أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مسافير - الإنسانية والدين!














المزيد.....

الإنسانية والدين!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 07:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن ترقى بنفسك عمن سواك، يعني أن تنجح في اقتلاع نفسك من حشد القطيع، أن تقاطع تماما العرف والتقليد، أن تسعى نحو الخلاص من الإرادة العامة، الإرادة التي ترسم لك المسار قبل الولادة، نحو فرض إرادتك الجزئية، كما تراها في أشد انبلاجها...
والحق، أن الإنسانية المثلى، هي التي تصبوا نحو الحقائق دون أن تشفق بالعقائد، هي التي لا تقدس أبدا الفكرة اعتبارا لحجم معتنقيها، بل وفقط، مراعاة لمدى صدقها، وتكون دائما على استعداد لتقديم تنازلات سخية، في ميدان العرف والعقيدة، لصالح مستجدات العلم! وإلا انزوت العلوم مطلقا، لصالح تبرير العقيدة!!
حينما تصرح الدولة بأن دينا معينا هو الدين الرسمي للبلاد، فإنها تعلن بشكل رسمي وصريح حربا طائفية.
الدولة التي تحترم مواطنيها، لا تقوم بالتمييز بينهم حسب الاعتقاد، لكن حسب الولاء للوطن!
إن الدول الدينية جميعها، لا تزال تعيش تخلفا حقوقيا بغيضا، إذ أنها تقوم بمصادرة أحد الحقوق الأساسية للإنسان، وهو حق التدين، ومنه حق إبداء الرأي، لا يمكن لحق الرأي أن يستقيم في غياب حرية التدين!
لا يا سيدي، أنا لست مبشرا ولا أحاول إقناع أحد بفكري...
أنا مجرد إنسان بسيط، يعمل طول اليوم أو يزيد، من أجل توفير الكفاف، ولا يهمني شيء غير هذا...
كن مسلما أو مسيحيا أو سليعفانيا، كن ماركسيا أو ليبراليا أو رجعيا، كل ذلك لا يهمني...
لا يهمني أن تحلق الشارب أو أن تعفوا عن الزغب..
لا يهمني أن ترتدي سروالا قصيرا أو أن تمشي عاريا، أن تكون ذكرا أو أنثى أو مثليا...
ما يهمني فعلا... أن نتقبل الاختلاف، أن أفرض على فكرك وجودي حتى يتقبلني مختلفا، لا مشابها...
حين نصل إلى هذه الدرجة من الرقي، تقبل وجود الآخر المختلف، آنذاك فقط يمكننا أن نتفرغ لأشياء أخرى، أشياء أعمق بكثير..
والرقي لا يتطلب بالضرورة أخلاقا دينية، بل ربما يتسوجب التخلص منها، أو على الأقل، التخلص من خلفياتها ومحفزاتها، فمثلا، حين أنظر إلى محفظة نقود تسقط من جيب أحد المارة، لن آخذها أبدا، بل سأنبهه للأمر، وذلك لسبب بسيط هو أن المحفظة ليست لي، بل هي ثمرة عرق جبين ذاك المار...
حينما أنظر لشخص معوز محتاج، أقدم له يد العون متى قدرت، لسبب إنساني محض!!
لكن المتدين له أسباب أخرى...
مثلا، لن يأخذ المحفظة لسبب وحيد، لن يسرق لسبب وحيد، هو الخوف من النار، الخوف من قطع اليد... وليس لأن السرقة عمل غير نبيل... غير إنساني!
كذلك... يقدم الصدقة طمعا في عشرة أضعافها، طمعا في الفردوس، وليس حبا في العمل النبيل، حبا في الإنسانية!!
ثم إنهم شعب غير متسامح مهما حاولوا إظهار العكس، والرقي لا يجاري التعصب، بل يعاكسه، وكي تستطيع قياس منسوب التعصب في مجتمعنا، ومدى افترائهم حين ينادون بالتسامح ونبذ التعصب، فجرب وأخبرهم أن فلانا دخل الإسلام، وانظر إلى ردة فعلهم:
- سبحان الله، لقد هداه الله، ما شاء الله...
ثم أخبرهم مرة أخرى أن فلانا آخر قد هجر الإسلام:
- لعنة الله عليه إلى يوم الدين، إنه عميل الصهيون، إنها مؤامرة ماسونية..



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاعمة في الحانة!
- رأي في أشرف الخلق!
- صرخة نملة!
- أئمة القرن الواحد والعشرين!
- الحب والسياسة!
- رأي في القرآن!
- خدعة الزمن!
- السياسي في بلادي عاهر أو قواد!
- سوء فهم!
- قصة فاطمة
- خطيبتي... هاكِ شروطي!
- تنويعات إنسانية!
- دمعة... وابتسامة!
- مأثورات مُسافيرية!
- المدارس في أنظمتنا سجون وأحيانا قبور!
- الحق في ممارسة الحب... وذهنية التحريم!
- الجبلاوي شخصيا يخاطبكم!
- كن إنسانا.. أو مت وأنت تحاول!
- طقوس تعبدية على هامش الإسلام!
- ظاهرة التحرش بين صمت القانون وشرع اليد!


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد مسافير - الإنسانية والدين!