أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خلف علي الخلف - خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود















المزيد.....

خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 20:55
المحور: مقابلات و حوارات
    


انديرا مطر – بيروت

بين المحاكاة والتوثيق تمر مجموعة الشاعر السوري خلف علي الخلف «يوميات الحرب القائمة» من دون أن ينزع ذلك عنها رهافتها الشعرية. لأن «الشعر هو سردنا للحياة» يتفاعل الخلف مع ثورة شعبه مطلقاً كلمات كالرصاص، ليس بهدف القتل وإنما للتصويب على حياة لا يريدها لا هو ولا شعبه. يختم الشاعر مجموعته بنص «وداعاً سوريا» كأنها صرخة يأسٍ من الهواء الجريح. بين الشعر والسياسة، وثبات فوق مستنقع الواقع تعبيراً عن أحلام الناس وحملهم جميعا إلى الهجرة بطائرات من ورق.

1. تحاكي مجموعتك الشعرية الجديدة "يوميات الحرب القائمة" مادة توثيقية للثورة السورية منذ انطلاقتها سلميا حتى عسكرتها. الا تخشى ان ينزع عنها التدوين رهافتها الشعرية؟

- أنت قلت "تحاكي". الشعر هو محاكاة للحياة، لا يمكن أن نكتب الشعر من خارج مشاغلنا الحياتية؛ آلامنا، أفراحنا، أحلامنا، أوهامنا عن الحياة أيضاً. حتى الآن لا أعرف ماهو الشعر، لكني أكتبه، أعتبر أن الشعر هو خلاصة سردنا لحياتنا، حياة مكثفة وغارقة في التفاصيل بآن. هذا قد لايكون رأياً نهائياً بالشعر، فقد مررت خلال تجربتي الكتابية بتحولات عديدة. المجموعة ليست توثيق بمعنى التوثيق، حتى وإن ألحقت بها سجلاً توثيقيا وفق معايير التوثيق الاحترافية للمجازر التي كتبت عنها. يوميات الحرب القائمة هي كتاب شعري، هي تفاعلي الشعري مع الثورة السورية في طور تحولها إلى حربٍ طحنت عموم السوريين.

2. تستهل المجموعة بنص يحمل عنوان "ضيف" وتختمها ب"وداعا سوريا". بحدسك الشعري وقرائتك السياسية هل بت مقتنعا ان سوريا التي عرفتها ذاهبة الى غير عودة؟

- نعم، ودعت سوريا في نهاية الكتاب، والنص عبارة عن دعوة للسوريين لتوديع أشيائهم الحميمة وذكرياتهم في هذا البلد، ودليل إلى ما يجب على "المهاجر" حمله قبل أن يقف على الحدود ويذرف دمعة على البلاد التي يغادرها كملكٍ أضاع ملكه. سوريا التي نعرفها ذهبت إلى غير رجعة. هذا لا يعني بأي حال أن سوريا القادمة ستكون أسوأ أو أفضل. باعتقادي الشخصي لايوجد وضع أسوء مما كنا فيه. حتى في ظل هذا الخراب الذي حطم البلاد. يبدو لي أن هذا ممر إجباري، كثير من الأمم مرّها الخراب الذي نعيشه الآن ونهضت. لستُ متفائلاً ولا متشائماً ولستُ نادماً أيضاً، لم يترك لنا النظام خيارٌ يمكن أن ننفذ منه لتجنب هذا الخراب.

3. صوتك متفرد شعرياً وسياسياً، تهاجم بشراسة المعارضة والنظام السوريين على حد سواء. برأيك هل يعول على المثقف في لعب دور اصلاحي ونهضوي في المجتمع؟

