أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- فيديل كاسترو















المزيد.....


الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- فيديل كاسترو


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 15:10
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى "روح" "الرفيق" فيديل كاسترو

كل ما حدث في الاتحاد السوفيتي و بقية الدول الشيوعية , جرى بشكل مختلف تماما عما توقعه القادة – حتى الكبار منهم مثل لينين , ستالين , تروتسكي و بوخارين . توقعوا أن الدولة ستختفي سريعا , و أن الديمقراطية ستصبح أقوى . ما حدث هو العكس تماما . و توقعوا تحسنا سريعا في مستوى الحياة – بينما لم يحدث هناك أي تغير حقيقي في هذا المجال , أما في بلدان أوروبا الشرقية الخاضعة أو التابعة فإن هذا المستوى يتدهور . في أي الأحوال لم يرتفع مستوى الحياة بما يتناسب مع مستوى التصنيع الذي كانت وتيرته أسرع . كان يعتقد أن الفارق بين المدينة و الريف , بين العمل الفكري و اليدوي , سيختفي تدريجيا , بدلا من ذلك تفاقمت هذه الفوارق . توقعات الشيوعيين في مجالات أخرى – بما في ذلك توقعاتهم عن تطور العالم غير الشيوعي – لم تتحقق أيضا . كان أكبر تلك الأوهام هو أن التصنيع و "جمعنة" ( الزراعة ) في الاتحاد السوفيتي و القضاء غلى الملكية الرأسمالية ستؤدي إلى قيام مجتمع لا طبقي . في 1936 عندما صدر الدستور ( السوفيتي ) الجديد , أعلن ستالين أن "الطبقة المستغلة" ( بكسر الغين ) قد تم القضاء عليها و اختفت من الوجود . في الواقع لقد دمرت الطبقة الرأسمالية و الطبقات الأخرى القديمة بالفعل , لكن طبقة جديدة , غير معروفة سابقا في التاريخ , كانت قد نشأت . من المفهوم أن هذه الطبقة , مثل من سبقوها , تعتقد أن تأسيس سلطتها سيؤدي إلى تحقيق السعادة و الحرية لكل البشر . الفرق الوحيد بينها و بين بقية الطبقات هو أنها تتعامل مع تأخر تحقق أوهامها بصورة أكثر فجاجة ( فظاظة ) . من المؤكد أن سلطتها أكثر اكتمالا من سلطة أية طبقة أخرى في التاريخ و أن أوهامها و أفكارها المسبقة الطبقية أكبر بكثير . هذه الطبقة الجديدة , أي البيروقراطية , أو لنكون أكثر دقة : البيروقراطية السياسية , تملك كل مميزات الطبقات السابقة إلى جانب بعض الخصائص الجديدة الخاصة بها . نشوءها له أيضا ما يميزه , رغم أنه في الجوهر يشبه نشوء الطبقات الأخرى . الطبقات الأخرى أيضا حصلت على قوتها , و سلطتها , عن الطريق الثوري , مدمرة كل الأنظمة السياسية , الاجتماعية , و غيرها , التي وقفت في طريقها . لكن تلك الطبقات , دون استثناء تقريبا , أقامت سلطتها بعد أن أخذت الأنماط الاقتصادية الجديدة ( المرتبطة بها ) بالتشكل داخل المجتمع القديم . لكن الوضع مقلوب مع طبقتنا الجديدة في الأنظمة الشيوعية . فهي لم تصل إلى السلطة لتستكمل إقامة نظام اقتصادي جديد ( كانت بداياته قد ظهرت بالفعل ) بل لتؤسس نظامها الخاص , و من خلال ذلك تؤسس سلطتها على المجتمع . في العصور السابقة كان وصول طبقة ما أو جزء من طبقة أو حزب , هو الحدث الأخير في عملية أو صيرورة تبدأ بتشكل تلك الطبقة و تطورها . العكس هو الصحيح في الاتحاد السوفيتي . حيث تشكلت الطبقة الجديدة فقط بعد وصولها إلى السلطة . لكن كان يجب تطوير وعيها قبل قوتها الاقتصادية و الفعلية , لأن تلك الطبقة لم تكن لها أية جذور في حياة الشعب . ترى هذه الطبقة دورها في علاقتها بالعالم من زاوية مثالية . لكن قدراتها العملية لم تضعف أبدا بسبب تلك الرؤية المثالية . على الرغم من أوهامها , لكنها تمثل اتجاها موضوعيا نحو التصنيع . دورها العملي في الممارسة يقوم على هذا الاتجاه ( المضووعي نحو التصنيع ) . الوعد بعالم مثالي يقوي الإيمان داخل صفوفها و يخلق الأوهام بين الجماهير . و في نفس الوقت يحفز على القيام بأعمال هائلة . لأن تلك الطبقة لم تنشأ كجزء من الحياة الاقتصادية و الاجتماعية قبل وصولها إلى السلطة , كان من الممكن خلقها فقط عبر تنظيم من نوع خاص , يتميز بانضباط خاص يقوم على الآراء الفلسفية و الإيديولوجية لأعضائه . دمج مثل هذا الإيمان بالانضباط الحديدي كان ضروريا للتغلب على ضعفها . أصول الطبقة الجديدة تعود إلى هذا الحزب الخاص , من النمط البلشفي . كان لينين محقا عندما قال أن حزبه استثناء في تاريخ المجتمع البشري , رغم أنه لم يتوقع أن ذلك بسبب أنه كان بداية لظهور طبقة جديدة . لنكون أكثر تحديدا , لا يمكن أن نجد أوائل أعضاء هذه الطبقة الجديدة في مجموع الحزب على النموذج البلشفي بل في طبقة الثوريين المحترفين التي شكلت مركز هذا الحزب حتى قبل وصوله إلى السلطة . لم تكن مصادفة أن يؤكد لينين بعد فشل ثورة 1905 أن الثوريين المحترفين فقط – أشخاص مهنتهم أو حرفتهم الوحيدة هي العمل الثوري – يمكنهم أن يبنوا حزبا جديدا على النمط البلشفي . و ليست مصادفة أيضا أنه حتى ستالين , المؤسس المستقبلي لهذه الطبقة الجديدة , كان هو المثال الأبرز لذلك الثوري المحترف . كانت الطبقة الحاكمة الجديدة تتطور تدريجيا من تلك النخبة أو الفئة المحدودة جدا من الثوريين . شكل هؤلاء الثوريين مركزها لفترة طويلة . لاحظ تروتسكي أن الثوريين المحترفين قبل الثورة كانوا هم أساس البيروقراطية الستالينية المستقبلية . ما لم يقله أو يدركه هو أنهم كانوا بداية لطبقة جديدة من الملاك و المستغلين . هذا لا يعني أن الحزب الجديد و الطبقة الجديدة متطابقين . لكن الحزب هو مركز تلك الطبقة و قاعدتها . من الصعب جدا , ربما من المستحيل , أن نحدد حدود الطبقة الجديدة و نعرف أعضاءها . قد يمكن القول أن الطبقة الجديدة تتألف من أولئك الذين يملكون امتيازات خاصة و مركزا اقتصاديا أفضل بسبب احتكارهم للإدارة . بما أن الإدارة ضرورية في المجتمع فإن وظائف الإدارة الضرورية توجد جنبا إلى جنب مع الوظائف الطفيلية في نفس الشخص . لكن ليس كل عضو في الحزب هو عضو في الطبقة الجديدة , أكثر مما كان أي حرفي أو عضو في الحزب المديني عضوا في البرجوازية .....

يرجع الأصل الاجتماعي للطبقة الجديدة إلى البروليتاريا بنفس الطريقة التي ظهرت فيها الأرستقراطية بين الفلاحين , و البرجوازية من جماعة التجار و الحرفيين . هناك استثناءات , تعتمد في الأساس على الظروف الوطنية , لكن البروليتاريا في البلدان المتأخرة اقتصاديا , كونها متأخرة هي أيضا , تشكل مادة خام تنشأ منها الطبقة الجديدة . هناك أسباب أخرى لتصرف الطبقة الجديدة و كأنها بطلة أو متصدرة ( لنضال ) الطبقة العاملة . فالطبقة الجديدة معادية للراسمالية و تعتمد بالتالي , بشكل منطقي , على الفئة العاملة . لقد استفادت الطبقة الجديدة كثيرا من نضال البروليتاريا و إيمانها التقليدي بمجتمع اشتراكي , شيوعي , خال من أي استغلال . من الضروري للطبقة الجديدة أن تضمن استمرار عملية الإنتاج بشكل طبيعي و إلا ستفقد صلاتها بالبروليتاريا . أكثر من ذلك , لا يمكن للطبقة الجديدة أن تحقق التصنيع و تشدد قبضتها ( سلطتها ) دون مساعدة الطبقة العاملة . من جهة أخرى ترى الطبقة العاملة في توسيع الصناعة خلاصا لها من الفقر و اليأس . مع مرور وقت طويل , فإن مصالح , أفكار , اعتقادات , و آمال الطبقة الجديدة و أجزاء من الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء تتقاطع و تتحد . حدث مثل هذا التلاقي أيضا في الماضي بين طبقات مختلفة بشدة . ألم تمثل البرجوازية الفلاحين في نضالهم ضد ملاك الأرض الإقطاعيين ؟ تقدم الطبقة الجديدة نحو السلطة يأتي كنتيجة لجهود ( نضالات ) البروليتاريا و الفقراء . هذه هي الجماهير التي سيعتمد عليها الحزب أو الطبقة الجديدة و التي ستتلاقى مصالحها معها إلى حد كبير . لكن هذا يبقى صحيحا حتى تستولي الطبقة الجديدة على السلطة . إن الطبقة الجديدة مهتمة بالبروليتاريا و الفقراء فقط إلى الدرجة الضرورية لتطوير الإنتاج و الاستمرار بإخضاع أكثر القوى الاجتماعية تمردا و عدوانية ( تجاهها ) . الاحتكار أو السلطة المطلقة التي تقيمها تلك الطبقة الجديدة باسم الطبقة العاملة فوق المجتمع , هي بالضرورة , احتكار أو سلطة مطلقة فوق الطبقة العاملة نفسها . تكون هذه السلطة المطلقة فكرية في البداية , فوق ما يسمى بالبروليتاريا الطليعية , ثم على كامل البروليتاريا . هذه هي أكبر عملية خداع يجب على هذه الطبقة أن تقوم بها , لكنها تكشف أن قوة و مصالح هذه الطبقة الجديدة تكمن في الصناعة . من دون الصناعة لا يمكن للطبقة الجديدة أن تعزز من قبضتها و من سلطتها . أبناء الطبقة العاملة السابقون يشكلون أكثر أعضاء الطبقة الجديدة حزما و شدة . كان قدر العبيد دائما أن يقدموا لسادتهم أذكى و أكثر ممثليهم موهبة . في هذه الحالة تولد الطبقة المستغلة ( بكسر الغين ) و الحاكمة الجديدة من الطبقة المستغلة ( بفتح الغين ) نفسها ...

