أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - كركوك والعبادي














المزيد.....

كركوك والعبادي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 19:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أحمق من يعتقد لو لم يجر الاستفتاء، لما لجأت حكومة العبادي بالتخطيط للهجوم بشكل او بأخر او يقوم بالتهديد العسكري لمدينة كركوك. فالمعادلة السياسية التي تشكلت بعد احتلال العراق من قطبين، الاحزاب القومية الكردية والتحالف الشيعي تغيرت ووصلت الى نهايتها مع ظهور داعش في العراق. وخلال مرحلة ما قبل داعش حاول القطبين، أحدهما بقيادة البرزاني والثاني بقيادة المالكي بإخراج أحدهما للأخر من المعادلة او قلب المعادلة الى صالح واحد منهما الا ان الطرفين لم ينجحا في ذلك حتى الوصول الى يوم دخول داعش في ١٠ حزيران ٢٠١٤، اذ أقصي المالكي من مركزه ونصب العبادي بدلا عنه باتفاق القوى ايران وامريكا. ومن يتابع سير العمليات العسكرية لطرد داعش من العراق او القضاء عليه، فقد تأجلت معركة الحويجة مدة اكثر من سنتين، كي تكون المحطات الحربية في المحور الشمالي للقوات العسكرية قريبة وجاهزة لاقتحام مدينة كركوك واعادة العقارب الى ما قبل ١٠ حزيران.
لقد نوهنا قبل اكثر من سنة وقبل ان يتحدث اي شخص عن الاستفتاء، بأن العراق مقبل على حروب اخرى بعد داعش، حرب الاخوة الاعداء وتصفية الحسابات. حرب تقسيم العراق الى اقاليم او دويلات. اي ان التهديدات العسكرية في استرجاع المناطق المتنازعة عليها ليس لها اي ربط بالاستفتاء او بنتائجها بل لها علاقة بصياغة معادلة سياسية جديدة في العراق. كما وليس له اية علاقة بالدستور، اذ يذرفون الدموع الساخنة في هذه الايام عليه بسبب خرقه الى الحد الذي تحول الى كتاب مقدس. ان كل عرابي العملية السياسية وخاصة المالكي كان مقداما بمطالبته بتغيير الدستور بعد ميل توازن القوى لصالحه في منتصف ولايته الثانية. واشار ايضا، أحد صناع العملية السياسية وواضعي الدستور اياد علاوي على "قناة الشرقية" بأنه اي الدستور "صكط" باللهجة البغدادية اي معيب، بينما نجد التحالف الشيعي يستقتل بالدفاع عنه في هذا الوقت، لتسويق حربه الجديدة من اجل حسم السلطة لصالحه.
ان المراقب الخارجي يلمس تنافسا بين مكتب العبادي وبين الحشد الشعبي في اطلاق التصريحات حول مدينة كركوك، الا ان الحق يقال فأن الناطقين باسم الحشد الشعبي تبوئوا المشهد الاعلامي والسياسي، وهو رسالة سياسية واضحة بأن العراق المقبل، هو عراق طائفي، وليس له علاقة بكل تصريحات العبادي بأنه يسعى الى بناء دولة المواطنة. فمن يخرج من رحم حزب الدعوة الاسلامي مقدر له ان يكون طائفيا بامتياز ولكن الكشف عن قناعه هو مسالة وقت. فكما كان المالكي في بداية حكمه، ناعما وحنونا وودودا بتصريحاته ولقاءاته، وبأنه رمز الدفاع عن القانون والمواطن الى درجة سمي قائمته الانتخابية "بدولة القانون"، لكنه اقتنى لنفسه لقب المختار فيما بعد واصبح يتحدث عن قمعه لاحتجاجات المنطقة الغربية، بأنها معركة بين الحسين ويزيد. فها هو اليوم يكشف العبادي عن قناعه، بتفويض الحشد الشعبي بالتحدث عنه وعن عملياته العسكرية. فالحشد الشعبي الذي تشكل من اجل محاربة داعش وتوهم الكثيرين به، فها هو يتقدم ويهدد بإشعال حرب قومية.
