أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عبير سويكت - المايقوما و صرخة أمل نموذج لضحايا جرائم الشرف في العالم العربي والإسلامي














المزيد.....

المايقوما و صرخة أمل نموذج لضحايا جرائم الشرف في العالم العربي والإسلامي


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 5551 - 2017 / 6 / 14 - 04:12
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


المايقوما و صرخة أمل نموذج لضحايا جرائم الشرف في العالم العربي والإسلامي.

عندما يصبح المجتمع التقليدي الرجعي هو الحسيب و الرقيب يولد الخوف، تكثر الجرائم و ينعدم الضمير الإنساني.

بقلم : عبير سويكت


عند حضوري لندوة قضايا المرأة السودانيه بباريس كانت هنالك مداخلة لأحد أبناء مناطق الهامش السودانية قد أثارت إهتمامي لكنها لم تحظ بكثير من إهتمام الحضور لأن النقاش كان سياسيا بالدرجة الأولى أكثر من إجتماعي و مداخلة الشاب كانت تتحدث عن نظرة المجتمع للأطفال المولودين بطريقة غير شرعية حسب عادات وتقاليد المجتمع السوداني، وبالأمس عند إستماعي للفنان السوداني العملاق المرهف جعفر السقيد إحدى أغانيه جذبت إنتباهي بعنوان (صرخة أمل) من كلمات الشاعر أحمد محمد نقد الله، بالإضافة إلى أغنية المايقوما وفي لحظات إستماعي للأغنية تذكرت مداخلة ذاك الشاب في ندوة قضايا المرأه، فأغنية صرخة أمل تحكي قصة واقعية لبنت شابه صغيرة في السن أصيبت بوعكه مرضيه وعند نقلها للمستشفى قام الدكتور بأخبار والدها بأن إبنته حامل وفي هذه اللحظة إنهمرت دموع الأب وما كان منه إلا أن إستل سكينة وقام بطعنها وبعد إكمال التشخيص عاد الدكتور ليخبر الأب أنه هنالك خطأ في التشخيص وأن إبنته ليست حامل ولكن بعد فوات الأوان بعد موت الضحية ومن هنا تتضح لنا معاناة المرأه السودانيه الناتجة عن المفاهيم الخاطئة والعادات والتقاليد الموروثه فالشعب السوداني يخاف من العيب أكثر من الحرام ويقدس العادات والتقاليد ويحرص على تطبيقها أكثر من حرصه علي تطبيق تعاليم الإسلام وفي بعض الأحيان يكون تطبيقه لتعاليم الإسلام بطريقة تنفيذية صارمة من دون الإجتهاد في فهم النص القرآني أو الحديث النبوى الشريف وأغلبية علماء الدين والفقهاء الذين يحاولون الاجتهاد في فهم المعنى حتى لا يطبق الإسلام بصورة صارمة غير عقلانية يتم تكفيرهم ، و هنا أتساءل البنت التي تحمل بطريقة غير شرعية أو الزانيه هل أمر الإسلام بقتلها والتخلص منها ؟و هل هذا التصرف إنساني و عقلاني و عادل؟ حيث نرى أن الشعب السوداني و العربي و الإسلامي بصورة عامة ينظر إلى هذه الشريحة من النساء علي أنهن عار على أسرهم و علي المجتمع من حولهم و حتى الطفل الذي يولد بطريقة غير شرعية لا أدري ما ذنبه؟ لماذا مكانه الطبيعى المايقوما أو الحاضنات الإجتماعية والعزل الغير إنسانى ؟ لماذا يعتبر السودانيين أنفسهم مسؤولون عن تطبيق الشريعة أو حدود الله على كل فرد من أفراد المجتمع؟ إذا كان الشعب السوداني يعتبر أن الزانيه والزاني قد جاءا بفعل شنيع مخالف للدين الإسلامي، هل المجتمع هو من سيقوم بتأديبهما أو إقامة الحد عليهما؟ وإذا كان المجتمع هو من سيتولى أمر معاقبتهما، فإذن الدين والإيمان لم يكنا إعتقاد شخصي بإعتبارهما علاقة بين العبد وربه، إذن هما ليسا علاقه فرديه بل علاقه إجتماعية وهذا فهم غير سليم للإسلام بحيث ان بهذه الطريقة الدين لم يعد علاقة بين العبد وربه وحدهما عندما يصبح المجتمع ثالثهما، فعلى سبيل المثال عندما تنطق الشهادتين تنطقها بفمك انت وحدك ولسانك أنت وعن قناعة شخصية وعندما تقوم بأداء الصلاة هي عملية روحانية تقوم بها لوحدك، إذن المجتمع ليس شريك لك له الحق في التدخل في مسار حياة الآخرين أو سلوكهم أو حريتهم فمن يخطئ سواء كان رجلا أو إمراءة ليس المجتمع بولي أمره بل له رب يراقبه على كل كبيرة وصغيرة ليس بينه وبين الله حجاب إذن الله وحده هو الذى له أحقية الحكم على عباده ومعاقبتهم أو مسامحتهم والعفو عنهم، و اللافت للنظر أن المجتمع السوداني مجتمع تقليدي إنطباعى و يتأثر بشكل كبير بآراء الآخرين ونظراتهم حيث باتت الاغلبيه يخافون الناس أكثر من خوفهم لله نفسه و هذا ما جعل الأب يسارع بقتل إبنته خشية من العار فى الأغنية الواقعية لجعفر السقيد علما بأن الله رحيم بعباده فهو أرحم من الأم علي إبنها وهو غفور رحيم، و دار المايقوما لرعاية الأطفال الغير شرعيين الذين تخلي عنهم أهلهم هي أكبر مثال لانعدام الضمير الناتج عن الخوف من المجتمع الذي يمارس ضغطا نفسيا ومعنويا كبيرا على أفراده بعاداته وتقاليده ومفاهيمه وموروثاته الخاطئة كما قال إحسان عبد القدوس :( إن الخطيئة لا تولد معنا لكن المجتمع هو الذى يدفعنا إليها ) إن الفرد والأسرة بشكل عام غير قادرين على التحرر من هذه المفاهيم والعادات الخاطئه والتطبيق غير الصحيح والسليم لتعاليم الإسلام حتى بات الشاب والشابه يفضل أن يلقى بروح بريئه في خور أو تحت شجرة أو زبالة أحيانا و هكذا يصير هذا الطفل البرئ فريسة تنهشه أنياب الكلاب الضالة كل هذا يحدث خوفاً من المجتمع ونظراته، حتى سلب الخوف من المجتمع هؤلاء الأشخاص الشجاعه وصحيان الضمير، وسلبهم الحريه الشخصية، وبات المجتمع هو المتحكم المسيطر فى حياة الأخرين لذا صار الناس يعملون له ألف حساب فهم يخشونه ولا يخشون الله فنسي الإنسان وجود الله وعدالته ورحمته وغفرانه وبات يبحث عن إرضاء المجتمع الملئ بالكثير من المفاهيم الخاطئة وكما قال المسيح : ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمنى بحجر ) فأن وجود المجتمع كرقيب مع إنعدام محكمة الضمير ليس حل للمشكلة لأن كل ممنوع مرغوب ومن هنا ندعو للعمل على تصحيح العادات والتقاليد الموروثه والمفاهيم الخاطئه وأن الرقيب والحسيب هو الله وليس المجتمع وأن الحلال والحرام من تعاليم الدين والدين علاقه بين العبد وربه وليس العبد وعمه وخاله وجاره وجار جاره ومجتمعه وتغيير المفاهيم هو من أهم عناصر التغيير الاجتماعي الذي يساعد بشكل فعال في أحداث تغير سياسي بفضل التثقيف والتنوير الفكرى والإنسانى والعقلى والأخلاقى والحضارى.
عبير سويكت ناشطة سودانية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير المطلقات و الأرامل و العوانس و القصر من السجن التقليدي ...
- أوراق عاشقه بين اليقظة والأحلام
- جدل حول زواج التراضي و إستمرار علماء الدين في تضليل العباد و ...
- لماذا لا يحكم المسيحي في بلد أغلبيته مسلمة إذا كان مؤهلا سيا ...
- تحريم زواج المسلمة من المسيحي مصدره القرآن الكريم أم العقلية ...
- حد الردة إنتهاك لحرية الإعتقاد و هدر للنفس البشرية العزيزة


المزيد.....




- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عبير سويكت - المايقوما و صرخة أمل نموذج لضحايا جرائم الشرف في العالم العربي والإسلامي