أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - ما بين البحرين الأحمر والأبيض














المزيد.....

ما بين البحرين الأحمر والأبيض


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 01:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أكتب اليوم من برشلونة يتباهى الشعب الكاتالونى بتاريخه وفنونه وحضارته العريقة
كنت هنا منذ أربعة عشر عاما، أستاذة زائرة بجامعة أوتونوما إحدى الجامعات المتمردة على التقاليد والقوالب الأكاديمية قمت بتدريس مادتى المفضلة بعنوان «الإبداع والتمرد والمرأة»، تم ترجمة كتبى للغتين الأسبانية والكاتالانية، وتدريسها للطلاب حصلت على الجائزة الأدبية الأولى «بريمى كاتالونبا إنترناسيونال» يفخرون بها كما تفخر السويد بجائزة نوبل يقيمون لها احتفالا دوليا ، يلقى فيه رئيس كاتالونبا كلمة سمعته يقول: كل امرأة عظيمة وراءها رجل عظيم نهضت وقلت ربما وراء الرجل العظيم امرأة عظيمة لكن ليس هذا صحيحا بالنسبة للمرأة « وانفجر الحشد الكبير بالقاعة ضاحكين، وربما تمنى الرئيس سحب الجائزة منى ؟ بالأمس بعد أن ألقيت كلمتى فى العيد العالمى للمرأة تقدمت نحوى امرأة ممشوقة تصافحنى بحرارة وقالت كنت طالبة فى فصلك بالجامعة وأنا شابة واليوم أصبحت أديبة وشاعرة وقد جئت لأشكرك. قلت لها: أنا التى أشكرك فهذه هى جائزتى الحقيقية، الشمس ساطعة ومياه البحر تتألق تحت الأشعة الذهبية، وتمثال كولومبوس كما كان منتصبا يشير بإصبعه الى الجنوب الى مصر وإفريقيا وليس الى قارة أمريكا فى الشمال كنت أطل من نافذتى كل صباح على التمثال والشاطيء وأنا أشرب قهوتى وأعد نفسى لكتابة روايتى الجديدة التى نشرتها بعد عودتى لمصر، فى دار الهلال بعنوان «الرواية» قصة فتاة هاجرت من القاهرة الى برشلونة تجولت فى شوارعها كأنما هى متحف لا يخلو أى شارع من مبنى فنى تاريخى وأكبر كاتدرائية فى العالم تحمل إسم العائلة المقدسة قالت المرشدة الكاتالانية بفخر كبير ونحن نتجول فيها « بدا تصميم الكاتدرائية داخل رأس الفنان «أنتونى جاودي» فى بداية القرن العشرين، واستمر بناؤها بعد موته حتى اليوم سيتم البناء بعد تسع سنوات بعد الانتهاء من برج الجنة. سألتها بسعادة طفولية “ هل يمكننى دخول الجنة الآن ؟ قالت “الجنة مغلقة لأنها تحت التكوين, ولأن المرأة ليس لها مكان فى الجنة”، وضحكت المرشدة قائلة: “يا دكتورة نوال لك قصة بهذا العنوان قرأتها بالكاتالانية منذ أحد عشر عاما “واندهشت” ياه! » حداشر« سنة ؟ كانت تفهم شيئا من لغتنا الدارجة فقالت “ أيوه » حداشر« سنة.

واصلنا التجول والمرشدة تواصل الشرح: «كل الأبراج (غير برج الجنة) مفتوحة للزوار، وكان أنتونى جاودى شديد الإيمان بأن المسيح مات على الصليب ودفن بالقبر ثم بعث من جديد ، وقد شيد هذه الأبراج الثمانية عشر، لتجسيد حياة المسيح بداية من مولده مع أمه مريم العذراء وأبيه الأرضى يوسف النجار وكان الرب هو أبوه السماوي، الذى حماه خلال رحلة العائلة المقدسة الى مصر أرض النيل، وهذا الباب هو أحد الأبواب السبعة البرنزية الضخمة ، الذى يجسد كلمات المسيح فى صلواته باللغة الكاتالانية، ومنها عبارة «يا رب أعطنا خبزنا اليومى «منحوتة على الباب بخمسين لغة منها اللغة العربية، وكل زهور النيل ونباتاته وكائناته الحية محفورة داخل البرونز على الباب انظرى هذه السلحفاة تسبح فى النيل واسمها بالكاتالانية: تورتوجا.

لم يكن لى زيارة كل الأبراج وقد تجاوزت الثمانين من العمر بست سنوات، وكنت أيضا مدعوة لإلقاء كلمتى فى مؤتمر دولى آخر فى مكان على ساحل البحر الأبيض على الحدود بين كاتالونيا وفرنسا دار الحوار فى المؤتمر بينى وبين «لويس باسيت» محرر «إل بايس» أكبر الصحف اليومية الأسبانية، واختلفت معه فى بعض تصوراته عن النساء فى العالم العربى والإسلامي، ووقف الجمهور معى مؤيدا مصفقا، وقالت إحدى أستاذات جامعة أوتونوما: «الشعب الكاتالونى يتظاهر ضد السياسة العنصرية للحكومات الأوروبية وقد رفعنا شعار مرحبا بالمهاجرين «قدمت لى إدارة المؤتمر عددا من الكتب التاريخية عن المكان واسمه: «بالافروجيل» على ساحل برافا، ومن أهم معالمه التماثيل المصنوعة من لحاء الاشجار، وقلعة القمة الحمراء بحدائقها الخلابة على الهضبة المطلة على البحر أجمل مكان فى الوجود ربما يشبه الجنة تمددت على الشاطيء تحت الشمس الدافئة الحنون، وخيالى ممدود من كفر الشيخ على البحر الأحمر إلى ساحل كاتالونبا وفرنسا على البحر الأبيض من مكان يشطب وجودى الى مكان يكرمنى ويعتز بكلمتي.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والمرأة والسينما
- الفتاة الصغيرة أمام باب المحكمة
- أنتِ طالق يا دكتورة
- التأويل الذكورى للتاريخ المصرى
- الطب النفسى والإلحاد
- قضايا الحسبة والإرهاب
- قشرة الحياء الهشة .. يا أنت ؟
- الفدائيون وهدى عبد الناصر
- سقوط العرش المصنوع بالقش
- ثقب فى جدار العقل
- ضباب الرؤية وضوء الماضى
- كُحل ثقيل.. عقل خفيف.. والضحك
- الصخرة العاتية تتحدى أى دستور
- لكنهم لم يعثروا عليها أبدا
- رقة الشاعرة وحاملة الأثقال
- نكهة الشاى الأخضر بالنعناع
- تجاربنا الشخصية جدا تغير العالم
- ولم تسقط طائرة لندن
- ذكريات عن تعدد الزوجات
- ذكريات مع توفيق الحكيم


المزيد.....




- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - ما بين البحرين الأحمر والأبيض