- مايسعى له الشاعر هو الفرادة، ما يبقى من كل شاعر هو محاولاته لتقديم صوته المتفرد، إن لم يكن قد وصل إلى هذا التفرد. الشعر الذي تجاوز الزمن هو الشعر الفريد. أما في السياسة فأنا أحاول أن أكون ضمير، مجرد ضمير لعموم الناس المغيبين عن السياسة، لم أكن أرغب يوماً أن أخوض العمل السياسي بمعناه التنظيمي والإجرائي؛ لكن أيضا لم يكن أمامي في الثورة فرصة لترف الخيارات، هناك شعب يخوض معركته المصيرية من أجل انتزاع حريته، لا يمكن إلا أن أكون جزء منها، بل في مقدمة الناس إذا كنت منسجماً مع ادعائي بأني صوت ضميرهم؛ ولو كنتُ مؤمناً بجدوى العمل المسلح لكنتُ الآن مقاتلاً أو قتيلاً.
شخصيا لا أؤمن بدور المثقف أبداً، وإن كان له دور في فترات تاريخية سابقة، فقد فقد دوره الآن، الآن الدور الأبرز للنهوض بالمجتمعات هو للإدارة والتنظيم والتواصل، لقد كفت الأفكار على أن تكون محركاً فاعلاً للناس، ما يحرك الناس هو احتياجاتهم بالمعنى العام والواسع، وتنظيم صوتهم وإمكاناتهم لتلبية هذه الاحتياجات وتفاعلهم في الطريق إلى هذه الحاجات.

4. اعتمدت في حملتك الترويجية للكتاب اسلوب السخرية والتهكم واسميت نفسك الشاعر الكبير. لعل هذا ما خفف من وطأة حضور الدم في القصيدة..

أنا خريج اقتصاد، وعملت لأكثر من عقد بالتجارة، وكذلك كنتُ لفترة ناشراً، وأجيد التسويق جيداً، مافعلته هو لتلافي ضعفي في العلاقات الثقافية العامة، لست على علاقة جيدة بعموم مشرفي الصفحات الثقافية في العالم العربي، بل إن أبرز المشرفين على هذه الصفحات كتبت مقالات تنقد إدارتهم لها، كما أني بالعموم لستُ على علاقة جيدة بشبكات المثقفين السوريين والعرب، ربما لأني لم أعتش من الكتابة يوماً.
لو كان هناك جوائز للحملات الترويجية للكتب، لنالت حملتي الفردية التي ساهم بها أصدقائي جائزة على فرادتها.لم أكن أريد للكتاب الذي يستحم بالدم السوري، ويكثف مسيرة آلام السوريين أن يمر مرور الكرام. لدي عشرة كتب تقريباً لم أقم بحملة ترويج ولا تسويق لأي منها. أعتقد أن مضمون هذا الكتاب هو الذي دفعني لذلك. وكذلك ربطه بقضية تهم كل السوريين وهي تعليم الأطفال اللاجئين للفت الإنتباه لها. حملة الكتاب توجهت للناس، وخرقت شبكات التسويق المعتادة التي يعتمدها الكتاب العرب في الترويج لبعضهم البعض. السخرية تجعل الناس تقبل منك أن تقول أشياء لو قلتها جاداً لوسموك بالجنون. لا يكفي أن تكتب كتاباً مهماً، يجب أن يصل الكتاب للناس إذا كان يهمهم. هذا كان هدفي من الحملة. وبالمناسبة لو كان الكتاب بلغة أخرى، كالإنكليزية مثلاً، وقمت بهذه الحملة لبعت آلاف النسخ. لكن للأسف الكتاب بالعربية التي لا أجيد سواها حتى الآن.

5. هناك فصل مخصص للمجازر التي حدثت في سوريا وانت اهديت الكتاب للشهداء والمعتقلين الذين لم يذكر اسماءهم احد. هل الشعر هو ما ينصف هؤلاء؟

- لا يحيط الكتاب بالمجازر التي ارتكبها النظام بحق السوريين، هناك مجازر قليلة تفاعلت معها وكتبت عنها، وأسميت الفصل "عينات عشوائية من مجازر كثيرة". أريد لهذه المجازر أن تخلد في ذاكرة السوريين والعالم أيضاً، لا لننتقم، بل كي نثبّت بشاعة هذه المجازر ولا أنسانيتها كي لا تتكرر.
في الثورة السورية حدثت أشياء عجيبة، منها سرقة المشهورين جهد ملايين السوريين وترجمته لمكاسب وحضور وأموال في بعض الأحيان. الثورة قام بها الناس ودفع فقراء سوريا الثمن الأفدح في هذه الثورة، من القتل إلى الإعتقال إلى التشرد واللجوء، بينما حصاد "المكاسب" صب في صالح مئات الأشخاص فقط؛ بعضهم مجرد انتهازي رخيص. آلام الثورة طالت نصف سكان سوريا تقريباً بشكل مباشر، لكن كم معتقل تداول اسمه الإعلام، كم شهيد نعرف اسمه وسيرته، ما نعرفه هم أولئك الذين تاجروا وأهلهم وجماعاتهم باعتقالهم، أو تاجر أهلهم باستشهادهم، بينما بقي ملايين من ضحايا الثورة من شهداء ومعتقلين ومشردين، مجهولين ومجرد أرقام؛ وهناك نص في المجموعة يتحدث عن تحول عموم الضحايا إلى مجرد أرقام. إنها محاولة مني لرد الاعتبار لهؤلاء، محاولة عدمية ربما، ولو أستطيع لكتبت عن هؤلاء الملايين بالاسم.