طغيان على العقل
... المادية الشيوعية هي ربما الأكثر محدودية ( حصرية , شمولية ) من أية رؤية أخرى للعالم . إنها تدفع أنصارها إلى نحو موقف لا يمكنهم فيه أن يؤمنوا بأي شيء آخر . إذا لم تكن هذه الفكرة مرتبطة بأشكال حكم و ملكية خاصة , فإن الأساليب الهمجية للاضطهاد و التدمير لم يكن من الممكن تفسيرها بهذه الفكرة فقط . كل إيديولوجيا , كل فكرة , تحاول أن تقدم نفسها على أنها الوحيدة الصحيحة و الوحيدة الكاملة . هذا شيء متأصل في التفكير البشري . إنها ليست الفكرة نفسها بل الطريقة التي طبقت بها هو ما ميز ماركس و أنجلز . لقد أنكرا وجود أية قيمة علمية و تقدمية اشتراكية في أفكار معاصريهم , ليجمعوا تلك الأفكار تحت ما سموه "بالعلم البرجوازي" , و محرمين بالتالي أي نقاش جدي و أية دراسة ( لأفكار الآخرين ) سلفا . هذه الفكرة كانت ما تزال محدودة و عامة عند ماركس و أنجلز , الفكرة التي ستستمد منها الشيوعية فيما بعد عدم تقبلها الإيديولوجي للآخر و ضيقها به , فكرة عدم وجود فصل بين الآراء السياسية لأي عالم أو مفكر أو فنان و بين قيمته الحقيقية أو العلمية كمفكر أو فنان . إذا كان أحدهم في معسكر الخصم السياسي فيجب رفض أو عدم الاكتراث بأي من أعماله حتى ذا الصفة الموضوعية . يمكن تفسير موقف ماركس و أنجلز هذا جزئيا على أنه كان نتيجة المعارضة القاسية من الملاك الذين أقلقهم "شبح الشيوعية" منذ ظهوره . حصرية ماركس و أنجلز ولدت و نمت من شيء آخر وجدت في أساس ما تعلموه : مقتنعين أنهما قد سبرا أغوار كل فلسفة , اعتقدا أنه من المستحيل على أي كان أن يقول شيئا مهما إلا إذا انطلق من رؤيتهما للعالم كأساس لكلامه . من الجو العلمي لعصرهما و من حاجات الحركة الاشتراكية , اعتقد ماركس و أنجلز أن كل شيء غير مهم لهما , "للحركة" , ليس مهما على الإطلاق , حتى إذا كان موضوعيا مستقل عن "الحركة" . و هكذا تقدما دون أن يطلعا على أهم مفكري عصرهم , و هم يزدرون كل أفكار خصومهم ضمن "الحركة" نفسها . لا يرد أي ذكر في كتابات ماركس و أنجلز مثلا لفيلسوف بارز مثل شوبنهاور أو عالم جماليات مثل تاين . و لا ذكر لأي من الكتاب و الفنانين البارزين في عصرهم . لا يوجد حتى أية إشارة لأولئك الذين ينتمون إلى نفس التيار الإيديولوجي و الاجتماعي التي كان ماركس و أنجلز ينتميان إليه . حسما أمورهما مع معارضيهم في الحركة الاشتراكية بطريقة عنيفة جدا تقوم على رفض الآخر و الإجهاز عليه ( عدم تقبله ) . ربما لم يكن ذلك مهما لسوسيولوجيا برودون لكنه كان شديد الأهمية لتطور الاشتراكية و النضال الاشتراكي , خاصة في فرنسا . يمكن أن نقول نفس الشيء أيضا عن باكونين . في سحقه لأفكار برودون , ذهب ماركس في بؤس الفلسفة بكل ازدراء أبعد من دوره ( مكانته ) الحقيقي . فعل هو و أنجلز نفس الشيء مع الاشتراكي الألماني لاسال , و مع بقية معارضيهم داخل حركتهم بالذات . من جهة أخرى لاحظا بحرص الظواهر الفكرية المهمة في عصرهما . فقبلا داروين مثلا . و التقطا خاصة التيارات القديمة و تيارات عصر النهضة التي تطورت منها الثقافة الأوروبية . في علم الاجتماع استعارا من الاقتصاد السياسي الانكليزي ( سميث و ريكاردو ) , و في الفلسفة من الفلسفة الألمانية الكلاسيكية , و في النظرية الاجتماعية من الاشتراكية الفرنسية أو التيارات التي ظهرت بعد الثورة الفرنسية . كانت هناك اتجاهات علمية و فكرية