أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف أحمد - البطالة والحرمان من الحقوق السبب الرئيسي لهجرة الشباب الفلسطيني في لبنان















المزيد.....

البطالة والحرمان من الحقوق السبب الرئيسي لهجرة الشباب الفلسطيني في لبنان


يوسف أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 18:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في لبنان
تزايدت خلال السنوات الخمس الماضية ظاهرة الهجرة لدى الشباب الفلسطيني في لبنان، بالترافق مع موجهة الهجرة الواسعة التي طالت مجتمع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا بسبب الأحداث التي ألمت في سوريا خلال المرحلة الماضية، والتي أدت الى تهجير ما يقارب نصف اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات سوريا الى الدول المجاورة والدول الاوروبية والاجنبية المتعددة.
وفي لبنان، فإن ظاهرة الهجرة الجديدة لدى الشباب الفلسطيني في لبنان، لم تكن هي الاولى التي تطال مجتمع اللاجئين في المخيمات، حيث شهد التجمع الفلسطيني في لبنان موجات هجرة عديدة، لعل أهمها الموجة التي تلت الحرب الأهلية في لبنان بمنتصف السبعينيات، تلتها الموجة الثانية بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان، والموجة الثالثة بعد ما سمي بحرب المخيمات بمنتصف الثمانينيات. واستمرت ظاهرة الهجرة بعد هذه الموجات الثلاث الرئيسية لكنها لم تشكل ظاهرة مقلقة بالنسبة للوجود الفلسطيني في لبنان.
وهنا علينا أن نميز بين هجرة طبيعية وطوعية تفرضها طبيعة وتعقيدات الحياة وتطورها، وهجرة مفروضة تأتي في سياق سياسي مخط له، وهذا ما يدفعنا الى التحذير من ان الهجرة تحولت من ظاهرة فردية يمكن أن تحدث في أي مجتمع، إلى ظاهرة جماعية تهدد بإفراغ التجمعات والمخيمات الفلسطينية من لاجئيها..
غالبية الشباب الفلسطيني في لبنان يدركوا أن تهجير وتشتيت الشعب الفلسطيني هي أحد الأهداف التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي، من أجل التخلص من قضية اللاجئين وحق العودة من خلال تقسيم الشعب الفلسطيني الى مجموعات سكانية غير متماسكة يسهل السيطرة عليها، وتذويبها ومحو هويتها الوطنية الفلسطينية، تمهيداً لاغاء وشطب حقها بالعودة الى فلسطين.
لكن رغم إدراك هذه الحقيقة من قبل غالبية الشباب الفلسطيني في لبنان، فإن الوقائع على الأرض تشير الى أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت حالة هجرة كبيرة من الشباب الفلسطيني في لبنان باتجاه الدول الأوروبية، كما برزت بعض الأصوات التي تطالب بفتح أبواب السفارات أمام الشباب الفلسطيني لتمكينهم من الخروج من لبنان ومنحهم حق الإقامة في الدولة الأجنبية.
مخاطر وصعوبات تعترض طريق المهاجرين
وقد إعتمد الشباب الفلسطيني في لبنان طرقاً عدة للهجرة والوصول الى البلدان الاجنبية،فبسبب عدم مقدرتهم على الهجرة الشرعية فقد سلك البعض طريق البحر من تركيا باتجاه اليونان ومنها انطلقوا للبلدان التي يقصدونها، ومنهم من إختار طريق السماسرة بتأشيرات سياحية لبعض البلدان طريقا للعبور نحو البلد المقصود.
ويسجل في موجة الهجرة الأخيرة، أنها لم تقتصر على أفراد أو شباب، وإنما طالت عائلات بأكملها، وشهدت بعض المخيمات وخصوصاً في الجنوب إقدام العشرات من العائلات الفلسطينية على بيع منازلها بأثمان زهيدة، مقابل الحصول على المبلغ المطلوب للسماسرة والذي يمكنهم من الخروج من لبنان بحثاً عن مكان يعتقدون بأنه سيكون أكثر دفئاً لهم وتتوفر فيه مقومات الحياة التي حرموا منها في لبنان.
وقد تعرض المئات من هؤلاء الشباب لمخاطر عديدة أثناء سفرهم، وخاصة من إختاروا طريق البحر والقوارب، حيث تعرضت العديد من القوارب للغرف، وتوفي العديد من الشباب والأطفال في عرض البحر، كما تعرضت عشرات العائلات للنصب والإحتيال من سماسرة الهجرة وترك بعضهم في عرض البحر كما هو حال عشرات العائلات التي تركها السماسرة قبالة الشواطىء القبرصية.
البطالة والحرمان من الحقوق السبب الرئيسي للهجرة:
لدى سؤال الشباب عن الأسباب الرئيسية لتفكيرهم بالهجرة من المخيمات، فالقاسم المشترك بينهم، يتمحور حول الحرمان الذي يتعرض له اللاجىء الفلسطيني في لبنان بسبب القوانين اللبنانية التي تحرم الفلسطينيين وخصوصا خريجي الجامعات من حق العمل وتمنع الفلسطيني من حق تملك شقة خارج المخيمات. الامر الذي يعني قتل مستقبل الشباب الفلسطيني، كما يعني قتل أحلامهم وطموحهم ببناء مستقبل لهم ولعائلاتهم.
ويستغرب الشباب هذه السياسة اللبنانية مع الفلسطينيين في لبنان، والتي توضع لها حجج وذرائع واهية بحجة مواجهة التوطين، متساءلين لماذا لم يتنازل اللاجؤون الفلسطينيون في سوريا عن حقهم بالعودة رغم حصولهم على كامل الحقوق ومساواتهم بالمواطن السوري.؟!
