أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عادل محمد - البحرين - عفواً يا أستاذ عبدالملك هؤلاء الفلاسفة ليسوا عرباً!















المزيد.....

عفواً يا أستاذ عبدالملك هؤلاء الفلاسفة ليسوا عرباً!


عادل محمد - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 13:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحية حارة إلى الكاتب البحريني القدير محمد عبدالملك الذي ألف القصص الواقعية في السبعينيات (قصة "موت صاحب العربة" نموذجاً).
لكنني أستغرب من قوله بأن ابن سينا والخوارزمي والفارابي كانوا من فلاسفة العرب. كما سيبويه وابن المقفع اللذان ساهما في تصحيح الألف باء واللغة العربية، والفيلسوف والفلكي والشاعر عمر الخيام صاحب أدق تقويم في العالم، وأبومسلم الخراساني الذي كان له الدور الرئيسي في سقوط الخلافة الأموية، جميعهم والكثير من الفلاسفة والعلماء الذين كانوا يقيمون في بغداد في العصر الذهبي كانوا من القومية الفارسية.
يبدو أن بعض الإيرانيين اختاروا الأسماء العربية طوعاً وبعض الآخر خوفاً من عساكر جيوش العرب الذين سيطروا على إيران.
----------
استراحة قصيرة في الماضي

الثلاثاء 3 أكتوبر 2017

سنعود للتاريخ العربي في عصره الذهبي لا للمباهاة به، بل للاستفادة من عبره ودروسه؛ ولنثلج صدورنا المشتعلة على الحاضر؛ وسنرى سويًّا كيف استطاع العرب الأوائل في عصرهم الزاهي تأسيس حضارة جديدة، تقدمت على العالم ومهدت للغرب سبل التقدم والتطور الحديثين؛ في ذلك يتفق الدارسون الغربيون الذين كتبوا عن النهضة العربية في القرون الوسطى ـ المظلمة في الغرب ـ قائلين أن العرب في ذلك الوقت تفوقوا على الأمم الأخرى في ميادين كثيرة علمية وثقافية وفلسفية، فما السر وراء ذلك؟ وكيف كانت البداية؟ ليس من الصعب أن يلاحظ الدارسون لهذه المرحلة من كتاب الغرب أن العرب آنذاك تفاعلوا الى درجة عالية مع علوم العصر، وثقافة العصر؛ المتمثّلة في التراث الفكري والعلمي والفلسفي اليوناني وأضافوا بعد ذلك الى هذه العلوم والمعارف من خبراتهم الجديدة، فوصلوا بها الى آفاق علمية وثقافية وفلسفية أعلى. وأول خطوة في تفاعل العرب الأوائل مع ثقافة العصر، تمثلت في النشاط المكثف للترجمة.

ويذكر أن الخليفة العباسي المأمون قد أسس بيت الحكمة في العام 830 ميلادية في بغداد؛ وهو عبارة عن مركز علمي ومكتبة عامة ومرصد فلكي؛ وجمع فيه طائفة كبيرة من المترجمين للعلوم والمعارف الأجنبية، ومنها نهل العلماء والفلاسفة العرب من علوم وفلسفة العصر، ثم نبغوا فيها وأضافوا من معينهم؛ وتألق منهم ابن سينا في الطب، والخوارزمي في الرياضيات، والفارابي في الفلسفة. ويذكر المؤرخ الأمريكي الشهير ول ديوارنت أن بغداد أصبحت في ذلك الوقت منارة لعلوم ومعارف العصر. وفِي الأندلس أسس الحكم المستنصر بالله مكتبة ضخمة تجاري بيت الحكمة في بغداد؛ وجلب اليها أعداد كبيرة من الكتب من بغداد ودمشق والقاهرة، بلغ عددها أربع مائة ألف مصنف في علوم الطب والرياضيات والهندسة والزراعة، والموسيقى؛ وكان الموسيقار الشهير زرياب قد وصل الأندلس قادما من بغداد ليؤسس معهدا للموسيقى.

