أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - قحطان المعموري - مائة عام على ثورة إكتوبر ... هل من صلة بعالمنا اليوم؟ توم كرين















المزيد.....

مائة عام على ثورة إكتوبر ... هل من صلة بعالمنا اليوم؟ توم كرين


قحطان المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 09:31
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


مائة عام على ثورة إكتوبر ... هل من صلة بعالمنا اليوم؟
بقلم : توم كرين
ترجمة : قحطان المعموري



يصادف هذا العام الذكرى المائة للثورة الروسية، التي هي نقطة تحول حاسمة في تاريخ العالم، حيث أقامت الطبقة العاملة ولأول مرة نظام حكمهم الديمقراطي من خلال "السوفيات"، وهي مجالس العمال والجنود والفلاحين. لقد كان هدفهم هو استئصال الاضطهاد الإقطاعي والرأسمالي، ومن ثم المساعدة على إرساء أسس نظام اشتراكي عالمي مبني على المساواة.
بدأت الثورة في شباط مع الإطاحة بالقيصر. بيد أن "الحكومة المؤقتة" المعتدلة التي أنشئت بعد ذلك لم تتخذ أي تدابير جادة لإصلاح الأراضي أو لإنهاء الحرب أو معالجة أي من القضايا المركزية الأخرى التي قامت من أجلها الثورة. لقد أدت الأزمة الحتمية إلى النمو السريع للحزب البلشفي الثوري المتجذر في أوساط الطبقة العاملة في المناطق الحضرية التي وِعٍدت بـ "الخبز والسلام والأرض". وفي أكتوبر، تولى السوفييت بقيادة البلاشفة السلطة، لتبدأ المرحلة الثانية من الثورة.
لقد حافظت الحكومة الثورية على وعدها الذي قطعته "الخبز والسلام والأرض" من خلال الانسحاب من مسلخ الحرب العالمية الأولى، والسيطرة على البنوك وإعطاء الأرض للفلاحين. لقد كانت الحكومة الأكثر تقدما في التاريخ الحديث حيث شارك العمال من خلال مجالس السوفييت المنتخبة في صنع القرارات اليومية . فقد أعلنت، على سبيل المثال، عن هدفها المتمثل في تحرير المرأة واتخذت خطوات ملموسة عديدة في هذا الاتجاه رغم التحديات التي يطرحها تخلف البلد. لقد كانت أيضا أول دولة في العالم تتخلى عن جميع قوانين التمييز ضد المثليين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية والنشاط الجنسي بالتراضي.
لم تكن قيادة الثورة، ولا سيما لينين ، ترى أن الثورة الروسية كانت بداية "الاشتراكية في بلد واحد" نظرا لمستوى التنمية الاقتصادية المنخفض في البلاد، بل كانت ترى إنها بمثابة بداية الإنفجار للثورة العالمية. ولم يكن الإعتقاد بأن الرأسمالية الغربية ستواجه الإنهيار بسبب الآثار الكارثية للحرب مجرد أضغاث أحلام.
في عام 1919 أطلق البلاشفة ، الشيوعية الدولية (الكومنترن) لجمع الملايين من العمال والشباب سوية لدعم الثورة الروسية ورفض الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية التي خانت الطبقة العاملة من خلال دعمهم الحرب. ففي الولايات المتحدة، إنقسم الحزب الاشتراكي الذي له قاعدة كبيرة، بأغلبية تقرب من 70،000 عضو لدعم الكومنترن والذهاب لإنشاء الحزب الشيوعي.
لقد قامت الطبقة العاملة في عدد من البلدان وأهمها ألمانيا، بالعديد من الإضطرابات ، على مدى السنوات القليلة التي أعقبت الثورة. ولم يؤد ذلك إلى اختراق حاسم آخر معاد للرأسمالية بسبب عدم وجود النموذج القيادي المجرّب والموثوق كالذي قدمه البلاشفة في روسيا. وفيما لوكان قد نجحت في ذلك، لكان من الممكن أن تتجنب البشرية الكثير من أهوال القرن العشرين، بما فيها وصول هتلر إلى السلطة، والمحرقة، والحرب العالمية الثانية، وما يجري اليوم في الشرق الأوسط ، وربما قد نعيش في بدايات مجتمع اشتراكي عالمي.
لماذا نتحدث عن عام 1917 في عام 2017؟
ربما يتساءل المرء ..مالذي يجب عمله في القرن الواحد والعشرين الأمريكي ، حيث المجتمع الذي يختلف بشكل واسع عن المجتمع الروسي الذي كانت الغالبية العظمى لسكانه من القلاحين المرتبطين بالأرض؟ الجواب بسيط جداً ، وهو الهيمنة المستمرة للرأسمالية.
وكما أظهر الزلزال السياسي الذي وقع في عام 2016،حيث فقد عشرات الملايين من الناس إيمانهم بالمؤسسات الرأسمالية، وأعربوا ـ الشباب على وجه الخصوص ـ عن دعمهم للاشتراكية وحشدوا الحملة التاريخية للمرشح الديمقراطي لبيرني ساندرز الذي يصف نفسه بأنه ديمقراطي إشتراكي ويفضّل السياسات المشابهه للأحزاب االديمقراطية الإشتراكية في أووربا. ولكن في ظل غياب البديل اليساري في الأنتخابات العامة فان الباب أصبح مفتوحاً أمام يمين شعبوي غريب قدّم نفسه كمدافع عن "الرجال والنساء المنسيين" وأدى الى هزيمة هيلاري كلينتون، مرشحة الحالة الراهنة.
يمكن القول بأن ترامب هو تجسيد حي للطبيعة الجشعة والمريضة لهذا النظام الاجتماعي الذي يحركه الربح والذي يهدد الحياة التي نعيشها على كوكبنا. وبعيداً عن المصداقية، تدعو فئة المليارديرات وساستها أالى تبنّي"الحرية" في حين تقوم ببناء دولة المراقبة والحذر إعتماداً على إدامة العنصرية المؤسساستية والتحيز الجنسي لإبقاء الطبقة العاملة " في مكانها " دون حراك.
يدعّي معارضو ثورة إكتوبر بأنها كانت انقلاباً وليس ثورة للجماهير، وأن نظام لينين قد أدى حتما إلى وضع مشابه لسجن غالاغ الستاليني كما أن التجربة السوفياتية قد أثبتت أن الاقتصاد المخطط لا يمكن أن يعمل، إضافة الى أن هناك "طريقا وسطيا" للديمقراطية الليبرالية كان يمكن إتباعه والعمل به لولا البلاشفة وغيرها من الحجج البعيدة عن الواقع. إن ملخّص كلامهم من كل هذه الحجج هو أن الاشتراكية والشيوعية قد حاولت وفشلت .
في الماضي، كان للدعاية المناهضة للشيوعية التي تتبناها الطبقة الحاكمة تأثير حقيقي على أجزاء من الطبقة العاملة في الولايات المتحدة وذلك من خلال استخدامها الجوانب السلبية للأنظمة الستالينية في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية وفي وقت لاحق في آسيا ، على نحو فعال لتسميم عقول الكثيرين ضد أي بديل للرأسمالية الذي يروجون له بأنه "أفضل الأنظمة الممكنة". في الولايات المتحدة. كانت معاداة الشيوعية مرتبطة "بالحلم الأمريكي" في أن الطبقة العاملة ستشهد مستوىً معيشياً زاهراً. كل هذا أدى بالبعض من اليسار إلى الأستنتاج الى أنه من الأفضل تجنب الثورة الروسية قدر الإمكان. ربما كان ذلك مفهوما ولكن من المستحيل تجنب هذه الأسئلة في نهاية المطاف.
خلافا لما كان عليه الحال قبل 25 عاما، في أعقاب انهيار النظام السوفييتي، عندما تم الأعلان على أن "التاريخ قد انتهى" وأن "الديمقراطية الليبرالية" انتصرت، فإن الأمور تقف مختلفة جدا اليوم. الحلم الأمريكي ميت رسميا. الطبقة الحاكمة في موقف الدفاع، كما فقد نظامها ومؤسساتها المصداقية. إن الملايين اليوم يبحثون عن بديل لسياسة الشركات والكارتلات ولا يقبلون بإدعاءات الطبقة الحاكمة.
النظر إلى الوراء وإلى الأمام
إن ثورة 1917 كانت ولحد الآن ، المحاولة الأكثر شمولا لوضع حد دائم للظروف التي من شأنها الأبقاء على ( إستنساخ ) دونالد ترومب. لهذا السبب وحده، فإنه هذا يتطلب اهتماما دقيقا من جميع حركات العمال والشباب التقدمية.
إن السؤال هو كما طرحه لينين منذ فترة طويلة: "ما العمل؟" .على الرغم من الإختلافات العديدة بين عام 1917 و يومنا هذا ، إلا إنه يمكن القول بأن الإنسانية بحاجة إلى تغيير المسار والعودة الى الطريق الذي بدأه عمال بتروغراد قبل مائة عام.



