أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - مسيرة -سارة وهاجر- واختراق الوعي














المزيد.....

مسيرة -سارة وهاجر- واختراق الوعي


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 10:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لن يفيد إطلاق اسم "هاجر وسارة" على مسيرة حركة "نساء يصنعن السلام"، ولن يوحي بمشاعر المساواة والنديّة بين امتداداتهما. لم تتساوى الجارية "هاجر" مع سيدتها "سارة" في الرواية التاريخية. ولن تغطي المسيرة المثيرة للجدل وطنياً على طبيعة علاقة الصراع بين الشعبين، ولن تحولها إلى علاقة طبيعية بسبب الاحتلال العنصري. لا يمكن تطبيع العلاقة بين شعب خاضع للاحتلال وبين مجتمع الاحتلال، هذه ابسط خُلاصات وحقائق التاريخ والفكر الانساني على مدار عقود وقرون.
وليس خافيا ان أبناء "سارة" و"هاجر" ليسوا مختلفين فحسب بل غير قادرين على التعايش، لان شلروط ومحددات هذا التعايش مفقودة أصلا بسبب سياسات الاحتلال، التمييز والاضطهاد العنصري في فلسطين المحتلة عام 1948، وبسبب سياسات الاقتلاع والتوسع والمصادرة والضم والإستيطان والجدران والتهويد في باقي الاراضي المحتلة عام 1967.
بالمحصلة لكل شعب برنامجه المتناقض مع برنامج الآخر، لكل شعب طريق، يسيران في طريقين متوازيين لن يلتقيا ابدا ولن ينته هذا الصراع إلا برحيل الاحتلال الكامل عن الأراضي المحتلة، وما دونه مرفوض من جميع الفصائل والقوى الفلسطينية.
لا اذيع سرا بالقول ان الاحتلال الاسرائيل دأب ومنذ اليوم الاول للاحتلال على فرض الوقائع السياسية على الارض، لكنه يقوم ببيع العالم أوهام السلام المزعوم كتعمية وتضليل للراي العام، والمفاجئ أن هناك بيننا من يستعد لشراء بضاعته الفاسدة تلك، تحت يافطة السلام المزعوم، يصِرّون على وضع الرؤوس في الرمال، ويمارسون عملية خداع الذات، وفي النهاية لا يحققون شيئاً يُذكر، سوى خسارة صافية، وعزلة عن المجتمع، وتمويه النضال وتزوير العلاقة التناحرية القائمة ما بين المحتل من جهة والشعب الفلسطيني الذي يئن تحت الاحتلال من جهة ثانية، والمستفيد الوحيد من الخلط المتعمد للأوراق هو الاحتلال.
انا بطبيعة الحال لست عدمية واؤمن بالعمل على اختراق ساحة العدو الداخلية للتاثير في الراي العام.. ولكن هناك فرق جوهري بين تلك الاستراتيجية وبين ما هو حاصل واقعيا، إذ من المحزن حقا ان "حركة نساء يصنعن السلام"، وخاصة الطرف الفلسطيني منها، يعتقدن أن شراء بضاعة "السلام" تتم من خلال مهادنة المحتل بدل مواجهته وفضحه، وهذا السلوك يبرهن أن المعرفة بالعدو ومخططاته سطحيّة، أو أنهن لا يتعلمن من دروس التجربة المرّة التي لخصها الرئيس مؤخراً في خطابه أمام دورة جمعية الامم المتحدة: "لن يكون أمامنا سوى مطالبة إسرائيل كدولة قائمة بالاحتلال بتحمل مسؤولياتها كاملة عن احتلالها".
