أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مازن كم الماز - نظرة تاريخية على الموقف من المثلية الجنسية في العالم الإسلامي - شعيب دانيال















المزيد.....

نظرة تاريخية على الموقف من المثلية الجنسية في العالم الإسلامي - شعيب دانيال


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 14:38
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


العصر الذهبي

في ذروة العصر الذهبي الإسلامي - الفترة بين منتصف القرن الثامن و منتصف القرن الثالث عشر , عندما يعتقد أن الحضارة الإسلامية بلغت أوجها الفكري و الثقافي - كان يجري الحديث و الكتابة علنا عن المثلية الجنسية . أبو نواس ( 756 - 814 ) , أحد الشعراء الكلاسيكيين العرب الكبار في زمن الخلافة العباسية , كتب علنا بكل صراحة عن رغباته و علاقاته المثلية الجنسية . و بقي شعره الإيروتيكي ( الإباحي ) المثلي يتداول بحرية حتى القرن العشرين . كان أبو نواس شخصية تاريخية مهمة - حتى أنه ذكر مرتين في كتاب ألف ليلة و ليلة . فقط في وقت متأخر , في عام 2001 شعر العرب بالخجل بسبب مثلية أبي نواس . في 2001 قامت وزراة الثقافة المصرية , بضغط من الأصوليين الإسلاميين , بحرق 6000 نسخة من أشعاره . لذلك لا يعرف الإسلاميون المعاصرون إلا القليل جدا فقط عن الحقبة التاريخية للعصر الذهبي الإسلامي , رغم ذلك فإنهم يقولون باستمرار أنهم يريدون العودة إلى ذلك العصر . كتب الصحافي المصري البلجيكي خالد دياب على تويتر أن "الدولة الإسلامية في العراق و الشام , داعش , لا تعرف شيئا عما تعنيه إعادة الخلافة" . "في بغداد كانت الخلافة تعني شرب الخمر , و كتابة القصائد في الخمر , و العلم , ... و شاعر بلاط مثلي جنسيا" . كانت بغداد , حتى هاجمها المغول و دمروها , العاصمة الثقافية لقسم كبير من العالم - كما هي مدينة نيويورك اليوم . إذا اعتبرنا أبا نواس و شعره الإباحي المثلي جنسيا جزءا من الذروة التي بلغتها ثقافة بغداد , فمن الطبيعي أن تكون بقية المجتمعات الإسلامية منفتحة جدا على المثلية الجنسية . كما لاحظ المؤرخ سليم كيدواي في كتابه الرائع الحب بين أفراد نفس الجنس في الهند , أن "الأشخاص الذين يميلون إلى الإيروتيكية المثلية كانوا حاضرين بشكل واضح باستمرار في التاريخ الإسلامي القروسطي و عادة ما جرى الكلام عنهم دون أي تعليق .." .

الكتابة عن الحب بين أفراد نفس الجنس

في الحقيقة , أبعد عن النظرة الازدرائية , كانت المجتمعات الإسلامية تتحدث علنا عن الحب بين أفراد الجنس الواحد , حتى أنها كانت تحتفي به أحيانا . محمود الغزنوي , أحد أهم سلاطين عصره ( 971 - 1030 ) و الذي كان يعتبر مثالا يحتذى للكثيرين لأسباب عديدة منها حبه الكبير لرجل آخر , هو مالك عياض . كتب الامبراطور المغولي بابور عن تعلقه بفتى من سوق المعسكر في سيرته الذاتية في القرن السادس عشر - و التي تعتبر عملا أدبيا محتفى به في العالم الإسلامي القروسطي . في القرن الثامن عشر , كتب درقة قولي خان , رجل من النبلاء سافر من ديكان إلى دلهي , وصفا رائعا للمدينة التي تسمى موراقا - دلهي ( دلهي ألبوم ) وصف فيه كيف كانت المثلية الجنسية منتشرة في المجتمع الإسلامي الهندي . في الأسواق العامة كان بائعو الهوى الذكور يتعرون علنا ( أو يغوون زبائنهم ) و تحدث خان بإعجاب عن "الفتيان الوسيمين و هم يرقصون في كل مكان ناشرين الكثير من الإثارة" . حتى القرن التاسع عشر عامل المسلمون المثلية الجنسية كجزء من الحياة نفسها , كما كان الطلاب يقرأون القصص الرومانتيكية عن الحب المثلي جنسيا - و هو شيء صعب حتى اليوم في بعض أجزاء العالم الغربي . كتب كيدواي : "رائعة سعدي الكلاسيكية غوليستان , التي تضم قصصا عن العشق بين الذكور , كانت قراءتها إلزامية للطلاب الفرس . مجموعة غانيمات الشعرية ناو إي رانغ إي عشق من القرن السابع عشر , وصفت علاقة حب بين ابن مستضيف الشاعر و حبيبه شهيد , كانت تدرس في المدارس" .

