أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - قصتي مع الموت














المزيد.....

قصتي مع الموت


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5586 - 2017 / 7 / 20 - 02:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


قصتي مع الموت
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو الأستاذ عبد الله أغونان...فإليك يا أغونان ماذا رأيت (بأم عيني ) حين واجهت الموت.
الموت ليس بعبعا مخيفا ...كما يعتقد كثر منًا...و فزاعة الموت لا يجب إستخدامها كمعنى لترهيب البشر فالله الذي رأيته بعينيّ و أحسسته بقلبي غير ما تعتقدون جميعكم.
ذات يوم بعيد...كنت قد خرجت من حفلة عيد ميلاد...كانت صاخبة جدا...هذه الحفلة.
أدرت محرك سيارتي الرياضية الجديدة و كانت من نوع داتسون سبورت...و قدت هذه السيارة و أنا ارتدي بنطال جينز و تي شيرت أبيض...متجهة الى إحدى فنادق القاهرة
حيث كنت أقيم دائما في أوتيلات ،،،يدعونها خمس نجوم!!!
كنت إمرأة و ما زلت شديدة الثراء...أبعزق مليون تأتيني عشرة و هكذا.
بالمناسبة...أنا لم أختر أن أكون ثرية...كما قال تعالى...و رزقكم في السماء و ما توعدون.
ضاربت في جميع أنواع البورصات التي لكم أن تتخيلوها....إلاَ بورصة الدم أو السلاح أو المخدرات أو ما شابه.
لأرجع للموضوع: كنت أقود سيارتي بجنون و كأنني أنوي الإنتحار!!!!!!!!
لم أعرف ماذا حصل سوى أنني قد رايت نفسي و أنا مغطاة بالدماء....و كنت أطير فوق سيارتي0
ها أنا الآن أتذكر لحظات الموت.
رأيت روحي....خفيفة جدا...و شفافة جدا...و أنني أطير....لقد خرجت من مجال الجاذبية الأرضية.
كانت السماء بديعة...فوق وصف الخيال...فأخذت أنظر الى جسدي المغطى بالدماء...وقال لي صوت ما...ما أصعب العيش بقيود الجسد.
نظرت من عليائي الى جسدي و تمنيت أن لا تعود روحي لهذا الجسد...أحسسست بالحرية المطلقة و الحب المطلق لكل بني البشر.
لن أكذب و أقول لكم أن روحي قد دخلت بنفق أو ما شابه لا..لا...كانت روحي سعيدة للغاية و عرفت أيضا...أنه لا أديان...في سماء الله و ملكوته ..و إن التقاتل على عزة جلال الله خطيئة عظمى
أيها السادة.
يوجد وجود آخر غير وجودنا هذا و لكننا لا نستطيع إدراك هذا الوجود و ذلك لقصر معرفتنا ..وفي بعض الحالات...يمنعنا غرورنا من الإعتراف بالحقيقة.
الحياة دون إله...خطيئة عظمى.
أخذ الصوت يعلو...و أحسست بالشفقة على نفسي و على كل الأحياء.
لم أكن أود الرجوع الى جسدي...و لكنها عادت غصبا عني.
فهلا تكفون عن إستعمال الموت كفزاعة وتصورون ذات الله (تعالى عن نقائصي و نقائصكم) كشيف أرضي...يشوي لحوم البشر.
حرام عليكم ما فعلتم بنا...كلكم جميعكم ...فديانتكم باطلة و آلهتكم لا تطيقنا ...
لقد قرأت كل كتب الدين و التاريخ و الفلسفة...لأنني عملت كصحفية في استراليا.
ثقفت نفسي بكافة أنواع الثقافات ....عشت مع كل فئات المجتمعات التي تتخيلونها...إنني عاشقة للسفر من الطراز الأول.
قرأت توراتكم و أناجيلكم وقرآنكم...درست البوذية و الهندوسية و أعرف الأبوروجيني و أنتم تعلمون أنهم سكان استراليا الأصليين.
مازلت أتذكر لحظات السعادة القصوى حين خرجت روحي الى بارئها.
لم يستقبلني الله بسياط عذاب أبدا ابدا...كنت أريد البقاء الى جانب ملكوت الله.
لم أحس بأنني روح مسلمة أو يهو-دية أو مسيحية أو حتى روح عابد البقر...أحسست أن روحي قد تحررت من كل أشكال (الفكر الديني ) و السياسي ايضا...و إنه بالحب وحده يحيا الإنسان.
ما أقوله ليس نثرا أو شعرا...لقد كنت ميتة لمدة ساعات و حين إستقظيت...كنت مرماة على سرير قذر...و غرفة فقيرة ورجلا لم أره في حياتي سوى ذاك اليوم البعيد..ووجهي مشوه..وإحدى
فقرات ظهري قد إنزلقت عن مواضعها...ومن ثم أتى الدكتور و ممرضتان...كانوا ينظرون اليَ بذهول..و قالوا لي....مدام...إنتي مُتًي و عشتي من جديد.
كان إسم هذا المستشفى...مستشفى القصر العيني في القاهرة...لكنه كان مستشفى يضعون فيه الفقراء...كي يموتوا بهدوء.
بعد هذا اليوم....لم أعد كما كنت ابدا ...إزداد منسوب إنسانيتي كثيرا...وأصبحت خادمة للإنسان.
أصلي أحيانا...و لكن نصوص القرآن...تضيع من عقلي...ونصوص الإنجيل لا أتقنها....ثم عرفت أن الوصول الى ذات الله لا يحتاج نصوصا دينية ما زلتم تذبحون بعضكم بعضا..عليها.
كف يا عبد الله عن (تهديدي بالموت)....هذا لا يجوز و ليس من حقك أن تفرض رؤيتك علينا....ناقص تشتغل الله علينا!!!!!
أنا لا أهاب الموت لأنني إبنة الحياة...بل أحس بأني طفلة الله المدللة.
دع كل روح...تذهب الى برزخها التي تهواه يا أخي عبد الله.
لا تنصبوا من أنفسكم معلمين للبشرية...ليس من حق أحد أن يفرض علينا وصايته إلا القانون العالمي لحقوق الإنسان.
لا تعتدي على حريتي فيما أعتقد و لا تفرض عليَ ما لا تطيقه نفسي...فلا يكلف الله (تعالى عن نقائصنا) نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما إكتسبت.
دائما أتساؤل...ألا يكفي بالموت واعظا..نعم يكفي بالموت واعظا لأني سأذهب الى وجود يشبهني و أشبهه يا أخي عبد الله أغونان المحترم.
لنا لقاءات أخرى...إذا بقي في العمر بقية.



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات يوم...كنت أرملة 2
- ذات يوم...كنت أرملة
- دعوة لشرب الخمر
- رسالة لحضرة الجنرال ميشيل عون
- أنا و الله
- ررسالة الى بشارالأسد 12
- رسالة الى بشار الأسد 11
- رسالة الى بشار الاسد 10
- رسالة الى بشار الأسد 9
- رسالة الى بشار الأسد 8
- رسالة الى بشار الاسد 7
- رسالة الى بشار الأسد 6
- رسالة الى بشار الأسد 5
- رسالة الى بشار الأسد 4
- رسالة الى بشار الأسد 3
- رسالة الى بشار الأسد (2)
- رسالة الى بشار الأسد
- رسالة الى رجل حر..أفنان القاسم
- رسالة الى عبد 3
- رسالة الى عبد 4سالة


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - قصتي مع الموت