أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - وليد كريم الناصري - هروب من الوَجَع














المزيد.....

هروب من الوَجَع


وليد كريم الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 22:43
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


عندما يسألونك عن حالك.... فتقول رغم توجعك: إنني بخير!!
هل هي إجابة مبهمة؟ أم أنك تكذب؟؟!
هل أنك ترى الوجع خير.؟! أم أنك لازلت بخير رغم الوجع.؟!!
أم إنها كلمة تكابر بها على جراحك وما بداخلك..؟!!
أم إنك ترى الله:هو سبب لما أنت عليه! فتخاف سطوته فتقول: بخير!!
أم أنك تتوقع يوماً أسوأ مما أنت فيه! فيكون خيراً من مما سيأتي..؟!!
كلمة نتفنن بمخارج حروفها، رغم تفنن الألم والوجع بمخارج أرواحنا!
للقلب عاطفة أوسع من محيطه، وللفكر طموح أكبر من خلاياه!
ولكل نفس هوى ولذة ..! ولكل إحساس فراغ وشعور..!
ولطالما يحاول الأحساس بالنفس أن يملأ فراغه بالهوى!!
للحصول على الشعور باللذة ..
ولا ندري .. نعم لا ندري
ذنوب نطمح بالزمن أن يرجعنا إليها ..!
وتوبة نتوق بالدهر أن يوصلنا بها..!
ولازلنا لا نعرف ما نريد!
سوى إننا نتوجع, ونتوجع, ونتوجع
ولم نصل الى فهم ماهية جراحنا! أو نشخص ما سنكون بعد إن نفهمها!
فنقول دائما رغم الوجع ( إننا بخير )..!
هل بخير لأنه لم يعد هنالك من نثق به؟
هل بخير لأن هنالك من ترك طعنة خيانة بين جوارحنا؟ ليرحل من خلف سحاب اللامبالاة.!
هل بخير لأننا بدأنا نعيش بعيداً عن الأخرين! ونقلص فرص معرفتنا في المجتمع؟؟!
هل بخير لأننا بدأنا نفقد الثقة حتى مع أنفسنا .؟!
هل بخير لأن حياتنا باتت تُكثر من الأيمان المغلظة والمقدسة؟ في سبيل الأطمئنان في تعاملنا فيما بيننا!
هل بخير لأنه لم يعد هنالك مكان لدفن أسرارنا؟!
هل بخير لأن أخاك يطمع بما تملك! وصديقك يطمع بما فيك، وحبيبك يطمع بالاثنان ؟!
هل بخير لأن الطفل صار يتمنى بأن لا يولد! والشاب بان يموت! والكبير بأن يرحل..؟!
هل بخير لأن الليل صار سلطان يقلب أوجاعنا بمخصرة العيش والمشقة في طلب القوت..؟!
هل بخير لأننا بدأنا نفقد الصدق قبالة التمويه والرجولة قبالة الذكورة والأنوثة قبالة التعري والتسامح قبالة التباغض، والحياة قبالة الموت!
هل بخير لأننا فقدنا مواسم هطول الدمع! نبكي لنحزن ونبكي لنفرح ونبكي لنبكي ونبكي لنضحك!
هل بخير لأننا نسير بخطوات مبعثرة بالكاد نستجمع فيها أطرافنا من شدة الهموم!
إذا ما كان الخير هكذا مأكول عصفه، مسجول بحجارة الوجع ..
ورحنا نبحث فينا فلم نجد في رياض أنفسنا إلا أثار أقدام فيل أبرهة الوديع!
فلماذا ما زلنا وإلى اللحظة متمسكين بدنيا؟ قصورها زاهية متوجعة وأنقاضها متشظية باكية..!
نلهث وراء خمارها ونطلب تعريها! نشرب نخبها ونصلي في نواديها!
تناقض بحجم الأفق الذي أمام أعيننا وبعدد ذرات الهواء التي تُطرينا وبغزراة الدمع الذي تنزفه أوجاعنا..!
هل خُلقنا من أجل التسلي بعذاباتنا.؟! أم أن الله يحب أن ينشغل أمره بنا؟!
لبواطن حكاياتنا جنود تبحث عن ثورة، ولكننا الى اليوم لم نؤمن بفكرة أن يبعث الله نبي من أنفسنا..!
فما يميزه عنا ..؟ وما الذي يقويه فينا..؟ أوليس فلان أو فلان أولى بنبؤتنا وقيادة ضمائرنا!
تركنا موسى وحده يقاتل وسرقنا خيزران عصاه ورحنا نبحث عن عصا بهيئة الأفعى!
لأننا قوما لا نؤمن بأنفسنا بقدر ما نؤمن بالمعجزة أو الخرافة!
لانختلف كثيراً ..
هم هجموا على الحسين بالسيوف ونحن هجمنا عليه باللحى .!
هم قطعوا رأسه ونحن قطعنا أسمه ..!
هم سلبوه ثيابه ونحن سلبنا وقاره..!
هم صلبوا جسده ونحن صلبنا ثورته..!
أما كفانا نفاق ووجع وكذب..؟ وضحك على أنفسنا!!
أما كفانا بكاء وتحامل ..؟ وتملق لدموعنا وأمانينا !!
أما حان الوقت لنسترجع من عنق السامري أموالنا؟؟
أما حان الوقت لنُرجع تفاحة أدم للشجرة..؟!
أما حان الوقت لنضع الواح نجاتنا بيد نوح.؟!
أما حان الوقت للننفخ في نار إبراهيم فنطفأها..؟!
أما حان الوقت نبحث لنعرف لعيسى رب لا أب ؟
أما حان الوقت لنعرف من كسر رباعية محمد ؟؟
ألم يبقى شيء من فاكهة مريم ؟
ألم يبقى شيء من جريش طعام فاطمة ؟
هل سنبحث عن هذا ..؟
أم سنستسلم ونجلس مع ألامنا نندب حضنا العاثر بين خلجات أنفسنا؟
نقرأ في كل عام: (( ويل لكل أفاك أثيم ))
وعندما يأتي من يسألنا عن حالنا نقول أفكا: نحن بخير...!!!



#وليد_كريم_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب السياسية في العراق ما بين النجاح والفشل..!
- حكايات من بلدي..
- عذراً لو شككت بك ..!
- السعادة بين لفائف ألنو ى..!
- العراقيون يابانيون معادلة فوق الأُفق
- الأغنام خلف قائدها.. وقائدها خلف الحمار...!
- بالأمس بايعوا علياً وغداً ينتخبون معاوية..!
- وهل للإصلاح من سبيل؟
- القَلبُ بريء حتى تَثبت إدانتهُ..!


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - وليد كريم الناصري - هروب من الوَجَع