أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد بقوح - التعليم كمحرر للشعوب














المزيد.....

التعليم كمحرر للشعوب


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 09:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إن جميع الدول التي تحترم نفسها، ولها حسن النوايا تجاه شعوبها، اعتبرت، ومازالت تعتبر التعليم وقيم العلم والثقافة، رهان تقدم مجتمعاتها وتحقيق الاستقرار والتنمية الشمولية المستدامة. هذا يعني، عكسا، أن الدول، خاصة في الوطن العربي والاسلامي الجريح، التي تعيش اليوم في واقع الفقر والحاجة والتخبط والتخلف والتراجع بكل أنواعه وأشكاله، هي نفسها الدول التي أهملت التعليم كأداة للتحرير، بل فقرت العلماء وأهل العلم، وطاردتهم وحاربتهم بكل الوسائل، إن لم نقل احتقرتهم وبالغت في جعلهم أعداء لها في شروط اجتماعية وتاريخية معينة، ثم اختارت لنفسها في المقابل، الاستمرار على نفس النهج السياسي الاجتماعي المتحجر والمتخلف، والاهتمام بقطاعات أخرى بديلة كالاقتصاد والاستثمار في التصنيع والتسمين (نسبة للإسمنت)، بالرغم من أهمية هذا الأخير، إلا أن اختيار سياسة عمومية جافة وجوفاء، مبنية على الهاجس الاقتصادي الفارغ من روح البعد الاجتماعي المجتمعي، قاد معظم التجارب الأممية، سواء في محيطنا الإقليمي أو العالمي، إلى تعطيل وتكبيل سلطة العقل النقدي المنتج، وبالتالي إلى حصد المزيد من التوترات السياسية والاحتقان الاجتماعي الشعبي، بسبب مشاكل البطالة المتفشية في صفوف الشباب والطلبة والمتعلمين والمواطنين، كنتيجة منطقية لانتهاج الدولة المعنية لسياسة اجتماعية طبقية فاشلة بكل المقاييس، غير ديمقراطية، ولا منصفة لجميع المواطنين الذين ينتمون إلى الوطن الواحد.
هكذا، نلاحظ كيف يمكن أن يشكل غياب تطبيق، وليس الاكتفاء بالتنظير وتلميع الخطاب، سياسة اجتماعية عمومية فعّالة في مجال التعليم خطرا كبيرا على استقرار أي مجتمع يحاول تحقيق ما يسمونه بالتحول التاريخي والحضاري، كالنموذج المغربي على سبيل المثال لا الحصر، في ظل سيادة أجواء هجمة النكوص والتوتر والاحتقان الدولية العامة. نعني وجوب ضرورة تبني سياسة تعليمية عمومية مواطنة بالفعل وليس بالقوة، تنبذ الفوارق الاجتماعية السائدة، وتأخذ بعين الاعتبار دور المكون التربوي التعليمي والتكويني كقطاع حيوي، وخاصة في شق موارده البشرية التي يجب أن تنعم بكل حقوقها، في سياق التزامها التاريخي والأخلاقي والإنساني بثقافة الواجب، وفي إطار دولة الحق والقانون، في الحفاظ على سلامة التوازنات السياسية والاقتصادية، بناء على تأسيس صرح قوي لما هو اجتماعي معرفي وقيمي، انطلاقا من الاهتمام الجدي المسؤول بالتعليم والعلم والثقافة، كحقول اجتماعية لها علاقة مباشرة بتكوين وتأهيل وبناء، وإعادة بناء الإنسان الذي هو الواجهة الأساس لطليعة شمس مغرب الغد..



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الديني والوعي الفلسفي
- قصة : الحمّى
- السياسيون الانتهازيون
- يسار حراك الريف ويمينه (مطلب اجتماعي وضرورة تاريخية)
- نظرية الدولة عند أنطونيو غرامشي، من خلال كتابه (رسائل السجن)
- مسألة المثقف عند بيير بورديو
- قراءة فلسفية لرواية ساق البامبو(1) (جدلية العلاقة بين تيمة ا ...
- الأنا الذي لا يفكر .. أو الطبيعة الصامتة و الطبيعة اللغوية
- من دفاتر نيتشه الفلسفية : مسألة الإغريق و علاقتهم بالفلسفة ( ...
- نقد مفهوم الحرية في فلسفة سبينوزا
- من دفاتر نيتشه الفلسفية : مسألة الفلسفة و التفلسف و الفيلسوف ...
- من دفاتر نيتشه الفلسفية : الفلسفة و الفيلسوف .. المفهوم و أي ...
- الفلسفة .. ضد سياسة التجميع
- محمد ابزيكا .. المثقف العضوي . أو صراع الأنساق : بين الحداثي ...
- الفلسفة و سياسة التكرار
- التقدم ضدّ خرافة الوصول .. في سبيل الصداقة الفلسفية
- المرتزقة الجدد ، وجهة نظر فلسفية
- أعشاش لاحمة
- مفهوم الدولة في مادة الفلسفة المقررة بالبرنامج الدراسي للباك ...
- وقفة احتجاجية شعبية ضد تواطؤ لوبي العقار مع الإدارة في أكادا ...


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد بقوح - التعليم كمحرر للشعوب