أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - اياد الجمعة - جدلية مواقع التواصل














المزيد.....

جدلية مواقع التواصل


اياد الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 19:28
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


مواقع التواصل عموماً حديثة الظهور. فيس بوك مثلاً, (2004), يوتيوب, (2005) والمواقع الأخرى ظهرت تباعاً. هذه السنوات التي تحسب على عدد الأصابع, تعتبر قليلة جداً, ولاترقى لمستوى تكوين عادات جديدة, تتناسب مع هذه الوسائل التي إقتحمت حياتنا بقوة. خصوصاً ان إستخدامنا لها لم ينشط ألا في السنتين الأخيرتين.
وهي ككل الأشياء التي في عالمنا, لها سلبيات وإيجابيات, أو كما تمثله القاعدة الفلسفية التي تقول: يولد الشيء ويولد نقيضه معه. هذه النقائض, يمكن ان تتعلق بالشخص نفسه, أو بطريقة تعاطيه مع هذه الوسائل.
وعلى الرغم من أن الجلبة أكثر ما تثار في محيطنا عن سلبيات هذه الوسائل, ألا ان التعاطي معها وطريقة إستخدامها تكشف يومياً عن إيجابيات كثيرة, لاتدرج بعقلانية في ملافظ الناس. ومن وجهة نظري هناك الكثير من الإيجابيات المتلازمة مع بعض السلبيات:
- فهي تسهم في إذابة الفوارق النرجسية بين الناس في مجتمعاتنا الشبه طبقية. حيث مازلنا كأفراد, نبحث عن المركز الشخصي والتصنيفي المرموق, والذي يمكن ان يشار لنا على أساسه بنقطة تجعلنا أعلى من أقراننا. أو هي تساهم في كسر الآصرة الشخصية, أو القشرة الصلدة التي يسعى الفرد للتجلبب بها لكي يمنح دمغة التميز, في الحياة الواقعية. حيث يجد الفرد نفسه مضطراً للتواصل مع الآخرين, ولو عن طريق المجاملة, ليحظى بتواصل الآخرين معه. وهي جاذبة لدرجة ان أغلب من حاولو مغادرتها فشلو في ذلك, وعادو بعد فترة قصيرة. مع ذلك هي ساهمت في تكوين نرجسيات جديدة, داخل هذه الوسائل.
- أنّها تمتاز بميزة التداول السريع لمايجري في الواقع, بغض النظر عن صحة الخبر او عدم صحته. ويبث البعض شكواه بحجة ان عملية التداول هذه سلبية فقط. وتبدو هذه الشِكايات والتذمرات طبيعية, لحداثة هذه الوسائل, خصوصاً أنّنا كنا متحجرين ومعزولين عن العالم لمدة تزيد عن الثلاثين سنة. ننعم بالهدوء, ونرفل بالركود الخبري. قد يكون مستوى التداول على هذه الوسائل طبيعياً في هذا العصر, وتكمن المشكلة في الجهات والأشخاص التي يستهدفها هذا التداول, والتي عادتاً ماتكون سُلحفية, وغير كفوءة, في وضع حد لهذه الأخبار. فالإنسان يبحث عن مايشبع فضوله !.
- غيرت من الشكل التقليدي لإمكانية " البَحّلقة " على هذا العالم. لم يعد التلفزيون أو المسرح أو غيرها من الوسائل الجمهورية القديمة هي الوسائل الوحيدة للحصول على إمكانية الحديث مع جمهور عريض. ففي هذه الوسائل: إصنع طريقتك وأجذب الآخرين, وليس الذنب على أحد إذا لم تتمكن من ذلك.
- صَنعت مد إعلامي جديد خارج فلك الحكومات والدول, ويمكن ان تستخدم للضغط عليها. وهذا واضح من الثورات التي حصلت في العالم العربي, ومن إستخدامها في كشف الفساد الحكومي. مع ذلك يمكن ان تستخدم من قبل الحكومات أيضاً للتأثير, ولكن بفرص متساوية تقريباً مع الأفراد. كما تستخدم للتشهير أحياناً.
- كَسرت حاجز الخوف المزروع في داخل الفرد. ذلك الخوف الذي قال عنه الدكتور علي الوردي, أنه أنشأ الإزدواجية في شخصية الفرد العراقي, نتيجة للقمع المتواتر الذي ناله الفرد من قبل مختلف الحكومات. فنشأ لدينا فرد لايهتم بالشؤون العامة, لأنه يعتبر ذلك جالب للأذى الشخصي, ولسانه حاله يردد (ياهي مالتي), كما يذكر الدكتور. هذه المواقع سهلت العملية كثيراً مع ان الفرد لم يتغير كثيراً, ولكنه تحرر اكثر من مجال الخوف. حيث أصبح بإمكانه أن يدخل لهذه الوسائل وهو منبطح على فراشه, ويقول مايريد وهو متحرر من أي سلطة في لحظة القول. الأذية يمكن ان تلحق به بعد ذلك. أي انها لم تعد آنية كما في السابق. هذا هو الفرق.
- أتاحت الفرصة للبحث عن الوسط الذي ينتمي له الفرد ويتوافق معه فكرياً. وساهمت أيضاَ في تخريب علاقات كانت قائمة أصلاً. حيث أصبح الفرد يدلي بأفكاره داخل هذه الوسط المفتوح, والذي يضم في الغالب الصداقات والمعارف الشخصية. وبحكم كوننا مجتمعات تخشى فضيحة الذات, وتؤمن بالعين, وتعادي الفكرة التي لاتستسيغها, يُحجِم الكثير من الأشخاص من التواصل مع صاحب الفكرة الذي يعرفونه في الواقع, وهو أمر ساهم في حلحلة الكثير من العلاقات على أرض الواقع. لذلك هو يساهم وتدريجياً في تكوين قناعات تواصلية جديدة تتناسب مع هذا العصر, الذي يعتمد على الكشف والرأي الآخر.
- أنها أصبحت منتديات مزدحمة لعرض المنتج الفكري الشخصي. يرتادها الكثير من الكتاب والمفكرين, والإختصاصين في المجالات المختلفة. يستعرضون فيها ماتجود به قرائحهم الشخصية. مع ان البعض منهم يشتكي من ان هذه الوسائل جعلت فرصهم متساوية مع المغمورين. ولا ينكر أحد أن بعض المغمورين تفوقو على الرواد في هذه الوسائل.
- ساهمت مواقع التواصل, وبدرجة كبيرة, بجعل الفرد ومن ثم المجتمع - الذي يرتادها - يعي ذاته بصورة اكبر. فمن ناحية, أصبح يطلع على تجارب ونجاحات المجتمعات الأخرى بصورة أسهل, ويقارن ذلك بوضعه. ومن ناحية أخرى, أصبحت إمكانية معرفة الهمّ العام أيسر. وهي حلت, وإلى حدٍ ما, محل التجمعات المكانية, التي أصبحت خطرة وغير مأمونة, بسبب الإرهاب, والتخوينات الحكومية التي تنظر لكل تجمع بعين الريبة. ولكن وبالتأكيد لايمكن لهذه الوسائل ان تحل محل الفعل على الأرض.
- مَكنت الجمهور الذي يستعملها من إعادة تعريف الأشخاص المشهورين في الواقع وإعادة تعريفهم أيضاً. عن طريق تتبع منشوراتهم اليومية, حيث تمتاز هذه الوسائل بالتحريرية. وبغض النظر عن صفاتهم وعنوانيهم, سياسيين, كتاب, كيانات مختلفة التوجهات وغيرهم. حيث أدت هذه المواقع لسقوط العديد من الشخصيات أو إرتفاع شأنها , بسبب إطلاع الأفراد على أفكارهم عن قرب. كما حصل قبل فترة مع نائب في البرلمان العراقي, حيث قام بكتابة منشور إنفعالي يتهجم في على جمهوره !.
لاننكر بان هذه الوسائل ساهمت أيضاً بنشر الإحباطات على رقعة بشرية أكبر. ولكنها, وفي كل الأحوال نعمة, قد تساوي نعمة إكتشاف الكهرباء, لكل باحث عن النور !.

