أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - خالد الصاوي - كيف نميز الاشتراكية -الحقيقية- عن أي نظام أو تيار ليس له من الاشتراكية إلا الاسم؟؟















المزيد.....

كيف نميز الاشتراكية -الحقيقية- عن أي نظام أو تيار ليس له من الاشتراكية إلا الاسم؟؟


خالد الصاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 13:11
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


ورقة دعاية للاشتراكية تحتوي تبسيطا لها للقراء الذين لم يتعرفوا على الاشتراكية الا من خصومها:
كيف نميز الاشتراكية "الحقيقية" عن أي نظام أو تيار ليس له من الاشتراكية إلا الاسم؟؟
-لم تسقط الاشتراكية بسقوط الاتحاد السوفييتي لأن الكتلة الشرقية سابقا والصين وكوبا ونظام يوليو في مصر وعشرات من أشباهها هي جميعا استمرار للاستغلال والقمع بتحويرات وتنويعات مختلفة، وهي جميعا نظم ليس لها من الاشتراكية الا الاسم فقط، الاشتراكية الحقيقية لا تفرض على الجماهير بل تحققها الجماهير بذاتها.
- الاشتراكية الحقيقية هي سيطرة طبقة الكادحين بشكل مباشر على وسائل الإنتاج وإلغاء سلطة رأس المال في مواقع الإنتاج وفي المجتمع كله بالتبعية، وهو نزوع ثابت لدى كل التحركات الثورية للطبقة العاملة على مدى 150 عاما من التوحش الرأسمالي، ولهذا نسميها "بالاشتراكية من أسفل" لأنها تتحقق بسواعد الشغيلة لا بمواثيق الحكام البرجوازيين الذين يعملون -شاءوا أم أبوا- في خدمة دكتاتورية الأقلية الرأسمالية.
-لم تولد الاشتراكية الحقيقية على أيدي المفكرين، بل من نضال الطبقة العاملة الثورية أولا، أما ما سبق ذلك من "أحلام اشتراكية" جادت بها قرائح الفلاسفة واستقرت في وجدان البشرية فتنتمي للشعر لا للسياسة، نحن لا نتحدث عن العطف على الفقراء بل عن حق الفقراء في استرداد عالمهم المسلوب منهم -منا جميعا- دون مبرر مشروع، لا نتحدث عن منحة تأتينا من أعلى بل عن نضالنا جميعا للوصول إلى هذا الهدف الممكن.
-هناك لبس كبير في استخدام كلمة ماركسية رغم ارتباطها بالتأكيد بالاشتراكية الحقيقية، ليس ماركس بالنسبة لنا نبيا منزها بل مفكر ثوري حوّل الفلسفة من تأمل العالم إلى أداة لتغييره، ولاختصار هذه المشكلة الوهمية يكفي أن نسمع مقولة كارل ماركس نفسه: (كل ما أعرفه هو أنني لست ماركسيا!)، نحن لا نقدس ماركس أو لينين أو غيرهما من ثوار الاشتراكية الحقيقية ممن آمنوا بالطبقة العاملة التي تحمل في قلبها المستقبل، نحن نبني على أفكارهم جميعا بكل حرية في النقد والإضافة.
-وسط عشرات الإرهاصات الاشتراكية من أسفل والتي ندرسها ونتعلم منها النضال، فإن تجربة واحدة من بينها هي التي نجحت في الصمود لمدة 10 سنوات كاملة قبل استحكام جبهة الأعداء عليها داخليا وخارجيا، تلك هي الثورة الروسية في 1917، ولهذا تتردد في كتاباتنا دروسها المستفادة، فكما افتتحت الثورة الفرنسية العهد البرجوازي وقضت على الإقطاع، أنذرت ثورة جماهير روسيا الكادحة بانتهاء العهد البرجوازي-الرأسمالي ومولد العهد الاشتراكي، وإذا لم يكن هذا النموذج قد نجح لأكثر من عقد واحد فبالتاريخ إرهاصات كثيرة لإنهاء النظام الإقطاعي قبل اندلاع الثورة الفرنسية بعشرات السنين.
