أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خلف علي الخلف - الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية














المزيد.....

الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 21:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شكل انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك منظومة الدول الإشتراكية، إعادة تشكيل للنظام الدولي الذي كان مستقراً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على عالم ثنائي القطبية. أعقب ذلك الإنهيار تفكك دول من داخل هذه المنظومة وخارجها، ونشوء دول جديدة بفعل تحلل الحدود، وبروز قضايا جديدة على مستوى السياسة العالمية مرتبطة بالهوية؛ كالعرق، الدين، والثقافة.
ذلك أفرز نزاعات عرقية طاحنة في مناطق متفرقة من العالم، كانت سمتها الأساسية دور الهويات داخلها وشعورها بضرورة إيجاد دور لها في السياسية العالمية كفاعل مستقل. لم تستطع المقاربات التقليدية في العلاقات الدولية التعامل مع تلك القضايا بكفاءة، مما دفع للوجود النظرية البنائية في العلاقات الدولية لتقدم مقاربات دفعت هذه القضايا إلى الواجهة وجعلت منها محور الاهتمام على المستوى البحثي والسياسي.

ويرى باحثو العلاقات الدولية أن المقاربات البنائية ركزت على تأثير الأفكار، في حين تركز المقاربات الواقعية والليبرالية على تأثير عناصر القوة المادية. إذ «بدلا من النظر إلى الدولة كمعطى مسبق والافتراض أنها تعمل من أجل بقائها» بالسعي للحصول على القوة وفقا للواقعيين، يرى البنائيون أن المصلحة والهوية تتفاعل عبر عمليات اجتماعية. لذلك أولى البنائيون «أهمية كبيرة للخطاب السائد في المجتمع، لأن الخطاب يعكس ويشكل في الوقت ذاته المعتقدات والمصالح، ويؤسس أيضا لسلوكيات تحظى بالقبول»؛ فالبنائية اهتمت أساسا بمصدر التغير أو التحول (محمد عبد العظيم:38)

إن بروز قضايا الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، التي تكمن قوتها الأساسية في الخطاب الموجه للمجتمع في نطاقه الوطني أو الدولي، واستثمار أحد مستويات الانتماءات الدينية والثقافية المشتركة للأفراد، لخلق هوية أو إعادة تعريفها لجماعات بشرية، وجعل هذه الهوية تعرف نفسها بتناقضها مع الآخر القريب قبل البعيد، ومن ثم توظيف هذه الهوية في الصراع مع الآخر عبر ادعاءات الدفاع عن "الدين" والمقدسات و مصالح "الأمة" التي تتعرض للتهديد. وهو ما أعطى هذه التنظيمات فاعلية داخل نظام دولي لم يستقر بعد.

إن قوة هذا الخطاب هو في استثماره لعناصر خاملة سياسيا في مكونات الهوية، وإبرازها وجعلها تحتل الواجهة لكسب شرعية مجتمعية تتيح لهذه التنظيمات تأسيس سلطة فاعلة تتمحور حول مقاومة مفترضة ودونكشيوتية لهيمنة القوى العظمى أو وكلائها؛ فقد برر بن لادن اعتداءات 11 سبتمبر بالإذلال الذي تعرض له العرب والمسلمون على أيدي الغرب. كما أن أحد ادعاءات هذه التنظيمات هو التصدي للإستلاب الثقافي اتجاه الغرب تحت شعار وهمي هو مقاومة التغريب، والحفاظ على الهوية والخصوصية الدينية والثقافية، في عالم أصبح يميل لتبني قيم ومعايير موحدة.

إن المقاربات التقليدية العقلانية التي تفسر القوة من خلال عناصرها المادية، ومن خلال تركيزها على الدول كفاعل ليس لديها إلا القليل لتقوله عن الجهات الفاعلة من غير الدول كالمنظمات الإرهابية. هذا ما اعترف به الواقعيون البنيويون أمثال جون ميرشماير. كما أنها باستنادها إلى نموذج الرجل العقلاني الذي يسعى لتحقيق مصالحه لايمكنها أن تفسر ظاهرة "الإنتحاريين" الذي تستخدمهم هذه التنظيمات على نطاق واسع. وبرغم أن التحليل البنائي لا يستبعد متغير القوة الذي ركزت عليها المقاربات العقلانية، إلا أن البنائية ترتكز بالأساس على كيفية نشوء الأفكار والهويات، والكيفية التي تتفاعل بها مع بعضها البعض، لتخلق تعريف الفاعلين لأنفسهم وللآخر كجزء من تعريف أنفسهم.

إن تفسير الظاهرة الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط يحتاج لدراسات معمقة في الهويات التي تشكل هذه المنطقة والأفكار والخطاب السائد ومصادره، ومنابع القوة التي يستند لها، وقد وفرت البنائية الأرضية النظرية لهكذا دراسات. فقبل أي علاج حقيقي نحتاج لفهم عميق لكيفية تشكل الظاهرة.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجر ...
- خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود
- عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
- كشّاشو حمام الثورة السورية
- الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
- قراءة في الإنتداب التشاركي: هل سيؤدي إتفاق مناطق خفض التصعيد ...
- قراءة في الصلاحيات الدستورية: الرئيس الإيراني يرأس ولا يحكم
- النقد السينمائي واللاجئون الجدد
- عصر التنوير السوري برعاية سيرياتيل
- رسالة من لاجىء إلى رئيس حكومة السويد
- الخلف: الربيع العربي ليس نتاج -ثقافة التنوير- وعلى المثقف أن ...
- الوسط الثقافي السوري.. من حروب الفتات إلى حرب التمويلات الكب ...
- ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-
- في إنقاذ المسلمين من الإسلام
- عن صانع الأفلام الذي أعاد حلم الحرية للواجهة
- التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟
- المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى
- في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام
- فرانكشتاين في بغداد: العدالة جسداً من أشلاء الضحايا
- التقمص في الديانة الدرزية حامل الحكاية في رواية «سرمدة»


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خلف علي الخلف - الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية