أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015 - منى حسين - المراة العاملة ما بين الاستغلال والتضليل














المزيد.....

المراة العاملة ما بين الاستغلال والتضليل


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 23:01
المحور: ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015
    


كل يوم نعايش موضوع العمل وساعاته في قلب نظام العمل الماجور الذي سعر كل شيء وراح يسير التاريخ كما يحلو له.. وبسط نفوذة وقبضته على كل اشكال الحياة الانسانية ونوعها.. صار يتحكم بصعود المجتمعات ونزولها برقيها وتراجعها.. وراح يهدد أمن امان وسلام الانسانية في كل بقعة في الأرض.. حقيقة أن استغلال العمل الماجور اكثر قسوة واكثر ايلاما للمجتمعات بشكل عام ولوضع المرأة بشكل خاص.. المرأة داخل نظلم العمل المأجور أجبرت على القيام بالعمل المنزلي سواء كانت أمرأة عاملة أو أمراة معطلة عن العمل.. في مقال سابق لي قلت أن العمل المنزلي هو عمل غير منتح وأأكد هنا أنه بالفعل عمل غير منتج.. وهو مشكلة ازلية يستنزف المراة اذا كانت عاملة او اذا كانت معطلة عن العمل سواء من قبل العائلة او الدولة او المجتمع.. فهي تجبر بالالتزام على تأدية العمل المنزلي حتى وصل الأمر الى لصقه بوجودها وحياتها..
اجرت مؤخرا الدكتورة سلوى العنتري امين اللجنة الاقتصادية بالحزب الاشتراكي المصري دراسة بشان (العمل المنزلي الغير مدفوع الاجر) واوضحت في دراستها دور المراة المصرية وقيمة مشاركتها في الناتج القومي الاجمالي للدولة وقد اظهرت الدراسة أن عدد ساعات العمل المنزلى الأسبوعى للنساء فى مصر 30 ساعة تذهب أغلبها فى إعداد الطعام وغسيل الأطباق والملابس وتنظيف البيت، مقابل 4 ساعات فقط للرجال، وتابعت: "الطريف فى بيانات البحث هو التقارب بين الوقت الذى تبذله النساء والرجال فى أعمال بناء منزل الأسرة أو أعمال الصيانة، لتصل إلى 19 دقيقة أسبوعياً للنساء، مقابل 20 دقيقة للرجال، رغم التصور السائد بأن هذه الأعمال من نصيب الرجال"، وأوضحت أن "المصريات يعملن فى المتوسط 37 ساعة عمل فى الأسبوع للسوق و31 ساعة أخرى للمنزل، بإجمالى 68 ساعة فى الأسبوع مقابل نحو 53 ساعة للرجال".
الدراسة جائت على وضع المرأة في مصر لكن هذا الوضع هو مشابه لوضع المرأة في كثير من الدول أن لم نقل في كل مكان في العالم مع تفاوت بسيط بالنسب والارقام.. لكن الحقيقة الشاخصة التي لا مفر منها هو استنزاف المراة وسرقة اجور ساعات عمل طويلة منها.. بل تدفع اجورها من الذل والابتذال والاهانة.. العمل المنزلي صار لصيقا بالمراة حتى صار يمثل هوية وجودها الاساسية.. وصار يسبق كل الاولويات بالنسبة لحياة المراة.. قد تترك مقاعد الدراسة لتادية اعمال لا تتقاضى اجورها.. وقد تترك العمل من اجل عمل غير منتج ولاتتقاضى أجوره.. وقد تترك صحتها وكل حياتها لتقوم بدور الخدمة والأعمال المنزلية دون الالتفات من اي جهة الى مساعدة المراة للتخلص من العمل المنزلي.. وانهاء كل الالتزامات المجحفة التي تحيط المراة وحياتها بسبب اداء هذا العمل والدوران فيه..
منظومة تقصدت حبس المراة تحت ثنايا هذه القسوة.. وتقصدت حصر المراة لخدمة تحالفات ذكورية ودينية ونظام يستنزف الأنسانية ويستغل خيراتها وعملها.. لتديم وجود البرجوازية وتديم العمل الماجور لصالح الطبقية والتفاوت والتمييز واللامساواة.. وكل هذا الازدواج ما بين البحث والغوص وما بين محاولات غير جادة.. بل بتعبير ادق محاولات كاذبة ومخادعة تدعي مساعدة المراة وحمايتها.. فقد افسدت هذه المحاولات كل حياة المراة وطموحاتها ولم تنال النساء منها الا التشريح في اعماق زائفة.. هذه التقارير هي وجة الحقيقة ولا تمثل ماساة المراة الحقيقية سواء في مصر او اي مكان بالعالم.. ولا تفهم مشاعر النساء ازاء الانتهاك الذي يغمرها جراء كل هذا الاستغلال والاستبداد والاضطهاد..
المراة العاملة في العراق خضعت لكل موازين الاختلال.. وفي كل شيء عاشت مساومة كبيرة ما بين الطاعة للدين وللميلشيات وللطائفية والذكورية والارهاب والتحرش والاعتداء.. وما بين العمل والاستمرار عليه.. عاشت مساومة كبيرة ما بين الاستغلال والاستقلال الاقتصادي.. رغم ان الاعلام لا يسلط الضوء على ماساة المراة العاملة في العراق.. لكننا نعيش يوميا حجم الانتهاكات وحجم ما تقدمه المراة العاملة من تضحيات كبيرة لاثبات هويتها الانسانية.. وكلما تعقد الامر كلما قدمت المراة العاملة في العراق اكثر واكثر وعلى حساب انسانيتها ووجودها وكرامتها.. ولا زالت تنهي ساعات عمل طويلة وسط الانفجارات والميليشيات المسلحة.. وسط عدم الأمن الامان وعدم وجود قانون حماية لها يضمن استمراراها وبقائها.. لتعود الى اعمال منزلية منهكة ما ان انهتها حتى عادت الى مواقع عمل عشوائية.. وعشوائيتها تكمن في عدم توفير ابسط الحقوق الانسانية المراة العاملة.. تواجه ماساة يتضافر من خلقها الدين والعائلة والدولة وفي نفس الوقت يتم استغلالها بطريقة اقل ما يقال عنها دونية..
المراة بصورة عامة في العراق لا تشعر باي نشاط حيوي يغدي الاستمرار وانفاسه لديها.. تحولت الى ماكنة تنتج للعائلة والدين وللعمل الماجور والحروب.. أعيد عليها ماساة الأتجار بالبشر أعيد عليها الرق وتعرض عارية يدلل عليها البائع ويتفحصها المشتري.. ولا زال جهاد النكاح والطائفية يلاحقها.. لها كل يوم سوط جديد وأخرها فتوى داعش تجلدها بتجريم خروجها من البيت في شهر رمضان.. فكيف ستستمر المراة بمواصلة حياتها وكل هذا التجنيد يحوم بها وحولها.. تحية لنساء في مصر وتحية للنساء في العراق.. تحية لكل النساء في كل مكان وزمان من هذا العالم.. سينتهي زلزال العمل الماجور وسيذوب جليد التمييز والاستغلال.. سنقاوم اكيد.. سنقاوم كل هذا الاستهتار.. وسننهي العبث والتلاعب بأجسادنا بين العرض والطلب والتجارة والربح.. سنكسر كل سكاكين الذبح من طريق حياتنا.. سننهي المتاجرة بعملنا واستغلاله وسنعلن بكل تاكيد سنعلن المساواة طريق الأنسانية..



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصلية هي الهوية الحقيقة للاستهتار العرفي والذكوري
- من ورش تمكين المراة الى مؤتمر تحسين صورتها
- يوم المراة العالمي ليس يوم للثرثرة العصرية
- الثامن من اذار النبراس والثورة
- أشواك الإرهاب بين ثنايا الإعلام العالمي
- ليلة موحشة
- الحرب على الارهاب وهم السياسية العصرية
- صحيفة (الى الأمام) تودع عام 2014
- هل يمكن لحملة برتقالية أن تقضي على العنف ضد المرأة
- قتل النساء الى اين والى متى
- مرسوم المساواة هو الرد على قوانين الأسلام السياسي وبرامجه
- تمكين المرأة ام حرف نصال نضالها!
- سبي النساء بيد داعش الشرقي والقواد الغربي
- صوت طالبات جامعة بغداد صوت التغيير والمستقبل
- فيان دخيل والنساء في كوباني
- ميلادينوف مبعوث الامم المتحدة .... واضحوكة جديدة
- يجب محاكمة تاريخ كامل من السبي والاغتصاب
- هل نستطيع انهاء ازلية العنف ضد المرأة؟
- لا أخلاق في الحروب البرجوازية!.. حول اتفاقية حماية المرأة وا ...
- طواحين القضاء على المرأة وقضيتها


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الاتفاقيات الدولية وحقوق المرأة في العالم العربي / حفيظة شقير
- تعزيز دور الأحزاب والنقابات في النهوض بالمشاركة السياسية وال ... / فاطمة رمضان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015 - منى حسين - المراة العاملة ما بين الاستغلال والتضليل