6. قضيت وقتا طويلا خارج سورية. السعودية، مصر وحاليا انت في السويد. عشقت الاسكندرية كما تقول، لكن كل هذه المدن لم تخلعك من الرقة، مدينتك الام. ما الذي منحتك اياه الغربة؟

- هناك مدينتين حتى الآن أثرت حياتي، حلب والإسكندرية، رغم أني عشت في مدن أخرى ومازلت أحبها كالرياض وأثينا، علاقتي بالرقة هي علاقة نسب، وليس علاقة حب. إنها علاقة دم، وأينما ذهبت وأينما عشت ستبقى هذه العلاقة قائمة، لذلك ما أن خرجت المدينة من عباءة النظام حتى عدتُ إليها، لكن "الدواعش" لم يتركوا لي فرصة لأقيم فيها مرة أخرى وأجدد علاقتي معها. من هنا من السويد حينما أذكر الإسكندرية أبكي، أبكي بشكل فيزيائي وليس كمجازٍ شعري، ولو كان الأمر خياراً لما غادرتها، كتبتُ عنها نصاً طويلاً ودعتها فيه، وطلبت أن أذكر كأحد شعرائها، ولو كنا في بلادٍ عادلة وصحية لكنتُ الآن مواطناً سكندرياً، فقد أقمت فيها أكثر من خمس سنوات وهو ما يكفي للحصول على جنسية بلد يخضع لاشتراطات حقوق الإنسان. الرياض كذلك أقمت فيها أكثر، ومازال من يزور قصر المصمك في الديرة يجد جزءاً من ذاكرتي ملطخاً جدرانه الطينية. أما حلب فقد صارت ضبابية في ذاكرتي وربما لو عدتُ لها لما عرفتني! الأمكنة مثل البشر تماماً تغيب وتحضر ونخاصمها وننساها، تكبر وتشيخ وتهرم وتموت أيضاً. الغربة جعلت مني مجرد إنسان لا يتعصب لوطنية أو قومية أو أمة أو عرق. وأكسبتني حياةً مليئة بالبشر والأمكنة والذكريات والأصدقاء.

أجرت الحوار الشاعرة والصحفية اللبنانية أنديرا مطر لجريدة القبس الكويتية بعد صدور يوميات الحرب القائمة



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
- كشّاشو حمام الثورة السورية
- الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
- قراءة في الإنتداب التشاركي: هل سيؤدي إتفاق مناطق خفض التصعيد ...
- قراءة في الصلاحيات الدستورية: الرئيس الإيراني يرأس ولا يحكم
- النقد السينمائي واللاجئون الجدد
- عصر التنوير السوري برعاية سيرياتيل
- رسالة من لاجىء إلى رئيس حكومة السويد
- الخلف: الربيع العربي ليس نتاج -ثقافة التنوير- وعلى المثقف أن ...
- الوسط الثقافي السوري.. من حروب الفتات إلى حرب التمويلات الكب ...
- ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-
- في إنقاذ المسلمين من الإسلام
- عن صانع الأفلام الذي أعاد حلم الحرية للواجهة
- التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟
- المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى
- في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام
- فرانكشتاين في بغداد: العدالة جسداً من أشلاء الضحايا
- التقمص في الديانة الدرزية حامل الحكاية في رواية «سرمدة»
- يوميات الثورة السورية: عن حزب الله وابن خلدون والمسلحين وسلم ...
- يوميات الثورة السورية: في الطريق إلى الرقة في ظل الحرية


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خلف علي الخلف - خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود