أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شكيب كاظم - الناقد فخري صالح في (عين الطائر) له فضل التنويه بمنجز ما بعد الحداثة وفن العمارة















المزيد.....

الناقد فخري صالح في (عين الطائر) له فضل التنويه بمنجز ما بعد الحداثة وفن العمارة


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 16:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أتابع ما يكتبه الأديب والناقد فخري صالح، ما أمكنني إلى ذلك سبيلاً، لأني أجد فيه صوتاً نقدياً مخلصاً وجاداً، واتناغم معه فكرياً وروحياً.

ولقد اقتنيتُ منذ سنوات كتابه (دفاعاً عن إدوارد سعيد) فأنا مهتم بما كتبه إدوارد سعيد، أو ما كتب عنه، وإذ عثرتُ على كتابه النقدي الذي سماه (عين الطائر. في المشهد الثقافي العربي) فقد اقتنيته وقرأته فهو من الكتب التي أسميها بـ(الكتب المحظوظة) وأعني بها الكتب التي تقرأ حال شرائها، او بُعَيْدَ شرائها، عكس كتب تبقى ثاوية في المكتبة زمناً قد يطول من غير ان تمتد يدٌ لها، وتظل ترنو اليك معاتبة، سائلة عن زمان فك أسرها بقراءتها؟!

ما يميز كتابات الناقد فخري صالح، هذا التكثيف غير المخل، ولعل السبب يعود الى حيز كتابته الصحفية، فهو يكتب العمود الصحفي الذي غالباً ما تكون مساحته وعدد كلماته محددة، او لعلها فطرةٌ فطرها الله عليها. وأستمر على هذا النهج في مقالات كتابه هذا (عين الطائر) التي يوضحها لنا نحن قراءه ” إنه اسلوب يقترب من زاوية نظر عين الطائر حيثُ نكوّن في نظرة خاطفة سريعة، موجهة من نقطة بعيدة عالية، فكرة عن الأشياء والموضوعات يصعب على القراءة المنشغلة بالتفاصيل وحواف النصوص أن تتوصل اليها” مقدمة الكتاب ص5.

وإذ أوضح لنا، أن مقالاته هذه التي توزعت على خمسة مناح ثقافية ومعرفية هي:

1- أحوال الثقافة العربية ومشكلاتُها.

2- الشعر وأحواله واثرُه.

3- الرواية العربية ومشكلاتُها.

4- النقد وغربته ومعضلاته.

5- ثقافتنا وثقافتُهم.

أوضح أنها نشرت في صحف (الدستور) الأردنية و (الحياة) اللندنية، و(الخليج) الإماراتية، ومجلة (عمان) الأردنية، وعدد آخر من الصحف والمجلات العربية، فإني كنت أتمنى عليه، زيادة في التوثيق والتدقيق، أن لو أشار إلى مكان نشر كل مقال من مقالات هذا الكتاب وزمانه وهو ما دأب عليه الكثير من الكتاب والباحثين.

لماذا تأخر المسلمون؟

وإذ بقينا منذ أن أطلق الأمير شكيب أرسلان (1869-1946) سؤاله الملتاع (لماذا تأخر المسلمون. ولماذا تقدم غيرهم؟) في اربعينات القرن العشرين، فإننا مازلنا نطلق السؤال ذاته، لماذا تأخرنا وتقدم الآخرون، وهو السؤال عينه الذي يسأله الناقد فخري صالح من خلال العديد من مقالات كتابه هذا (عين الطائر) ليؤكد متسائلاً: “وسوف يلاحظ القارئ ان هذا المأزق يلقي بظله، وينوء بكلكله، على المقالات جميعاً، بغض النظر عن زمان كتابتها أو موضوعاتها أو أشكال التعبير التي تقوم بقراءتها، إنه سؤال أساسي يفرض نفسه لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ لماذا بقيت الأسئلة التي سألها أسلافنا في نهايات القرن التاسع عشر حائرة تبحث عن أجوبة؟ لماذا بقيت الحداثة المرغوبة محشورة في الأشكال التعبيرية ولم تنتقل الى العيش اليومي”. من المقدمة . ص6.

في الكتاب النقدي الجميل هذا (عين الطائر) يقدم الناقد والباحث الأردني فلسطيني الأصول فخري صالح مقالات مكثفة عن : نزار قباني ومحمود درويش وأدونيس وسميح القاسم وإبراهيم نصر الله، ونجيب محفوظ وإدوارد سعيد وغالب هلسا، وإبراهيم أصلان، ومحمد زفزاف، وكوته، وبورخس، وناظم حكمت، وصموئيل هنتنكتون، وفوكو ياما الياباني والأمريكية اليهودية سوزان سونتاك، فانه يتحفنا بمقال عن الناقد المصري المغترب (إيهاب حسن).

من هو إيهاب حسن؟

إذ أفاجأ بعدم معرفتي بمنجز إيهاب حسن، ولم اقرأ شيئاً من كتاباته، وآسف والذي يعد – كما يذكر فخري صالح- من بين قلائل بشروا بحركة ما بعد الحداثة والفن والعمارة، المولود بمصر سنة 1925، وغادرها في الأربعينات، ولعل عدم معرفة القراء العرب بإيهاب حسن وكتاباته يعود إلى الكسل المتوارث في الترجمة عندنا. فلم يترجم إلى العربية شيء مما كتب إيهاب حسن، فضلاً عن أنه لم يحسن تقديم نفسه الى القراء ودور النشر، فظل يعيش في عزلة مؤلمة وقاسية، وإذ يستوقفني مقال الناقد فخري صالح عنه، فإني الجأ إلى الأنترنت لأقرأ أن أحد كتبه قد ترجم إلى العربية، وعرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب بداية عام 2015، وعنوانه (دورة ما بعد الحداثة) ترجمه محمد عيد إبراهيم ونشرته مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة، وإذ فوجئتُ واسفت – كما ذكرت آنفاً – بعدم طرق إسمه لذاكرتي، فأني أفجع إذ أقرأ أنه رحل في 10 من أيلول /2015. لأقرر أني قرأت نعيه، وإذ كان أسمه عابراً ولم يستقر في تلافيف ذاكرتي، فكان نعيه عابراً أيضاً.

