أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا بشارة - حدث في مترو القاهرة!














المزيد.....

حدث في مترو القاهرة!


مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 5657 - 2017 / 10 / 2 - 01:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




كالعادة أُفضّل الذهاب لعملي في الصباح الباكر حتى أقي نفسي زحام الطريق وحرارة الشمس، أسير في شوارع القاهرة قبل ان يشق سكونها ضجيج المارة، اسير في الطريق وانا استمتع بنسيم الصباح وكأنه إكسير الحيوية الذي يملئني بالنشاط لأبذل أفضل ما بوسعي في يوم عمل جديد! أسير وانا اشعر بالفخر لكوني امرأة مصرية، فالمرأة المصرية رغم مآخذي على بعض قناعتها التي تكدّر صفو حياتها وتُصّعب عليها الكثير من الامور، إلا انها مثال رائع في العطاء والتفاني والجدية وحسن تدبير المعيشة.
ومساعدة منها، تتخذ الحكومة المصرية بعض الاجراءات او القوانين لتسهيل حياة المرأة، واحدة من هذه القوانين تخص استخدامها للمواصلات العامة وذلك بتخصيص مقاعد للسيدات بسيارات النقل العام او عربات للسيدات بالمترو حماية لها من التحرش او سوء معاملة البعض، شكرا للحكومة المصرية، لكن ذلك ليس حلا!
نعم ليس حلا، لأنه لن يحل مشاكل المرأة الكثيرة الناتجة من افكار عتيقة وعفنة مترسخة في المجتمع منذ أزمنة بعيدة، بل يزيد الوضع مأساوية لانه يعمّق هذه الافكار ويظهر قبح تأثيرها أكثر، واحدة من هذه الافكار هي فكرة التمييز بين الجنسين وترسيخ فكرة ان المراة مخلوق ضعيف يجب حمايته من الرجال وعزله بعيدا قدر المستطاع! ليس هذا فقط، بل ايضا ترسيخ فكرة ان استخدام المراة للمواصلات الغير مخصصة للسيدات "فسق وفجور"! إليك عزيزي القاريء الموقف التالي لتدرك معي مدى بشاعة ما نحن عليه!
كنت في إحدى محطات مترو القاهرة وفجأة علت الاصوات واشتد الجدال لقيام شرطة المترو بإلقاء القبض على رجل حاول ان يستقل عربة السيدات ومحاولة إلزامه بدفع غرامة مالية، فما كان من الرجل إلا ان يدافع عن نفسه بالباطل قائلا: وفيها ايه! ما الستات بيجوا يركبوا العربيات بتاعتنا ويتزنقوا فينا!! حقيقة لم يدهشني او يعنيني رأيه كثيرا، لكن ما أدهشني حقا ووقع على أسماعي كالصاعقة هو رد رجل الشرطة: اللي عايزة تتزنق تتزنق براحتها!!!! حينها لم أعد احتمل السكوت، وأسرعت لرجل الشرطة لأعلن تحفظي على هذا الرد لما يحمله من إهانة في حق المرأة المصرية وبخاصة المرأة العاملة التي تتحمل عناء الطريق في مواصلات عامة لا تحترم آدميتها وحقها الكامل في معاملة متحضرة كريمة، سألت الشرطي: هل يعني ردك ان كل من تستخدم العربات الغير مخصصة للسيدات، هي إمرأة غير شريفة؟! كيف لشرطي ان يفكر بهذا المنطق المريض؟! بدلا من ان يتحدث بلغة القانون كجهة تنفيذية له ويصّرح بان المراة لا تتعدى هذا القانون طالما لا يحظر عليها ان تستقل اياً من عربات المترو جميعها، ويواجه هذا الرجل بتعديه على القانون، تراه يؤكد على فكرته الرجعية المهينة للمرأة!!!
مشكلة مجتمعنا العربي كله تكمن في فساد أفكارنا التي انحرفت بعيدا عن المنطق الالهي الحق، تلك الافكار تستمد قوتها من ثقافة شوهت صورة المرأة وجعلت منها مواطن درجة ثانية وُجِد في الحياة فقط لخدمة مواطن الدرجة الاولى "الرجل" يسهر حارسا لراحة باله واشباع رغباته، غير مزاحما له في ترقية عمل، يتردد ان يعلن التفوق عليه في علم، يستحي مشاركته القيادة واتخاذ القرار حتى لا يُتهم بالجبروت والفجور!!! تلك هي ثقافتنا العربية الفاسدة، وإن اختلفت نسبة هذا الفساد من بلد عربي لآخر، ومن مجتمع لآخر داخل البلد الواحد لكن تبقى نفس الثقافة السائدة بحاجة لأن تُجتث من جذورها حتى تنال المرأة العربية حقوقها المسلوبة وتنعم بكرامة غير مجروحة.



#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق المُطلق
- الأسود لا يليقُ بكِ
- عن أي ختان يتحدثون؟!
- شباب يناير وعجائز يونيه
- هل اللُغة هوية؟!
- قانون البكيني!
- من اجلنا يصنعون الحروب
- بحبك يا ام الدنيا
- مهرجان الجنس البذيء
- و يحدث ان...
- ليست كباقي النساء
- لا تستكيني
- يا قاهرتي
- من يقتل زهور العرب ... احفاد اسماعيل ؟!
- جوانا كتير احلام
- الدين و تغييب المصريين
- شعبٌ اختل توازنه
- أَحْلُمُ كَفَتَاةٍ شَرْقِيَّة
- انا عربي .....انا رسالة
- هنيئاً للحوار المتمدن للحوار الحر


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا بشارة - حدث في مترو القاهرة!