أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رضا كارم - صناعة المؤسسة و اكتساب الطبيعة














المزيد.....

صناعة المؤسسة و اكتساب الطبيعة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 15:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


التعليمية صناعة مؤسسة و التعلم اكتساب الطبيعة
تعليمية العربية تعتني بدرس النحو العربي عناية من جهة التطبيق منفتحة على مناشط اللغة المجيرة مدرسيا ضمن مواد مثل التواصل الشفوي و القراءة و الانتاج الكتابي وواستعمال قواعد اللغة.
العقل المتحكم بالتجربة التونسية رهينة للبنائية العرفانية لبياجي مثلما يرتهن درس الادب للسلوكية التي انتجت الشكلانية الروسية فقتلت المعنى .
نفس الجريمة حصلت مع بيداغوجيا الاهداف سليلة الخبرة الاقتصادية و المنتوج الصناعي. أخبرت بيداغوجيا الاهداف أن التلميذ مجرد منتوج محكوم بالجودة و التنافسية و العلاقة جودة ثمن.
ثم عوضتها الكفايات منحازة الى ضرورة أن يكون الانتاج كله ذا جودة و ان لا معنى لمنتوج غير قابل للتسويق و أن المصنع فتح لانتاج بضاعة جيدة و لا فرضية للفشل . و الفشل سببه العامل او مهندس الروبوتات و الحل في دعم تكوينهما و تحفيزهما ماليا و خلق نشاطات فنية و دورات تدريبية تطبيقية للترفيع في الكفاءة المهنية و الفنية التقنية للعامل ووالمهندس.
و اذا كانت الكفايات كما تعلن ذلك نصوص القانون التوجيهي لسنة 2002 قطعت مع السلوكية وواتجهت الى العرفانية،فانها سكنت البنائية الفردية لبياجي و هي نظرية واحدة ضمن تيار كامل لا يمكن اختزاله في تصور واحد.
الواقع ان المدرسة التونسية تدعي الانفتاح على نظريات عرفانية أخرى مثل البنائية الوجدانية الاجتماعية و ما بعد العرفانية . و لكن ذلك كله من الوهم و الزيف و الشكلانية البغيضة.
فالمدرس واقع تحت ضرورة قانونية و بيداغوجية و هي إنهاء البرنامج. و الواقع أنه يقال له أنت حر . أنجز تقييما اوليا توجيهيا يحدد مكتسبات المتعلم و خارطته الذهنية و النفسية ثم شخص و ادعم و عالج و كن وسيطا بيداغوجيا لا ملقنا تقليديا محتكرا للمعرفة.
ثم بتفاجأ المدرس بأزمة الزمن معطوفة على عقدة المحتويات. اذ ينبغي تدريس كذا محتوى في كذا فترات . بناء على عمل استباقي تبنى عليه خطة و مسلك و ترتيب.
و الخطة عمل تنظيمي يصدر قرارا بتدريس المحتوى أ في الحصة 1. و المسلك طريقة بيداغوجية لحمل المتعلم على ربط علاقة بنائية وجدانية و ما بعد عرفانية مع ذلك المحتوى. و الترتيب يقضي بتفصيل المحتوى الى عدد معلوم من الحصص سعيا الى جعله مكتسبا مدرسيا.
من الجلي أننا في تونس نفضل الحديث عن المنوال البنائي الفردي لبياجي و نزعم بشدة أننا عرفانيون . و هذا المنوال يجعل المتعلم قطب المثلث الديداكتيكي.
هنا تكمن الأزمة. نحن منشدون الى بنية واحدة و ننغلق على درس معلوم ونرفض مغادرته.
القول بتعلمية مادة قول غير علمي. لاننا لا نعرف التعلم و لا نهتم به الا بوصفه جزءا من التعليم. فالتعلم اكتساب طبيعي دون مؤسسة و التعليم معقود على المؤسسة. و هو جملة الاسئلة التالية: ماذا ندرس؟ لماذا ندرس؟ متى ندرس؟ كيف ندرس؟ و هوذو طبيعة صناعية ثقافية إذن.
نخلص الى أن التعلم فردي طبيعي و التعليم اجتماعي ثقافي و محتو للتعلم باعتبار دائرة اهتماماته الواسعة.
و ما حصل في تونس أن التعليمية او الديداكتيك وقعت ضحية سوء فهم بالغ . فتم الفصل بين تعليمية المادة و التعليمية العامة. كالفصل بين تعليمية اللغة العربية و تعليمية القراءة مثلا. بل وصل الخلط الى درجة الحديث عن تعليمية الباحثين و تعليمية المكونين ...
و هذا أضاع البوصلة و انحاز الى المجازات مرسلة و مقيدة و اهمل الدقة و الصرامة العلميتين.
و اليوم تسير تونس الى فساد نظري و عملي أطغى . فهي تخطط لما تسميه المقاربة بالمنهاج و هي مقاربة انغلوسكوسونية تعود الى سنة 1947 لا علاقة لها بالبيداغوجيا . و تتضمن التوجهات الكبرى و الخلفيات النظرية و برنامج البرنامج و البرنامج لكنها لا تسال عن الفصل و لا عن التعلم . ما يجعلها مقاربة في السياسات التربوية و الهيكلية العامة و محور نقاشات على مستوى المجتمع تقريرا لوجهة كلية حول سؤال العمومية و الشعبية و مسالة مثل ديمقراطية النظام التعليمي و العدالة التعليمية ...
أزمة التعليم الكبرى لم تكن يوما غير أزمة قرار. ماهية القرار و خلفيته و بنيته و غايته و تطبيقاته ووما يرتبط به من صفقات عمومية و تكوين و منح و حوافز و فساد...
إنها أزمة غياب الديمقراطية مفصلة في التواصلات الافقية و التبادلات المعرفية و المرونة القانونية و تدمير العقل البيروقراطي . و المعلم و الاستاذ و المساعدون و المتفقدان ضحايا هذه التنظيمية التسلطية القهرية.
اننا نحتاج الثورة حاجتنا الى وسيلة جماعية لضرب السلطوية و اشاعة الديمقراطية التي ننخرط فيها جميعا ، حاجة طبيعية و خيارا عقلانيا و برنامجا ثوريا.
كلما ازددنا فرضيات تعلم و ادراك ازددنا شقاء و ازدادت مسؤولية التغيير الجذري إلحاحا .
كيف نتشكل افقيا و طوعيا كاحرار لضرب الهيكلي السلطوي؟
________________
النص لمن يقرؤه و يهدمه . وحده المعول لي.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة النمذجة في عقل المسلم الأرثوذكسيّ.
- الخيارات محدودة: إنسان أو دولة .
- الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة
- دولة إسلامية ردّا على دولة إرهابيّة
- النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة
- 17ديسمبر و صيحة أخرى
- حول الإصلاح التّربويّ
- فوضى الأسئلة و مشروع السّؤال
- امرأة مهمّشة ،إنسان مستعبد
- بورقيبة التاريخي لا بورقيبة المفبرك في معامل الإديولوجيا
- الجبهة الشّعبيّة بحاجة إلى -فضيلة القتل- أو عليها انتظار-رذي ...
- المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ ...
- 23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
- العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من ...
- لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
- التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص ...
- لكن الكاميرا سقطت
- المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...
- فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رضا كارم - صناعة المؤسسة و اكتساب الطبيعة