-هناك الكثير من التيارات الاشتراكية، وكثير من أحزاب الطبقة العاملة، ولكن الحزب العمالي الحقيقي والذي يتبنى التيار الاشتراكي الحقيقي هو الذي يحدد أول أهدافه في إسقاط حكم رأس المال وإحلال حكم العمل المأجور بديلا.
-تتشدق سلطة رأس المال بالديمقراطية بينما هي تلعب مع الجماهير لعبة الكراسي الموسيقية.. تتغير الأحزاب الحاكمة ولا تتغير الطبقة الحاكمة نفسها رغم كونها لا تمثل إلا الأقلية.. تتشدق الرأسمالية بالديمقراطية بينما يقوم حكمها على ديكتاتورية الرأسماليين الذين يملكون الحكومات والأحزاب ووسائل الدعاية مثلما يملكون الغذاء والدواء والعلم والفنون، وبملكيتهم لأفواه البشر وأرزاقهم يسيطرون على رؤوسهم إلى درجة كبيرة.
-السلاح الفعال للأقلية الرأسمالية -وضمانتها الكبرى في استمرار حكمها- ليس هو العدل كما هو واضح للعيان، بل هو جهاز "الدولة" الذي هو أعلى تكثيف لهذه الطبقة، و"الدولة" في تحليلها الأخير هي اتحاد مسلح للسادة الملاك، هي هيئة تنظيم القمع بحيث تقبل الغالبية المحرومة سلطة الأقلية المتخمة طوعا أو قمعا.
-تريد الاشتراكية الحقيقية استبدال "الدولة" -أداة القمع الرأسمالية- بمنظمة اجتماعية واسعة مصممة على هيئة اتحاد حر لمنتجين مباشرين هم قوى العمل المأجور جميعا، واستبدال الديمقراطية السياسية المزيفة –ديمقراطية اختيار من يستغل الجماهير ويقمعها كل دورة رئاسية أو برلمانية- بديمقراطية اجتماعية تتأسس عليها بالتالي سائر الحريات.
-حين تحرر قوى العمل المأجور ذاتها يتوقف استغلال الإنسان للإنسان فيتوقف استغلال أمة لأخرى، هنا فقط تتحرر المرأة والأقليات والمهمشون كما يتحرر العلم والفن، وبإحلال نظام التعاون محل فوضى التناحر يتحقق التقدم الإنتاجي الواعي لجميع المجتمعات على قدم المساواة ويستقر السلام الآمن بين البشر وقد انتفت أكبر أسباب البغضاء ألا وهي الظلم الاجتماعي وما يتفرع عنه من مظالم.
-الإصلاح وهم كبير لأن إصلاح الرأسمالية مستحيل، إنها في لب نظامها مضطرة إلى التوسع الدائم مما يؤدي إلى المزيد من استغلال الشغيلة -ونحن جميعا منهم اليوم- وإلى فوضى السوق واضطراب الأسعار والبطالة وتوحش الاحتكارات وتأجج الاستعمار بالضرورة، ناهيك عن تدمير أقسام كبرى من المنتجات الاجتماعية مخافة هبوط أسعارها بينما صناع الثروة والحياة يعانون الفاقة والمهانة، وهكذا صارت الرأسمالية عائقا أمام تطور غالبية البشر، هذه الديمقراطية الاجتماعية التي نبشر بها لا تأتي بإصلاح الرأسمالية بل بتعطيل أداة القمع الرأسمالية أولا واستبدالها بمؤسسات جماهيرية ترسخ سيطرة العمل المأجور على عمليات الإنتاج والتوزيع والخدمات مما يعجل بالقضاء على جذر الاستغلال والطبقية وسائر أنواع التمييز في المجتمع.
-تدعو الاشتراكية الحقيقية لوحدة الطبقة العاملة العالمية باعتبارها أكبر وأقوى الكتل الجماهيرية المستغلة والمضطهدة أولا، والأكثر تنظيما فعليا (حتى ولو لم تكن الأوفر تعليما)، والأقدر على وقف عجلة الإنتاج الرأسمالي وتحويلها وجهة عامة بحيث يعاد توزيع الثروة بطريقة عادلة بين البشر.
-لا تميز الاشتراكية الحقيقية بين العامل الأجير والمزارع بالأجر والمهني بالأجر، لقد هدمت الرأسمالية نفسها هذه الفروق الوهمية وألقت بالجميع في معسكرات العمل المأجور والبطالة بكل أنواعها، ولم يعد من مصلحة المهنيين والطلبة والموظفين الإبقاء على سلطة رأس المال، بل الأولى بهم الآن تبني سلطة العمل المأجور، وإعادة بناء المجتمع من أسفل.. من مجالس ولجان ديمقراطية بحق تمثل وعي العمل المأجور بقدراته الهائلة على تنظيم الحياة في مسار إنساني جدير بنا، حيث تتغير العلاقة بين الإنسان والآخر من صائد وضحية إلى إخوة متعاونين قادرين بالفعل على إدارة مجمل حياتهم بإدارتهم الفعلية لعملية إنتاج الثروة في المجتمع.
-لا تسلب الاشتراكية الحقيقية أحدا الحق في تملك المنتجات الاجتماعية، إنها فقط تنزع القدرة على استعباد عمل الغير بواسطة هذا التملك، ولا تمحو هذه الاشتراكية شخصية الفرد كما يروج عملاء رأس المال بل بالعكس فهي وحدها من يربط التطور الحر للفرد بتطور المجموع.
-ليست الاشتراكية هي القطاع العام أو طوابير المجمعات الاستهلاكية أو عدم الفصل التعسفي أو غير ذلك من مفاهيم مبعثرة لا معنى لها إن لم توضع في سياقها المتكامل الذي يحقق الرغد للمجموع عن طريق رقابة المجموع على عملية الإنتاج والتوزيع، وسر الفشل في كل تلك التجارب هو الوهم الأكبر بإمكان وقوع الاشتراكية في بلد واحد، الاشتراكية استبدال عالمي للعولمة الرأسمالية، وعلى كل اشتراكي حقيقي أن يتعامل مع هذا الوضع المركب من منطلق أن نجاح الاشتراكية في بلده هو هزيمة للرأسمالية في إحدى جبهاتها ومقدمة لهزيمتها عالميا، غاية ما يسعى إليه الاشتراكي إذن هو اندلاع شرارة الثورة العالمية من بلاده لأنه موقن بالإمكانيات الكبرى لانتشارها في ظل الأزمة الرأسمالية الراهنة ونمو حركات ضد العولمة وضد الحرب وعودة الطبقة العاملة للمسرح السياسي بعد سنوات من التقهقر أمام مستغليها، ولأنه ما من مجتمع على الأرض إلا ويختنق بالاستغلال والاضطهاد، فمن بسالة المقاومة في أضعف الأقطار ونجاح النموذج المصغر في الصمود تهب الملايين من الأنصار لدعم هذا النموذج واحتذائه كما أحدث زلزال روسيا 1917 توابعه الكاسرة حتى مصر 1919 وكما كان لفيتنام رجع الصدى في فرنسا 1968 ومنها للعالم كله، وكما شهد جيلنا كيف تنفخ المقاومة في فلسطين والعراق روح الصمود لدى جميع الشغيلة والمقهورين في كل ربوع الأرض.
-لا تسعى الاشتراكية لهدم الأديان والأخلاق والأسرة والوطنية، فإن من قام بهدمهم فعليا هو حكم الرأسمالية المنافقة نفسها، إن ما تسعى إليه الاشتراكية هو نهوض الجماهير لتحرير ذاتها بما يشمله ذلك من حرية المعتقد وحرية التعبير واحترام مجمل التراث الروحي للبشرية وفصل الدين عن الدنيا حتى لا يتخذ أداة ماكرة للشعوذة السياسية.



#خالد_الصاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحن اشتراكيون؟؟
- غنوة لكفاية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - خالد الصاوي - كيف نميز الاشتراكية -الحقيقية- عن أي نظام أو تيار ليس له من الاشتراكية إلا الاسم؟؟