إذن، فسبب عدم معرفة القراء والباحثين في الوطن العربي به، يعود لسببين – كما ذكرت آنفاً – هما كسل حركة الترجمة، فضلاً عن أن إيهاب حسن، لم يستطع تقديم نفسه للقراء العرب، وأراه مترفعاً متعالياً عليهم، قاطعاً كل أواصر العلاقة بهم، فهو لم يزر بلده، أو أي بلد عربي منذ أن هاجر من مصر منتصف أربعينات القرن العشرين، كما أنه ينكر هويته الأصلية، فأذ ظل المهاجرون الى الولايات المتحدة الأمريكية، يشيرون الى أصولهم، ومن ذلك ما يعرف بـ (الامريكيين العرب)، أو (عرب أمريكا) فأن إيهاب حسن، ظل يقدم نفسه بوصفه أمريكياً فقط! في حين ظل المفكر الكبير إدوارد سعيد (1935-2003) يقدم نفسه بوصفه أمريكياً من أصول عربية فلسطينية.

عزلة محسن مهدي المنتجة

عزلة إيهاب حسن، تذكرني – وهي عزلة حميدة منتجة- بعزلة باحث عراقي رصين، هو الدكتور محسن مهدي (الميالي)، اختص بمباحث الليالي العربية، كما يصفها الغربيون، أي الف ليلة وليلة، غادر العراق، منذ نهاية أربعينات القرن العشرين، وأستقر في أمريكا أستاذاً في جامعة هارفارد العريقة، وظل معروفاً في الغرب، وفي بعض الدول العربية، ومنها مصر، وغير معروف في العراق بلده – حتى على مستوى المختصين – وقد رأيته- مصادفة يوم الجمعة 31/ تشرين الأول / 1975 لدى مشاركته في مؤتمر أقامه العراق احتفاءً بذكرى أبي نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي (260-339هـ) عقدت حلقاته الدراسية على قاعة الجامعة المستنصرية، وفي هذه الحلقات تعرفت لأول مرة على الترجمة الفورية، إذ زوّدونا بجهاز متصل بسماعة، فكنا ننعم بترجمة فورية للبحوث التي تلقى بمختلف اللغات، إذ شارك فيه عددٌ من مستشرقي العالم وباحثيه، فضلاً عن دارسين عراقيين وعرب. وقد توفي الباحث الدكتور محسن مهدي، ابن مدينة كربلاء في 13/من تموز/2007، وكنت وقتها نزيل حمص السورية، وما تركت وفاته أثراً في بلده لطول نأيه عنه، لا بل لم يزره إلا في هذا المؤتمر! في حين أقامت له مصر احتفاء يليق بجهده العلمي ومنجزه!



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث نادر للمفكر الفلسطيني الراحل أدوارد سعيد ...ذاكرة الإذا ...
- علي الشوك روائيا...هل آلت آمال هشام المقدادي إلى سراب
- حسن العلوي ودفء المكتبة...البعد عن السياسة وخلوة الذات تنتجا ...
- فصول من حياة الباحث العراقي الدكتور يوسف عز الدين...نهر الإب ...
- ومات ضابط الموساد الشهير مؤسس وحدة كيدون...هراري يقود صراعا ...
- عبد الخالق فريد.. شاعر الحب والجمال.. قيسيّ الوصال نواسيّ ال ...
- أستاذي الدكتور أحمد مطلوب في أسئلة الحياة
- علي الوردي في ملفه الأمني... هليّل يعيد للذاكرة بعض كتاباته
- البضاعة المزجاة في متن صحيفة...معنى أن تعيش كتاباتك ساعتين
- اللغة بنت قومها... المستشرق الكبير بلاشيير لا يدرك بعض مجازا ...
- من إستلهم الآخر إبن شُهَيد أم المعري؟.. نظرات جديدة في غفران ...
- آخاب في رواية موبي ديك...حين يتحول طلب الثأر إلى عمى للبصر و ...
- عزيز السيد جاسم عقل باهر وفكر زاخر.. جَوْسٌ خَلَلَ بواكير كت ...
- حياة شرارة في روايتها (إذا الأيام أغسقت)...صور غدافية قاتمة ...
- وديع فلسطين يرسم صور أعلام عصره...غوص في المتون واستظهار الم ...
- أناييس نن في مختارات من يومياتها... حيث الحياة بإمتلاء وإيثا ...
- البرتو مانغويل شغوف بالكتب..هل تعرضت مكتبة الإسكندرية لعملية ...
- إدوارد سعيد..الكتابة لديمومة الذكرى ومواجهة الفناء...مفكر يح ...
- هاني فحص نخلة عراقية سامقة.. رجل الوسطية والحوار وإطلاق الأس ...
- الزانية .. رواية البرازيلي الصوفي باولو كويلو...تصوير رائع ل ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شكيب كاظم - الناقد فخري صالح في (عين الطائر) له فضل التنويه بمنجز ما بعد الحداثة وفن العمارة