أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - رفع العقوبات الأمريكية واثرها على علاقات دولتي السودان















المزيد.....

رفع العقوبات الأمريكية واثرها على علاقات دولتي السودان


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 21:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


رفع العقوبات الامريكية واثرها على علاقات دولتي السودان
كور متيوك
[email protected]
بعد طول إنتظار رفعت الادارة الأمريكية العقوبات عن الحكومة السودانية ، ولقد فرضت العقوبات لممارسة الضغط عليها لوقف الحرب في جنوب السودان و لدفعها لوقف دعم الجماعات الإرهابية التي كانت تدعمها نظام الجبهة الإسلامية الحاكم في بواكير وصولها الى السلطة ، وكانت العاصمة السودانية تشهد تواجد كثيف لقادة الحركات الارهابية مثل اسامة بن لادن الذي اتهم في حادثة تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي و دار السلام وتفجير برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك 2001م وهو ما ادى الى قصف واشنطن مصنع الشفاء في 20 أغسطس 1998م في عهد الرئيس بيل كلينتون ويتهم ايضا الحكومة السودانية بتقديم الدعم لجيش الرب في اوغندا .
و كانت دعم الحكومة السودانية لهذه الحركات الارهابية تمثل لب سياساتها الخارجية ؛ و لا تنفي أنها تقوم بهذه الانشطة الارهابية التي كانت تهدد الاستقرار في منطقة شمال وشرق افريقيا و القرن الافريقي ، وهي تمثل ترجمة حقيقية لمشروعها الحضاري و لنصرة الدين الإسلامي ، وكانت من اكثر الدول العربية و الاسلامية التي تناصب اسرائيل العداء وتهدد بإزالتها من الوجود وهذا ما جعلتها مركز اهتمام بالنسبة لإسرائيل واستطاعت إسرائيل أن تدمر عدد من الاهداف داخل الاراضي السودانية وفي قلب العاصمة الخرطوم وفي بورتسودان ويبدوا أن الحكومة السودانية ادركت خطورة ما تقوم بها اسرائيل من تهديد على بقاءها في السلطة و ادركت أن إسرائيل يمكنها أن تدعم الحركات المسلحة في جبال النوبة والنيل الازرق و دارفور كما فعلت من قبل مع التمرد في جنوب السودان .
إن اتهام الرئيس السوداني وملاحقته عن طريق المحكمة الجنائية الدولية وما تعرض له الرئيس من مواقف في عدد من الدول و رفض إستقباله وعدم تقديم الدعوة له للمشاركة في عدد من القمم الدولية المهمة مثل جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك و الذي غاب عنها الرئيس منذ ذلك الوقت ، كل هذه الضغوطات ساعدت الحكومة السودانية في إدراك خطورة ما تقوم بها وما يمثله ذلك من تهديد لنظام حكمها ، لذلك بدأت منذ وقت بمراجعة مجمل سياساتها الخارجية بإيقاف الدعم لحركة حماس والقضية الفلسطينية برمتها وبدأ بعض المسئولين في الحكومة بالتحدث صراحة عن إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وكذلك مؤخراً تحدث نائب رئيس مجلس الوزراء السوداني مبارك الفاضل عن إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل و اعتقد أن شخصية مثل " مبارك " بمكانته الرفيعة لا يمكن أن يتحدث في مثل هذه القضية المركزية في السياسة الخارجية السودانية دون إيعاز وموافقة الاجهزة الامنية و الحكومة على مثل هذه التصريحات .
كان يفترض أن يتم رفع العقوبات عن السودان بمجرد أن نال جنوب السودان استقلالها لكن تآخرت واشنطن في إتخاذ هذه الخطوة وذلك ربما في محاولة منها لدفع الخرطوم للمزيد من التعاون في الملفات العالقة بينها وجنوب السودان مثل النفط والمناطق الحدودية والقضايا الامنية و دعم الحركات المسلحة والتي تمثل واحد من اكثر الملفات حساسية ولقد بدات توتر العلاقات بين جنوب السودان و واشنطن من خلال الضغط المستمر من قبل ادارة اوباما للحكومة بالتوقف الفوري عن دعم قطاع الشمال والجبهة الثورية و واجهت واشنطن جوبا عدة مرات بمعلومات استخباراتية عن الدعم ، لكن كانت جوبا ترفض وتتهم الخرطوم بالعمل على عدم الاستقرار في جنوب السودان .
