أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - تطبير الأطفال في عاشوراء من وجهة نظر سيكولوجية














المزيد.....

تطبير الأطفال في عاشوراء من وجهة نظر سيكولوجية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 09:04
المحور: المجتمع المدني
    


تنويه:
لا يعنينا هنا الجانب المعتقدي او الديني الذي يدفع بعض آباء وامهات الأطفال الى تطبير اطفالهم في عاشوراء،بل الجانب السيكولوجي فقط،مع الاشارة الى ان الذين يمارسون ذلك يشكلون نسبة ضئيلة جدا من الشيعة في العراق،وملاحظة ان من بين هؤلاء الاطفال من هو بعمر ثلاث سنوات.
في سيكولوجيا الطفولة.
شغلت (الطفولة) اهتمام علماء النفس بشكل عام وعلماء نفس النمو بشكل خاص. والمفارقة اننا نحن العرب سبقنا هؤلاء في تبيان اهمية مرحلة الطفولة،يكفي الاشارة الى: اخوان الصفا،القيرواني،ابن سبنا،الغزالي ،وابن خلدون الذي خصهم بفصل في مقدمته بعنوان :(في تعليم الولدان واختلاف مذاهب المصار الاسلامية في طرقه)..وجميعهم اكدوا على ان ما يتعلمه الطفل من اسرته وبيئته يؤثر في تشكيل شخصيته طفلا ومراهقا وراشدا، وتحذيرهم للوالدين والمعلمين من استعمال العنف مع الاطفال..بل انهم ،ويالنباهتهم، اوصوا ان يختار الوالدان اسماءا جميلة لأطفالهم!.
وتعد مرحلة الطفولة المبكرة أهم وأخطر مرحلة في حياة الآنسان،لدرجة انه يمكن تشبيهها بالأساس الذي تبنى عليه عمارة. ولهذا اطلقوا عليها اسم المرحلة التكوينية التي يكتسب فيها مفاهيم تؤثر في سلوكه وشخصيته حين يكبر. فشيخ علماء النفس، فرويد، يرى ان خصائص او سمات شخصية الانسان الراشد تشتق من مرحلة الطفولة وان ما يصيبه من اضطرابات نفسية في مرحلة الرشد تعود اسبابها الى اساليب تنشئته في مرحلة الطفولة. ولخصمه العلمي(سكنر) مقولة (اعطني عشرة اطفال وانا كفيل بان اصنع منهم عالما ومجرما وما شئت)،فيما الاسلام سبق الجميع بالقول ان الانسان يولد على الفطرة..ما يعني ان الطفل يتعلم من والديه والمجتمع الذي ينشأ فيه وان ما يتعلمه من قيم ،عادات، طقوس..،تبقى ملازمة له خلال مراحل حياته كلها.

قوانين حق الطفل.
منذ العام 1949 صدرت قوانين دولية متعددة على صعيد الأمم المتحدة ،وبرتوكولات جنيف (1989الى 2005) هدفت الى تثبيت واجبات الأسرة والدولة تجاه الاطفال وما يترتب عليهما من حقوق تخص الطفل وحمايته من امور كثيرة بضمنها (عدم تعريضه الى الأذى الجسدي والنفسي)،وافقت عليها 193 دولة بضمنها العراق.واصدرت الدول العربية قوانين لحماية الطفل،آخرها دولة موريتانيا التي صادقت في نهاية آذار / مارس 2017 على مشروع قانون حماية الطفل تضمن (145) مادة ،بضمنها تلك التي تنص على عدم تعريض الطفل الى أذى جسمي او نفسي.
وكان العراق قد اصدر في 2010 (مشروع قانون حماية الطفل) جاء في المادة (1 – أ ):
(الارتقاء بالطفولة في العراق بما لها من خصوصيات إلى مستوى ما توجبه من رعاية تهيّأ أجيال المستقبل بتأكيد العناية بالطفل الحاضر)،وأقر في مادته التاسعة بـ(تمتع الطفل بكل الضمانات المقررة في القانون الإنساني الدولي والمنصوص عليها في المعاهدات الدولية المصادق عليها من العراق...).
والأهم من ذلك ان المادة (63 ،و 65) تضمنتا بالنص (كل من اعتدى على طفل بالضرب او بالجرح..وافضى الى موته او احدث فيه عاهة مستديمة يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات " موت الطفل" ولا تقل عن خمس سنوات "عاهة مستدية ").

