أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عائشة جرو - هل تكمل - انتفاضة الريف مابدأته ثورات الربيع الديموقراطي ؟















المزيد.....

هل تكمل - انتفاضة الريف مابدأته ثورات الربيع الديموقراطي ؟


عائشة جرو

الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 17:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    





"يا ماسك الروح في الحياة
الحب لك والخلد لك
إنت الازل وانت الابد
والهالك اللي يجهلك
يا شعب يا روح الخلود
الملك لك والخلد لك "
أمهات ريفيا وجوههن الأمازيغية كتب الزمن حروفا بمداد العزة والإباء ؛ تخرجن لمواجهة البلطجية ؛ وعبيد المخزن من العياشة بصدر مفتوح ؛ "فخورات نحن بأبنائنا ونطالب بإطلاق سراحهم" أجمل الأمهات اللواتي ينتظرن أبناءهن ولا يعرفن إن كانوا سيعودون مستشهدين أو أحياء أو سينفون إذ أن المخزن لم يتغير قط، ولا عهد جديد على الأرض؛ يقطع مع الممارسات القمعية السالفة الممتدة في الزمن، وإن ادعي المصالحة مع سنوات الجمر والرصاص .
يصر الجبابرة من الفاشستيين والطغاة على تركيع الشعوب، واحتقارها ،فيما هي تنتصر لكرامتها وانسانيتها ؛ لأنها وحدها من تقرر مصيرها، وحدها مصدر كل الشرائع، وحدها الشرعية ،وإن طال أمد اضطهادها وقمعها، ومحاولات إذلالها؛ لكن التاريخ ملىء بانتصارات الشعوب العنقاء،بعد خوض كل أشكال المقاومة وابداع كل انواع الكفاح . رغم كل الخيبات ، والهزائم ، والتراجعات والخذلان واحباطات الثورات الأخيرة ، وانصراف معظم الذين آمنوا بانعتاق هذا الشعب عنه بعد استنزافهم ، والشك في كل فلسفاتهم التي كانت سلاحهم في الدفاع عنه والانخراط في معاركه وحربه ضد من يدجنونه ويحولونه إلى قطيع طيع ؛ وحين يأسوا؛ توارو ؛ راسمين لهم طموحات شخصية محدودة وضيقة؛ متفاديين الصدمات والاصطدامات؛ محققين مشارعهم ومصالحهم الذاتية العادية؛ وبذلك ابتعدوا عن هذا الأفق الإنساني الرحب؛ والطموح الضوئي البعيد المدى؛ ففوتوا عليهم المساهمة في بناء أوطان حرة مستقلة وديمقراطية علمانية وحداثية. من سبحوا/ن ولا زالوا/ن ضد التيار وتسلحوا بالأمل والبحث الدؤوب؛ وبالإيمان بقدرة الشعب الخارقة في التحرر ؛ اثبتوا عقب كل انتفاضته انه الوحيد القادر على تحريره وتحرره ؛من كل أغلال عبوديته إن هو سار على درب نضاله وقاوم كل اشكال ذله وتبعيته وكانوا/ن مساندين/ات وموجهين/ات دون كلل. طبعا لا يلدغ المؤمن بالشعوب من جحره مرات ؛لأن كل آماله السابقة وأحلامه تبخرت في ان تكون شعوبا حرة تنعم بالديموقراطية؛ تتمتع بكافة حقوق الإنسان؛شعوب لا ترزح تحت نير التخلف الجهل والأمية ؛تتوفر على كل البنيات التحتية الأساسية لها احترامها الواجب لها وتقديرها ؛ غيرأن الأمل وكما قال درويش يظل بنا يذهب لكننا لن نودعه أبدا ؛ حتى وان فشلنا في الدفاع عن قضايا الشعوب تبقى عادلة وعلينا تغيير المدافعين/ات لا القضايا التي نراها عادلة. اذ كيف ندعي أننا دولة حداثية ديموقراطية