[email protected]



#اياد_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات عربية 2
- جدار بغداد
- جريدة الثورة
- تساؤلات عربية
- ملاحظتان عن فرانكشتاين
- شوشرة
- ملاحظات طائفية
- منبوذ حكومي
- صّانِعْ الفرح
- رسالة جُندي هارب
- قانون صناعة الدكتاتورية
- كيف صُنِعت داعش
- في ساحة الخليفة
- داعش وحلفاؤها
- لغز الطبان
- إليها
- اكاديمية الشك


المزيد.....




- لو بتلعب يوجا.. اعرف الأطعمة الصحية التى تتناولها قبل الجلسة ...
- 7 حيل لتخفيف استهلاك السعرات الحرارية وإنقاص الوزن
- كيف تمنع زيادة الوزن بعد التوقف عن التدخين؟
- عالِم الروبوتات مكي حبيب للجزيرة نت: القدرات العلمية للطالب ...
- سلي ولادك مع لولو ومغامراتها.. نزلي تردد قناة وناسة الجديد ل ...
- خطوات بسيطة تمنع آثار الجروح على الجلد ..استشارى يوضح
- يستخدمن الإسفنج كبديل للفوط الصحية… تقرير يكشف واقع نساء غزة ...
- خريطة مفاجأة|.. رابط وخطوات تحديث GTA 5 للأندرويد والأيفون م ...
- إزاي تتغلب على نوبة الهلع المفاجئة.. مارس الهوايات وأهتم بلق ...
- روسيا تطور جيلا جديدا من صواريخ الفضاء الخفيفة


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - اياد الجمعة - جدلية مواقع التواصل