و اجتماعية هائلة خلقت ذلك الجو الديمقراطي و التقدمي في أوروبا و بقية العالم ( الذي عاشا فيه ) . هناك منطق و استمرارية في تطور الشيوعية . كان ماركس أكثر علمية و موضوعية من لينين , الذي كان قبل أي شيء , ثوريا كبيرا , نشأ تحت ظروف الحكم المطلق القيصري , و الرأسمالية الروسية نصف الاستعمارية و النزاعات العالمية بين القوى المتنافسة على مناطق النفوذ . بالاستناد إلى ماركس قال لينين أن المادية كانت , كقاعدة , تقدمية طوال التاريخ , و أن المثالية كانت رجعية . لكن هذا ليس أحادي النظرة و غير صحيح فقط , بل أدى أيضا إلى تقوية حصرية ( شمولية ) ماركس . نشأ هذا الموقف أيضا من عدم كفاية معرفة ( لينين ) بالفلسفة التاريخية . في 1909 عندما كان لينين يكتب "المادية و الوضعية التجريبية" , لم يكن على اتصال بأي فيلسوف كبير , كلاسيكي أو حداثي . بسبب الحاجة للانتصار على خصومه الذين أعاقت أفكارهم تطور الحزب , رفض لينين كل شيء لا يتفق مع الأفكار الماركسية . كان كل شيء خاطئ و لا قيمة بالنسبة له إذا لم يتوافق مع الماركسية الأصلية . يجب أن نقر بأن عمله في هذا الصدد هو مثال صريح على الدوغمائية المنطقية و المقنعة . معتقدا أن المادية كانت دائما إيديولوجيا الحركات الاجتماعية الثورية و الهدامة , توصل إلى استنتاج أحادي مفاده أن المادية هي تقدمية عموما ( دائما ) – حتى في مجال البحث و تطوير الفكر الإنساني – أما المثالية فرجعية . خلط لينين بين الشكل و الأسلوب مع المضمون أو المحتوى مع الاكتشافات العلمية . كان يكفي أن يكون أحدهم مثاليا في تفكيره ليرفض لينين قيمته الحقيقية و قيمة اكتشافاته . و وسع لينين رفضه أو عدم تقبله هذا للآخر إلى مجمل تاريخ الفكر البشري . في 1920 لاحظ برتراند راسل , الفيلسوف البريطاني الذي كان قد رحب بقيام ثورة أكتوبر , بدقة , جوهر تلك الدوغمائية اللينينية أو الشيوعية : "لكن هناك جانب آخر من البلشفية أختلف فيه معها بشكل أكثر جوهرية . ليست البلشفية مجرد مبدأ سياسي , إنها أيضا دين , له دوغما ( عقائد جامدة ) و نصوص موحى بها . عندما يريد لينين إثبات فكرة ما , فإنه يفعل ذلك إن أمكن بأن يقتبس من نصوص ماركس و أنجلز . الشيوعي كامل العضوية ليس مجرد شخص يؤمن أننا يجب أن نملك الأرض و رأس المال بصورة مشتركة و أن نوزع ما ننتجه بأكثر الطرق مساواة قدر الإمكان . إنه شخص يؤمن بمجموعة اعتقادات محددة و دوغمائية – مثل المادية الفلسفية , مثلا – التي قد تكون صحيحة , لكنها ليست كذلك بالنسبة للمزاج ( العقل ) العلمي , الذي يشك في إمكانية معرفة كل شيء بيقين قاطع . هذه العادة , أي اليقين الحماسي أو القاطع , في مسائل لا يمكن القطع فيها موضوعيا , هو الشكل الذي كان العالم منذ عصر النهضة يحاول أن يبتعد عنه باتجاه مزاج من الشك البناء و المثمر الذي يمثل ( جوهر ) النظرة العلمية ( للعالم ) . إني أعتقد أن هذه النظرة العلمية شديدة الأهمية للجنس البشري . إذا كان نظام اقتصادي ما أكثر عدالة ممكن فقط من خلال إغلاق عقول البشر أمام النقد و التفكير الحر , و إعادتهم إلى السجن الفكري للعصور الوسطى , فإني أعتبر هذا الثمن باهظ جدا . لكن لا يمكنني أن أنكر أنه على المدى القصير , أن الإيمان الدوغمائي يساعدنا في القتال" . لكن تلك كانت مرحلة لينين . ذهب ستالين أبعد من ذلك , لقد "طور" لينين , لكن من دون ال............