أطباء نفسيون ومفكرون
في عاشوراء هذا العام تم نشر وتداول صور صادمة لأطفال بينهم بعمر ثلاث سنوات جرى تطبيرهم بطريقة سالت فيها الدماء من رؤوسهم على وجوههم وثيابهم،بينها صور لأمهات حاملات اطفالهن المدماة رؤوسهم وهن مبتسمات بتباهي . وانطلاقا من مسؤوليتنا التربوية والسيكولوجية ،فاننا توجهنا الى المرجعية الدينية الموقرة في (5 /10/2017) بالتماس نرجوها فيه اصدار فتوى بتحريم تطبير الأطفال،اوضحنا فيه ان هذه العملية تؤدي من وجهة نظر علم نفس الطفولة الى اصابتهم باضطرابات نفسية وسلوكية من قبيل :( كوابيس،تبول لاارادي، فزع، جفلة، تاخر دراسي...)، وان اثارها تمتد الى المراهقة والشباب والرشد،توصلهم الى استسهال العنف والعدوان وتعلم حلّ مشاكلهم والتعامل مع الآخرين باستخدام الالات الحادة،مستندين في ذلك الى دراسات علمية تؤكد ان ما يتعلمه الأطفال من بيئتهم يعدّ محددا رئيسا لما سيكونون عليه في المستقبل.
وكنا طلبنا رأي مفكرين وزملائنا الأطباء النفسيين عن موقفهم فجاءت داعمة لدعوتنا هذه، بينهم كبير الأطباء النفسيين العراقيين الدكتورعبد المناف الجادر(الأردن) ، واستشاريين عراقيين في جامعات بريطانية،بينهم: محمد جمعة عباس،رياض عبد، زيراك الصالحي ، و حسنين الطيار من جامعة اكسفورد،فيما طالب الطبيب النفسي الدكتور طه النعمة بأحالة آباء هؤلاء الأطفال الى المحاكم. واتفق مفكرون مع موقف الأطباء النفسيين بينهم الدكتور كاظم حبيب الذي اوضح بأن هؤلاء الآباء يحملون فهما مشوها ومزيفا للدين والمذهب والشيعة ويلحقون أفدح الأضرار بأنفسهم أولاً، وبأطفالهم ثانياً، وبالمجتمع العراقي ثالثاً،فيما رأى الدكتور تيسير الالوسي أن تطبير الأطفال يتطلب تنفيذ القوانين بـ" تجريم " مرتكبيه.
وها نحن نكرر دعوتنا الى من يعنيهم الأمر: مرجعية موقرة،وزارة عدل،رجال دين، فضائيات، صحف،مواقع الكترونية،وسائل تواصل اجتماعي..الى التوعية بمخاطر تطبير الأطفال السيكولوجية والشخصية والسلوكية والمجتمعية ،والدعوة الى الحدّ منها وايقافها ان امكن.
اللهمّ هل بلغت ، اللهمّ فاشهد.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبعة أيام هزّت بغداد واربيل.
- العراقيون وأزمة استفتاء اقليم كردستان (2-2)
- العراقيون وأزمة استفتاء اقليم كردستان (1-2)
- التفاوض علم وفن وليس كما يفعلون (2-2)
- التفاوض علم وفن وليس كما يفعلون (1-2)
- الطبقة السياسية في العراق..فاسدة ، من قمة الهرم الى القاعدة
- وساطة بين بغداد واربيل
- العراق..وطن منهوب.مقاربة بين نظامين ضدين (2-2)
- العراق..وطن منهوب.مقاربة بين نظامين ضدين (1-2)
- شباب العراق..مخدرات ،مهلوسات، انتحار،..وأيدز
- في الزمن الديمقراطي..تضاعف حالات الانتحار في العراق (دراسة ع ...
- شيعة اذربيجان وشيعة العراق..نقيضان ومذهب واحد!
- المصابون باضطراب الهوية الجنسية..هل يحق قتلهم؟!(كرار ناشي) م ...
- سقطت داعش..وستسقط (دولة ) الطائفيين
- رجاء الى المقاتل عبد الوهاب الساعدي
- علمانيون..انتهازيون!
- ثلاث مناسبات لاعلان اليوم العراقي للتسامح. الدكتور حيدر العب ...
- قيم الحاكم بين عهد الامام علي لمالك الأشتر و-عهد- حكّام العر ...
- سيكولوجيا الصوم في رمضان (دراسة علمية)
- حكّام العرب:ترامب منك الأمر ومنّا الطاعة حتى لو كنت ضد الأسل ...


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - تطبير الأطفال في عاشوراء من وجهة نظر سيكولوجية