أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي الأسدي - الرئيس ترامب ... ومحاولة انقاذ الرأسمالية الأمريكية ...؟؟















المزيد.....

الرئيس ترامب ... ومحاولة انقاذ الرأسمالية الأمريكية ...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5420 - 2017 / 2 / 2 - 23:15
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لو لم يكن الرئيس دونالد ترامب من أصول أجنبية هاجرت الى الولايات المتحدة نهاية القرن التاسع عشر لما استغربنا معاداته لللاجئين والمهاجرين الاجانب الى الولايات المتحدة. فقد خرج عن الأعراف الدولية التي ضمنت حقوق اللاجئين لاسباب انسانية باصداره قرارا تنفيذيا يمنع بموجبه منح اللجوء السياسي والانساني للمواطنين من سبعة دول اسلامية ومنعهم من دخول الولايات المتحدة وطرد كافة المهاجرين الذين دخلوا البلاد ولم يستكملوا اجراءات الاقامة لأي سبب. انه بذلك يحاول الظهور كوطني غيور يدافع عن مصالح ابناء جنسه لغرض كسب اصواتهم والدفع به للفوز برئاسة القصر الأبيض ضد منافسيه وفي مقدمتهم هيلاري كلينتون التي كانت حظوظها بالفوز شبه مؤكدة وفق غالبية استطلاعات الرأي وقد نجح في ذلك ، لكن ليس لوقت طويل.

فبالعودة الى سجله العائلي ظهر انه من أصول المانية حيث هاجرت عائلته الى الولايات المتحدة نهاية القرن التاسع عشر. فجده فريدريك ترامب (1869 - 1918) مولود في مقاطعة كالشتات( Kallstadt ) في مملكة بافاريا هي الآن مقاطعة راينلاند ألألمانية. فريدريك ترامب أجبر على مغادرة بافاريا مسقط راسه عام 1904 خلال مدة أقصاها ثماني اسابيع تنفيذا للامر الملكي عقابا له لتهربه من الخدمة العسكرية ولعدم ادلائه بحقيقة محاولته الأولى للهجرة الى الولايات المتحدة في عام 1885*. وكما يقال في الفولكلور الشعبي العراقي ( الولد على سر أبيه) فدونالد الحفيد قد تهرب هو الآخر من الخدمة العسكرية في موطنه الجديد أمريكا.

دونالد ترامب المهاجر من أصول المانية بدلا من ابداء التضامن والتعاطف والحميمية تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في الولايات المتحدة يقوم بمعاقبتهم وهو على معرفة تامة بمحنتهم وظروف عيشهم. فأولائك المهاجرين هم من دفعت بهم حروب أسلافه الرؤساء السابقين بوش الأب وبوش الأبن واوباما على ترك بيوتهم وممتلكاتهم للعيش في البراري وأنقاض المدن الخربة قبل أن يخاطروا بحياتهم وبمن تبقى من عائلاتهم مستخدمين كافة وسائل النقل بما فيها الخطرة لعبور البحار مستخدمين القوارب المطاطية باتجاه أوربا ودول العالم الأخرى طلبا للنجاة وحياة آمنة لاطفالهم. لقد أثارت القرارات التنفيذية التي أصدرها دونالد ترامب استياء شعبيا واسعا داخل الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم بما فيهم دول الاتحاد الاوربي وبريطانيا وكندا. ففي بريطانيا طالبت جماهير شعبية وأعضاء في مجلسي النواب واللوردات وقف تلك الاجراءات المسيئة للتقاليد الديمقراطية وحقوق الانسان ونددوا بها بكونها مثيرة لمشاعر عنصرية وتشجع على الكراهية داخل المجتمعات الأوربية.

