أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي زيني - في يوم عاشوراء














المزيد.....

في يوم عاشوراء


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 01:18
المحور: سيرة ذاتية
    


في مثل هذا اليوم، أي 10 محرم لسنة 61 هجرية الموافق 9 أكتوبر 680 م، إستُشهد سبط النبي محمد (ص)، الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). دامت معركة الطف بضع ساعات وانتهت بعد صلاة الظهر. كان من بين الذين استشهدوا مع أبي الشهداء، وقد نافوا إذ ذاك بأجمعهم على السبعين رجلاً، إخوة له من أبيهم الإمام علي وأمهم المكناة "أم البنين". كان أبرزتلك الأخوة العباس، يليه عثمان وجعفر وعبدالله، وقد اسُتشهدوا جميعاً في تلك الملحمة التأريخية العظيمة. إنهم بذلك يلحقون بسبطي الرسول الأكرم وسيدَي شباب أهل الجنة، خالدين كلهم دوماً وأبداً، منيرين الطريق الأمثل للأنسانية جمعاء.

لم يكن الحسنان، ريحانة رسول الله، هما السابقان للشهادة من آل البيت، فقد سبقهما أبوهما الإمام علي بن أبي طالب بعد ضربة غادرة من أحد الخوارج. وقد أنهت تلك الضربة صراعاً كان يدور بين الخير والشر، بين علي ومعاوية، انتصر فيه الشر بالنهاية ولو الى حين. ولو قُيّض للخير أن ينتصر ربما استمر أمر الشورى في اختيار الحاكم ولربما تطور هذا الأمر بمرّ الزمن ومع تحسن وعي الناس ليصبح مبدأ الشورى آلة بيد أغلبية الشعب في انتقاء الحكومة المناسبة، بموازاة ما يعرف اليوم بالديمقراطية في انتخاب الحكومة. ولكن شاء القدر أن ينتصر معاوية ليقلب الأمر الى دكتاتورية وراثية ولينصّب ابنه المارق لسبي آل بيت رسول الله بينهم علي السجّاد مريضاً مقيداً ورأس إبيه الحسين بن علي بن أبي طالب فوق رماح آل أبي سفيان وهم يسوقون السبايا من بلد الى بلد، من أرض كربلاء الى رذيلة يزيد بن معاوية!

على أن الحضارة العربية-الإسلامية التي بدأها الرسول محمد (ص) من المدينة المنورة وصلت أوجها ببغداد المأمون العباسي ثم بدأت تنحدر تدريجياً ثم انتهت. وهكذا هو ديدن الحضارات على مر التأريخ. كلٌ لها عمر معين، طال أم قصر. ويسري الآن هذا القانون على الحضارة الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة. هذا وإن كانت الأخيرة قادرة بقوتها الهائلة على تدمير الأرض وما عليها، إلا أنها مجرد قوة غاشمة. فهذه الحضارة في مرحلة الهرم وهي مرحلة الغروب. إن بوصلة إنتقال الحضارة تشير بوقتنا هذا نحو الصين، وهكذا تدور الأيام.

نعود مرة أخرى الى الحسين (ع)، فما الذي يمثله الحسين؟ إن ملحمة الحسين، روحي فداه، ليست ملكاً لشعب معين أو فئة معينة، وإنما هي على سموِها ملك للإنسانية جمعاء. إنها نور يضيئ الطريق أمام الأمم التي ما زال يلفها الظلام، ومن بينها أمتنا العربية. أليست الأمة العربية في حالة جهل وتخلف؟ ألم تذهب ثرواتها الى دول الإستعمار الأوربي؟ ألم ينتقل الدور بعد ذلك الى أمريكا فبدأت تسطو على ثروات الأمة وبالأخص نفوط دول الخليج العربي؟ ألم تتمزق الأمة العربية وتخور قواها ما سمح لقيام دولة إسرائيل في مكان القلب منها؟ ألم تصبح المنطقة العربية في الشرق الأوسط ملعباً لإسرائيل تسرح بحروبها فيه وتمرح متى شاءت؟ ألم تزل إسرائيل تحتفظ بالضفة الغربية الفلسطينية مع أجزاء من سوريا ولبنان بعد مرور نصف قرن من الزمان على "حرب الأيام الستة"؟

بعد كل هذه المصائب والرزايا التي لا يسمح المقال إلا بذكر جزء يسير منها، وبعد مرور 1,378 سنة على واقعة الطف، كأني بمولاي سيد الشهداء واقفاً على جبل من نور ولكن ما زال بلباس الحرب ومخضباً بدمه الشريف، مخاطباً الشعب العربي بكافة تلاوينه ومعتقداته ومِلَله ونِحَله على اختلافها بأن آن الأوان أن تستيقظوا وتهبوا وتنفظوا عنكم غبار التقاعس والجهل والتخلف.

عليكم برعاية حقوق الأنسان.

عليكم بممارسة الحق في اختيار الحكومة الصالحة.

عليكم باحترام المرأة وحماية حقوقها فهي نصف المجتمع وعليها تقع أولى المسؤوليات في بناء النشء الجديد.

أصلحوا التعليم فهو الأساس في بناء المجتمعات، ثم أكرر: عليكم بالتعليم ثم التعليم ثم التعليم!

ختاماً عليك أن تعلم، يا ولدي، بأنني أضحيت بمنزلتي هذه فكرة وهداية لكم وأنتم بأمس الحاجة إليهما الآن، فاتعضوا.

نعم، إن حسيناً فكرة إنسانية عليا. إنه التمثيل الأدق لكرامة الأنسان ورفعة الأنسان. إنه الرمز للفداء والتضحية من أجل الكلمة المتمثلة بالأخلاق العليا السامية المشتركة بين بني البشر على اختلاف ألوانهم ومشاربهم منذ الخليقة وحتى تنتهي الأرض ومن عليها!

أللهم لبيك يا حسين!!!






#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيموت كافة العراقيين في سنة 2035؟
- المگيَّر
- حمد وأم شامات
- الدولة والمواطنة
- لا إكراه في الدين والحرية للجميع
- القبيلة والغنيمة ومجلس النواب العراقي
- أناديك يا مجلس النواب العراقي إن كنت شريفاً!!!
- التراجيديا العراقية
- الطامّة الكبرى
- لنسحق رأس الأفعى!
- معذرة يا ولدي...
- بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق
- وزحف الظلام
- المرأة فريدة الأهمية في تطور النشئ الجديد*
- نهضة العرب من جديد ليست بمستحيلة
- السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي زيني - في يوم عاشوراء