أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمود ابوحديد - أربع مشاكل تواجه المسجون المصري(2)















المزيد.....



أربع مشاكل تواجه المسجون المصري(2)


محمود ابوحديد

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 18:17
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


2-الطريق للعقم – جزء من الامراض الجلدية

كنت أعرف قبل أن يتم سجني ان الحرارة تأثر بالسلب على الخصيتين
لكنني لم أكن أفهم هذه المعلومة، أعرفها لكن لا أفهمها،يعني ذلك أني لن أستفيد بها ساعة الاحتياج لها!
المهم ،، عند دخولي السجن قابلت مرض يدعي "التالفة" او السجناء يطلقوا عليه هذا الأسم، اسمه تالفة من (التلف).
اعراضه ان عضوك الذكري بيتلف !! الاول يظهر فيه "حباية"، بعد يومين "الحباية" تصبح عشرة، بعد اربع ايام يصبح عضوك الذكري كله حبوب،بعد اسبوع يصبح عضوك الذكري وخصيتيك أيضآ،وألم لا يمكن وصفه لن تستطيع أن تنام منه.
المرض يلازم المسجون من اسبوعين لشهرين، واعراضه تقل الحبوب وتزيد مرة ثانية بمعني أنه ممكن أن تقل الحبوب ثم تزيد ثانيآ!
المهم ان السجناء بالطبع هم من يبحثوا له عن علاج أو حل لعدم وجود أطباء ليفحصوا السجناء، عند خروجي من السجن وذهابي لكثير من الأطباء، و كانت هذه "التالفة" قد تركتني سألت الأطباء عن علاج لأجل ارساله الي أصدقائي في السجن.
المهم ظللت أشرح الاعراض لطبيب مشهور لكن للأسف لم يعرف عن ماذا أتحدث وقال لي ان "التالفة" هذا اسم لم يسمعه أبدآ، هذه الاعراض غريبة جدا وبالتالي لم يستطع أن يفيدني !
هذا المرض شبح السجون .. كنت وصلت لمرحلة في سجني كنت أقول في الجوابات (السجن مش هيفرق معايا لو بس الحبوب تروح وكنت اقصد بالحبوب ، مرض التالفة على وجه الخصوص لان فعلا ألمه لا يطاق)
الادوية ممنوعة في اغلب الحالات.. والمرض لم يذهب عني الا عندما وافقت مباحث السجن أن يدخل لي مضاد حيوي 1000 .. هذا كان بعد شهرين من ظهور هذا المرض، استعملت الدواء لمدة 10 ايام، كل يوم قرصين.
حينها فقط "التالفة" ذهبت عني.. كان المسجونين معي في الغرفة يتمنوا أن أعطيهم ولو قرصآ واحدآ من المضاد الحيوي (لانه كنز الكنوز في السجن) لكن للاسف لم أستطع أن أعطيهم لاني كنت أحتاجه لأستعمالي الشخصي .. كنت أقول لهم خذوا صابون ، خذوا سجائر ، خذوا بونات فلوس ، لكن المضاد الحيوي لن أستطيع أن اعطي لكم منه لانه يكاد أن يكفيني.، لم أستطع أن أعطيهم لان المضاد الحيوي لم يدخل لي بسهولة، بعد أن تم رفض دخوله في اكثر من 6 زيارات متتالية .بمعني 6 اسابيع متتالية .
انا أتذكر هذه الزيارات – التي كنت أذهب اليها وانا مصاب ب"التالفة" – كان همي كله من الزيارة هو الدواء .. وكان أول شئ أقوله بعد السلام على من يزوروني (ها جبتم الدوا ولا لأ )، كانوا يحركون رأسهم بالنفي وهم منزعجين جدا لانهم كانوا يشاهدوا كيف كانت القروح في قدمي وكانوا يتخيلوا أن هذا هو أقصى ألم .. ان قدمي تؤلمني !! قدمي ليست عضوي الذكري!!، لكن بالتأكيد ليسوا منزعجين اكثر مني!
كنت أخرج من الزيارة حزينآ جدا لأني أعرف اني سأنتظر بالمرض يأكل عضوي الذكري لمدة اسبوع آخر على الاقل،كنت أخرج من قاعة الزيارة أريد اقول لمباحث السجن ، خذوا الفلوس والاكل و أدخلوا لي الدواء
كان الالم عندما أخرج من قاعة الزيارة ألم جبار أقوى من الألم الذي أشعر به في الغرفة وكنت أتخيل ان عقلي يزيد الألم لانه فهم ان لا يوجد دواء لمدة اسبوع آخر، ولكن الواقع كان الألم يزيد ببساطة لان عضوي كان يحتك بالملابس وانا أمشي ، تخيل ان هذا الاحتكاك البسيط بالملابس كان بيسبب ألم قاتل ، لأجل هذا بالضبط السجناء يطلقوا علي هذا المرض اسم "التالفة" لان عضوك يتلف فعلا ..
كنت أنتظر الزيارة طوال الاسبوع على أمل ان الدواء يدخل، طوال الاسبوع الألم كان يقتلني ، دون اي راحة ، لا أستطيع أن انام حتى من الالم. حتى عندما تستطيع أن تنام كان الطبيعي ان تصحو على الالم ..
كأن هناك من يحرق في عضوك الذكري ولا تستطيع أن تمنعه ! وهذا عضوك الذكري ليس قدمك، اكثر الأماكن حساسية في جسدك..
هذا المرض أصابني في آخر اسبوع من الشهر الاول، وذهب في الشهر الثالث..
طول هذين الشهرين أسمع السجناء يتناقلون المعلومات غير الصحيحة لبعضهم البعض، الذي يقول أنه يجب دهن العضو بمعجون أسنان لأن المعجون يرطب العضو !
والذي يقول يتم دهن العضو بالخصيتين بالليمون لأنه يقتل البكتيريا وهذا يسبب ألم مرعب لأن عضوك مجروح من الحبوب وبالتالي الليمون يسبب حرقان وألم مرعب بجانب ألم المرض نفسه، الشئ الوحيد الذي كان يسكن الألم قليلآ هي معلومة "ضع عضوك بخصيتيك في مياه ساخنة"، تقوم بغلي مياه وتتركها الي أن تستطيع أن تضع أصبعك فيها، وبعد هذا تضع عضوك وخصيتيك في المياه الساخنة، بمعني أن تضع المياه في قدر وتضع عضوك بالخصيتين جوه القدر.
ألم المياه الساخنة على عضوك المصاب بالقروح والحبوب ، ألم لا يمكن وصفه تعاني منه طوال 10 ثواني من"النقع" ، لكن بعد هذا لا تشعر بألم المياه المغلية. وتستمر عملية "النقع" هذه لخمس دقائق مثلا. حينها ألم المرض يختفي لمدة 4 أو5 ساعات تقريبا، بمعني انك تفضل ألم شديد جدآ لمدة 10 ثواني من المياه المغلية لكن بعد هذا وجع حبوب "التالفة" يذهب عنك لمدة 5 ساعات.
هذا مجرد مسكن "للتالفة" ليس علاجآ لها .. بمعني أن السجناء كانوا يقولون عندما تؤلمك "التالفة" بشدة قم بهذه العملية(عملية غلي العضو الذكري)، لكن هذه العملية – عملية غلي عضوك - لا تعالج هذا المرض.. فانت ستفعل هذا عندما لا تستطيع أن تتحمل الألم.
عندما سألت الطبيب قال لي ان الحرارة الشديدة تدمر خلايا الاحساس في هذا المكان، فتفقد الاحساس به، لأجل ذلك كان الالم الخاص "التالفة" يختفي لأن المياه الساخنة جعلت عضوك فاقد الأحساس..
لكن الطبيب قال لي (ادعي ان الخصيتين ميكونوش باظوا من السخونية)، (لانهم ميستحملوش درجة حرارة اكثر من 40 درجة مئوية لمدة اكثر من 5 دقايق وبعد هذا تبدأ الخلايا المسؤولة عن انتاج الحيوانات المنوية تتدمر بشكل كبير. وتفقد قدرتها على انتاج العدد المطلوب من الحيوانات المنوية للشاب المُخصب القادر على الانجاب).
بمعني أنه لو من المفترض أن الأنسان ينتج مليون حيوان منوي في القذفة الواحدة ، فبعد ما يتم تعريض الخصيتين لدرجة حرارة فوق الاربعين درجة مئوية لاكثر من 5 دقايق، حينها لا تستطيع الخصيتين أن تنتج هذا العدد!!!!!
أما انا فكنت أعرضها لدرجة حرارة قريبة جدآ من ال100 درجة مئوية درجة غليان المياه، وأمارس هذه العملية ليس أقل من 5 دقايق في هذه المياه المغلية..
فعلت هذا ليس اقل من 20 او 30 مرة طوال شهرين من سجني. .. فتقريبا خصيتيني تم اتلافهم، يلعن اجداد اجداد النظام ، سألعن السجن وحياتي والمجتمع لو فقدت قدرتي على الانجاب لسجني في السجون المصرية.
وأستطتيع أن أكشف طبعا من أجل معرفة هل قدرتي على التخصيب تأثرت أم لا، لكن التحاليل اللازمة مكلفة جدآ، وأنا لم أجريها، وقلت لنفسي قبل الزواج بالتأكيد سأجري هذه التحاليل!!
كنت أتمني أن أعرف علاج هذا المرض، لكونه مرض دوري في السجن ليس له أي علاقة بالنظافة الشخصية ابدآ..
انا كنت نظيفآ جدآ، وسجنت في الصيف، فكنت أستحم ليس اقل من 3 مرات يوميا، فليس له علاقة بالنظافة ابدا
هو-المرض- يصيب المسجون كل فترة تقريبا نتيجة للكتمة والرطوبة والعرق وعدم التعرض لهواء مجدد مفتوح .. انا سجنت مع جنائيين وهؤلاء ليس لهم تريض أبدآ... بمعني أنه لا خروج من الزنزانة غير ساعتين في الاسبوع (ساعتين الزيارة)
انا سجنت 6 أشهر أصيبت بالمرض مرتين، أم عن أصدقائنا المسجونيين لمدة سنتين مثلا فبالتأكيد هلكوا من المرض، وأتمني أن اعرف كيف يتم معالجته لأرسال العلاج اليهم، بدلآ من كونهم يتعاملون مع المرض بمعلومات غير صحيحة (سواء المسكنة او المعالجة لهذا المرض)
أصيبت بالمرض مرتين، مرة في اول شهر ومرة في اخر شهر.
المرة الثانية بسبب دخلت التأديب في مشكلة ومن التأديب على جزء يسمي الامانة (غرف بدون حمام) فمكثت 4 ايام دون أن أستحم (اصلا عندما تذهب الي التأديب تذهب بدون اي من متعلقاتك .. وأحيانآ يجردوك من ملابسك وتذهب الي التأديب بالملابس الداخلية فقط) المهم ان هذه الاربع ايام لم استحم ولم استخدم المياه الا بأذن المخبرين ، فكنت متاكد اني سأصاب بالمرض، وفعلا أصيبت به وهذا كان قبل خروجي من السجن ب3 اسابيع.
وعندما خرجت من السجن كان عندي حباية واحدة في عضوي لكن لم تكن تؤلمني وبالتالي لم أذهب للطبيب!
وانا في السجن لم أكن أهرش أبدآ، لاني كنت علي دراية ان الهرش خطأ و يوسع مكان المنطقة المصابة بالمرض ، لكن عند خروجي من السجن اطلقت العنان لرغبتي في الهرش !!
لم أذهب لطبيب الا عندما لاحظ أحد الرفاق اني أهرش كثيرآ واجبرني على ان أريه الاماكن الغير مكشوفة من جسدي ، عندما رأى ظهري وساقاي ، اجبرني علي الذهاب للطبيب، الطبيب عرف مرضي علي اني مصاب بحساسية من الحشرات.
اصلا كنت مصاب قبل أن أسجن بفوبيا من الصراصير، لكن عندما خرجت من السجن كنت قد عولجت من الفوبيا، عولجت من الفوبيا لاني عشت 6 أشهر في مكان مليئ بالصراصير ! وأرغمت علي كبت اشمئزازي من ملمسهم.
مثلا جزء الامانة الذي يتكون من غرفة بدون حمام يوضع فيها المساجين المثيرين للشغب لأجل تكديرهم والمساجين المشكوك فيهم من قبل المباحث بأنهم مبتلعين لفافات برشام ، وبالتالي يتم سجنهم في غرفة بدون حمام لأجل أن يخرجوا اللفافة التي ابتلاعوها، فالمباحث تجبرهم على التغوط كل يوم صباحآ.
لكن لو مسجون أراد أن يدخل الحمام في اثناء اليوم ، فيضطر أن يقضي حاجته في كيس ويرمي الكيس علي احد جدران الغرفة، الغرفة لها اربع جدران ، هناك جدار معين – عند الباب – هو الذي يرمى عنده اكياس البول، وفي الصباح عندما يتم فتح الباب لأدخال الأكل كنا نخرج أكياس البول هذه، المهم ان هذه الغرفة موجودة منذ 10 سنين مثلا ، الجدار الموجود بجانب باب الغرفة، يوضع عنده أكياس البول، هذا الجدار أصبح مرتع للصراصير .
الجدار أصبح جدارين فوق بعضهم..الجدار الأول مكون الطوب، والجدار الثاني مكون من الصراصير ، صراصير ثابتة لا تتحرك !
لو وضعت أصبعك على الجدار فالصراصير ستغطي عقلة او عقلتين ، هذا سمك الجدار الثاني ،، جدار الصراصير ،،هذا المنظر كان مرعب بالنسبة لي، لأن عندي فوبيا من الصراصير، لكني اضطررت أن أمكث في هذه الغرفة لمدة 4 ايام وبالتالي تأقلمت مع منظر جدار الصراصير، وبالنهاية اختفت فوبيا الصراصير من عقلي،ولم أعد أشمئز من ملمسهم !!
أتذكر اني عندماأنهيت فترتي في السجن، وتم ترحيلي من السجن الي قسم الشرطة ومكثت فيه اربع ايام، كان الشباب اللي الجالسين معي على "الفرشة"(كلهم محبوسين جدد لم يكملوا شهر)، أذ فجأتآ قفزوا من اماكنهم وصرخوا (صرصار)، انا أتذكر جيدآ اني حتى لم أفجع ولم أتحرك من مكاني ! حتى عندما قالوا لي ان الصرصار على ظهري أجبت بكل بساطة (انه هيمشي من عليه)!
