أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ارفعوا الغبن عن الريف .














المزيد.....

ارفعوا الغبن عن الريف .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5550 - 2017 / 6 / 13 - 04:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا غرو أن متتبعي ما نشره بعض أعضاء "المبادرة المدنية من أجل الريف" التي حلت بالحسيمة للإنصات والرصد والحوار ، لن يختلفوا حول أربعة عناصر أساسية :1 ـ الشعور العام بالحݣرة الذي يذكيه الواقع باختلالاته الفظيعة على كل المستويات والخدمات الاجتماعية التي من المفروض أن توفرها الدولة للمواطنين .2 ــ إطلاق سراح المعتقلين هو المدخل الوحيد لبناء الثقة وفتح الحوار الجاد مع الساكنة. 3 ـ الوقف الفوري للمقاربة الأمنية لأنها تزيد من الاحتقان وتؤجج الغليان في صفوف الساكنة وتنْكأ الجراح ، الأمر الذي يكون له انعكاس مباشر على علاقة المواطنين بالدولة وولائهم لها.
4 ــ التأخر الكبير في إنجاز المشاريع التنموية التي تم الإعلان عنها .
لساكنة الريف حساسية خاصة أفرزتها ظروف تاريخية محددة تعاملت فيها الدولة مع الساكنة كأعداء وليس كمواطنين . لكن الدولة ، وعبر جهازها التنفيذي ، تكرّس تلك الوضعية التاريخية التي كان من المفروض القطع معها نهائيا باعتماد وتنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة لجبر الضرر المادي والمعنوي الذي خلفته سنوات الرصاص . وتكريس هذه الوضعية يتخذ أسلوبين بئيسين وبائدين : أسلوب التهميش والإقصاء ، وأسلوب القمع وتعميمه على المنطقة ، بحيث يصير هو الصورة التي يتمثلها الكبار وحتى الصغار عن الدولة . فالدولة تتجسد لهم جميعا في العسكرة والقمع والاعتقال . وخطورة هذه الوضعية أنها تربي جيلا على كراهية الدولة بدل الولاء إليها ، كما تذكي فيهم الشعور بعدم الانتماء لهذه الدولة ومن بعدها لهذا الوطن . فكيف ستحبب الدولة نفسها للأطفال وهم يرون أهليهم يتساقطون تحت هراوات القوات العمومية فيما الأجهزة الأمنية المختصة تعتقل نشطاء الاحتجاجات السلمية ، ليس لتخريب اقترفوه ولكن لكونهم أطروا الاحتجاجات وشاركوا فيها . جيل كامل يتربى على رؤية الدولة في القمع بدل التنمية ، في الاعتقال بدل التشغيل . ويزيد من حدة هذه المشاعر غياب الخدمات الاجتماعية وتردي البنية التحتية وتعميق الشعور بالغبن وبالحݣرة .ولعل هذا ما كشف عنه السيد صلاح الوديع عضو المبادرة المدنية بقوله"قد يبدو أمر الطريق مسألة جزئية، لكن واقع الأمر غير ذلك. فهذه الطريق لها أولوية قصوى، لأنها الدليل الملموس على تجاوز المرحلة التاريخية التي حكمت على الحسيمة والريف عامة بالتهميش خلال سنوات القمع الأسود".
حقيقة التهميش والحݣرة ليست فريّة بل واقع مُرّ يتجرعه سكان منطقة الريف عموما ، بدليل أن المشاريع التي تم الإعلان عنها والتوقيع عليها في مناسبات رسمية ترأسها ملك البلاد ، إما لم تر النور أو تعرف تأخرا كبيرا في إنجازها . وما يحز في النفس ، أن الحكومة ترمي بالمسئولية على الجهة والمجالس المحلية المنتخبة . الأمر الذي يُفقد الحكومة/والدولة كل مصداقية لدى المواطنين .