وقد ندد وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا بقرارات الرئيس الامريكي بمنع مسلمي سبعة دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة بقولهم ان قرار المنع يقلقنا فنحن ملتزمون بمسئوليتنا الدولية بالترحيب بالمهاجرين الذين اضطروا لترك أوطانهم بسبب القمع والحروب ووعدوا باثارة الموضوع مع وزير الخارجية الأمريكي أريك تليرسون. وفي الولايات المتحدة ذاتها احتج القائم باعمال المدعي العام في المحكمة العليا السيدة سالي ياتز رافضة الدفاع عن قرار ترامب في المحاكم الامريكية لكونه مخالفا للدستور الأمريكي كما قدم عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج مذكرة عارضوا فيها قرار الرئيس الأمريكي. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق الرسمي باسم القصر الابيض سين سبايسر اجاب على سؤال أحد الصحفيين حول مذكرة الدبلوماسيين قائلا : " أما أن ينفذوا القرار الرئاسي أو يتركوا العمل ".عدا ذلك فان احتجاجات واسعة النطاق قدرت بمئات الالاف انطلقت في كثير من المدن الأمريكية والعالم مستنكرة القرارات الرئاسية لترامب ومرحبة بالمهاجرين الاجانب دعت اليها مئات المنظمات الديمقراطية والاجتماعية وحماية البيئة بمافيها الحركات والأحزاب السياسية اليسارية.

سياسة ترامب التي عبرت عنها قراراته المعادية للاجانب والهجرة واللجوء السياسي الموجهة بوجه خاص ضد دول في الشرق الأوسط سببت غضبا عارما انطلقت عل اثره مظاهرات احتجاجية جماهيرية واسعة لم تشهدها أمريكا منذ مدة طويلة. ومع ان التظاهرات قد توحدت تحت شعارات معارضة للعنصرية والفاشية فهي تعبر في الوقت نفسه عن احتدام التناقضات داخل النظام الطبقي الرأسمالي الأمريكي خاصة والعالمي عامة. فالظاهر على السطح هو الحركة الاحتجاجية التي نشهدها والتي اطلقت شرارتها السياسات الحكومية للرئيس الامريكي الجديد ، لكن الأهم والأكثر عمقا وخطورة هو ما يجري تحت السطح من صراعات بين الرأسماليين ذاتهم حول المصالح الاقتصادية والأرباح.

بدا ذلك واضحا في الانقسام الحاد داخل نسبة ال 1% من المجتمع الامريكي ذات الثراء المطلق الذي ينتمي اليه معسكر هيلاري كلينتون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أصحاب البلايين في الوول ستريت من أمثال البليونير الأمريكي من أصول هنغارية جورج سوروس والامبراطوريات الاعلامية التي تعبر عنها صحف الواشنطن بوست ونيورك تايمز والقناة الاخبارية سي أن أن. ومن الجانب الآخر حيث معسكر البليونيردونالد ترامب الذي له هو الآخر أنصاره من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وشبكة واسعة من الماليين ورؤساء البنوك الكبرى وامبرطورية اعلامية ذات نفوذ هي فوكس نيوز وملحقاتها من قنوات فضائية وصحف ومصالح اقتصادية على مستوى العالم. ولا تقتصر مصالح المعسكرين الاقتصادية على أسواق الولايات المتحدة والدول الغربية بل لها امتداداتها أبعد كثيرا من ذلك لتشمل دول أسيا بما فيها الصين الشعبية والهند واسيا الوسطى وروسيا.

دونالد ترامب يوهم نفسه ويخدع الامريكيين بشعاراته الجوفاء بأنه سيجعل من أمريكا عظيمة مرة اخرى وانه سيعيد الى الوطن الصناعات الأمريكية كصناعة السيارات التي غادرت الى الدول الأجنبية. لقد غادرت تلك الصناعات الى دول كالصين والهند وبنغلادشت والفيتنام وغيرها من الدول لا لرغبة أصحابها الرأسماليين الأمريكان لتحسين حياة عمال تلك البلدان ، بل لأن أجور العمل هناك هي في مستوى اجور الكفاف العبودية. ان ما دفع الراسماليين الأمريكيين الى تلك الدول هو البحث عن أقصى الأرباح وهذا الحلم لم يكن ممكنا في أمريكا حيث الحد الادنى للأجور في حدود 12 دولارا في الساعة وهو ما يعادل أجور عامل صيني لمدة شهر كامل وتقل كثيرا عن هذا المعدل في دول فيتنام وبنغلادشت وكمبوديا.