من زاوية أخري، بجانب مرض "التالفة"، مؤخرتي كانت مرتع للحبوب، ورجلي كانت مليئه بالقروح ويخرج منها صديد، الغطاء الذي كنت أنام عليه في السجن كنت أغيره كل يوم لانه كان يتسخ من الصديد والدم الذي ينزل من رجلي وانا نائم.
في السجن الحبوب التي كانت تصيب ساقاي وقدمي وكفاي كانت حبوب شكلها غريب جدآ، او لأني لم أصب يومآ بمرض جلدي في حياتي كلها! فكنت أري الحبوب شكلها غريب، لكن لما خرجت من السجن وانا أتكلم مع أحد من اصدقائي طبيب، قال لي فعلا ممكن أن يكون هناك امراض غريبة وحتى غير معروفة في السجون المصرية وجلسنا نتندر ان الطبيب لو تم سجنه ممكن أن يفرج عنه ببراءة اكتشاف لميكروب او بكتيريا !
اليوم، تقريبا بعد اكثر من 6 أشهر على خروجي من السجن ،مازالت هناك حبوب في ظهري ، ومازال جسدي كله بقع مكان الحبوب التي عولجت والطبيب قال لي ان الوقت فقط هو الذي سيجعلها-أي الحبوب والبقع- تذهب عن جسدي ، والادوية طبعا ، بس لأن تكلفة الادوية كانت غالية ، تقريبآ 200 جنيه كل عشر أيام ، فتوقفت عن الدواء .
الأن لم أعد اتابع مع اي طبيب . لاني فكرت انه اذا لم يعد هناك ألم، فلا يمهم منظر البقع.





3-التعذيب والتأديب والمرشدين

رئيس مباحث السجن الجاهل لم يفهم ان اغلبية السجن اميين لا يقرأوا ولا يكتبوا فارسل مخبرينه في احد الايام ليعلنوا في الغرف عن انشاء (صندوق الشكاوي) في كل دور ! وفي الحال عقب السجناء بجملة (الارشاد بقى علني) واسموه (صندوق الارشاد) .. يعتبر السجناء الجنائيين اي مخاطبة مع ضباط المباحث (عمالة وارشاد) الا لو تضمنت الاحتقار والكذب والشتيمة والزعيق لهم .
تشترط مباحث السجون المصرية وجود (نبطشي) لكل غرفة ، والنبطشي هو مسؤول الغرفة امام المباحث ، واهم صفاته هي الارشاد عن اي ممنوع يحصل داخل الغرفة في التقرير اليومي الذي يدليه لمخبر الدور اجابة عن سؤاله (ايه اخبار الغرفة يا فلان؟)
انتزع مسجوني مصر حق انتخاب نبطشي الغرفة واصبحت اهم صفاته ان يجيب على سؤال المخبر ب: (الغرفة تمام)
بمعنى آخر : يحمي النبطشي المنتخب مسجوني غرفته من بطش الشرطة بعدم الابلاغ عن اي من المشاكل التي تجري بالغرفة وتصبح مهمة النبطشي نفسه ان يحل هذه المشاكل قبل ان تصل لبوليس السجن.
المشاكل رغم تعددها تُحصر في (زعيق – ضرب - شتيمة وبالاخص شتيمة الضباط ! – حيازة مخدرات – فرض سيطرة داخل الغرفة ) لكن وقد تكون شهادتي التالية غريبة على الاذان : فالحق انه وطوال 6 اشهر لم اسمع الجنائيين بالغرفة يشتموا ولو شتيمة واحدة من التي اعتدنا سمعاها في الشوارع والمقاهي والاسواق والمواصلات : الحياة الميري مختلفة تماما عن الحياة المدنية او الملكية .. قد تقتل احدهم لو تجرأ وشتمك في السجن بينما يمكن ان تتساهل مع هكذا فعل في الحياة الملكية !
لم تستسلم المباحث امام انتخاب نبطشي الغرفة ، فحرصت على زرع مرشد بكل غرفة ليُخبر عن وقوع اي مشكلة. وهكذا اصبح عندهم علم بدبة النملة في كل غرفة! . بالتالي يقع الرهان على ان يحل نبطشي الغرفة المشاكل قبل وقوعها !
الدراما والقصص كلها تنبع من واقع معرفة مسجوني الغرفة بهوية المرشد ! كلنا كنا نعرف ان (اسامة ابوحمو) المتهم بقتل راقصة هو مرشد غرفتنا.
سجنت في غرفة لا تتعدى مساحتها 100 متر مربع يسكنها 40 مواطن لا يقرأ ويكتب منهم سوى 3 ، احدهم تعلم الكتابة في السجون المصرية اذ يبلغ مجموع ماقضاه مسجونا حوالي 12 ربيعا من سنوات عمره الاربعون. كان يُدعى (أبورحمة) او (السيكا جنادي) متهم بقضية (قتل) أو بمعنى أصح (ضربة أفضت الى موت)
أبو رحمة كان سندالا امام الضباط لا يخشى تعذيبهم ولهذا اختارته الغرفة ليكون النبشطي، كانت المنافسة درامية جدا بين (أبورحمة) و (أبوحمو) اذ كان أبورحمة اكثر من ينافق أبو حمو واكثر من يشتمه في ظهره أمام الغرفة . السيكا جنادي بشعره الابيض وكرشه العملاق كان يثير ضحك سكان غرفتنا بسخريته اللاذعة لأبن منطقته المرشد.