وفِي الأندلس فعل العرب ما فعلوه في بغداد فأسسوا مكتبًا للترجمة في طليطلة. وإنكبوا ينهلون من معين الكتب الأجنبية. وأجاد المتنبي الذي عاش في سنوات الإزدهار في القرن الميلادي العاشر، حين اعتبر الكتاب خير جليس: «أعز مكان في الدنا سرج سابح /‏ وخير جليس في الزمان كتاب». ولعلّه في ذلك كان يجسّد ولع العرب بالكتاب في ذلك الوقت. وفِي الأندلس وصلت الحضارة العربية أوجها، على وجه الخصوص في القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر للميلاد؛ ثلاثة قرون مضيئة تسيد العرب فيها العالم، في العلوم والفلسفة والطب والرياضيات والفلك والفنون، والكيمياء والزراعة والموسيقى. وكانت الترجمة هي المفتاح الأول الذي فتح عيون العرب على العلوم والمعارف المتقدمة. وشهدت بغداد في المشرق، وقرطبة في الأندلس حركة ترجمة واسعة ثم كانت الخطوة الثانية حين أقبل العرب على هذه العلوم ينهلون منها، ويمارسونها، حتى تقدموا على الأمم الأخرى، الغربية والشرقية. لقد تعلموا من الحضارات المتقدمة عليهم فتقدمواعلى العالم، وهيئوا للغرب ـ الذي كان في الظلام والغيبوبة ـ قاعدة علمية وثقافية وفلسفية صلبة، أسست للنهضة الأوربية الحديثة؛ وفِي هذا الصدد يقول الباحث لوبون:
«كان للحضارة الإسلامية تأثير كبيرفي العالم، وهذا التأثير خاص بالعرب وحدهم لا تشاركهم فيه الشعوب الكثيرة التي اعتنقت دينهم. إن العرب هذبوا البرابرة بتأثيرهم الخلقي، وفتحوا لأوروبا ما كانت تجهله من المعارف العلمية والأدبية والفلسفية فكانوا ممَدّنين لنا ستة قرون/‏ من كتاب حضارة العرب صفحة 579». وفِي الأندلس أيضا أقبل الاسبان والأوربيون على تعلم اللغة العربية ـ لغة العصر ـ والثقافة العربية ـ ثقافة العصر ـ. وأثار ذلك غضب القساوسة ورجال الدين المسيحيين، الذين عابوا الشبان على ترك لغتهم وثقافتهم والتوجه الى لغة وثقافة العرب.

وأصبح للفيلسوف العربي الأندلسي ابن رشد أنصارًا وموالين في اسبانيا والغرب، وكان هؤلاء يسمون بالرشديين. وكان إبن رشد قد شرح فلسفة أرسطو وأضاف إليها. وكانت هناك علاقات إقتصادية وثقافية بين الأندلس وأوربا إنتقلت من خلالها الحضارة العربية المتقدمة الى أوروبا الغارقة في الظلام، في هذا الصدد يقول الباحث لوبون أيضًا: «إذا رجعنا الى القرن التاسع الميلادي وما بعده حيث كانت الحضارة الإسلامية في اسبانيا ساطعة جدًا رأينا أن مراكز الثقافة في أوروبا كانت أبراجًا يسكنها سنيورات متوحشون يفخرون بأنهم لا يعرفون القراءة والكتابة».

ودخلت العلوم العربية الى أوربا من اسبانيا وصقلية وإيطاليا. وأقيم في طليطلة في العام 1130م مكتبا أشرف على ترجمة أهم الكتب العربية الى اللغة اللاتينية، ومنها نهل الأوربيون علوم الكيمياء، وعرفوا النظريات العلمية واستوعبوها بعد أن ترجمت الى لغاتهم، كما أخذوا عن العرب الفيزياء وعلم العقاقير. وكان العرب في الأندلس قد مارسوا الجراحة ووضعوا مؤلفاتهم فيها، وذكروا فيها الآلات المستخدمة وطرق إستخدامها، كما برعوا في وسائل التخدير، وأجروا العمليات الجراحية.

وبعد، فهذا قيض من فيض العرب الأوائل، وقليل من كثيرهم، لعلّه يكون لنا هديًا ونبراسًا ونورًا يضيء حاضرنا المظلم، وينتشلنا من هذه الغيبوبة الطويلة.

نقلاً عن الأيام البحرينية





#عادل_محمد_-_البحرين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نديم .. من -جحيم أفغانستان- إلى التوهج الأوروبي
- أطفال سوريا وإيران وأفغانستان... ضحايا الفقر والحرب والحرمان ...
- الجزيرة العربية كانت جنة خضراء من الغابات والحشائش
- استمرار قمع المعارضين والاحتجاجات العمالية في إيران
- الحكمة السعودية .. تتغلب على البلطجية الولائية!
- العرادي : المعارضة تعاني ارباك شديد باعتقادها بديل للحكم
- مظاهرات في إيران ابتهاجاً بالاستفتاء الكردي
- -الأربعاء الأبيض- .. حملة ضد الحجاب الإجباري للمرأة في إيران
- گوگوش ... أسطورة الأغنية الإيرانية
- النجباء والحشد الشعبي وجهان لعملة عصابة ولاية الفقيه!
- إيران: من أسانلو إلى شهابي... استمرار الكفاح العمالي!
- الترجمة الكاذبة تتحول إلى معيار صحافي خاص بالتلفزيون الإيران ...
- خزعبلات وأراجيف المجرم روحاني في الأمم المتحدة!؟
- طغيان وغطرسة عصابة ولاية الفقيه الإرهابية!
- الطبيعة الخلابة الخالدة... تستحق المشاهدة
- بين -آينشتاين الجديدة- و-السعودية- ملهمة النساء
- الربيع العربي... فجر كاذب لديمقراطية لم تأت!
- الاستفتاء... وبزوغ كردستان الفدرالية
- بين تحريم الخمر... وتحذير الدكتور عدنان إبراهيم !؟
- دخلت الخمينية من باب باقر الصدر وتخرج الآن من باب مقتدى الصد ...


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عادل محمد - البحرين - عفواً يا أستاذ عبدالملك هؤلاء الفلاسفة ليسوا عرباً!