسماح لها للتمدد ليس إلى كركوك وخانقين ومخمور وشنكال، بل إلى الحدود التركية في زاخو وإبراهيم خليل وحينها "تسطفل" أمريكا في معالجة تمدد النفوذ الإيراني والهلال الشيعي في المنطقة وليس فقط في كردستان. وهكذا فإن القيادة الكردية في أربيل ستضع الحلفاء في "خانة اليك" كما يقال؛ إما القبول والرضوخ للمشروع الكردستاني وولادة كيان سياسي جديد في المنطقة أو لتكن الكلمة لإيران على كل العراق بما فيها إقليم كردستان .. وأخيراً وبخصوص مدينة كركوك يمكن أن نقول؛ بأن قرار الانتماء يبقى يحدده الكركوكيين وذلك عندما يتم الاستفتاء على قضية تحديد الهوية وهذه ترتبط بالمستقبل وولادة كيان سياسي جديد في المنطقة باسم كردستان _كما قلنا_ وحينها سوف تحدد الانتخابات مصير المدينة النفطية وإلى ذلك الحين يمكن للمدينة أن تبقى بإدارة مشتركة بين كل المكونات وتحت إشراف دولي.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك كردستانية أم عراقية؟!
- كلنا سقطنا أو أسقطنا .. في مستنقع الغدر والخيانة!
- بوست قصير بخصوص من يقول؛ بأن الكرد -أتباع- أمريكا
- ملامح محاور إقليمية جديدة في المنطقة ..تركيا تقر بأن الأمريك ...
- الحكومة العراقية وأحلامها بعودة ديكتاورية البعث أو الملالي!!
- تركيا واللعب على خطوط النفط والغاز أو اللعب على المحورين؛ ال ...
- ما هي أوراق القوة لدى الكرد بخصوص الاستقلال؟!
- حكمة تشرشل وسياسة الدول الإقليمية
- بيان حسن عبد العظيم والعنصرية العربية بكل تجلياتها!!
- دعوة الجاليات الكردية للتحرك في الساحات الأوربية دعماً للإست ...
- خطاب الآبوجيين والبارزانيين والتوافق على خصوصية كل جزء كردست ...
- -راحت السكرة وإجت الفكرة- هل كردستان العراق أقدمت على مغامرة ...
- وحدة الموقف الكردي باتت قضية إستراتيجية؛ قضية وجود وكيان!
- الإدارة الذاتية بين الاستحقاق الإنتخابي والقبول الشعبي!!
- إستقلال كردستان والظرف المناسب أم المنافق!!
- نداء لقنديل: خسارة البارزاني خسارة لكم أيضاً!!
- أحزابنا الكردية هل هي أدوات نضالية أم أصنام معبودية؟!
- نواف البشير و-الناشطين الإسلامويين- وفبركة الأخبار!!
- المثقفون العرب بين الأماني والقراءات السياسية لوأد الحلم الك ...
- الدولة الوطنية (القومية) هل إنتهى عصرها كردياً وشرق أوسطياً؟ ...


المزيد.....




- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - كركوك .. بين الخيانة والمقاومة!