واقعة الارشاد الاولى :
بعد أقل من 5 اسابيع على انتخاب أبورحمة نبطشي الغرفة ، أرشد أبوحمو للمباحث عن خربوش بسيط تسبب فيه أحد السجناء لآخر.
اقتحمت المباحث الغرفة ، ونهبت محتويات الحقائب واخذوا 7 أشخاص الى التأديب يتقدمهم طبعا نبطشي الغرفة لأنه لم يُرشد على الخناقة. قبل أن يُساقوا للتأديب جرى مدهم بالسياط على أقدامهم 15 جلدة
ضُربت الغرفة كلها الا أبوحمو العميل 3 ضربات بالعصا على الأقدام. فكان حقدنا على أبوحمو لا يوصف.
كما عينت المباحث (أبوحمو) نبطشي جديد لغرفتنا بالمخالفة لحق انتخاب النبطشي ، فأعلنت غرفتنا غرفة تكدير أمام كل غرف السجن – فهي الغرفة الوحيدة التي اُلغي فيها حق انتخاب النبطشي وأصبح مرشد الغرفة هو نبطشي الغرفة.
تضمن اول خطاب لأبو حمو امام غرفتنا - بعد أن خرج منها مخبرو وضباط المباحث – جمل من نوع (اللي هيقول للثاني بخ هبلغ عنه المباحث – أنا راجل كبير ومش حمل ضرب على رجلي زي أبورحمة علشان واحد غلط ) !!
رغم أنه تسبب في ضربنا جميعا ، ورغم أننا جميعا نكرهه ، الا أننا اضطررنا للتعامل معه باحترام والا سيشتكي للمباحث ، رغم ذلك تستحق طريقة تعامل السجناء معه ان تُؤرخ . لأنه يمكن مقارنتها جدا بطريقة تعامل مواطني مصر مع الحكومة أو الرئيس ، فجميع السجناء يعلموا أن أبوحمو مرشد يأذيهم لكنهم يضطروا للتعامل معه باحترام تماما كما يضطر مواطني مصر لمعاملة الحكومة أو رئيسها ، كلنا كنا نكذب على أبوحمو ونشتمه من خلفه وكل المواطنين يكذبوا على الحكومة ويشتموها من خلفها وبالنهاية فان الحل مع أبوحمو هو نفسه الحل مع الحكومة والرئيس ! (الخلاص المادي منهم) !
افعال المرشد:
في نفس يوم الواقعة السابقة ، قام (سعد الحرامي) مدان بسنتين في قضية (سٍلاح ومقاومة سلطات) قام بشتم أبوحمو وعنفه بجمل من نوع (منك لله يا مرشد – لو مفيش حكومة أنا كنت قعدت أضربك للصبح ) وفي اليوم التالي أشتكى ابوحمو لمخبر الدور الذي اقتاد سعد الحرامي الى التأديب.. في يومين فقط تسبب أبوحمو في ذهاب 8 اشخاص الى التأديب.
(الشرقاوي) متهم بقضية قتل بطلق ناري ، قاد حملة واسعة للسخرية من أبوحمو فكان مصيره التأديب بعد ثلاثة اسابيع.
أقل فترة يقضيها المسجون في غرف التأديب والأمانة هي 50 يوم لكن (سعد الحرامي) تمكن من العودة بعد 4 اسابيع لأنه خرج جلسة من غرف الأمانة وعاد من الجلسة الى غرفته الأصلية وليس الأمانة بسبب خطأ في اجراءات المباحث.
اعتاد السجناء مضايقة (شنبو – اسلام – محمد مازيلا) المتهمين في قضايا اغتصاب وتحرش. وهذا طبيعي في السجن بالنسبة لمتهمي هذا النوع من القضايا. ولما ارتقت المضايقات فوصلت الى خربوش بسيط على كتف محمد مازيلا ، أرشد أبوحمو عن المضايقات.
(حبيشة – سعد الحرامي – عماد الصغير – اسلام – مزيلا – برشامة – مصطفى السيد) 7 اشخاص ساقتهم المباحث للتأديب والأمانة نتيجة ارشاد أبوحمو.. ولما كان ضروريآ ان يُقسم أفراد المشكلة الواحدة على غرف الأمانة ، امتلئت غرف الأمانة بمسجوني غرفتنا الذين رووا قصة المرشد (أبوحمو) واصبح السجن كله يتحدث عن ضرورة ضرب أبوحمو قصاصا منه.
اصبح عدد سكان الغرفة أقل من 25 بدلا من 40 ! عندما يُساق الفرد الى التأديب والأمانة، يترك كل متعلقاته بالغرفة. كنت مسؤولآ عن فرش وحقائب أكثر من 5 أشخاص !