#قحطان_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور النساء في الثورة الروسية 1917 - ماري ديفيز
- هل أفرزت ثورات الربيع العربي قيادات نسوية فاعلة ؟؟ - بقلم: ن ...
- جورج أورويل حياة في رسائل
- نحوتأسيس قناة تلفزيونيه يساريه عراقيه
- ألا يستحق المثقفون العراقيون ( العرب) من الأكراد منحهم حقيبة ...
- إنتخبوا ( الطبيب الجوال ) .... إنه القول والفعل
- عندما تصادر المحاصصة الحزبية إرادة الأغلبيه
- قائمة ( مدنيون ) وأخواتها........قائمة التغيير والبناء
- هل يفلح مجلس النواب في الخروج من عنق زجاجة المحاصصه ؟؟؟
- هل من رؤيه عراقيه حقيقيه للأتفاقيه الأمريكيه العراقيه بعيداً ...
- صرخة بنت الرافدين المدويه...... لاتنسوا من نحن !!!
- التوافق المنقوص
- أيها ( الشيوعي ) الأخير ..... إنه ليس وقت الشماته
- عن التوسع العمودي في اليسار العراقي ....مرة أخرى
- قناة الجزيره .......واللعب على الحبال
- التوسع ( العمودي ) لليسار العراقي
- الحركه الطلابيه العراقيه....تأريخ حافل و نضالات مشهوده
- أسئلة الأستاذ رزكار عقراوي ..... هل تخص الحزب الشيوعي العراق ...
- قناة الجزيره .....واحترام الرأي الآخر
- محمد سيد رصاص... والمتعاونين مع الاحتلال.. وقضية مجلة الاداب


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - قحطان المعموري - مائة عام على ثورة إكتوبر ... هل من صلة بعالمنا اليوم؟ توم كرين