ان اصرار العبادي على حسم مسالة كركوك عن طريق الحرب وبعكس كل ادعاءاته، يحاول من جانب تحريف الانظار عن فشله بالقضاء على الفساد واقامة الاصلاحات الخادعة بما فيها محاسبة اول الفاسدين وهو نوري المالكي الذي سلم ميزانية العراق فارغا وغض الطرف عن كل الانتهاكات ضد حقوق الانسان، من جانب اخر يحاول تحسين ورقته السياسية والانتخابية مقابل منافسيه الى جانب محاولة فاشلة في حسم مسالة السلطة السياسية لصالح التحالف الشيعي.
ان حل مسالة كركوك اليوم بين الاحزاب القومية الكردية وبين حكومة بغداد يجب ان يتم عن طريق انسحاب الحشد الشعبي والقوات العسكرية من حدود كركوك، ووقف الحملة الاعلامية المقرفة بالتصعيد واشاعة اجواء الحرب من قبل الطرفين، والدخول في مفاوضات مباشرة لحل المشاكل العالقة، كما ان الادارة المشتركة لهذه المدينة وفي الوقت الحالي لمنع اشعال فتيل حرب دموية غير مرفوضة من الجانبين، وهذه النقاط كفيلة بنزع فتيل الحرب القومية. ان التحالف الشيعي الذي لم ينته من حرب داعش يحاول ان يلعب نفس دور حزب البعث، بإشعال حرب جديدة. فيما كان صدام حسين الذي قاد حزب البعث والامة العربية بطل ثلاثة حروب، وها هو العبادي الذي يقود التحالف الشيعي البطل الوطني - الطائفي، يعمل بجد وبدفع من التحالف التحالف الشيعي ان يحل محل صدام حسين بإشعال حرب جديدة ثانية.
ان من تصدى لعصابات داعش في كركوك يوم ٢١ تشرين الاول من العام المنصرم، عندما هاجمت كركوك لاحتلالها، ليست البشمركة ولا القوات الامنية التي عكستها وسائل الاعلام الكردية والعراقية كذبا وزورا، بل هي الجماهير التي حملت اسلحتها وخرجت الى الشوارع والازقة. وكانت المفاجأة بالنسبة لداعش، هي في مناطق الناطقين باللغة العربية، اذ اعتقد بأنهم سينظمون اليه، الا انهم استقبلوا عصاباته بوابل من الرصاص في مناطق واحد حزيران ودوميز وغيرهما. ان جماهير كركوك لن تقبل ابدا ان تتحول كركوك الى قلعة جديدة تسيطر عليها مليشيات طائفية وتقمع كل اشكال الحريات الفردية والانسانية فيها.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستفتاء في خضم حسم السلطة في بغداد
- ما بعد الاستفتاء.. الهروب الى الامام
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرزاني (٣)
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الك ...
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الك ...
- -الاستفتاء- من منظور القوى المحلية ومصالح القوى الدولية
- -الاستفتاء- لا يحتاج الى تسطير نظري
- الاستفتاء بين الحق والشوفينية القومية
- هلوسة سياسية بديباجة كاريكتورية ماركسية
- كركوك والتكالب القومي
- سياسة الافقار الممنهجة في العراق
- الانتقام سياسة لتحقيق المصالح
- قانون الانتخابات، واعتراضان في المجتمع
- مرحلة تهشيم العظم بين الاخوة الاعداء
- التحالف الشيعي وقانون حرية التعبير
- سيناريو المالكي بشخصية العبادي
- البحث عن شيء اسمه النصر باي ثمن
- ارادة ثورية في ظرف غير ثوري
- الظلم الطائفي، وهوية الدولة ما بعد القضاء على سيناريو داعش
- الارهاب في منطقتنا له دين


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - كركوك والعبادي