أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد عبعوب - التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة














المزيد.....

التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 00:14
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


" رجل الجو" قصة من قصص الخيال العلمي، تخيل فيها مؤلفها تيودور .ل. توماس "علْماً تتمثل مؤسسته السياسية المركزية في (مجلس للجو) يضم ممثلين لمختلف الأمم، يتولى هذا المجلس وضع سياسة جوية يتحكم من خلالها في الشعوب عن طريق تعديل المناخ وإطلاق عاصفة هنا وإرسال ريح هناك ، ليضطر الشعوب الى الخضوع " ، وها نحن اليوم نعيش بعض مظاهرها واقعا ملموسا في حضارة العولمة المتوحشة التي لا تتوانى عن استخدام أي سلاح لتحقيق مآربها ..

بهذه القصة -التي كتبت خمسينات القرن الماضي- يبدو أن كاتبها قد أشعل في عقول علماء مراكز البحوث و وكالة الفضاء الأمريكية(NAZA) ، فتيل قنبلة المناخ التي تستخدم اليوم كأقذر سلاح من قبل القوى العظمى وفي مقدمتهم أمريكا في حروبها القذرة من أجل إخضاع الشعوب والسيطرة على مقدرات كوكب الأرض . وكانت الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية سباقة في الإعلان عن هذه النوايا القذرة بإعلانها بداية سبعينات القرن الماضي أن "تعديل الجو أصبح اليوم حقيقة واقعة" وهو تصريح رسمي بتوصل علماء المناخ الأمريكيين لإمكانية التحكم بظواهر مناخية وإدارتها بما يخدم مصالح محددة ترسمها الحكومة الأمريكية.. ويأتي الإعلان المباشر والصريح عن هذا التوجه على لسان د . والتر روبيرتس رئيس سابق للاتحاد الأمريكي لتقدم العلوم حيث حذر من العواقب الخطيرة للاستخدام السيئ لهذا الاكتشاف بقوله "إننا نتطلع الى وضع كوكب الأرض كله تحت الرقابة الجوية المستمرة في أواسط السبعينات، ونتوقع تبعا لذلك تحسنا هائلا في التنبؤات بحدوث العواصف والرياح والضباب الدخاني بما يهيئ فرص كافية لتفادي الكوارث التي تسببها، ولكننا نرى أيضا –فيما وراء ما هو متاح لنا الآن من معرفة- إمكانية رهيبة كافية يمكن استخدامها كسلاح في الحروب . هي التلاعب عمدا بالجو لصالح القلة الأقوى ، ولتدمير العدو وربما أيضا من يجاورونه" ..

لكن ورغم تطور هذا العلم وتمكن الدول الصناعية عن طريقه من التحكم في بعض الظواهر المناخية ، إلا انه ومن خلال تجارب عديدة أجرتها أمريكا ودول صناعية أخرى على إدارة هذا الاكتشاف، بالتدخل في صناعة عواصف مدمرة وتوجيهها الى مناطق محددة، وفشلهم في السيطرة عليها، وهو ما أدى الى موجات دمار وإتلاف واسعة للمحاصيل وحتى للتجمعات السكانية ، أثبت عدم قدرة هذه الدول على التحكم الكامل في هذا السلاح القذر ، وأنها هي نفسها قد تتأثر بعواقبه المدمرة، وهذا ما يؤيده مفهوم أثر رفة جناح الفراشة الذي روج له عالم الرياضيات الأمريكي الشهير إدوارد لورنز أحد مكتشفي نظرية الفوضى "الكايوس" الذي وبحسابات رياضية دقيقة أجراها يشير إلى أن "رفة جناح فراشة في الهند يمكن أن تؤدي الى فيضان في نهر الأمازون" ، وإذا ثبت عمليا صدق هذا التنبؤ و واقعيته، ترى ما هي الآثار الكارثية التي يسببها المتلاعبون بالمناخ اليوم على البيئة وكوكب الأرض؟ وهل يمكنهم التحكم في هذه الكوارث والنجاة من عواقبها؟ ..

ويحذر المفكر الامريكي آلفن توفلر في كتابه الشهير "صدمة المستقبل" من اللعب بهذا السلاح القذر ويقول "إن هذه الحقيقة ( التحكم في المناخ) تمثل نقطة تحول في التاريخ وتزود الإنسان بسلاح يمكن أن يحدث تأثيرات جذرية في الزراعة والنقل والمواصلات و أوقات الفراغ.. ومع ذلك فإنه إذا لم يستخدم هذا السلاح بمنتهى الحذر فإن قدرة الإنسان على التحكم في الجو قد تتحول من منحة الى محنة. إن النظام الجوي للأرض وحدة متكاملة ، وأي تغيير بسيط عند نقطة ما قد تترتب عليه آثار كارثية في مكان آخر. وحتى بدون نوايا عدوانية هناك دائما خطر ماثل في أن تؤدي محاولة التحكم في الريح على قارة إلى إطلاق عاصفة في قارة أخرى" .

كما يمكن استخدام ضوء الشمس أيضا كسلاح للتدمير وإلحاق الضرر بالآخرين، إذ بإعلان وكالة الفضاء الأمريكية عن قدرتها على إطلاق مرآة عملاقة الى الفضاء الخارجي لتعكس ضوء الشمس الى المناطق المظلمة من الكرة الأرضية، "فإنه لن يكون مستحيلا أن تطلق هذه الوكالة أقمارا أخرى تحجب الشمس عن أجزاء أخرى محددة من الأرض تسبب لها على الأقل حالة من ظلام جزئي" ، وهذا الإظلام مؤكد ستكون له آثار جانبية مضرة بالبيئة والسكان والمزروعات في هذا الجزء المستهدف، وأمريكا والدول الصناعية التي تسيطر على أنظمتها غريزة السيطرة والنهب، لن تتوانى عن استخدام أي سلاح يتوفر لها لإشباع هذه الحالة المرضية العصية على العلاج، ويمثل الرئيس الأمريكي ترامب اليوم ومن يقف وراءه من أصحاب الشركات والمصارف والمؤسسات الصناعية الكبرى النموذج المتوحش الأبرز الذي لن يتراجع في استخدام أي سلاح - بما فيها سلاح المناخ - لإشباع حالة النهم المسيطرة على عقولهم .



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..
- قراءة في كتاب نظرية الفوضى-الكايوس- .. ثورة ثالثة في مجال ال ...
- الراحلة ذكرى .. قمة في الانتماء و روعة في الأداء
- -الجينة الأنانية- سفر مبهر في علم مثير.. قراءة في كتاب
- مسالك متري التي قادت ليبيا الى وضع الدولة الفاشلة ..
- مدار الفوضى .. تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف(*)
- -الحروب الصغيرة- سلاح امريكي لتفكيك الدول ونشر الفوضى
- سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى
- مشروع الفوضى الخلاقة كارتدادات لزلزال الحرب العالمية الثانية
- المنظومة المصرفية الليبية الواقع والمستقبل
- -المنبع- الذي لم تقدر قيادة -اسرائيل- قيمة معلوماته قبيل حرب ...
- -إفرايم هالفي- رجل في الضلال.. قراءة في كتاب..
- أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!
- قرار لندن بغزو العراق.. خطيئة دولة لا فرد
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. عرض كتاب ...
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. قراءة في ...
- تراجيديا سقوط غرناطة لم تتوقف!!
- دوستويفسكي في منزل الأموات..
- وداع يفيض حزنا
- وليمة ذكورية ..


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد عبعوب - التحكم في المناخ؛ أقذر أسلحة الحضارة المعاصرة