انتقامآ لاصدقاءنا المُرشد عنهم ، كتبت على الحائط المجاور لأبو حمو عبارة ذكورية يعتبرها السجناء شتيمة قذعة لا يُمكن السكوت عنها. غنيت يوميا لأسبوع كامل ، شاتمآ المباحث والمرشدين . كانت الغرفة تموج بالضحك من الاغنية اليومية وكانوا يحذروني من أن صبر أبوحمو قد نفذ واني (لست حمل التاديب والامانة). هو نفسه أعلن أنه سيشتكي للمباحث ان لم أتوقف من مضايقاتي له .
كنت أرى نفسي محصنا لأن ضباط المباحث يعرفوني جيدا من مفاوضاتي معهم على دخول الكتب وكنت اتحدى قائلا (ضباط المباحث انفسهم يعرفوا اني لست حمل التاديب والامانة ولن يعاقبوني لاجل المرشد) وبالفعل ورغم انه اشتكى اني اشتمه مرات عديدة الا أن مخبرين الدور رفضوا معاقبتي ، كانوا يروا فعلا اني لن استحمل بهدلة التاديب والامانة !
في يوم ثلاثاء اسود ، غير أبوحمو شكوته ل(ابوحديد يشتم المباحث وبحوزته كتب واوراق سياسية) .. دخل المخبر (عيد مباني) فتش حقيبتي وصناديق الكتب بحوزتي واقتادني الى رئيس مباحث السجن الذي حقق في انتمائي للاشتراكيين الثوريين من واقع المراسلات بيني وبين الرفاق... انتهى تحقيق شريف شلبي رئيس المباحث بان صادر كل كتبي واخبرني (لن اعاقبك لانك لن تتحمل التاديب والامانة.. اطلع على اوضتك) واكتفى بمصادرة الكتب والاوراق.
كنت اغلي ، من دون الكتب لن اجد ما افعله طوال يوم السجن ! كتبت في اليوم التالي طلبا لرئيس المباحث يشرح لاشرعية مصادرة كتبي وطلبت اعادتها لانها دخلت السجن بشكل شرعي عقب تفتيشات المباحث. تجاهلت المباحث الطلب . وفي اليوم التالي كتبت الطلب مرة اخرى لكن بصيغة اغلظ. وبعد ساعات من تسلم المخبر لطلبي ، فُتح باب الغرفة ونادى المخبر علي فظننت ان المباحث تستدعيني ، لكن اقتادني المخبر الى التاديب دون ان يتبع الاجراءات الطبيعية التي تتُخذ مع مستحقي التاديب – اقصد حفلة الضرب ثم افراغ برميلي قمامة على جسد المسجون بعد ان يخلع ملابسه كاملة! ولما طلبت مقابلة ضباط المباحث اخبرني المخبر ان هذه هي اوامر المباحث (ضربي 3 جلدات على قدمي وايداعي التاديب !) وكانت الضربات منياسي – اي تعمد المخبر ان تكون بسيطة لا تؤلم.
خبرة لم تكتمل
غرفة مساحتها 70 سم * متر . ارضيتها ليست من الاسفلت او البلاط لكن من الزلط المصبوب وبالتالي تبرز حبات الزلط من الارض فتتسبب بوجع شديد عند الجلوس او النوم !
يعاني مسجوني التاديب تجويعا بشعا بحيث لا يُسمح لهم باي طعام.
كما تمنع عنهم الزيارات ،
يُمنع عنهم دخول الحمام ويُعطوا جردل يقضوا فيه حاجتهم !
يُمنع عنهم اي سجائر
يعطوا زجاجة مياه واحدة ولا يخرج المسجون من غرفة التاديب هذه الا لملئ هذه الزجاجة.
دخلت غرفة التاديب في ظهيرة الجمعة وخرجت منها الى غرف الامانة صباح السبت. اي اني قضيت فيها فقط 20 ساعة بينما اقل فترة في التاديب هي 24 ساعة .. كان هذا اجراءا استثناءيا من المخبر (عيد مباني) لاني لن اتحمل التأديب!
غرف الامانة
قضيت 3 ايام بامانة السجن : 12 غرفة بسجن الاسكندرية من دون حمام تعد بُعبع السجن واكثر ما يتسبب للمسجون بالامراض الجلدية.
غرفة مساحتها 30 متر مربع وتحوي اكثر من 40 سجين. يدخلها الفرد بملابسه فقط مجردا من كل حاجيته التي تركها في غرفته الاصلية.