يبدوا من الواضح أن سياسة واشنطن حيال الخرطوم فشلت بإبقاء العقوبات عليها لان إستمرار العقوبات دفعت النظام في الخرطوم لاتخاذ سياسات عدائية تجاه جنوب السودان ، و لا يخفى على المتابع والمراقب أن الازمة في جوبا تمت هندستها في الخرطوم ، كما أن السياسة الأمريكية التي اظهرت جوبا كحليف والخرطوم عدو ، لم تمكن جوبا من استيعاب وقراءة الاوضاع بشكلها الصحيح ، لذلك لم تستطيع فهم أنها ترتكب خطأ استراتيجي بايقاف انتاج النفط و الدخول في حرب غير ضرورية مع الخرطوم في فانطاو ( هجليج ) .
جوبا لم تكن تعي أنها ستكون وحيدة في مواجهة الخرطوم و أن واشنطن ستعارض وقف انتاج النفط والحرب مع الخرطوم ، كان القادة في جنوب السودان يعتقدون بأن اي حرب تنشب مع السودان ستجعل واشنطن تتدخل كما فعلت في الكويت في التسعينيات أثناء الغزو العراقي ، لكن لم يكن القادة في جوبا مخطئين فسياسات واشنطن كانت توحي بذلك ، واشنطن لم تمكن الدولتين من إتخاذ السياسات و الاستراتيجيات المناسبة .
قبول الحكومة السودانية بنتائج الاستفتاء والاعتراف بدولة جنوب السودان كانت خطوة كافية لتاكيد مدى جديتها في اعادة علاقاتها مع واشنطن والمساهمة في استقرار الاوضاع في منطقة البحيرات العظمى وفي جنوب السودان لكن واشنطن كانت ما زالت تريد أن تحصل على المزيد في ملفات اخرى مثل حقوق الانسان والحريات والعملية الديمقراطية و وقف الحرب في دارفور والمنطقتين لكن واشنطن برفعها العقوبات تكون قد استسلمت و ادركت بأن النظام في الخرطوم لا يمكن دفعها للامام اكثر من خلال بالإبقاء على العقوبات وربما تفعل نفس الامر مع جوبا ؛ و رغم أن ذلك لا تخدم اجندة التحول الديمقراطي في المنطقة لكن لا توجد بديل حاليا غير التعاون مع هذه الانظمة غير الرشيدة في الخرطوم و جوبا ، وساعدت السياسة الخارجية الأمريكية لادارة الرئيس اوباما والتي عملت على اعادة العلاقات مع كل من ايران و كوبا بالإضافة إلى السودان في أن تسهل الامر على ادارة الرئيس ترامب التي لا تملك سياسة خارجية واضحة الملامح .
إن رفع العقوبات عن السودان رغم أنها جاءت متأخرة غير أنها ستساعد الخرطوم للمساهمة بصورة ايجابية في إنهاء الحرب في جنوب السودان ، و ستكون لها اثارها الايجابية على الاقتصاد السوداني وبالتالي على المستوى المعيشي للمواطن ، لكن بالمقابل لا بد أن يكون جنوب السودان مستقرا وتستعيد اقتصادها العافية و الا ستغرق الخرطوم بالمزيد من اللاجئين الجنوبيين الذين يبحثون عن فرص العمل وحياة افضل وبالتالي على الخرطوم أن تبذل كل ما بوسعها وإلمساهمة بصورة ايجابية في وقف الحرب في جنوب السودان حتى يستفيد المواطن السوداني من رفع العقوبات ، لا يمكن توقع ازدهار اقتصادي في السودان بينما جارتها الجنوبية في حالة حرب أهلية وتعيش حالة مجاعة .



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يفعل يوري موسفيني في الخرطوم ؟
- لقاء المحبوبة في الجحيم
- عقار في جوبا ومشار في الخرطوم
- جنوب السودان والسودان علاقات القوي والضعيف
- الحكومة الانتقالية و مصالح دول جوار جنوب السودان
- كيفية الخروج من عنق ال 28 ولاية ؟
- واني إيقا جنرال في معركة السلام
- اردوغان يلعب بالنار
- ماما ربيكا ام الشعب و بطلة افريقيا
- كيف اتخذ الرئيس قراره ؟
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 31 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 30 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 29 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 28 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 27 - 31
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 26 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 25 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 24 - 31 )
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 23 – 31 ...
- علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 22 – 31 ...


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - رفع العقوبات الأمريكية واثرها على علاقات دولتي السودان