أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - أزمة الاستقلال في الجنوب














المزيد.....

أزمة الاستقلال في الجنوب


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 5671 - 2017 / 10 / 16 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقطبت اليمن الأضواء واللعنات بعد 22 مايو 1990 , بسبب انتشار المنظمات الإرهابية والتطرف وغياب الاستقرار السياسي والاقتصادي وكثرة الحروب , التي حدثت على أرضها , فجميعها أسباب مهددة للسلم والأمن في منطقة حساسة وذات اهتمام إستراتيجي للعالم اجمع , واليوم هاهو اليمن يستقطب الضوء من جديد بنفس الأسباب القديمة الجديدة, إضافة إلى أسباب أخرى أهمها , طول أمد الحرب الدائرة في البلاد , وخاصة في الشمال وتجنيد الأطفال والجوع والكوليرا والتعليم والألغام والإرهاب و تحول البلاد إلى أرض للصيد والفيد والنهب والبسط لعصابات الفساد الفوضوي والمنظم المحلي والخارجي.

مع أن غالبية الأرضي الجنوبية قد تحررت من برابرة عفاش والحوثي , إلا أن هذا التحرر لم يمنع من ظهور عصابات أنشئت أعشاش حقيقية يسكنها لصوص وقطاع الطرق ورجال الفساد من الشباب والعجزة , فئة مزعزعة للاستقرار في المناطق المحررة تستغل انشغال القوى الإقليمية , التي تشرف وتدير الملف اليمني باستراتيجيات كبرى كالنصر في الحرب الدائرة وترتيب أوضاع البلاد في المناطق المحررة وتقريب وجهات النظر بين الممثلين المحليين والإقليمين والدوليين للازمة , هذه العصابات بعضها على ارتباط بشخصيات في مناصب عليا في الداخل والخارج , تطور و بشكل يومي من أساليب النهب والفساد وتدمير للبنى التحتية, والغالبية تتخبط وتبحث عن المذنب وهو تحت أنفها , فمن يسرق المساعدات وينهب المال العام ويبيع ممتلكات الدولة ويصرف إيرادات الدولة بشكل شخصي ويبسط على الأراضي بقوة السلاح ليسوا مخلوقات فضائية , وإنما أناس منا وفينا تعودنا على نهبهم وتعودوا على صمتنا .
الكل ينتظر حلول من التحالف ومن المجلس الانتقالي ومن الحكومة ومن الشيوخ بحكم , إنها جهات الإدارة والإشراف وقوة امر واقع , ولكن لا احد يتكلم عن المسؤولية الأخلاقية والسلوكية للمواطن تجاه الوطن والدولة, والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة وهو لماذا نحن كجنوبيين لا نستفيد من تجارب وأخلاق الشعوب , التي سبقتنا , مثل دروس دريسدن الألمانية وسكانها المدينة , التي لم تنل مدينة في العالم من تدمير في الحرب العالمية الثانية ما نالته دريسدن, حيث قُتل جراء الهجمات الجوية الشديدة في فبراير 1945 خمسة وثلاثون ألفاً وفق بعض التقديرات , وضاعت ملامح المدينة في الركام والرماد بكل معالمها واليوم دريسدن مدينة الجمال والعلوم والتطور بفضل إرادة سكانها , أو أين نحن من أخلاق سكان مدينة فوكاشيما اليابانية المنكوبة فيما بينهم بعد الكارثة قبل تعاملهم مع الدولة .
مسار التاريخ السياسي الجنوبي دائماً متعثر , والمواطن تعب وهرم من لصوص المراحل الانتقالية الجنوبية , و لابد من خطوات تمنع العبث والفساد في المرحلة ألراهنه , فقد مَر , حتى الآن أكثر من نصف قرن على ثورة 14 أكتوبر وسط محيط إقليمي شديد الغرابة والمصلحة, و وسط تقلبات داخلية ما انفكت تشد النخبة الجنوبية إلى الخلف , وخلال هذه الحقبة لم تدرك تيارات سياسية جنوبية عديدة كانت تفتتها الصراعات وتفكك أواصرها , أن الاستقلال والتناحر الداخلي لم يكن أرحم من الاستعمار البريطاني , واليوم لازالت النخب الجنوبية لا تدرك معوقات قيام الدولة الحديثة , حتى تتجاوزها , فللأسف لازال مفهومها للاستقلال آنذاك لا يختلف عن الانفصال اليوم , ولا تعرف ماذا سيكون ولا ماذا سيجري , فقرار الانفصال جاهز ومدعوم إقليمياً , ولكن ألنخبه لازالت لا تعرف المزاوجة بين الهياكل القديمة ذات الأساس المناطقي وبين مؤسسات الدولة الحديثة , وهو التنافر والميزة الوحيدة , التي عانت منه الدولة الجنوبية القديمة, دولة ما قبل الوحدة وعلى ما يبدو هناك من يحاول جاهداً أعادتها بنفس الشكل و بصورة, مجتمع يحتكم إلى مبادئ دستور ومجالس منتخبة , ولكن بغلاف مناطقي , متناسياً أن القوى الإقليمية لن تسمح بإعادة النسخة الجنوبية القديمة بثوب جديد لان هذا لا يتوافق مع مصالحها الإستراتيجية , ولا مع أسباب و أهداف دخولها الحرب.