يستخدم السجناء الجنائيين معدتهم كمخزن للمواد المخدرة – التي تعتبر زفرتهم الوحيدة امام هولات السجن اليومية التي يلاقوها – فعندما يصل المسجون الى مبنى المحكمة يُحضر اليه هله (الحشيش وعشرات الاقراص المخدرة) ملفوفين بعناية ليبلعهم ويستقروا في معدته لايام قبل ان يتبرزهم في غرفته بالسجن ويفكهم من اللفة التي يجب الا تُسرب المياه ويبدا باستعمال المخدرات لايام عديدة لحين ميعاد الجلسة التالية التي يحصل فيها على مؤن جديدة من اهله !! وهكذا تمر ايام السجن وينسى المسجون آلامه وعذاباته !! هل يتذكر القارئ معلومة ان (ابورحمة) الذي قضى من عمره 12 عاما في السجون ؟ هكذا تحمل ابورحمة 140 شهر من القمع والظلم وامتهان الادمية .. بالمخدرات.
يخرج مسجوني الامانة كل صباح ليتبولوا تحت اشراف مباحث السجن في عملية روتينية جدا تسمى (الشخة) ! قد يتناول مخبر الامانة فطوره بينما يراقب السجناء وهم يتبولوا الواحد عقب الثاني منتظرا ان يكتشف في بول احدهم لفافة مخدرات !
هذه هي اكثر التجارب رعبا داخل السجن : يتبول سجناء الامانة في كيس يُلقوا به بجانب باب الغرفة. هذا الجدار المجاور لباب الغرفة (استخدم كمكان لاكياس البول لاكثر من 20 عاما منذ بناء هذه الغرف) ولهذا اصبح الجدار مكونا من جدارين احدهم الجدار الخرساني العادي والاخر يعلوه بسمك 3 سم تقريبا مكونا من الصراصير والحشرات. بحيث يُمكن ان يغرس اصبعك حتى علقتين منه بداخل جدار الحشرات الذي يمتد من ارضية الغرفة وحتى السقف في تنوع عملاق للحشرات. فعلى الارض الحشرات العجوزة والضعيفة والصغيرة وفي السقف الصراصير الطائرة. الويل كل الويل للسجناء الذين يناموا بجوار هذا الحائط. ولولا ان غرفتنا تضم الامانة منها اكثر من 15 سجين كان اصبح مكاني بجوار هذا الحائط . الا اني دخلت غرفة اعرف منها 4 اشخاص يحتلوا ابعد مكان عن جدار البول - كان منهم (ابورحمة) – فاستقبلوني وجعلوا مكاني الى جانبهم.
مشهد جدار الحشرات هذا لا يُمحى من الذاكرة ولازال قادرا حتى الان على استدعاء فوبيا الهرش الى جسدي. اظنه احتجاز وتعذيب العشرات في مكان كهذا يُعد جريمة حرب.
قضيت ثلاثة ايام في هذه الغرفة. وخرجت منها الى عرض الامانة وهو طابور تُضرب فيه امام ضابط المباحث ثم يُعيدك الى غرفتك.
بعد 3 اسابيع صعد الى غرفتنا من التاديب (سعد الحرامي) . تستخدم المباحث اجراءا تنكيليا مشهورا بالسجناء : ان يعيدوا السجين الى غرفته الاصلية التي خرج منها على التاديب ويتحدوه ان يضرب المرشد الذي ارشد عنه. والاغلب ان الجميع يمتنع عن هكذا فعل، لانه حدوثه يصبح عاصفة يعلم بها السجن كله كما حدث مع (سعد الحرامي)
عاد سعد الحرامي الى غرفتنا (9*3 جرائم نفس) في عصر ذلك اليوم الذي لا يُنسى ، وبعد ان استقبلناه اعلمنا بنيته ان يضرب المرشد ابوحمو ، فهو سوف يُفرج عنه لاتمام مدة السجن بعد اسبوع واحد.
كان خبرا مثيرا لنا نحن الاقلية بالغرفة التي كانت على علم بما سيحدث في ليل هذا اليوم. حاول بعضا مننا ان يثني سعد عن هكذا فعل لما له من عواقب .
اذا ضرب احدهم مرشد المباحث فان المباحث (هتقتله ضرب) هذا هو التعبير الذي حذروا به سعد عدة مرات.. الا ان سعد كان واثقا من اختياره وعلى علم تماما بتبعاته. كان مجموع ما قضاه سعد ذو الثلاثين ربيعا في سجون مصر يقترب من 6 سنوات. ولما كان سعد واثقا من خياره اعددنا له اجود انواع الطعام بالغرفة.. كما صُنع له خابور من السجائر يبلعه ويحفظه في معدته ليدخن في التاديب. ووسط رفضه وتبرمه ، تبرع كل سجناء الغرفة حتى امتلأت حقيبة سعد بعلب السجائر من افخم الانواع فسعد هو الذي سيخلص الغرفة من المرشد الحقير.
تمام السجن في الخامسة عصرا ، اي ان السجن يُغلق ابواب الغرف في تمام الخامسة من مساء كل يوم ولا تُفتح الا في السابعة من صباح اليوم التالي. بعد تمام السجن بدأ سعد الحرامي عملية ضرب متقطع لابوحمو المرشد وطبعا لم يمنعه اي من سجناء الغرفة.
