أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الدين العثماني الضعيف والمهادن















المزيد.....

التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الدين العثماني الضعيف والمهادن


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التخلص من شخص عبداله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الدين العثماني الضعيف المهادن
إن محيط الملك ، وباسم الملك حين تصرف ، وبسرعة قياسية في إبعاد شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، من خلال خطاباته التي كان يصيبها الإسهال ، وبنفس السرعة القياسية رمى اليد على سعد الدين العثماني ، الضعيف المهادن ، ليعوض بنكيران المزعج ، فانه كان يبحث عن كيفية ترويض قواعد حزب العدالة والتنمية ، أكثر من بحثه عن كيفية إخضاعه لقيادة الحزب ، المعروفة بانبطاحها أكثر من أحزاب الإدارة ، التي أسستها وزارة الداخلية ، وأحزاب المخزن التي مثلها كل من مجموعة ادريس لشكر و المالكي ونبيل بنعبدالله .
بعد الإعلان عن إبعاد بنكيران ، لم تتردد العديد من الأقلام والمواقع ، من الإعراب ، عن بهجتها ، وسرورها ، وفرحتها لهذا ( المصاب ) ، الذي أصاب بنكيران ، وكأن الآتي بعد ضرب الرأس ، سيكون الجسد بل كل الجسد ، اي الحزب ، ومنه التحالف الحزبي الذي جلس معه في حكومة الملك ، خلال حقبتين وزاريتين . ان المتمعن لهذا الانحدار اللاّاخلاقي ، في التشفي في شيء يعتبر عاديا ومسلما به ، طالما ان الذي يحكم هو الملك ، وليس الحكومة ، ولا الوزير الأول ، وهذا باعتراف بنكيران نفسه حين قال " إن الملك هو الذي يحكم ، وأنا اكتفي بمساعدته " ، او عندما اعترف قائلا : " إن فؤاد الهمة لعب دورا أساسيا في تأثيث الحكومات التي كان البيجيدي ضمنها " ، قد يوحي للأجنبي الذي يجهل كل شيء عن بلادنا ، أننا حقا نعيش الديمقراطية الايطالية ، وان الأزمة القائمة ، هي أزمة أحزاب ، بسبب التضارب والاختلاف في برامجها الانتخابية والحزبية .
والحال ان الأحزاب الملكية حين شاركت في الانتخابات الملكية ، فهي كانت تنفد توصيات وأوامر عليا ، بالانخراط في العملية الانتخابوية لإعطاء مصداقية مفقودة ، لديمقراطية نظام ، يترنّح بين مشروعين متباعدين ، مرة باسم الأصالة ومرة باسم المعاصرة ، ومرة باسمهما معا ، ومن ثم طمأنة الدول المانحة بصلابة الديمقراطية الملكية ، التي تعتبر استثناء عن ( الديمقراطيات ) السائدة بالمنطقة ، وبالدول العربية . اي ضمان ثقة الأجنبي حتى يستمر العطاء الذي يتم بأوجه مختلفة .