القانون الإسلامي

من الأكيد أن الإسلام يعتبر المثلية الجنسية , لاهوتيا أو فقهيا , خطيئة , استنادا إلى لقصة القرآنية عن قوم لوط ( لوت في الإنجيل ) . رغم أنه من المثير أن الشريعة , الاسم الجامع للقواعد و المدارس القانونية المختلفة التي تحكم المجتمعات الإسلامية , لا تحتوي عقابا خاصا على المثلية الجنسية بالذات , العلاقات الجنسية بين الذكور منعت تحت الاسم الأعم للزنا . و حتى عندها كان من الضروري وجود أربعة شهود لإصدار الحكم . كان هذا شرطا صعبا بحيث أن الكثير من المعلقين مثل حمزة يوسف اعتبر أن تجريم الإسلام للمثلية الجنسية أقرب لأن يكون ضربا من "الخيال" . بالفعل , و على العكس من الوضع في أوروبا القروسطية كانت مشاهد معاقبة المثليين نادرة في المجتمعات الإسلامية القروسطية . أما ما الذي دعا المجتمعات المسلمة من أن تنتقل من قراءة الشعر الإباحي المثلي إلى تحريم الحب بين أفراد نفس الجنس ؟ من الصعب أن نحدد السبب الأكيد لكن هناك مصادفة غريبة هنا : توجد خمسة بلدان إسلامية لا تعتبر فيها المثلية الجنسية جريمة اليوم - و هي مالي , الأردن , إندونيسيا , تركيا , ألبانيا - و هي جميعا تشترك في شيء واحد , أن بريطانيا لم تستعمرها أبدا .

تأثير الاستعمار

في 1858 توقفت الامبراطورية العثمانية عن اعتبار المثلية الجنسية جريمة ( و هو موقف ورثته منها تركيا ) . حدث ذلك قبل سنتين من إصدار الراج البريطاني لقانون العقوبات الهندي , الذي جرمت المادة 377 منه المثلية الجنسية في كل من الهند و باكستان و بنغلاديش المعاصرة . كان تأثير قانون العقوبات الهندي لعام 1860 عميقا لدرجة أن الهندوس المحافظين استمروا باعتبار المثلية الجنسية عمل لا أخلاقي و أنه طوال قرابة 70 عاما من الاستقلال لم يتمكن البرلمان من تغيير هذا القانون . سوبرامانيان سوامي , عضو البرلمان عن حزب بهاراتيا جاناتا اليميني ذهب أبعد من ذلك عندما قال "أن موقف حزبنا هو أن المثلية الجنسية هي مجرد خلل وراثي" . الغريب هنا أن الهندوسية , خلافا للمسيحية و الإسلام , لا تحتوي على أي نص يدين أو يحرم الحب بين أفراد الجنس الواحد . إن المسلمين و الهندوس المحافظين يستنسخون في الواقع الأخلاق الفيكتورية لاستعمار القرن التاسع عشر , دون حتى أن يعرفوا ذلك . هذا في وقت تغيرت فيه هذه الثقافات الأوروبية الغربية نفسها و تحولت إلى ضمان حقوق الإنسان لأفرادها بغض النظر عن الجنس الذين ينجذبون إليه .

نقلا عن
http://libcom.org/history/historical-look-attitudes-homosexuality-islamic-world



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيصل القاسم و دي كابريو و بوتين و السوريون
- لقد أنقذوا دماغ لينين
- الدم الذي لا ينتهي
- الأناركيون الروس يتساءلون : هل انتهت أنتيفا ( حركة معاداة ال ...
- من الإنسكلوبيديا الأناركية – الأناركية , الهرمية
- مقتطفات من -لماذا لست مسيحيا- لبرتراند راسل
- برتراند راسل عن اللاأدرية
- الأغبياء , إنهم يشتمون النبي محمد
- هل يجب أن نسخر من الأديان ؟ لتوني غيبسون
- حلب
- ران برييور عن ( فيلم ) أفتار
- رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر
- هل ساعد النظام السوري فعلا في صعود الإسلاميين
- حركة احتلوا وول ستريت : الديمقراطية ضد التسيير الذاتي
- أزمة السلطة للأناركي النقابي الروسي الكسندر شابيرو - 1917
- ديمقراطية الرجعية , 1848 - 2011 , للمجموعة الأناركية كرايم ث ...
- الثورة السورية و البحث عن فتوى
- -دين أناركي- ؟ لبيتر لامبورن ويلسون
- في بيان استحالة أن تكون الثورة السورية ثورة إسلامية , سنية
- هل نحن جيدون بما يكفي لبيتر كروبوتكين


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مازن كم الماز - نظرة تاريخية على الموقف من المثلية الجنسية في العالم الإسلامي - شعيب دانيال