أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - نحو ثورة الحرية والديمقراطية والعلمانية














المزيد.....

نحو ثورة الحرية والديمقراطية والعلمانية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 01:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يمتاز واقع السودان التاريخي والمعاصر بالتنوع الإجتماعي والثقافي والسياسي، هذا التنوع ظل حاضرا في جدلية الهوية وفي كل مستويات الصراع القائم في بلادنا منذ الإستقلال، ولم تتمكن النخب السياسية من بناء دولة الديمقراطية والمواطنة طوال السنوات الفائتة، ونتج ذلك لسيطرة الأنظمة العسكرية علي مقاليد الحكم بدعم من تنظيمات سياسية إنبريالية أنتجت مجموعة إستثمارية وإستعمارية متحكمة في موارد الدولة ومفاصل الحكم وهي التي نطلق عليها مصطلح الجلابة (البرجوازية الحاكمة) التي تستخدم شعارات مختلفة لتحقيق رغباتها السلطوية.

وفي عهد النظام الإنقاذي الإسلاموي القائم حاليا، شهدنا تحولات خطيرة في المسرح الإجتماعي والإقتصادي والسياسي، حيث صار السودان إجتماعيا بلد طارد وفقا لتطبيق سياسات العنصرة اللونية والدينية وتحويل المجتمع إلي طبقات تتفاوت سودانيتها أمام أجهزة الدولة وبات سؤال القبيلة ملتصق بالأوراق الثبوتية، وإقتصاديا تم نهب الموارد السودانية وتم إستغلالها في الحرب علي المجتمع سواء في الحرب الأولى في دولة جنوب السودان او الحرب الثانية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وبل كانت الحرب علي كل الشعب مع إختلاف وسائلها، فالأسلحة التي جلبها النظام لمحاربة شعبنا إذا تم توظيف ميزانيتها في البناء والتعمير والصحة والتعليم لأصبح السودان واحد من أعظم دول العالم، وسياسيا وقع السودان في دوائر الإرهاب وتقطع تواصله مع الدول الديمقراطية ليحقق سقوطا دبلماسيا غير مسبوق، وخاض علي ذلك حروب مع المجتمع السوداني والإقليمي والدولي في محاور متعلقة بتدهور الحقوق السياسية والمدنية وغياب الحريات الثقافية والدينية وإضمحلال المؤسسات الوطنية ووصول ملف الرئيس الإنقاذي عمر البشير إلي المحكمة الجنائية الدولية كأول رئيس سوداني ملاحق دوليا كمجرم حرب.

كل هذه العوامل وغيرها ساعدت في تعمق الأزمة السودانية، وفي ذات الوقت كانت تمثل محاور أساسية في نقاشات السودانيين حول البحث عن دولة تمثلهم وتحقق تطلعاتهم، والحقائق الماثلة تشير إلي فشل الدولة الدينية التي يسطر عليها عنصر واحد، وأضحى البحث عن دولة علمانية ديمقراطية حرة ضرورة ملحة لتفادي تلاشي السودان من خارطة العالم.

الدولة العلمانية الديمقراطية الحرة هي الضامن الوحيد لتحقيق التساوي الإجتماعي والثقافي والإقتصادي، والعلمانية فلسفة تقف علي مسافة متساوية بين كل مكونات المجتمع دونما إنحياز لجهة في مواجهة الآخرى، والديمقراطية مطلب رئيسي لحسم العمليات السياسية وولوج السلطة وتحولاتها بين الأحزاب والحركات الموجودة في الساحة، والحرية تجعل المجتمع يبدع في إنتاج الأفكار والمشاريع دون قيد.

وفي ظل الوضع الحالي يصعب الوصول إلي إنشاء الدولة التي نسعى إليها منذ ميلاد السودان وبعد إنقلاب تنظيم الحركة الإسلامية، ومع تغيرات التعامل الإقليمي والدولي مع حكومة الإسلاميين في الخرطوم نرى التعويل علي حراك المجتمع السوداني في الداخل والخارج هو السبيل الأنجع لفتح مسارات جديدة لتحرير السودان وإحداث التغيير المطلوب.

احداث القتل التي جرت في معسكر (كلمة) والإعتقالات الجارية للنشطاء السياسيين المعارضين ومحاكمة الطلاب عاصم وبقاري وغيرهم ومصادرة الصحف الورقية، كل هذا يحدثنا عن إصرار النظام في المضي نحو تطبيق سياسات القمع والتنكيل بالسودانيين، وكل هذا خلق إحتقان شعبي وسياسي متصاعد في الريف والمدينة ما يزيد من تمسك القوى السياسية الديمقراطية بضرورة تكثيف التنوير لتثوير المجتمع وإرجاع الحقوق المسلوبة، فالثورة عملية كفاح متواصل لم ينقطع البتة في السودان، والسودانيين قادرين علي تحقيقها كما حققوا أكتوبر وأبريل وسبتمبر وثورة الهامش السوداني الممتدة والمتفرعة من واقع الكبت والقهر، وستمتد هذه الثورة حتى تأتي بدولة حرية وسلام وديمقراطية وعلمانية.


سعد محمد عبدالله



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان للرأي العام
- ذكريات الثائر السوداني وليام قوبيك
- الرسالة الخامسة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الرابعة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الثالثة: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- الرسالة الثانية: إلي الحركات الطلابية والمعارضة
- رسالة إلي الحركات الطلابية
- مشروع الجزيرة ومشكلات الإقتصاد الوطني السوداني
- مهددات السلام في افريقيا
- النزاع والحل العقلاني


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - نحو ثورة الحرية والديمقراطية والعلمانية