عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 13:41
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
سيد القمني مرة أخرى إلى ساحة القضاء , ولو كنا في غير زمان ومكان , لنمنا مطمئني القلوب والعقول على مآل الحكم الذي سيخوضه , فساحات القضاء في مجتمعات الفكر الحر والفرد هي الساحات الأرحب والأنظف والأقرب إلى العدل وإلى الله , حيث فيها تتجسد قيم الخير المطلقة وتصدح صرخة المظلوم فتردُّ له حقا واجبا .
أما عندنا , فالساحات الأرحب لجهدنا , وعملنا , وفكرنا هي للحرب على الجسد , وللأخذ بالثأر والانتقام منه عبر حبسه , واهانته , وقتله , والتمثيل بجثته ..؟ ...
سيد القمني باحثٌ في تاريخ الفكر الديني , ويعتمد منهجية تاريخية , وتحليلا اقتصاديا اجتماعيا للظاهرة الدينية , فالقمني يعمل في الكلام , والكلام في جوهره تأويلي , والقضاء العدلُ يقطع الشك باليقين , و لا يقبل التأويل ...فكيف سيقطع في المؤوَل والمُقوَّل ؟!!
والبلاغ مقدم من شخص يطالب القمني بحق عام , عبر توجيهه له تهمة " ازدراء الأديان " , والحق العام هذا هو ضميرنا الجمعي الذي ارتضيناه لنا قيما مشتركة للحياة والمنفعة , فقطع شجرة قيمة مشتركة تهدد منفعتنا , وقتل نفس قيمة مشتركة تهدد وجودنا , وقطع الطريق قيمة مشتركة تهدد معيشنا . فهذه القيم وغيرها صورمجسدة لضميرنا الجمعي ..
أما الله فهو الضميرالأعلى الذي لا يتجسد , ولا يتحدد , ولا يقبل مَن يمثّله ويدعي وكالة منه بالحق الخاص أو العام , ومن يدعي مثل هذه الوكالة فهو المزدري لضميرنا الأعلى ولله ...
وأما الأديان , فهي ليست مطلقا ولا تجريدا , الأديان لها سياقات تاريخية وتمثُّلات اجتماعية وسياسية واقتصادية , وهذه السياقات هي اليوم وكل يوم مجالات للبحث العلمي والدراسة المنهجية الرصينة , ومن أراد ولوج أبوابها فليدخلها بالكلمة , وليَجُلْ ويصُل في ساحاتها الواسعة الرحيبة عبر النقد بالدليل العقلي والبرهان التجريبي ,
أما ساحات القضاء , فهي للولد الكسول الذي يعتمد على أن له في البيت أبا قويا لا يرد له كلمة ولا طلبا , فيهرول إليه يشكو رفاقه في ساحة اللعب لأنهم غلبوه ...
ننتظر من الآباء في القضاء أن يفطموا أبناءهم , قولوا لهم : لقد كبرتم , وصار لكم أضراسا , اذهبوا , وامضغوا أنتم الكلمات ........
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