أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - العشاء الاخير للمسيح في اليمن














المزيد.....

العشاء الاخير للمسيح في اليمن


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 11:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في اليمن وفق تصاعد معدلات الفوضى والعبث السياسي وتداخل المصالح الداخلية والخارجية وتقاطعها وظهور نزعات التملك والقتل والتدمير يبدو انه حان الوقت للعشاء الاخير بين اطراف الصراع ومكوناته كبداية لنهاية مسار تراجيدي وهو امر اصبح من الضرورة حدوثه لان التعايش بين المتناقضات لايمكن استمراره ولا التكيف معه .. هنا نحن على موعد مع هذا العشاء الاخير ..
وهنا نستعير التشبيه من رواية نيكوس كازانتزاكيس ذات الاهمية الكبيرة والتي تحمل عنوان الاغواء الاخير للمسيح ..حيث يعلن المسيح خلال العشاء أن أحدهم على وشك خيانته فوقع الاضطراب في نفوس التلاميذ، وعند العشاء، بدأ العظة ، وإعلامهم بخيانة يهوذا، واذا كانت الاحزاب في اليمن ومعها رموز القبيلة والعسكر وحلفائهم قد خانوا ثورة الشباب وغدروا بها في صفقة بليدة يدرك اليوم كل اليمنيين مخاطرها وابعادها . فقد حان الوقت لحسم الموقف السياسي وإعادة فرز المواقع الاجتماعية وبناء اصطفاف طبقي واجتماعي جديد يخرج منه من يناهض مسار التغيير والدولة والجمهورية ..
فالتحالف القائم حاليا هو ذاته التحالف القديم مع تغيير في بعض مكوناته حيث تشكل اولا لمحاولة اجهاض مسار الثورة السبتمبرية ثم تغلغل رموز التحالف في كل مؤسسات الدولة وتخلصوا تدريجيا من القوى المدنية الديمنقراطية سجنا واغتيالا وصولا الى ثورة فبراير الشعبية الشبابية حيث قرر مكونات الصراع عدم السماح بانتصار الثورة خوفا على مصالحهم ومواقعهم ومصالح حلفائهم في الخارج ..
اليوم وبعد خمس سنوات من الفوضى والعبث السياسي والتدخلات الخارجية وعدوانها لابد من حفلة توديع تكون في اطار عشاء اخير ولكن بدون المسيح ولا تلاميذه ولا حتى من يتشبه به .. بل نحن امام نخب وقيادات وجماعات لم تعد تقبل بعضها وجميعها مسؤولة عن تدمير المجتمع وتخريب مؤسسات الدولة ...وحان الوقت للفرز السياسي اما نحو مسار وطني في اطار الدولة والجمهورية أو نحو المذهبية والقبيلة او التدمير الكلي للدولة والمجتمع . وحان الوقت لغياب رموز وقيادات تسببت ولاتزال بكل الازمات والمشكلات التي نجمت عن تدمير الدولة والمجتمع من خلال
حفلة عشاء اخيرة ..لكن الاقرب للتوقع هو تقاسم اطراف الصراع للسلطة وفق محاصصة تغيب معها مفاهيم الدولة والوطن والمواطنة ..مع فرض هيمنة احد الاطراف باعتبار القائد والفاعل الاكبر ..
واذا كان البعض يراهن على تحول دراماتيكي من المؤتمر ضد الانصار او العكس اقول ربما اراد البعض تلبية رغباته وتمنياته في خروج الانصار من المشهد السياسي نحو اعادة انتاج للمشهد من بداياته التي خرج الشعب رافضا لها وداعيا لتغييرها ..
وفي راويته عن الاغواء الاخير للمسيح يعبر الكاتب بالاشارة الى ان ظهور المسيح كان ثورة سياسية على الإمبراطورية الرومانية تؤدي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي تمتع به اليهود وهنا تم الاقرار من تحالف الحكم نحو قتل المسيح كما تم الاقرار من اطراف تحالف النظام عام 2011 بقتل الثوار وثورتهم والانحراف بمسارها نحو اعادة انتاج نظام مشوه بعد تعميم الفوضى لمزيد من القهر السياسي والاقتصادي لعامة افراد المجتمع .. هذا المجتمع ومع تزايد معاناته ينتظر " المخلص " كبطل ومنقذ وهو امر لن يتحقق مالم يخرج الشعب كله ضد من نهب ثرواته ومرتباته وحقوقه واعادة بناء الدولة وفق مرتكزات التعايش والمساواة والمواطنة ضمن دولة وطنية حديثة ..هنا نكون على بعد ايام قلائل من نفحة ايلول -سبتمبر- وعنفوانه ورمزيته في التغيير ..؟
لا مجال لحضور البطل المنقذ في اليمن ولذلك فلحشود الغفيرة والمظاهرات التي لا تطالب بأكثر من تحسين شروط العبودية لا تكون فاعلة في مسار التغيير السياسي والثوري ولهذا يتم تعويم المجتمع بوعي زائف تجاه ازماته حيث يكون الخطاب السياسي والحزبي - وهو خطاب بائس في اصله - مركزا على بعض مظاهر الازمات وليس على اسسها ومصادرها ..
وللعلم نحن في مسيس الحاجة الى الوعي الكاشف لحقيقة الصراع الراهن ودينامياته باعتباره الكفيل بخلق حركة سياسية وثورية تستهدف التغيير الشامل واعادة بناء نظام بتوجهات جديدة وتحالفات اجتماعية جديدة وهو امر لايزال في طور التشكل لانه افتقد من سنوات لقيادة طليعية قادرة على رفد المجتمع بوعي سياسي متقدم نسبيا على وعي المجتمع و كاشف للزيف الراهن والتضليل الايدولوجي ..وحتى لو وصلت المظاهرات والحشود الى مليونيات وهي دون وعي حقيقي بمصالحها حاضرا ومستقبلا ودون وعي وادراك كاملين لمن تسبب بكل المشكلات والمعاناة السائدة فلن يترتب عليها اي تغيير ..الوعي السياسي والوعي العلمي شرط للتحرر من الجهل ومن القيود الاجتماعية وشرط فاعلية الانسان الفرد -والمجتمع- وتمكنه من صناعة التاريخ وصناعة المستقبل ..؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السياسي اليمني في خمس ملاحظات
- ممكنات الخروج من نفق الازمات والعبث السياسي
- الفكر البري وازماتنا العربية
- ست ملاحظات حول المشهد السياسي في اليمن
- المصارعة الرومانية في منطقة الشرق الاوسط
- حوار ثقافي في مقهى سياسي
- حاجة اليمن الى روح وطنية جديدة
- اليمين السياسي يحكم امريكا
- الفلكلور السياسي في لبنان
- مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن
- الدرويش الغاضب الذي هز عرش السلطان اردوغان
- حين يكون الكذب سياسة رسمية للامريكان وبريطانيا
- التحول من الدولة الى القبيلة الى الطائفية
- ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب
- غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة
- قرأة تحليلية أولية في دلالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاورب ...
- القلق الوجودي لدى الشباب في دول الربيع العربي
- الربيع العربي الذي صار خريفا
- تعميم الفوضى امريكيا واعادة انتاجها محليا
- اليمن ..دولة ضعيفة تسمح بجماعات واحزاب تحتل وظيفتها وشرعيتها


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - العشاء الاخير للمسيح في اليمن