ان الحقيقة في كل ما حصل ، هو ان أسباب التعطيل في تشكيل الحكومة ، وهو ما سموه ( بالبلوكاج ) ، لم يكن من صنع بنكيران الذي لا حول ولا قوة له أمام آلة النظام الجهنمية ، القادرة وحدها على الإخضاع والترْكيع ، بل وتذويب الحجر والحديد ، فأحرى بنكيران ، التائه بين دروب الوزارة الأولى ، وبين الحزب ، وبين منزل زوجته بحي الليمون . بل ان ما يسمى ( بالبلوكاج ) ، كان مقصودا ، وبأوامر عليا للأحزاب الملكية ، في عدم الانصياع لإملاءات بنكيران ، وحتى يتم وضع العصا في عجلته . فلا يعقل ان أحزابا تتحرك بتيليكوموند ستخلق المشاكل لبنكيران من تلقاء نفسها ، لو لم تكن هناك مؤامرة مدبرة ضد شخص بنكيران المزعج ، لما يسميه ب " الحكومة العميقة " ، وهو يقصد بهم مستشارو الملك ، برئاسة فؤاد الهمة الذي فرضته عليهم حركة 20 فبراير .
ان بنكيران كغيره من ( زعماء ) الأحزاب الملكية ، مستعد لتنفيذ كل ما يطلبه منه الملك ومحيطه ، بل هو مستعد ان يذهب بعيدا في انبطاحه وخضوعه ، وان كانت الأمور تحسم على حساب أكاذيبه ( وعوده ) التي وعد بها رعايا الملك من كل صوب وحدب ، بل هو مستعد أن يتلقى كل الضربات الموجهة للملك ولمحيطه، فقط في سبيل ان يبقى الملك راضيا عليه كشخص بدون مبادئ ، وغريب عن السياسة التي جعلته بفعل قرارات النظام التي مررها ، يصبح أقبح ، وأذل ، واهون شخص ينظر إليه الشعب ، الذي أصابه في مصدر عيشه وقوته ، وهنا لا ننسى جريمة صناديق التقاعد ، وصندوق المقاصة ، وإهانة الموظفين ، والمهندسين ، والأطباء ، والأطر حملة الشواهد المعطلة ، بل لا ننسى وفي سبيل البقاء في الحكومة ، انه كان مستعدا للتحالف حتى مع الشيطان الذي خاصمه بالأمس ، مثل التجمع الوطني للأحرار ، والاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، بل ان الشخص كان مستعدا للتعامل حتى مع حزب الملك حزب الأصالة والمعاصرة .
ان بنكيران كغيره من ( زعماء ) الأحزاب الملكية ، كان يدرك جيدا ، ان وجوده كوزير أول ، وليس كرئيس للحكومة ، التي رئيسها يبقى الملك الذي يترأس شخصيا اجتماعاتها ، انّ ما يميزه عن غيره من الأحزاب ، ليس الإيديولوجية ، ولا السياسة ، ولا الانتماء الى المدارس السياسية المختلفة ، لان كل هذا مات ، وأصبح في خبر كان مع تدمير الاتحاد السفياتي ، وأوربة الشرقية ، وتحطيم جدار برلين ، اي موت السياسة ، وموت الإيديولوجية ، وطغيان المصلحة الشخصية ، والأنانية ، والوصولية ، والانتهازية ، بل ان الشيء الوحيد الذي كان كل ( زعماء ) الأحزاب الملكية يتصارعون من اجله ، وهنا لا ننسى ان حزبا " الطليعة " و " الاشتراكي الموحد " هما أحزاب ملكية كذلك ، هو السبق لمن يكون له شرف الحصول على دور ، لتنفيذ برنامج الملك ، وليس برامج الأحزاب غير الموجودة أصلا . ولا أدل على ذلك ، وفي تحدي مكشوف لجميع الأحزاب الملكية ، فان الملك صادق على البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، في 26 شتنبر 2016 ، اي في غمرة الحملة ( الانتخابية ) ، وفي غمرة طرح جميع الأحزاب لقرآنها ( برامجها ) الحزبية ، التي اختفت لصالح برنامج الملك ، بمجرد انتهاء العملية الانتخابية .
ا ن اية حكومة ، وأيا كان الوزراء الذين سيشاركون فيها ، وأيا كان الوزير الأول المعين من قبل الملك ، الذي سيكون على رأسها ، اي وزيرا أولا من بين الوزراء ، وليس رئيسهم ، لان رئيس الوزراء الذي يرأس المجالس الوزارية يبقى الملك ، سيشتغلون على أساس برنامج الملك ، وهو البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، الذي صادق عليه الملك في 26 شتنبر 2016 .
إذن ما الجدوى من هذا اللغط ، على إبعاد شخص بنكيران المزعج ، لبعض محيط الملك ( فؤاد الهمة ) ، ووضع اليد على سعد الدين العثماني المهادن ، والمعروف بضعف الشخصية ؟