المثير حقا، ان الاسرائيليات في الحركة المشار إليها، لا يقدمن شيء يستحق المناقشة على المستوى الوطني، وهذا ليس افتراء عليهن بل استناداً الى أقوالهن وتصريحاتهن، ففي تصريحات صادرة عن قيادات اسرائيلية من "حركة نساء يصنعن السلام"، قلن ان مطالبهن تنحصر في الدعوة إلى جلوس الجميع حول طاولة المفاوضات لصنع السلام والخروج باتفاق سلام. وعليه، لا يطرحن ما هي رؤيتهن للوصول إلى السلام وكيفية التوصل إلى اتفاق، ولا يقمن بطرح مواقفهن من قضايا الصراع الجوهرية: اللاجئين والمستوطنات والحدود وغيرها. وقبل ذلك، لا بد من ملاحظة أن معسكر السلام قد تراجع الى حد الاضمحلال، ولا بد أيضا من التنويه إلى حقيقة أن الاسرائيليات جزء من جيش الاحتلال وبزته العسكرية، جزء من مجتمع العسكرة وأطماعه التي لا تنتهي، وهو ما يعني ان الاسرائيليات يطالبن بالأمن لهن ولأبنائهن فقط، بينما الفلسطيني يقع في بنك الاهداف: القتل والاعتقال والاضطهاد، فعن اي سلام يتحدثون!؟
المشكلة الحقيقية لدى الفلسطينيات المشاركات في قيادة حركة "نساء يصنعن السلام" وأنشطتها، أنهن من حيث لا يدرين، يقمن عبر الانشطة المشتركة التمويه على ممارسات الاحتلال، يضعن الاصباغ التجميلية على وجهه البشع. في هذا العام يشير البرنامج الى وقوف المسيرة في مستوطنة "غوش عتصيون" التي تلتهم أراضي الخليل، دون تحديد لماهية الخطاب الذي سيتم توجيهه في المستوطنة!!
الغريب أن المشاركات الفلسطينيات يتصرفن كأفراد، بعيداً عن الحركة النسائية الفلسطينية، وهن بذلك يقعن في المحاذير والاخطاء لانهن اخترقن المعايير المتفق عليها من قبل لجنة المقاطعة النسائية بما تمثل؛ وكذلك معايير اللجنة الوطنية لمقاطعة اسرائيل (BDS). والغريب أكثر أننا من المفترض أن نكون أقرب البشر إلى فهم المجتمع الإسرائيلي بحكم الواقع، نبدو كأننا لم نفهم بعد أن الاحتلال لا يعطي أحد إلا ما يريد. لم تعد أحجية غامضة، بل حقيقة تتموضع بصلف أمام الجميع.
اليوم سيذوب الثلج ويتضح المرج، سيتضح للمشاركات في المسيرة أن النساء الفلسطينيات يرفضن الانخراط في النشاطات التطبيعية، وسيتضح لهن خسارة الجهود التي يبذلنها في غير مكانها وزمانها. وسيتبين ان الفلسطينيات المشاركات في الحركة لم يقعن في مصيدة أوهام السلام فقط، بل يوهْمن أنفسهن تحقيق اختراق في المجتمع الاسرائيلي والتأثير به، بينما الاختراق الحاصل هو للوعي الفلسطيني وتشويهه وتضليله.
وأخيراً، بمنتهى المسؤولية الوطنية والنسوية أدعو الفلسطينيات المشاركات إلى تقييم موقفهن، والتراجع عنه لصالح العودة الى برنامج الحركة النسائية الفلسطينية.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية
- تجربة المرأة الفلسطينية في تطبيق قرار مجلس الأمن 1325
- من -مخيم قلنديا- خرجت جنازة للمفاوضات
- كسر الجمود والتطبيع
- تقدم نسبي على مشاركة المرأة في المجالس المحلية الفلسطينية..!
- القوائم النسوية في انتخابات المجالس المحلية
- نطفة تهرب من السجن
- الانتخابات المحلية ما بين التجارب السابقة والانتخابات القادم ...
- عرفات يُقتل لكنه لا يموت..
- المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة
- رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة
- عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - مسيرة -سارة وهاجر- واختراق الوعي