عن المؤلف
ميلوفان ديلاس ( 1911 – 1995 ) كاتب , سياسي , و منظر , عضو سابق في الحزب الشيوعي في يوغسلافيا منذ عام 1932 , زج في السجن بين عامي 1933 و 1936 , انتخب عام 1938 عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوغسلافي و في مكتبه السياسي عام 1940 , ساهم في تأسيس حركة الأنصار اليوغسلافية بعد عام 1941 و كان أحد قادة الانتفاضة في مونتينيغرو ضد الحكم الموالي للفاشيين , ثم عزل من قيادة الأنصار هناك بسبب "أخطائه اليسارية" و عين مسؤولا عن جريدة الحزب الرئيسية , ذهب عام 1944 إلى روسيا كمبعوث عسكري و حزبي و قابل هناك فياتشسلاف مولوتوف و جيورجي ديميتروف و جوزيف ستالين . قاتل مع الأنصار الذين حرروا بلغراد من أيدي النازيين , و أصبح نائبا لتيتو في جمهورية يوغسلافيا الشعبية الفيدرالية , ذهب إلى موسكو عام 1948 ليحاول حل الخلافات التي ظهرت بين القيادتين الروسية و اليوغسلافية , و وقف إلى جانب القطيعة مع ستالين , و كان أحد منظري سياسة التقدم نحو اشتراكية مستقلة تقوم على التسيير الذاتي للعمال , كان يعتبر خليفة تيتو في بداية الخمسينيات و أصبح رئيس الجمعية الفيدرالية اليوغسلافية .. بين أكتوبر 1953 و يناير 1954 كتب عدة مقالات قال فيها أن طبقة جديدة قد تشكلت في يوغسلافيا و أن الكثير من كبار موظفي و ضباط الدولة يتمتعون بامتيازات هائلة و أصبحوا يملكون شققا فخمة في أفضل أحياء بلغراد .. قرر تيتو طرده من اللجنة المركزية للحزب و عزله من كل مناصبه السياسية بسبب نقده هذا , في ديسمبر 1954 أعطى حديثا للنيو يورك تايمز وصف فيه الوضع في يوغسلافيا بالشمولية و أن البلاد تحت حكم قوى غير ديمقراطية و رجعية , و أخذ يدعو إلى تشكيل حزب اشتراكي ديمقراطي جديد و إلى قيام نظام الحزبين , حكم عليه بسبب هذا بالسجن عام و نصف , أعيد اعتقاله في نوفمبر 1956 بعد تصريح إلى وكالة الأنباء الفرنسية ينتقد فيه امتناع يوغسلافيا عن التصويت على إدانة الغزو السوفيتي لهنغاريا و على نشره مقالا دعم فيه الثورة الهنغارية و حكم عليه بالسجن 3 سنوات .. صدر كتابه الطبقة الجديدة : تحليل للنظام الشيوعي قبل أن ينفذ قرار الحكم .. حكم على ديلاس بالسجن لسبع سنوات إضافية عام 1957 عقابا على كتابه , أطلق سراحه بشكل مشروط عام 1961 و هددته الحكومة بإعادته إلى السجن بسبب نشاطه الإعلامي , و سجن مرة أخرى عام 1962 بسبب نشره كتابه محاورات مع ستالين , و حكم عليه بالسجن لخمس سنوات أخرى بسبب الكتاب , أثناء سجنه كتب ديلاس بعض القصص القصيرة و ترجم كتاب جون ميلتون الفردوس الضائع على ورق التواليت , في 1966 أطلق سراحه بعفو و غادر السجن الذي