لقد تم إبعاد سعد الدين العثماني من وزارة الخارجية ، لانه فشل فشلا دريعا في إدارتها ، إداريا ، وسياسيا ، ودبلوماسيا . ولا غرابة ، ان الشخص ومن موقعه كوزير ، كان يطالب بتطبيق الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، من جانب واحد ، اي دون استشارة الطرف المعني به الذي هم جماعة البوليساريو . ان هذه الدعوة لسعد الدين بتطبيق الحكم الذاتي من جانب واحد ، هو تشكيك من قبل النظام في مغربية الصحراويين ، وفي مغربية الصحراء ، وليس هؤلاء من شكك في مغربيتهم ، او شككوا في مغربية الصحراء . كما ان فشل الحكم الذاتي ، دفع بالنظام ، الى التّغْطية على خبطته العشوائية الفاقدة للبوصلة ، حين ابتكر اختراع الجهوية الموسعة الاختصاصات للأقاليم الجنوبية ، قبل ان يستدرك الزلة والتيه ، حين عمّم نظام الجهوية على كل المغرب ، وليس فقط على الأقاليم الجنوبية . ودرعا لكل المخاطر ، فقد أقام النظام ، الجهوية على أساس مقاربة أمنية خاصة ، وليس على أساس مقاربة اقتصادية او اجتماعية ، وهو ما جعل حتى نظام الجهوية هذا ، يبرح مكانه ، ما دام يتوصل بأموال التمويل من العاصمة الرباط ، وما دام ان الشخصية الأولى في الجهة تبقى الوالي والعامل التابع لوزارة الداخلية .
ان إبعاد شخص عبدالاله بنكيران ، المعروف بخطاباته النارية في حق محيط الملك ( فؤاد الهمة ) ، وهو المصاب بالإسهال اللغوي في ترأسه الاجتماعات والمهرجانات الحزبية ، وهو المعروف بإرساله إشارات اللّمْز والغمْز ، و إيّاك أعْني يا جارة ، والإتيان بشخص سعدالدين العثماني الفاقد للشخصية ، والفاشل في وزارة الخارجية ، والشخص المهادن ، والمعروف بالدروشة والسهولة في الانصياع ، والذي يفتقر الى كريزما بنكيران الخطابية والسياسية ، و يفتقد الى حركاته البهلوانية والشيطانية ، في إرسال الرسائل الواضحة والمشفرة ، مثل ما قاله لميلودة حازيب من حزب الأصالة والعاصرة " أدْيالي كْبَرْ منْ دْيالكْ " ، والذي سبق كطبيب للحمقى ان تعامل معم ، هو تهكم وإهانة من الملك و محيطه ، ليس الى حزب العدالة والتنمية وحده ، بل هو تهكم واهانة موجه لكل ( زعماء ) الأحزاب والنقابات الملكية . بل هو تهكم واهانة موجهة الى الشعب المغربي الذي قاطع انتخابات الملك بنسبة تراوحت بين 75 و 77 في المائة .
الملك ومحيطة سيخلدون الى الراحة من التصريحات الاستفزازية لبعدالاله بنكيران ، وسيضمنون تمرير كل الاقتراحات والقرارات التي يطرحها محيط الملك مع سعدالدين العثماني الذي كان اختياره ذكيا ومقصودا . وقد تكون الرسالة من هذا الاختيار ، انتقاما من الذين قاطعوا انتخابات الملك ، لأنهم لا يعرفون ما يريدون ، فحق لهم طبيب للإمراض العقلية . لكن اكبر اهانة وتهكم ، كان لجميع الأحزاب والنقابات الملكية ، التي وضعت رقبتها في مقصلة نظام لا يرحم .
ان المعنى من تعيين سعدالدين العثماني ، هو ان الملك ومحيطه ، لا يعطون أهمية للحكومة ، طالما ان كل الأحزاب تتهافت على تطبيق برنامج الملك .
فهل الاهانة والتهكم هما لكل الأطياف : أحزاب ، نقابات ، حكومة ، برلمان ، الشعب الذي قاطع انتخابات الملك بنسبة تراوحت بين 75 و 77 في المائة ؟
الّلي دارْ راسو في النخالة – كيْنَقْبو الدْجاجْ .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ليست لعبة انتخابوية ، ولا مراجعة دستورية لدساتير ...
- أما حان الوقت لحكومة الملك ان تظهر .
- الثورة المهدورة والمجهضة
- النظام الملكي اعترف بالجمهورية الصحراوية
- تقرير لرصد ما جرى -- حين يطبخ النظام المحاضر البوليسية لتجفي ...
- مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لرجال السلطة
- ملاحظات سريعة عن خطاب الملك امام البرلمان
- خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المت ...
- من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
- لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
- الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال ...
- قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية ...
- وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر
- تحليل لخطاب الجلوس على كرسي الحكم - العرش -
- بين العودة والانضمام وشرط الطرد ، النظام المغربي يجري جرية ا ...
- هل اصبح النظام المغربي معزولا دوليا ؟
- رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد ...
- مجموعة 24 ( اللجنة الخاصة المكلفة بتصفية الاستعمار التابعة ل ...
- الصراع المفتوح مع الحكم
- النظام المخزني يرضخ للشروط الهولندية بخصوص مستحقات الضمان ال ...


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الدين العثماني الضعيف والمهادن