هيلاري كلينتون هي الأخرى لم تقدم للامريكيين وعودا بالعسل واللبن ، بل كانت ستقودهم من كارثة الى أخرى تنفيذا لخطط الطغمة العسكرية والمالية لاختلاق الاسباب لاعلان الحرب على الدول التي ترفض الانصياع للارادة الأمريكية كما فعلت في ليبيا عام 2011 وما كانت تنوي فعله في سوريا وايران. هيلاري كلنتون كانت مستعدة لتنفيذ مغامرة شن الحرب على دول نووية كروسيا والصين وكوريا الشمالية. وهي وكثير من أنصارها من المحافظين الجدد اذ يقومون بذلك لايمانهم السخيف بأن للولايات المتحدة الحق في محاربة أية دولة تشكل تهديدا لمصالحها الاقتصادية.

خلال التاريخ الماضي حققت الرأسمالية تقدما هائلا في وسائل الانتاج تجاوزت به كافة الأنظمة الاقتصادية السابقة ، لكن ذلك انتهى الآن بفعل التناقضات الداخلية ضمن النظام الرأسمالي ذاته. وهذه التناقضات التي نعيش فصولها حاليا لم تظهر فجاة ، بل بعد وقت طويل من التأزم بين حاجات الانسان والانتاج ذاته. لقد جلبت هذه التناقضات معها امكانية حدوث نتائج كارثية طويلة المدى تتحول بتأثيرها قوى النمو الاقتصادي التي كانت ايجابية الى أبعد الحدود تتحول الى قوى سلبية تخريبية في ظل غياب كامل لامكانية كبحها ووقف اتساعها.**

حاول الراسماليون الذين شعروا بالنشوة والانتصار بعد انهيار النظام الاشتراكي في تسعينيات القرن المنصرم بث الفكرة القائلة بأن الاقتصاد الرأسمالي قد تجاوز أزماته وهو مستمر في النمو والازدهار. ولقد صدق ذلك الكثير من قادة الاحزاب الشيوعية واليسارية في العالم مما جعلهم مسئولين مسئولية مباشرة عن انحسار الحركة الشيوعية والاشتراكية في بلدانهم واضعاف حركة الطبقة العاملة وضياع حقوقها ومكتسباتها التي تحصلت عليها ابان وجود المعسكر الاشتراكي. النظام الاشتراكي السابق لم يكن تجربة اشتراكية فاشلة كما ادعوا بل كانت تجارب اشتراكية غنية بالدروس ستظل الحركات العمالية في أنحاء العالم تتدارسها والافادة منها حتى اطاحتها بسلطة الرأسمال وأدواته وسياساته لتقيم سلطتها البروليتارية والمباشرة ببناء الاشتراكية. " الاشتراكية ابعد من أن تكون انتهت وانها ستعود ثانية لتقود العمال والشباب للتضال من أجل مجتمع جديد.***
علي الاسدي
*- , 21-11-2016 The Independent , Ronald Paul
**- Istvan Maszaros , 2007, The Only Viable Economy , monthly Review,
***- ,What Future Of Socialism , British Magazine Of The Socialist Party, Lynn Walsh



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يركل نتنياهو... اليد التي أطعمته....؟؟
- النحيب على ... أطفال حلب ...؟؟
- كوبا قبل وبعد... رحيل فيدل كاسترو...؟؟
- هل ينجح ترامب ... في تغيير أمريكا ...؟؟
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها .... ( 5 – 5)
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها... (4 – 5)
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها ...( 3- 5)
- الاشتراكية ... بعد 99 عاما على اعلانها ... (2 – 5 )
- ثورة أوكتوبر ... بعد 99 عاما على اعلانها... ( 1- 5 )
- صمت العالم ... عن مأساة الشعب اليمني ....؟؟
- اليابان ... والحنين الى الفاشية....؟؟
- حقيقة الدور الأمريكي ... في الاطاحة بأردوغان ...؟؟
- وجهة نظر ... في المرشح الجمهوري دونالد ترامب......؟؟
- الانقلاب الذي ... تمناه أردوغان ...؟؟
- هل يسقط نتنياهو لتورطه ... بفضائح فساد ...؟؟
- هل تكرر الولايات المتحدة ... خطيئة هتلر..؟؟
- آراء في زيارة اوباما ... لنصب ضحايا هيروشيما...؟؟
- تحرير الفلوجة ... اختبار للوحدة الوطنية العراقية ...؟؟
- الأهمية التاريخية ... لذكرى الأول من أيار...؟؟
- مالم يقله الرئيس الأمريكي ... للكوبيين ...؟؟


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي الأسدي - الرئيس ترامب ... ومحاولة انقاذ الرأسمالية الأمريكية ...؟؟