لن يعود إليه مرة أخرى , بقي يعيش في بلغراد حتى وفاته عام 1995 , عارض ديلاس تفكك يوغسلافيا و انزلاقها إلى حروب قومية و أثنية في الثمانينات و التسعينيات لكنه تبنأ بهذا التفكك عام 1981 بعد وفاة تيتو "لقد بني نظامنا على مقاس تيتو لكي يحكمه . الآن و قد ذهب تيتو و أصبح وضعنا الاقتصادي أكثر صعوبة سيكون هناك اتجاه طبيعي نحو مركزة أكبر للسلطة . لكن هذه المركزة لن تنجح لأنها ستكون ضد القاعدة السياسية الإثنية في الجمهوريات . لن تكون قومية كلاسيكية بل أخطر , قومية بيروقراطية تبنى على مصالح اقتصادية ذاتية . هكذا سيبدأ انهيار النظام اليوغسلافي" . و انتقد الرئيس الصربي سولوبودان ميلوسيفيتش و تتبنأ بأن إجراءته السلطوية ستؤدي إلى انفصال بقية الجمهوريات : "سلطوية ميلوسيفيتش في صربيا ستؤدي إلى انفصال الجميع . تذكر أن هيغل قال أن التاريخ يكرر نفسه كمأساة و كملهاة . أعني أنه عندما تتفكك يوغسلافيا هذه المرة فإن العالم الخارجي لن يتدخل كما فعل عام 1914 ... يوغسلافيا هي مختبر للشيوعية ككل . إن تفككها سيبشر بتفكك الاتحاد السوفيتي . إننا نسبق السوفييت" . عن الويكيبديا

نقلا عن
http://www.uciteljneznalica.org/upload/ebook/816_%C4%90ilas,%20Milovan,%20The%20New%20Class%20-%20An%20Analysis%20of%20the%20Communist%20System,%20Thames%20and%20Hudson,%201957.pdf



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوليتارية و الأدب – جورج أورويل
- هل يمكننا تغيير العالم من دون الاستيلاء على السلطة ؟ جون هول ...
- 1نيتشه و الأناركية – شاهين
- تأسيس الأممية الأولى
- الدكتور فيصل القاسم و الدواعش و العلمانجيون
- المعارضة السورية و أياديها البيضاء على الثورة السورية 2
- الخلفية الأناركية للأممية الأولى
- الشيوعيون و الهوموفوبيا أو رهاب – كراهية المثليين , حوار مع ...
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي
- المعارضة السورية و أياديها البيضاء على الثورة السورية
- الناشطون بين المشهد النيوليبرالي و التسيير الذاتي للجماهير
- دماغ لينين - بول غريغوري
- نعوم تشومسكي عن سوريا : مجموعة قاتمة من الخيارات
- من هو السجين هنا ؟ - بول غريغوري ... عن حراس معسكرات الغولاغ
- نصوص لدانييل خارمز مهداة إلى حلب
- ليس دفاعا عن تشومسكي - تعليق على مقال الرفيق فؤاد النمري
- الأناركية و القومية
- نظرة تاريخية على الموقف من المثلية الجنسية في العالم الإسلام ...
- فيصل القاسم و دي كابريو و بوتين و السوريون
- لقد أنقذوا دماغ لينين


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- فيديل كاسترو