أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد حسن يوسف - صورة على خلفية تاريخ صومالي














المزيد.....

صورة على خلفية تاريخ صومالي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5478 - 2017 / 4 / 1 - 04:10
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


· في التواصل الاجتماعي تم تداول صورة أسرة صومالية قدمت الى امريكا في عام 1915 وتحديدا الى مدينة شيكاغو في ولاية اللينوي, واضح من العبارات المرفقة مع الصورة ان الأسرة هاجرت بسبب ظروف الحرب بين الصوماليين وبريطانيا في الصومال, وان كانت سلطنة ورسنجلي ذاتها جزء من الحرب في ظل الصراع الذي دار بينها وبين حركة الدراويش على خلفية المحافظة على استقلاليتها(سيادتها السياسية).

كما اخبرني بعض افراد اسرتي وغيرهم ان منفذ غالبية الصوماليين ممن كانوا يهاجرون في تلك الفترة من اراضي النفود البريطاني في الصومال كان يتم من مدينة بربره وبلدات ميظ وحيس وحاضرة سلطنة ورسنجلي لاس قري وبلدتها عيلايو واللتان لم تنتهيا قبل عام 1920 الى ان خضعتا لنفود الانجليزي الذي عرف بالمحميات.

وكانت تلك المناطق قد شهدت هجرة الكثير من الصوماليين الى شتى بلدان العالم لاسيما وان محيط تلك المناطق كان مسرح لحروب عديدة تمت ما بين الحركة الوطنية(الدارويش) والوجود العسكري الانجليزي في الصومال, والحركة والسلطنة من جانب آخر.

الى ان ما يستدعي التوقف عنده ان تلك الهجرة لم تكن طليعة مغادرة الصومال في زمن الاحتلال حيت شهدت تلك المناطق وغيرها هجرة على مستوى الأفراد ممن كانوا يبحثون عن العمل في خارج بلادهم.

وعلى خلفية تفاعل صوماليين مع هذه الصورة والتي انتهت الى واقع تجاذب وشد هنا وهناك ومحاولة الاستقصاء عن المنطقة التي قدمت منها الأسرة؟ وفي هذا الصدد يمكن القول ان السجلات المدنية الامريكية مساعدة للحصول على معلومات دقيقة عن تلك الأسرة ومآلها.

وفي ظل الاهتمام بقدم حضور أسرة او افراد صوماليين الى امريكا تسأل احدهم وقال ترى الى اين انتهى مآل هذه الأسرة؟

طبعا من المؤكد انها انتهت الى الاندماج و الذوبان في المجتمع الامريكي الذي استوعب الملايين من البشر وفي اطار التصنيفات العرقية فحتما انهم اصبحوا بجزء من الافارقه الامريكيين وهي الوجهة التي سينتهي اليها المهاجرين الصوماليين الى امريكا خلال العقود الزمنية القادمة.

هناك مهاجر صومالي سابق واسمه ابراهيم جامع احمد كان قد استقر في مدينة نيويورك ثلاثة سنوات بعد قدومه من اوروبا.

وبعد انحسار الحرب العالمية الاولى في عام 1918 كان عاد الى مدينة عدن ووجد في ريفها بمنطقة لحج العديد من اقاربه وهو ما دفعه الى اعادتهم الى مدينة بربره والتي وجد فيها الكثير من اقاربه ممن انتهوا الى مخيمات لاجئين اشرف عليها الانجليز, فالرجل اراد جمع شمل الاسرة الممتدة وان تعود الى مرابضها الموزعة ما بين السهول,الجبال والساحل.

فعمل على اعادتهم جميعا الى سلطنة ورسنجلي وذلك بعد ان تكفل بتاهيلهم مجددا وقام بشراء المواشي لهم لتعوضهم عن تلك التي فقدوها في الجفاف الذي رافق تلك الحروب.

وخشية الذوبان في اطار تلك المجتمعات قاوم المهاجر ابراهيم مآله الفردي وواقع اهاليه المهاجرين والذي تذبذب ما بين الهجرة وويلات الحرب والجفاف في بلاده من خلال العودة والسعي لتكيف مع واقع الوطن ومحاولة تشكيله مجددا.

وبطبيعة الحال فان هناك الكثير من الصوماليين في المهجر الى ان ما هو متوقع ان القلة منهم ستعود الى بلدها اما بفعل الاندماج والذوبان مع العالم الخارجي او بفعل قسوة واقع الصومال.

ولاشك ان الكثير منهم سيذوبون في المجتمعات التي انتهوا إليها على غرار واقع تلك الأسرة الصومالية وغيرها.

المهاجر ابراهيم كان قد ذكر ان سبب عودته كان تخوفه من الذوبان في المجتمع الامريكي حيت أكد انه تسأل حين وجد ذاته في ملهى ليلي من انت؟ ولماذا انت هنا؟

و اجابته على تلك الاسئلة دفعته للعودة الى الصومال وان يدفن بعد سنوات على ساحل منطقة Xaydhiin Yelee غربي مدينة لاس قري.

المهاجر ابراهيم كان كمثل الكثير من الصوماليين الراغبين في تجنب واقع تلك الحروب التي كانت تدور في وطنهم والهجرة الى بلاد اكثر استقرار سياسيا من الصومال.

وفي ظل حضور واقع هذه الجزئية الأخيرة فحتما ان طريق الهجرة معبد في اتجاه العالم وسيشقه الكثير من الصوماليين وغيرهم في زمن صراعاتهم العبثية.

وبذلك سيظل الصوماليين كنماذج لإبراهيم مندمج مع البيئة التي حل عليها وآخر عائد وغير قادر على التكيف معها, والهجرة التي انتهى معها الى قطيعة ظلت مآل الكثير من ذريته, وبدأت في ظل محياه, الى ان الرجل كان ديمقراطيا ولم يعيق اهله في ان يقرروا مصيرهم.

اما ابراهيم الصومال الراهن فانه في حال لا يحسد عليها ويضعه في اطار كل الاحتمالات المفتوحة.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم
- طاهر عولسو ظاهرة صومالية
- امن الصومال ارجوحة الفاسدين والمتطرفين
- ليس جديدا ان تباع بربرة
- بلوغ الوزارة بفضل العلمانية
- نحو ثقافة علمانية ديمقراطية
- وحدها الراسمالية لا تتبنى الارهاب المتعارف عليه!
- شجاعة سياد بري وكونفيدرالية فيدل كاسترو
- سكان الاوجادين ما بين الصومال وجيبوتي
- الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية
- الصوماليين وحكاية إسمها جالكعيو
- المحاكم الا إسلامية.. سراب خدع الصوماليين
- زبلوط عربي يقابله افمينشار صومالي1-2
- مارشال الصومال 3-4
- مارشال الصومال 2-3
- صالح حماية وحربه مع العربية!
- تباين إسلامي بصدد مفاهيم اركان الايمان
- حرية المعتقلين لا تكفي
- مارشال الصومال 1-2


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد حسن يوسف - صورة على خلفية تاريخ صومالي