أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسام - دعماً لنضال الشعب المغربي















المزيد.....

دعماً لنضال الشعب المغربي


محمد حسام

الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 08:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"طحن دين مو" تلك الجملة التي صاح بها احد افراد الشرطة المغربية يوم 28 أكتوبر 2016، لتُكتب النهاية لحياة بائع السمك محسن فكري مطحوناً في عربة القمامات و هو يحاول إنقاذ بضاعته من براثن الشرطة المغربية لتعم المظاهرات و الإحتجاجات مدينة الحسيمة الريفية و عدة مدن اخري في المغرب.
جائت هذه الإنتفاضة في المغرب بعد أن ظن النظان الملكي المغربي أنه استطاع تجاوز الموجة الثورية التي عمت المنطقة العربية، خصوصا بعد استطاعته إحتواء حركة العشرين من فبراير مع ارتكابه لعدة جرائم من من أجل ذلك الهدف -منها حرق خمس مواطنين في الحسيمة-.
هكذا جائت هذة الإحتجاجات المطالبة بحق الشهيد محسن فكري و محاسبة قاتليه، و إلغاء الحكرة -مع مطالب تتعلق بالتنمية في الريف- لتثبت عجز النظام الملكي المغربي و من خلفه الحكومة المغربية- التي تتولاها إخوان مسلمين المغرب- عن احتواء غضب الجماهير و لتثبت ايضا ان النظام المغربي عاجلا ام اجلا سوف يتعرض لما تعرضت له الأنظمة العربية الديكتاتورية.
جريمة قتل محسن فكري بهذة الطريقة الوحشية تثبت بشكل فاضح الطبيعة الديكتاتورية للدولة المغربية و تثبت بجلاء الطبيعة الطبقية للدولة المغربية، كمان انها تظهر للجماهير المهمة الرئيسية لقوات القمع ، للرجال المسلحين النظاميين (بوليس و جيش) -في كل مكان في العالم و ليس المغرب فقط-، هذة المهمة هي قمع و إضطهاد كادحين الشعب، و خدمة و حماية الطبقة الحاكمة -الطبقة الرأسمالية-.

15 ديسمبر 2016 هو يوم مفصلي في حياة الحراك المغربي. آلاف المحتجين يملؤن شوارع مدينة الحسيمة و يطردون قوات البوليس منها، و إضراب عام في المدينة.
إن الإضراب العام خطوة مهمة تعطي الجماهير ثقتها في ذاتها كقوة إجتماعية قادرة علي التأثير في الواقع المادي، قيام الجماهير المغربية في الحسيمة بالإضراب خطوة أوضحت للجماهير المغربية كما للنظام الملكي من هو المتحكم الفعلي علي الأرض، من هم منتجين الثروات و من هم مجرد طفيليات.
ليأتي رد الحكومة المغربية علي تمدد الحراك و تجذره في غاية القمع و الوحشية، خلال يومين 4 و 5 من يناير 2017 حدث تدخل قمعي في محاولة لإنهاء الحراك مخلفاً عشرات الإصابات، و عشرات المعتقلين من الإحتجاجات، و مداهمات ليلية لقادة الحراك، هكذا اظهر النظام المغربي وجهه القبيح في مواجهة حراك جماهير الحسيمة، بعد أن فشلت جميع محاولات التهدئة و الإحتواء عن طريق الوعود المستقبلية. و الزج بشخصيات تنصب نفسها قائده للحراك لكنها تعلن ولائها و عمالتها للنظام الملكي، و جميع هذه المحاولات من قبل النظام الملكي بائت بالفشل. فما كان للنظام المغربي إلا أن يحاول أن ينهي بالحراك بالقوة عن طريق قواته القمعية الخاصة به (البوليس).

