أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - طارق المهدوي - المثليون جنسياً في مصر المعاصرة














المزيد.....

المثليون جنسياً في مصر المعاصرة


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 21:46
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


المثليون جنسياً في مصر المعاصرة

المثلية الجنسية هي ذلك الخلل الكيميائي اللا إرادي داخل بعض الأجساد البشرية الذي يدفع المصابين به من رجال ونساء نحو ميول موجبة أو سالبة تجاه الجنس المماثل كبديل لميول كل جنس الغريزية تجاه الجنس الآخر، مما يترتب عليه حتماً اختلالات متعددة في شبكة السلوكيات الاجتماعية الخاصة بالمثليين نظراً لاضطرارهم إلى ممارسة حياتهم الجنسية والغرامية والعاطفية عبر أشكال وقنوات مختلفة عما هو سائد ومألوف في أوساط الأشخاص الأسوياء المحيطين بهم، رغم حرص المثليين الافتراضي على إبقاء ممارساتهم المذكورة ضمن إطار من السرية والخصوصية الشديدين داخل نطاقاتهم الضيقة والمغلقة، إلا أن المثليين جنسياً في مصر المعاصرة الذين يتراوح عددهم بين خمسة وعشرة ملايين تبعاً لاختلاف الأدوات الإحصائية التي يستخدمها الباحثون، قد تجاوزوا هذا الحرص الافتراضي تحت خليط من الصعوبات والإغراءات التي فرضتها ظروفهم الذاتية الخاصة مع الظروف الموضوعية العامة المحيطة بهم، فشكلوا فيما بينهم جماعات منظمة شبه علنية تسعى ليس فقط إلى الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم في مواجهة الآخرين ولكن أيضاً إلى تمرير مصالحهم المتبادلة على حساب أولئك الآخرين، سواء بالاتصال مع مؤسسات الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية واختراقها والضغط عليها أو باستخدام مناورات وألاعيب السياسة الحركية المباشرة على أصعدة التنظيم والدعاية والعمل الجماهيري، ليتحولوا بذلك من وضعية الأشخاص المستقلين الأحرار إلى وضعية التكتل الجماعي المنافس للجماعات الأخرى حيناً والمتعالي عليها أحياناً بشكل استفزازي جالب لردود فعل عدائية ضد وجودهم ونشاطهم المنظم، الذي يتناقض بوضوح مع أبسط قواعد الليبرالية وحقوق الإنسان باعتبارها تشكل فيما بينها شبكة كاملة متكاملة غير قابلة للتجزئة الانتقائية، حيث تدعو هذه القواعد من جهة إلى عدم مضايقة أو اضطهاد أو إلحاق الضرر بالمثليين كأشخاص من قبل المحيطين بهم على خلفية ميولهم وممارساتهم المثلية، بصرف النظر عن الموقف الأخلاقي السائد والمألوف لدى المحيطين بهم تجاههم وبصرف النظر عن موقف المثليين أنفسهم تجاه ميولهم وممارساتهم المثلية، سواء كانوا يعانون منها فيسعون لتغييرها أو كانوا يرضخون لها فيتقبلونها على مضض كأمر واقع أو كانوا يفخرون ويتباهون بها، كما تدعو هذه القواعد أيضاً بنفس القدر في الوقت ذاته من الجهة الأخرى إلى عدم مجاملة أو مكافأة أو جلب المنافع للمثليين كأشخاص من قبل المحيطين بهم على خلفية ميولهم وممارساتهم المثلية، مع ضرورة امتناع المثليين أنفسهم عن الشللية والمحاباة والانحياز لبعضهم على حساب الأشخاص الأسوياء الآخرين المحيطين بهم وبالتالي امتناعهم عن تكتلهم المنظم المعادي للآخرين على خلفية ميولهم وممارساتهم المثلية، فهل يتخلص المثليون جنسياً في مصر المعاصرة من انتقائيتهم الملحوظة تجاه قواعد الليبرالية وحقوق الانسان ويحاولون الانفتاح على المحيطين بهم والاتصال بهمومهم الوطنية والديمقراطية والاجتماعية، أم يظلون كما هم جزيرة انعزالية متعالية وسط عدة جزر منعزلة متكارهة فتلتهمهم الفاشيات الدينية والعسكرية والقومية مع غيرهم من ضحاياها؟
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم القضائي حول الجزيرتين بالموازين الثورية
- كابوس -المواطنين الشرفاء-
- رسالة إلى أبناء الغد وبعد الغد
- سيدة القصر
- جوليو ريجيني...شيوعي آخر يدشن نضاله بمصرعه
- عواد باع أرضه
- حكايات الجوارح والمجاريح
- رفعت السعيد...جه يكحلها عماها
- أوراق من دفتر الأوجاع
- المدينة بين زلزالين
- عشرات السنتيمترات
- دعاء جدتي ضد الظالمين
- معلهش إحنا بنتبهدل
- عالجوهم أو اعزلوهم
- أشعار نازفة وشعارات ناسفة
- فوبيا العداء للجنس في الأذهان الفاشية
- صديقي المحارب الأممي كارلوس
- أخلاقنا وأخلاقهم
- استدراج الملحدين في أكمنة الدولة المصرية
- الغياب المتبادل بين الفن والجماهير (4) التذوق


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - طارق المهدوي - المثليون جنسياً في مصر المعاصرة