أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - 18 أكتوبر خديعه لليسار التونسي















المزيد.....

18 أكتوبر خديعه لليسار التونسي


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 20 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


18 أكتوبر خديعة لليسار التونسي

سوف لن أنحو منحى الدفاع أو الهجوم الفصائلي الذي يمارسه بعض اليساريين والمناكفات الخاطئه والصراعات الحزبيه والتي هدفها فقط الاستحواذ على إرت اليسار وإبعاد الخصوم عن بقايا المريدين،لن أتحدث عن خطأ هذا الحزب أو ذاك أو هذا الزعيم أو ذاك لأن هذا سيسقطني في ملعب الاستحواذ نفسه،لكني سأتحدث عن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه اليسار التونسي عموما في اتفاق 18 أكتوبر سنة 2005 مع حزب النهضه الاخواني،المؤلم أن بعض اليسار وحتى بعد أن تمكن الاخوان من الدوله والمجتمع وبعد أن سالت دماء شهداء اليسار(شكري بالعيد ومحمد الابراهمي) لم يدركوا بعد الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه بل لم يكلفوا أنفسهم حتى تقييم ذاك المسار والاستفادة منه،وهذا ما جعل القوى اليساريه عموما في حالة ارتباك مزمن إزاء العلاقه بأحزاب الاخوان،فمن يقترب منهم أي الاخوان يدينه خصمه الذي ينسج علاقة أخرى معهم بطريقة مّا وهو لا يعني إلا إقرار بالعجز وقبول الأمر الواقع أن كتلة الاخوان انتصرت وأصبحت مركز جذب وإغراء للجميع ،طبعا طعّمت غريزة البرجوازيه الصغيره المشهد لتضفي الطموح الفردي على الموضوعي.

اتفاق 18 أكتوبر بين الاستراتيجيه والتكتيك:

لقد دخل اليساريون هذا الاتفاق على أساس أن المهمه الرئيسيه هي الاطاحه بنظام دكتاتوري عجزت أية قوه منفرده على المس من جبروته وأن الوحدة بين كل القوى المتضرره من هذا النظام هي الكفيلة باسقاطه أو على الأقل إجباره على التنازل ولأن حزب النهضه وبعد السجون والتشريد أصبح ضمن الضحايا فلا بد من اشراكه خاصة وأن له رصيد شعبي سيكون رافدا لتقوية النضالات والضغط على السلطه،هكذا كانت هندسة الاتفاق لكن فات هؤلاء غفلة أو عمدا الأهم وهو استراتيجية اليسار واستراتيجيه الاخوان المتناقضه تماما،أي بناء تقدمي للدوله والمجتمع عند اليسار وبناء دوله اسلاميه على نمط الخلافه عند الاسلاميين،ما يعني أن اليسار نظريا على الأقل في استراتيجيته سيبني على مكاسب الدوله التونسيه في المدنيه والاداره وسيلاقحها بالأفكار الجديده التقدميه في الحريات والديمقراطيه والاقتصاد الاجتماعي العادل إن لم يكن الاشتراكي والوحده العربيه عند القوميين،أما الكتله الاخوانيه فكانت تبيّت أسلمة المجتمع والدوله والاختفاء تحت شعار "الاسلام هو الحل"،ورغم الاشتراطات الفضفاضه حول الديمقراطيه والحريات ومكاسب مجلة الأحوال الشخصيه في الاتفاق فقد تبين أنها لا تمنع الكتله الاخوانيه من العمل على استراتيجيتها وتكريسها على أرض الواقع.
كان هدف اليسار من الاتفاق الوصول لأوسع آليه لاسقاط النظام كمهمه رئيسيه وللأسف كان هذا على حساب الاستراتيجيه والبدائل التي بشر بها الشعب التونسي في أدبياته وشعاراته والتي تتطلب عملا شاقا وطويلا لا يكفي فيها إسقاط النظام لتخلف المجتمع وتقليديته وتخلف علاقات الانتاج فيه وغياب الرأسماليه الوطنيه ،على العكس كان هدف الاخوان الولوج للمعارضه المدنيه لتسويق ذاته لدى الغرب والتظاهر بالنأي عن التطرف والارهاب مع إدراكهم أن الأرض اجتماعيا وثقافيا في صالحهم وأن إسقاط النظام كاف لاطلاق أيديهم للأسلمه وبناء دولة الخلافه وهو ما باشروا به مذ تأكدهم من فرار بن علي واضطراب النظام ولم تصل محطة انتخابات المجلس التأسيسي إلا وهم متفردون بالقوة والانتشار والسيطره والأهم إقناع الغرب بأنهم اللاعب الرئيسي على أرض تونس.

ما بعد 14 جانفي الاخوان في السلطه:

في الحروب عندما يدرك القائد المحنك أنه وقع في خديعه وأنه محاط بالأعداء وأمامه أرض مزروعه بالألغام،يتراجع ليبني دفاعاته من جديد ليتمكن من تنظيم صفوفه وأجنحته والمحافظه على مكاسبه حتى لا يغامر ويخسر كل شيئ،هذا ما كان يجب على القوى اليساريه أن تفعله أي خطوه الى الوراء للتدارك وقد كانت جبهة الانقاذ والتنسيق مع بعض رموز النظام القديم في باردو الخطوه الضروريه والعقلانيه في السياسه لانقاذ الدوله والحد من الأسلمه الاخوانيه للمجتمع،وأثمرت هذه الخطوه السليمه في اسقاط حكومة الاخوان ومنحت تغيرا في المشهد الانتخابي فيما بعد،لكن ولأن اليسار ذهب في هذه الخطوه دون إدراك لماهيتها ودون تقييم سليم بل حتى بدون اعتراف بخديعة الاخوان في اتفاق 18 أكتوبر،فقد فرّط في مكاسب جبهة الانقاذ وخرج بيد فارغه ويد لا شيئ فيها وانسحب من معركة المواقع بوهم إيديولوجي تارة وبغباء تارة أخرى وباختراقات لصفوفه باللعب على تركيبته البرجوازيه الصغيره المتذبذبه.
اليوم عادت القوى اليساريه تتآكل وتتقاذف التهم وتتصارع على تمثيل الارث والادعاء بالعمل من أجل الوحده وهي ادعاءات أخلاقويه فاليسار يتفكك من داخله وفقد بريقه النظري المبشر لدى مريديه واخترقته طفيليات الفوضى السياسيه التي سادت طوال السبع سنوات الماضيه ولهذا ليس غريبا أن يدعو بعضهم لاحياء اتفاق 18 أكتوبر وليس غريبا أن يتحالف البعض الآخر سرا وعلنا مع أطراف من الاخوان والمشترك بين أغلب فصائل اليسار هو التقوقع والانسحاب من معركة المواقع خشية اتهامه بالتورط مع النظام،وهو عجز عقائدي عن إدراك الفروق بين الدوله ونظام الحكم وبين السياسي والإيديولوجي.
في الختام وحتى أقرب الصورة للمتابع عن الفرق بين التخبط والعشوائيه والحنكه والحصافه في السياسه أورد مثال التحالف الذي حصل في اليمن بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح،لقد كان أكثر المتضررين من نظام علي عبدالله صالح هم الحوثيين فقد شن عليهم ست حملات إباده وليس سجون وتشريد فقط،لكن عندما سقط حكمه وتخلى عنه الغرب وحلفاءه و الخليجيون أنقذه الحوثيون وتناسوا جرائمه ولكنهم لم يفرطوا في استراتيجتهم في مقاومة التحالف الاخواني الخليجي الغربي واستطاعوا توظيف قوة صالح القبليه الواسعه لصالح استراتيجيتهم،وهم ينتصرون اليوم وازداد ارتباطهم بحلف المقاومه العالمي لمواجهة الحلف الصهيوأطلسي،عكس الرفاق في جنوب اليمن( يشبهون اليسار التونسي) والذين كانوا حلفاء للحوثيين ففرطوا في هذا التحالف الاستراتيجي باسم رفض النظام القديم فوجدوا أنفسهم اليوم مجبرين على الاصفاف مع الرجعيه الخليجيه وتحت الحكم الغير مباشر للاخوان والقاعده .
اليسار التونسي فقد بريقه وجماهيريته النوعيه وأصبح مادة النظام الاعلاميه لبث الاحباط وتيئيس الشباب من التغيير والأدهى أن بعض قادته متشبثين بالتجريب فمن دعوة لانتخابات مبكره يدركون سلفا أنها في صالح الاخوان وحلفاءهم الندائيين وبعضهم يدعو لاحياء اتفاق 18 أكتوبر لانقاذ تونس ويصر على وطنيتهم رغم الخراب والدمار والارهاب الذي خلفوه لتونس والذي أدركه حتى عامة الناس،وهذا إن دل على شيئ فهو دلاله عن الفقر في وعييهم السياسي والعما الايديولوجي الذي ولد وهما سلفيا في عقولهم،أبعدهم عن قراءة الواقع ليس فقط بالابتعاد عن التقييم السليم للمرحله بل حتى الاقرار بأن اتفاق 18 أكتوبر كانت خديعه مكتملة الأركان.
سالم المرزوقي ـ تونس ـ



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رساله مفتوحه في تشظي اليسار وفقره الثقافي
- قراءة خطاب السيد حسن نصرالله
- قطوف تزهر في الصحراء
- سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك
- رساله مفتوحه الى سلامه كيله،دفاعا عن اليسار التونسي
- النقد والأدب والثوره
- حزب النهضه الاخواني: المقاربه بين الوحدة والبقاء أو التشظي و ...
- أمريكا ترامب والاندفاع المغامر
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - 18 أكتوبر خديعه لليسار التونسي