في اليوم الثامن من مارس 2017 –يوم المرأة العالمي- خرجت نساء الحسيمة في مظاهرة حاشدة، قدرت ب 15 ألف متظاهرة، للنضال ضد الإستغلال و التهميش و القمع الذي تعاني منه المرأة المغربية، و المرأة الريفية بشكل خاص- و بالطبع المرأة العربية بشكل عام-. إن نساء الطبقة العاملة و ربات البيوت لا يخرجن لأجل التظاهر أو الأحتجاج في حد ذاته، فلديهن العديد من المسئوليات التي ألقاها عليهن النظام الإقتصادي القائم، بالإضافة لألاف العراقيل نتيجة العادات و التقاليد المجتمعية.
لهذا فإن خروجهن يعتبر دليل عملي علي وجود إمكانية للأنتصار و دليل علي تجذر الحراك في صفوف الجماهير، لأنهن لا يخرجن للتظاهر إلا في الأحداث التاريخية، و بخروجهن يصنعن هذا التاريخ. مثلما حدث في الثورة الروسية التي اسقطت النظام القيصري، التي بدأت أثر خروج نساء بيترسبورغ الي الشوارع للمطالبة بالخبز و السلام في فبراير 1917 – في يوم المرأة العالمي وقف التقديم القديم-.
بعد عقود من مصادرة هذا الإحتفال من قبل نساء الطبقة الوسطي و النساء البرجوزيات ، هاهن نساء الحسيمة تعيدن يوم المرأة العالمي -8 مارس- الي جذوره الحقيقية، كيوم للنضال ضد الإستغلال و الإضطهاد الواقع علي المرأة، كيوم للنضال من اجل التحرر الحقيقي للمرأة من نير الإستغلال الرأسمالي الأبوي، و ليس يوماً لتقييم ما حققته نساء الطبقي الوسطي من مناصب في الدولة البرجوازية.
هذا اليوم الذي تقدمت به المناضلتان الألمانيتان كلارا زيتكين و كايت دانكر لمؤتمر النساء الإشتراكيات سنة 1910 الذي كان يناقش حق النساء في التصويت و الحماية الإجتماعية للأمهات، حيث اشارتا "بالإتفاق مع المنظمات البروليتارية السياسية و النقابية، تنظم النساء الإشتراكيات من كل القوميات في بلدانهن، يوماً خاصاً للنساء سيكون هدفه الرئيسي هو الدفاع عن حق النساء في التصويت من منظور اشتراكي. و سيكون من الضروري نقاش هذا الإقتراح في العلاقة مع قضية المرأة إنطلاقا من منطور اشتراكي."
نحن نعلم جيداً كماركسيين انه من المستحيل أن تتحرر المرأة لا في المغرب ولا في أي مكان اخر في العالم في ظل النظام الرأٍمالي الأبوي القائم، فقط في ظل نظام اشتراكي يمكن تحقيق المساوة الفعلية بين النساء و الرجال و يمكن تحقيق التحرر التام للمرأة.

اليوم نضال الشعب المغربي – الذي بدأ يوم 28 أكتوبر 2016 وقت وقوع جريمة قتل محسن فكري- استمر قرابة السنة رغم كل محاولات النظام لإنهاء الإنتفاضة هناك، تارة بالإحتواء و تارة اخري بالقمع، لكن آبي الشعب المغربي أن يستسلم لهذة الضغوطات، و واصل نضاله و تضحياته في مواجهة آلة القمع الحكومية. مخلفاً عشرات المصابين و أزيد من 350 معتقلاً و شهيدين أثناء الحراك هم عماد العتابي الذي مات يوم 2 يوليو 2017 متأثراً بجراحه جراء قنبلة غاز، و الأخر عبدالحفيظ حداد الذي مات يوم 11 اغسطس 2017 متأثراً بجراحه هو الأخر جراء الغازات التي تلقيها قوات قمع المملكة المغربية علي المحتجين.

و الأن ما العمل؟
حراك الجماهير المغربية في مدينة الحسيمة يصل لنقطة حرجة، فمع تطور أساليب النظام المغربي في القمع من إعتقالات و مداهمات ليلية و تدخلات وحشية، وصولاً لقتل اثنين من المحتجين، يصل الحراك لنقطة مفصلية. إن النظان المغربي يراهن علي عامل الوقت لحصار الحراك، يراهن النظام علي فقد الحراك لزخمه الثوري، و فقدانه لقاعدته الشعبية، لينفذ بعدها حملة إعتقالات علي كل المؤثرين في الحراك، لتكتمل خطته للإجهاز علي إنتفاضة الشعب المغربي.
إن المرحلة التي تدخلها المنطقة بأسرها – والعالم كله – تحمل في طياتها إمكانات هائلة لنهوض العمال و الفلاحين الفقراء و كل المفقرين نتيجة لسياسة التقشف و الإستغلال التي تنتهجها الحكومات البرجوازية. كما كتب في جريدة الثورة* " السخط يتراكم في كل مكان و بين كل فئات الجماهير، بعضها قام بالفعل إلي النضال و بعضها الأخر سوف ينهض حتماً خلال الفترة المقبلة، و ليس للنظام الرأسمالي القائم ما يقدمه لهم سوي القمع".
الخيار المطروح أمام الشعب المغربي في الحسيمة هو الإستمرار في النضال أو الإستسلام. لا بديل سوي مواصلة نضال جماهير الحسيمة بمطالب جذرية يكون هدفه هو إسقاط النظام الملكي الذي نهب البلاد لعقود. لكن مادام العامل الذاتي- الحزب الثوري- غائباًسيكون في مقدرة الدولة الرأسمالية أن تحتوي الجماهير و تقضي علي حراكهم.
والثورة المصرية مثال واضح علي هذا، لقد خرج ملايين العمال و الشباب إلي الشوارع و احتلوا الميادين و طردوا البوليس من الشوارع و أحرقوا المقرات الشرطية – رغم كل موجات الإعتقال و القتل- و كانت السلطة الفعلية في أيدي الجماهير طيلة شهور، لكن غياب قيادة ثورية تقود الجماهير للإنتصار – إسقاط الدولة البرجوازية و إقامة دولة العمال و الفلاحين الفقراء – أعطي فرصة للدولة لتستعيد توازنها و ترتب صفوفها من جديد لتقضي علي الثورة، و بهذا ضاعت فرصة حقيقية لإحداث تغيير ثوري حقيقي في المجتمع المصري.
أن نضال الجماهير المغربية من أجل إلغاء الإستغلال و الحكرة و القمع هو نضال طويل لن ينتهي إلا بالثورة الإشتراكية و إسقاط الدولة البرجوازية و وصول الطبقة العاملة إلي السلطة السياسية و تغيير النمط الإقتصادي القائم -النمط الرأسمالي-. إن كل الظروف الموضوعية متوفرة لأجل ذلك الهدف ما ينقص هو العامل الذاتي. حزب ماركسي ثوري يقود الجماهير -و في مقدمتها الطبقة العاملة- للإستيلاء علي السلطة و بناء المجتمع البديل، المجتمع الإشتراكي. و كما كُتب في جريدة الثورة " إن قوة الحركة المعاصرة تكمن في إستيقاظ الجماهير، و ضعفها يكمن في عدم وعي و مبادرة القادة الثوريين".

المجد للشهداء والحرية للمعتقلين
لتبنوا الخلايا و التنظيمات الثورية
تسقط قوات قمع الشعوب (البوليس و الجيش)
تسقط الحكومات الرأسمالية
لا حل سوي إنتصار الثورة الإشتراكية بحكومة عمالية

*جريدة الثورة هي جريدة شهرية تصدرها رابطة العمل الشيوعي الفرع المغربي للتيار الماركسي الأممي.



#محمد_حسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسام - دعماً لنضال الشعب المغربي