كان ولازال الجنوب بلد غني تفسده السياسة الهشة , التي تنشر الفقر المزمن والصراعات فيه , بسبب التوزيع الغير العادل للثروة والفرص السياسية والموارد العامة بين مكونات سكان البلاد , واليوم الجنوب لم ينال من دمار البنى التحتية ما نالته المدن , التي ذكرتها سابقا , ولكن للأسف الدمار , الذي لحق بالجنوب نال أكثر من الجانب الأخلاقي والإنساني والوطني لبعض مكوناته, التي لا تدرك أن التحالف يشرف ويدير العملية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بكاملها وخاصة في الجنوب , ولا تقدر أي جهة عن ممارسة هذه القطاعات دون تنسيق مسبق مع دول التحالف وعلى رأسها مع السعودية والإمارات , ولكن لا يمكن التنسيق معها فيما يخص تربيتنا وأخلاقنا واستقامتنا ونزاهتنا , فالعاصمة الجنوبية عدن كانت دوماً نقطة جذب للفنانين و المثقفين والمبدعين والرومانسيين ورجال الساسة والاقتصاد , وعدن اليوم أصبحت نقطة جذب للمناطقيين واللصوص والمجرمين والفاسدين والإرهابيين ومروجي المخدرات وبايعي السلاح حتى وصل بسكان الجنوب وفي عدن بالذات بتمني شخصيات قيادية مؤقتة لإدارة ملف المرحلة تشبه شخصية الأمير فلاد تسيبيش المعروف باسم دراكولا الروماني , فالوضع في عدن لا يحتمل المزيد من السقوط الأخلاقي والإنساني في ظل خلافات و تجاذبات تعصف بالمكونات السياسية المحلية , بسبب نقص الخبرة السياسية وغياب الكاريزما والحس الوطني .
مؤشرات الانفصال عن الشمال تدق الأبواب , فالضوء الأخضر المرسل من التحالف لخطوات المجلس الانتقالي الذكية والمدروسة بحنكة وخبرة سياسية واضحة تبشر بفك الارتباط واستقلال جديد للجنوب , الذي نتمنى جميعاً أن تكون خطوات نحو مستقبل أفضل خالي من أمراض الجنوب السياسية السابقة .



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجوء بين الإرهاب و الإنسانية
- حارات يا قرية السلام والمسرات
- العنصرية مشكلة شمالية وجنوبية
- أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها النساء
- غيوم حرب جديدة في الشرق الأوسط
- ليس هناك عيب في أن تطلب المساعدة
- ليس هناك عيب في طلب المساعدة
- شروط الوظيفة وممارسة السياسة في السعيدة
- ألازمة الخليجية من منظور القانون الدولي
- رسالة إلى والدي
- المجلس الانتقالي الجنوبي في حدود القانون الدولي
- مارشال خليجي لليمن
- أذرعة صنعاء توتر الأجواء في عدن
- سلبية منظمات المجتمع المدني قاتله
- الدبلوماسية اليمنية خارج نطاق التغطية
- رشوة العقل
- مختصر إستراتيجية النظام ألأمريكي داخلياً وخارجياً
- حقائق متواضعة عن الارهاب في اليمن
- تحية للمتسولة و للأجهزة الأمنية
- أستاذ عادل عدن مسلمة ومسالمة


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - أزمة الاستقلال في الجنوب