تعي ما لها وما عليها في مجال حقوق الإنسان وتسوق للخارج صورة التقدم الوهمي المزيف ، ونحن نحتقر الشعب ونعتبره مجرد شرذمة من الأوباش والإنفصاليين الخونة ؟ نعوت سهلة جاهزة لتظليل الرأي العام واستغلال جهل المواطنين بالسياسات الماضية المتواصلة؛التي دجنتهم وجعلت منهم خداما لبروبكندا ممنهجة جندت لها كل الوسائل المؤثرة في وجدانهم. الغليان الشعبي، الاحتجاج التمرد؛ لم يك قط فطريا انه ردة فعل غاضبة ازاء وضع مزر ما فتىء يتفاقم ؛ " المخزن" لم يتقدم ولم يتحسن تعامله مع الشعب المطالب بحقوقه الإقتصادية والاجتماعية وتوزيع عادل لثرواته؛ ولم تتغير مقاربته القمعية فهاهو لا يزال يعتقل ويقمع ويحاكم المظاهرات السلمية الحضارية ويسخر بلطجينه الظاهرة والباطنة المدججة بكل أنواع السلاح الأبيض والإفتراضي للشيطنة و التشويه ؛ ولا يستجيب لمطالب عادلة ومشروعة وأساسية. فهل تستدعي مثلا المطالبة بمستشفى للسرطان، وانشاء جامعة بالحسيمة والتحقيق النزيه في مقتل الشهيد محسن فكري ، ورفع العسكرة والحكرة والتهميش عن الريف؛ كل هذا الترهيب والإعتقال والاعتداء على متظاهرين سلميين ؟ سواء في الريف او في باقي المدن التي اندلعت فيها مظاهرات سلمية واحتجاجات مساندة له جند لها المخزن وسائله القمعية المعتادة وبلطجيته. من الخائن هنا؟ ومن يستحق أن يحاكم ؟ ألا يزرع البلطجية الفتنة ويمسون بالسلامة والامن والاستقرار حين يعتدون على متظاهرين مسالمين يكفل لهم القانون المحلي كما المواثيق والعهود الدولية حق التظاهر والإحتجاج السلميين ؟ من يخرق القانون هنا ؟ ويحول السلام الى فوضى عارمة ؟ ويهدد الأمن والاستقرار؟ من ينبغي محاكمتهم والزج بهم في السجون هم سراق الثروات ؛ مزوروا الإنتخابات ؛ نهاب المال العام ؛ من يحصلون على رواتب خيالية من الريع ؛ الموظفون/ات الأشباح ؛ ونوام البرلمان الذي لا يستحقه هذا الشعب؛ الحاصلون على تقاعد سمين يمكنه أن يحقق مطالب بسيطة لشعب برمته تقابل بالقمع والإعتقال والمحاكمات .
بهذه المقاربة الاستبدادية يكون المخزن هو من يزعزع استقرار وأمن وسلام هذا البلد ؛ يمزق وحدته هو من يتغنى بضمانها ؛ ويبث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد؛ ويسلط مقهورين ضد مقهورين آخرين؛ ليرعبهم ويزرع في قلوبهم الذعر من مصير مجهول وخوف على البلاد ؛ فيحكم قبضته عليهم قاطبة؛ ويستولي على مزيد من خيراتهم وثرواتهم وتهريب ماشاء من ذهب وفضة وفوسفاط وبحور وأموال طائلة... هذا السطو المافيوزي؛ يغرق البلاد في الفقر، والجهل، والتفاوت الطبقي،وسلطة المخزن اليوم أكثر تركيزا من أي وقت مضى،فهو يسيطر على كل القرارات وعلى الثروات بمجملها له وحده يوزع بعض الفتات لخدامه من العبيد والبلطجية واللصوص؛ يستولي على ما في الأرض وما في السماء ويحتكر الله وبيوته له وحده لا شريك له؛ بينما يرمي الشعب الى عراء وغول الشارع.

وبهذا يدفع الشعب إلى مزيد من المقاومة ؛كلما اشتد عليه الخناق بكل اشكالها سواء انتصر ام لم ينتصر إن ثورثه وانتفاضه ضد الظلم والذل والتركيع يعد انتصارا ونجاحا باهرا؛ فهو في آخر المطاف يكتب بمداد من الفخر والعزة والكرامة؛ تاريخه المجيد فيما تكون مزبلة التاريخ مصير جلاديه وطغاته وكل بلطجيته وعياشته.إن المخزن هو عدو التماسك الوطني والوحدة الشعبية، وهو من يخون بلده بدكتاتوريته، التي كلفت وماتزال البلاد كثيرا لاسيما في قضية الصحراء؛ وبنهجه النيوليبرالية نتج عنها تعميق الهوة بينه وبين شعب يزداد فقرا وجهلا وعطالة وتهميشا بينما تزداد ثروته الفاحشة وبذخه وتوحشه.