وهذا الذي جعل المحتجين في الحسيمة يرفضون أي حوار مع ممثلي حكومة اعتادت على عدم الالتزام بوعودها حتى وإن تعلق الأمر بالمشاريع التي رصدت إليها ميزانيات الإنجاز . فمن خلال ما نشره مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ، وكذا الحوار الذي أجراه موقع "هسبريس "مع السيد إلياس العمري رئيس الجهة المعنية ، تظهر حقيقة أن الدولة أخلت بالتزاماتها وعطلت تنفيذ المشاريع المبرمجة ، فأفقدها ثقة المواطنين. فبين تصريح السيد العمري وما قاله وزير الداخلية أمام مجلس المستشارين يوم 6 يونيو ، ليس فقط بون شاسع ، ولكن تناقض صارخ . نحن أمام حكومة كذابة وغير مسئولة ولا ملتزمة بتعهداتها ، بل مخلة بمسئولياتها الدستورية تجاه المواطنين . والتأخر في إنجاز المشاريع التنموية يخلق لدى عموم المواطنين انطباعا أن الدولة تسير برؤوس متعدد ، وفي اتجاهات متناقضة لدرجة أن غالبية الشعب يؤرقها السؤال "إلى أين يسير المغرب ؟" . بالفعل لا توجد وجهة محدد سلفا وواضحة للشعب يتجه نحوها المغرب . إذ في الوقت الذي تصدر فيه الحكومة بلاغات تارة تدين الاحتجاجات في الحسيمة وتنعت المحتجين بالانفصاليين والمتآمرين على وحدة واستقرار الوطن ، وأخرى تعتبر الاحتجاجات مشروعة والمطالب عادلة؛ بل إن الحكومة تعترف أنها تأخرت في إنجاز المشاريع ، نجد وزارة الداخلية تزيد الأوضاع احتقانا بالمبالغة في قمع المحتجين واعتقال النشطاء ، في الوقت الذي تتزايد فيه نداءات التهدئة ومبادرات مدنية للوساطة بين الدولة وبين ساكنة منطقة الريف التي لا يزيدها القمع والاعتقال غير الإصرار على مواصلة الاحتجاج .
لقد آن الأوان لتفعيل الدستور ولجم ميول العنف لدى الدولة التي أثبتت للمواطنين أن غاية وجودها هي ممارسة العنف والاستبداد . وكما أجمع أعضاء "المبادرة المدنية" ، فإن الوضع الاجتماعي خطير ولم يعد يحتمل مزيدا من الاحتقان والقمع . الأمر الذي يستوجب اتخاذ إجراءات عملية غايتها طمأنة ساكنة الريف وإعادة بناء الثقة بين المواطنين و الدولة وذلك عبر إطلاق سراح كل المعتقلين على خلفية الاحتجاجات ، وتعيين الملك لجنة تتولى الحوار مع السكان وممثليهم ،ثم تشكيل لجان مختلطة مهمتها تتبع إنجاز المشاريع التنموية وإعداد تقارير دورية عن مراحل الإنجاز لتحديد المسئوليات سواء في تعثر التنفيذ أو عرقلته . فالانطباع الذي بات سائدا لدى عموم الشعب هو أن المغرب فقد القيادة التي تضع الخطط وترسم معالم المغرب في المستقبل ،ولا تكتفي بالتدبير اليومي للشأن العام وتأجيل حل المشاكل . لقد أثبتت الحكومة عجزها التام عن معالجة مشاكل الريف ، مما يستوجب تدخل الملك لإنقاذ الأوضاع من الانهيار أو الانفجار . فهو الجهة الوحيد التي تحظى باحترام ساكنة الريف وبإمكانه رفع الحݣرة والغبن عنهم.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انزعوا فتيل الفتنة بدل إذكائها .
- محاربة الإرهاب تستوجب محاربة منابعه.
- هل يستفيد المغاربة من الدرس الفرنسي ؟
- مي البتول ومي عيشة عنوان الفساد السياسي .
- التصريح الحكومي :تسويف وتخريف .
- المشاركة السياسية للمرأة مدخل للحداثة.
- مخاطر كتاب -منار- لمادة التربية الإسلامية على الصحة النفسية ...
- الاستثناء المغربي حتى في تشكيل الحكومة.
- غمة بنكيران وانزاحت.
- لماذا يناهض الإسلاميون حقوق النساء؟
- جرأة قاضي ومتاهة فقيه وانتقام الوزارة .
- حواري لفائدة جريدة الأحداث المغربية
- بنكيران يمأسس التكفير ويشرعن الكراهية.
- النقاب غطاء للإرهاب
- فقه الكراهية ينبعث مع أعياد الميلاد.
- احذروا فتنة المساجد.
- العنف ضد النساء يشرعنه الموروث الفقهي .
- رجاء احذروا غضب الشعب .
- هكذا أساء التراث الفقهي إلى الرسول(ص) .
- من يحب الوطن لا يجعل الحكومة كل همّه.


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ارفعوا الغبن عن الريف .