ويضاف الى مشكلة الحرمان من الحقوق العديد من المشكلات الأخرى التي تواجههم وتجعل من الهجرة حلاً أو خياراً لهم للخروج من هذه الأزمات، وفي مقدمتها الواقع الصحي المزري، وتراجع تقديمات الاونروا على الصعيد الصحي والاجتماعي والتربوي. الى جانب التضييقات المفروضة من قبل الدولة اللبنانية على العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ويؤكد معظم الشباب بأن الهجرة لم تكن يوماً خياراً مطروحاً بقوة أمامهم، أو حلماً يراودهم، وإنما الواقع المأساوي الذي يعيشونه في المخيمات وجيش البطالة المكدس من الشباب والخريجين في المخيمات هو ما دفع بهؤلاء الشباب للتفكير بالهجرة هرباً من الظلم والحرمان والمستقبل المجهول.
وتشير الوقائع الميدانية الى أن أكثر من 65% من الشباب الفلسطيني الذين هاجروا لبنان خلال السنوات الخمس الأخيرة قد أنهوا دراستهم الثانوية، وعدد كبير منهم كان يتابع دراسته الجامعية، ومنهم أيضاً من تخرج وحصل على الشهادة الجامعية. وهذا يعني أن غالبية المهاجرين هم من الفئات المتعلمة والكفاءات العلمية.
فمن تخرج منهم رأى أن لا أفق أمامه لبناء مستقبله في لبنان في ظل قوانين الحرمان اللبنانية، والذين لم يستكملوا دراستهم الجامعية أيضاً واجهتهم صعوبة متابعة دراستهم بسبب غلاء الأقساط الجامعية ولإدراكهم أن نهاية التخرج ستكون الجلوس على مقاعد البطالة وفي أزقة وزواريب المخيمات، ومن تتوفر له فرصة عمل يتعرض للإستغلال ويعمل بأجر زهيد، ويحرم من كامل حقوقه، الى جانب المئات من خريجي الجامعات الذي علقوا شهاداتهم الجامعية على جدران منازلهم واضطرتهم ظروف الحياة القاهرة للعمل بمهن ومجالات اخرى، فترى الطبيب يعمل كسائق أجرة والمهندس عامل والصيدلاني صاحب مقهى والمحامي مدرس خصوصي للطلاب، هذا إذا توفر العمل أصلاً. لأجل هذا كله، يعتقد الشباب الفلسطيني الذي شملتهم الدراسة، أن البقاء بإستمرار حرمان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من حقوقهم الإنسانية والإجتماعية سوف يدفع المزيد من الشباب والخريجين للتفكير بالهجرة الى خارج لبنان.
خلاصة القول، إن إستمرار الهجرة بهذا الشكل القائم بات ينذر بعواقب وتداعيات سلبية عديدة على نسيج وتماسك المجتمع والمخيمات الفلسطينية في لبنان، وبالتأكيد سيترك إنعكاسات سلبية ستؤثر حتماً في قوة المجتمع الفلسطيني اللاجىء ونضاله من أجل حق العودة، إنطلاقاً من أهمية المخيمات وقدرتها النضالية وفعلها المؤثر في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.
هذا كلها يدفع لإعلاء الصوت من أجل وقف هذا النزيف المتواصل لمجتمع اللاجئين، ويفرض على الجهات المعنية المسارعة في وضع الحلولة البديلة التي توقف خسارة مخيماتنا للشباب وللكفاءات، وتوفر لهم الحلول البديلة التي تؤمن لهم الإستقرار والحياة الكريمة في لبنان.
وما يحتاجه شبابنا للبقاء والصمود ومواجهة تحديات الحياة، هو فقط الحياة الكريمة، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية التي ينبغي عليها إعادة النظر بعلاقتها مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والغاء كل قوانين الحرمان الممارسة بحقهم، كما يفرض على منظمة التحرير أن تتحمل مسؤولياتها ايضاً في إحتضان الشباب ورعايتهم بكافة السبل من خلال تفعيل مؤسساتها وتطوير برامجها، الى جانب ضرورة تحمل وكالة الاونروا لمسؤوليتها وواجباتها تجاه اللاجئين والشباب خصوصاً بأن توفر لهم حق التعليم والصحة والاغاثة، وتساهم في دعم المشاريع الشبابية الانتاجية التي تمكنهم من التغلب على صعوبات الحياة.



#يوسف_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة أعوام على الحادي عشر من أيلول، ومازال القضاء على الإرها ...
- ليست أخطاءاً، بل جرائم بربرية
- صناعة الوهم الأمريكية في العراق
- اليقين الأمريكي من نتائج الاستفتاء العراقي!
- دستور في العراق وانتخابات في أفغانستان، خرافة الديمقراطية ال ...
- زالماي خليل زاد وتحركات اللحظة الأخيرة بصدد الدستور
- دولة القانون، إدعاءٌ برَّاق في مواجهة واقع عقيم مساهمة في ال ...
- -الانتخابات- العراقية والتغييب القسري لإرادة وقرار الجماهير
- -العصا والجزرة- لن تحل قضية الأمن في العراق
- محاكمة جلاد الجماهير، صدام حسين، محاكمة للعروبة وللفاشية الب ...
- رونالد ريغان..كاوبوي السينما، كاوبوي في السياسة
- أية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟!
- ويسمون الهمجية تحريراً؟! حول أسلمة قوانين الأحوال الشخصية في ...
- فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقار ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف أحمد - البطالة والحرمان من الحقوق السبب الرئيسي لهجرة الشباب الفلسطيني في لبنان