أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن الشيخ - ذكريات كوميدية من ايام خدمتي العسكرية















المزيد.....

ذكريات كوميدية من ايام خدمتي العسكرية


مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 02:34
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد تخرجي من الجامعة عام 1973’التحت بالخدمة العسكرية الالزامية’

في البداية كان علي ان اخضع الى التدريب العسكري البدني’
واستعمال السلاح
قسمنا الى حظائر!’تظم كل منها بضعة جنود
واكتشفت بعد ذلك ان الحظيرة التي نسبت اليها لم اكن الجامعي الوحيد فيها’
بل ايضا الوحيد الذي اجيد القراءة والكتابة’
فقد كان جميع زملائي من الاميين’
ومن قرى وارياف محافظة واسط في جنوب العراق
كانت فرصة جيدة بالنسبة لي للاظلاع على احوال بسطاء الناس
والتعامل معهم’حيث اني ولدت وعشت في المدينة’ولم تكن لي اية علاقة مع مثل تلك الطبقة الاجتماعية
وكجندي مكلف’نسبت الى امرية موقع الموصل في معسكر الغزلاني’وكلفت بالاشراف على فصيل الشغل’وهم مجموعة من الجنود غيرالمسلحين لاسباب صحية’
ولذلك كانوا يكلفون بتنفيذ لاعمال المدنية في المعسكر,
في البداية كان لابد من التدريب على اللياقة البدنية والضبط العسكري
’بدأنا بالمسير في طوابير’والاستدارة الى كافة الاتجاهات.
احد زملائي من رفاق السلاح كان اسمه صبر’وهو راعي غنم’لم يكن قد بارح قريته قبل سوقه الى الخدمة العسكرية
لم يكن يعرف اي شئ عن العالم سوى اغنامه’وكل مايتعلق بهم
وكان من خلال سلوكه وديعا الى اقصى درجة’وحتى حديثه كان مختصرا
وعدد الكلمات التي يستعملها محدودا’مما يدل على انه يعيش عالمه الخاص
جنته على الارض هي المرعى والسماء والغنم.
بدأ التدريب العسكري’وكانت اول التمارين هي السير بواسطة الايعاز العسكري’والاستدارة الى كافة الاتجاهات’ولسوء حظي كان صبر يقف بجانبي’وعندماااوعز لنا العريف محمد بالاستدارة الى اليمين استدرت لارى زميلي صبر يقف امامي وجها لوجه’
حيث لايميز بين اليمين واليسار’عاقبه عريف محمد بالنهر
وطلب منه ان ينتبه لذلك’لكنه كررالامرعدة مرات
مما جعل العريف يفقد صبره ويقول له’:-والله ياصبر انا بحاجة الى صبرأيوب معك.
ثم وجه الكلام لي’وقال:-اذا امرتكم بالاستدارة الى اليمين ووجدت وجه صبر امامك’اصفعه’
ثم اردف:-هذا امرعسكري’ذلك اشعرني بالاحراج الشديد’حيث كان من المستحيل ان انفذ مثل ذلك الامر’خصوصا واني كنت متعاطفا جدا مع ذلك المخلوق الادمي البائس’والذي