لم ينم ابوحمو حتى الصباح ، واجبره سعد على الجلوس بدورة المياه طوال الليل. تورمت عين المرشد من الضرب وكان يبكي دموع التماسيح رغم ان الضرب لم يكن ابدا يقارن باي من علقات الموت التي تسبب بها المرشد الحقير لاي مننا بمخابراته للمباحث.
ابشع جرائم التعذيب.
في الصباح يُفتح باب الغرفة في تمام السابعة صباحا ، وبسرعة هرب ابوحمو الى خارجها طالبا النجدة من المخبرين الذين يعتبروه ابنهم ! دخل المخبرين الغرفة ووجدا سعد عاري الجسد سوى من الملابس الداخلية ، وكانت هذه هي الاجابة على سؤالهم (مين اللي عمل كدة) اقتادوا سعد الى الخارج واغلقوا باب الغرفة ، وسمعنا على مدار ساعتين اصوات الجلد والضرب على ظهر سعد الا اننا لم نسمع تأوها ابدا .. كان سعد الحرامي مستعدا بالفعل لعواقب افعاله.
صنع عقلي مماثلة تاريخية بين عواقب الانتفاض والخلاص من مرشد السجن واستمرار سلطة مباحث السجن، وبين عواقب الانتفاض للخلاص من حكومة جمهورية واستمرار سلطة النظام الجمهوري ، في الحالتين سيعاقب المسؤولين عقابا جللا.
استدعت المباحث الى حوش السجن كل سكان غرف الدور الثالث بعنبر أ . اي عشرين غرفة. استدعونا لنشاهد ضرب سعد الحرامي لتصبح عملية تعذيبهم ممن انتقم من المرشد حكاية يتناقلها السجناء.
اجلسونا في صفوف كما يجلس اسرى الحرب ، وفرشوا بطانية واجلسوا فيها سعد مقيد اليدين والقدمين وموضوع بين شفتيه عصابة مشدودة حول راسه تمنعه الكلام او الصراخ.
مدوه بالكرباج على قدميه عددا عملاقا من الضربات حتى اصبح غير قادرا على رفع قدميه عندها انهالوا بالكرباج على راسه.
القوا عليه عشرات براميل القمامة .
تناوب على ضربه كامل كتيبتي المخبرين الموجودين بالسجن ، ثلاثة مخبرين في كل مرة ، يحملوا عصيان واسلحة مختلفة.
وقف ضابط المباحث بقدميه على جسده وراسه.
القيت عليه عدة براميل بول.
بالنهاية اغلقوا عليه البطانية التي تحته وهي تحوي بقايا القمامة والقاذورات واقتادوه الى التاديب.
كان المسجون الذي يشيح بنظره عن سعد يضرب عصا على ظهره ليُجبر على النظر الى جسد الشاب الثلاثيني الذي اصبح مليئا بآُثار الضرب ، سحجاب وتورمات عملاقة. اذكر اننا صعدنا الى الغرفة ولم ينطق اي مننا بالكلام لوقت طويل واذكر ان المزاح توقف لايام عديدة من الغرفة حزنا على ما فعلوه بصديقنا سعد.
جرائم التعذيب لن تسقط بالتقادم واذكر اني ادرت نقاشا بين الغرفة في سهرة ارق عما سيفعلوه لو اندلعت جمعة غضب جديدة ، تعاهدنا فيها بالالتقاء في سجن الاسكندرية لاعتقال ضباطه بقوة الانتفاضة والثورة... ذاكرة الشعب تخلد جرائم الضباط وعلى الانتفاضة وحدها تقع رهانات القصاص من الضباط.

المجد للشهداء والشفاء للمصابيين والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال. الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة
__________يتبع________



#محمود_ابوحديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع مشاكل تواجه المسجون المصري(1)
- آفاق الدعوة ل11/11، والمهام الحالية للاشتراكيين الثوريين
- منظمة ثورية للإستيلاء على السلطة
- تلفيقات الضباط ستحرقهم
- هل يحاسب بشار عن قطع مياه حلب
- ضد سجنهم: النصر للرفاق شلتوت وآية
- الاختلاس المالي بسجن الاسكندرية
- جلسة جديدة لمعتقلي مجزرة هندسة اسكندرية 2014
- الانتفاضة والجمهورية التركية
- يسري فودة لو اختشى لانتحر
- لا يوجد قضاة شرفاء في مصر
- عادل امام مسجون في مصر !
- نكبة فلسطين وسجون مصر
- رسالة لمعتصمي الصحافة
- المسؤولية الحزبية عن معتقلي 25 ابريل
- المخبرين خارجين كلاب سعرانة - جمعة 15 ابريل
- هل تُلغى اتفاقية بيع الجزيرتين ؟
- الاشتراكيون الثوريون -مصر- وبيع الجزيرتين
- جزيرتان اهم من آلاف المعتقلين ! عن احمد فؤاد
- القبض على الفاسد الحجلة - ملعون البوليس


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمود ابوحديد - أربع مشاكل تواجه المسجون المصري(2)