إن المخزن بهذا يدق آخر مسمار في نعشه؛ حتى وإن استمر متسلطا على البلاد والعباد؛ ناهبا ناهشا مفترسا ،لمزيد من العقود المظلمة؛ فهو في نعشه ذاك وحالته تلك يتحلل ويتعفن ثم يندثر بفعل صمود ومقاومة المضطهدين/ات والمقهورين/ات والمهمشين/ات .
ومن مظاهر هذا الإندثار التدريجي؛ عبر انتفاضة الريف المجيدة؛ هو انخراط المرأة فيه، اذ لم يعد صوتها الذي حاولوا قمعه وطمسه عورة؛ كما حاول المخزن تكريسه من خلا ل الاتجار بالدين واستعماله لمزيد من التحكم في الدولة العميقة؛ فهاهي ذي المرأة الريفية قائدة مظاهرات واحتجاجات رافعة صوتها بصراخ يمزق زيف الشعارات ؛ ويظهر للعالم خصوصية الإنتماء ووحدة المحتجين/ات حول المطالب الإجتماعية والحضور الوازن لها في الريف او غيره من أنحاء المغرب، في ميادين الاحتجاج ، هذه الطاقة القوية التي كانت دوما مصدر إلهام الشعوب التواقة إلى الإنعتاق وتقرير المصير الناشدة حريتها ، كرامتها ، مساواتها، عدالتها الإجتماعية. هي من تصيب الطغاة بالهلع ؛لأن في تحرر المرأة تحرر للشعوب. وانخراطها في بناء بلاد ديموقراطية تقدمية حداثية؛ واقعا لا ايهاما . وبذلك تلقن لكل من يصف ابناءها؛ بالأوباش وخدمة الأجندات الخارجية ،والتخوين، والإنفصال؛ دروسا في معنى الوطنية والمواطنة الحقة . والحق في ان تختار علما؛ يرمز الى تاريخ المقاومة الأبي؛ تاريخ من وقفوا/ن بأجسادهم/ن وأرواحهم/ن في وجه الإستعمار وقد كانت المرأة سواء في الريف أو باقي أرجاء المغرب سباقة ومنخرطة في المقاومة والنضال المستميث سواء إبان الاستعمار القديم أز الجديد ؛ وان كانت دائما مستهدفة في حقوقها كاملة هاهي ذي اليوم تظهر أنه يجب الحسم جذريا مع مسلسل الأوهام ؛ وإعلان نهاية لحلقة الترقيع وانه وجب أن نسقط ورقة التوت الأخيرة عن سوءة هذا النظام ؛وان ننهي مرحلة الترقيع ونسقط البرقع والحجاب عنها ؛ ووفاء لتاريخها ولدماء من سقطوا/ن شهداء وشهيدات تفخر بعلم لم يبتدعه ليوطي؛ وليس فيه رائحة الإستعمار؛ وجور المستعمر وخلفه. بل علم يضوع البلاد بعبق الحرية والكرامة علم المقاومة الباسلة علم محند عبد الكريم الخطابي وهي حفيدته الشجاعة تناضل اليوم وغدا كما ناضلت بالأمس من أجل وطن نستحقه ويستحقنا يسعنا جميعا بكرامة،نتقاسم بعدل كل ثرواته أرضه، بحره، وسمائه ولا نترك مجالا لمن يريد الإستلاء عليه بالقوة حتى وان اعدنا بناءه من رماد. فهل تكمل انتفاضة الريف ما بدأته ثورات الربيع الديموقراطي؟
هل هي ساعة الأمل يدق أم سيرجأ إلى حين ثورة؟



#عائشة_جرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم نحن - انفصالييون-
- لن نرفع الراية البيضاء
- بين نافذتين
- يوميات حافلة : عنوان اليوم / الدعاء المستجاب
- قبلات مغتالة
- احتمالات الارجل المبتورة
- على قيد الكتابة
- مأساة أمينة بين مطرقة التقاليد الذكورية وسندان القوانين الرج ...
- الوعد الأخير الى روح الشهيدة سعيدة المنبهي
- محل للاعراب
- طعم الصباح
- المرأة في الربيع الديمقراطي
- فدويى العروي شهيدة العنف الطبقي
- صباحات معتادة
- عابر كلام
- البرتقالي
- رقصة الجسد المذبوح
- المرحوم
- نوارة
- قصيدة عندما لاذ العشق بالمجيء


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عائشة جرو - هل تكمل - انتفاضة الريف مابدأته ثورات الربيع الديموقراطي ؟