لايمكن اعتباره مذنبا لانه ولد ونما وترعرع في بيئة لم تصل اليها الحضارة الانسانية’
وعاش حتى ذلك الوقت بين اغنامه’في انسجام والفة ومحبة وتفاهم
ولعنت السياسة والسياسين الذين يورطون شعوبهم في حروبهم العبثية’ويرمون امثال صبر البرئ المسالم ةفي اتون نيرانا يحرقونها وحطبها اجساد بريئة لاناقة لها ولاجمل فيما يطمحون اليه’وغالبا ما يسوون خلافاتهم مع بعض’ويعيدوا بناء علاقاتهم’’بينما ام وزوجة واولاد صبر يدفعون ثمنا باهضا من الفقر والحرمان واليتم واللوعة بكل اشكالها
لعن الله الحروب وكل من يروج لها’ويتعمد اشعالها
وهذا’وكما للحديث شجون’كذلك للافكار’وهكذا سرحت بافكاري
المهم بأني تعمدت السقوط على الارض’وشعرت فعلا بالام’واستطعت الحصول على زرقة عيادة طبية’انقذتني من صفع صبر
وفي يوم التدريب على الرمي بواسطة بنادق الكلاشنكوف
كان العريف محمد يعلمنا كيف نصوب
حيث نضع البندقية على الكتف الايمن’ونغلق العين اليسرى’ونحاول ان نصع الفرصة بين الشعيرة
ونحن في وضعية الانبطاح’وكان يرتمي على الارض في مواجهتنا وبيده الة تقيس دقة التصويب
زعندما جاء دور صبر’استشاط العريف’غضبا’وقال:-والله يوم الرمي الحقيقي سأقف انا هدفا امامك’لاني سأضمن سلامتي
السبب ان صبر كان عندما يصوب يغلق عينه اليمنى بدلا من اليسرى!
وفي احد الايام وبعد انتهاء التدريب و
عندما عدت الى الوحدة وانا اتيهأ للمغادرة المعسكر الى داري’
كما كنت افعل كل يوم بعد نهاية الدوام الرسمي
’لكوني من سكنة مدينة الموصل’فوجئت بالعريف محمد يقول:-لقد بدأ الجيش حالة انذار’ويمنع مغادرة اي جندي عن وحدته العسكرية’وحتى اشعار اخر
وعندما استفسرت عن السبب قالوا لي ان الحرب اشتعلت بين العرب واسرائيل’
كان التاريخ 6 تشرين اول(اكتوبر)1973
لم يكن امامي الا التنفيذ’ودخلت الى القاعة’واستلمت مستلزمات النوم’وخصص لي سرير
ذلك الوضع جعلني اقرب الى زملائي’رفاق السلاح’والذين كانوا قد اعتادوا النوم في المعسكر لكونهم من خارج المحافظة
جلسنا في حلقة نتبادل اطراف الحديث
حدثني كل منهم عن حياته عائلته ’سمعت قصصا غريبة واراء جديدة وعادات وتقاليد كنت اجهل انها معمول بها ومتعارف عليها في المجتمع العراقي
’فعلا اكتسبت خبرة جديدة
ومن خلال الحديث بادرني احدهم وكان اسمه عبد السادة’بالقول:-كما تعلم يااستاذ بأننا جميعا اميون’وتردنا رسائل من اهالينا’وان وجدنا من يقرأها علينا’فانه من الصعب اقناع البعض بكتابة الردود’فهل يمكنك مساعدتنا مادمت متفرغا’وبأن تقرأ لنا وتكتب الاجوبة ؟
فقلت له لامانع’بل وبكل ممنونية
وبدأت قراءة رسائل كثيرة كانت مكدسة’وسط فرحة وغبطة زملائي’والذين رفعوا الدعاء للرئيس انور السادات’على مهاجمته اسرائيل وتحطيم خط بارليف’وتسببه بحالة النذار التي ابقتني حبيسا في المعسكر’لاقدم لهم تلك الخدمة
من خلال قرائاتي اكتشفت ان حتى معظم مرسلي تلك الخطابات كانوا اميين او شبه اميين’
انذاك كانت المكتبات تعرض كتيبات
منها مثلا:-كيف تتعلم اللغة الالمانية في سبعة ايام!!!
واخرى ترشد عن طريقة كتابة الرسائلوفيها عدة نماذج يمكن للشخص ان يختار احدها ويستنسخه ويبعثه في رسالة الى قريبه او صديقه’او حتى حبيبها او حبيبته
كانت معظم الرسائل التي قرأتها من ذلك النوع’
لكني كتبت الاجوبة بطريقة اخرى نالت استحسان رفاقي ’وسط فرح وغبطة’وذلك مما جعلني اشعر بالسعادة كوني استطعت ان استثمر الوقت الممل بين جدران قاعة النوم الكئيبة
والان واهم سبب جعلني اكتب هذه المقالة’
هو ان احدى الرسائل التي قرأتها’فيها من السجع المنظم مما جعلني اعيد قرائتها عدة مرات
’حتى حفظتها عن ظهرقلب’ولم انساها رغم مرور 44عاما
فيها سجع وكأنه شعر’وتمنيت ان التقي كاتبها’واكتشف حقيقة شخصيته’وهل هو كاتبها’ام انه نقلها’رغم ان احدى عباراتها اشعرتني بانه هو الذي ابتدعها
واعتقد ان القارئ سوف يكتشف تلك العبارة في انسياب العبارات
ونص الرسالة هو كما يلي:-
حضرة الاخ الوفي
والدر الصفي
مهجة القلب
ونور العين
وروح الفوأد
الدر المكنون
والذهب المخزون
والاخ العزيز الذي لايهون
حسين ابن العم حنون
اسأل الله ان يحفظك ويرعاك
ويديمك ذخرا لرعاياك
ويقر بهم عيونك
ويخزي ويذل من يعادونك
ومن نعيم العيش يحرمونك
اسأل الله عليهم الذل الشامل
والانهيار الكامل
واسأل الله لك
عزا كثير
ورزقا وفيرا
ونوما قريرا
انه على كل شئ قدير

وان كنت تسأل عننا
فنحن بخير وصحة وسلامة
لايهمنا سوى الم فراقكم الغالي علينا وعليكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انتهت الرسالة
وبقى ان اذكر ام ماجعلني اعتقد انه كاتبها
كان عبارة
حسين بن العم حنون
لانها تشير بدقة الى شخصية المخاطب



#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا تنفذ جيلا جديدامن الحروب’باسلحة دمارشامل سايكولوجية
- السياسة فن الممكن’وليس لوي الاذرعة’كما حدث في استفتاء كردستا ...
- هل ستتغلب لغة العقل والمنطق’ويؤجل موعدالاستفتاء في كردستان ا ...
- نعم لاستقلال كردستان’لكن’ليس الان
- عندما يرتدي ابليس ملابس القديس’الاحزاب الاسلامية مثلا
- مثلث الشر’قطر’وايران’وتركيا’الجزء الثالث’والاخير-تركيا
- مثلث الشر’قطر’وايران’وتركيا’الجزء الثاني,قطر
- مثلث الشر’قطر’وايران’وتركيا’الجزء الاول-ايران
- لا’لنظام سانت ليغو’وبكل تفاصيله
- ردا على مقالة للد’عبد الخالق حسين’نعم العهد الملكي ان واعدا
- الزعيم الاوحد,ابن الشعب البارة!عبد الكريم قاسم’
- الزعيم الاوحد’وابن الشعب البار’عبد الكريم قاسم مناقبه ومثالب ...
- الزعيم الاوحد’وابن الشعب البار’عبد الكريم قاسم!1-2
- 14 تموز انجبت 17 تموز
- اطالب باحالة ملف الموصل الى تحقيق دولي
- هوت منارة الحدباء’فأنتقم نادرشاه’ولو بعد حين
- الجيش العراقي,اذله المالكي’واعزه العبادي
- الاحزاب الاسلامية’اخطر اعداء المسلمين
- هل ارتكب السيسي جريمة كبرى’عندما انقلب على مرسي؟
- هل قطردولة اسلامية’وتتبنى فكرالاخوان المسلمين فعلا؟


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن الشيخ - ذكريات كوميدية من ايام خدمتي العسكرية