|
نصف متعلمة اخطر
حسين القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:53
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
من العسف الذي تعرضت له المرأه في بعض المجتمعات الشرقيه هو السماح لها بالتعلم ولكن لمرحلة منقوصه فقط، اي الى فترة النضوج الجسدي، التي تصبح فيها عبئا روحيا على العائله. القدر الضئيل من المعرفه يوفر لها شحنات من الثقه ويجعلها على شفى تمرد بسبب الاضطهاد المبنى على التمييز الجنسى من جانب، ودون ان يكون كافيا لحماية كينونتها الانسانيه امام السلبي من القيم الموروثه، واحترام خصائصها من جانب اخر. شفير الثوره الداخليه هذا اما ان يكون ارهاصات وعي بالذات، او قد يفضي الى انحرافات خطيره في بعض جوانبه، لانه يشبه التخبط العشوائي في بعض الممارسات، خصوصا ما يمت للعلاقه مع الجنس الاخر بصلة سواء في داخل العائله او خارجها، مع الاخ او الزوج او ابن الجار. ولان الوعي الم، ونصفه اكثر وجعا، فان من غير العدل ان يتركن الفتيات في مقتبل العمر، لعمليات تعذيب يومي تقوم بها الاسره، سواء عائلة الاب او الاسره الزوجيه، وهي في الغالب ذكورية السلطه، دون ان يسمح لها بالاستمرار في التعلم للحد الذي تكون فيه قادره على تحمله. وتعذيب الوعي البدائي الناقص بين جدران الدار لا يختلف كثيرا عن تعذيب السجون السياسيه التي تنتظر المتعلمين الذكور في الغالب خارج الدار. ثقافة الوعي الناقص شائعه في بلادنا، ولها انعكاسات وظلال حتى على الرهط كامل التعليم، بسبب انتشاره كثقافه شبه سائده. وجدنا الكثير من النسوة اللائي تعلمن فنون الحديث خلال الميكرفونات وحواريات البرامج الفضائيه يدافعن عن اكثر القوانين استلابا لحقوقهن حد ان تدافع احدى المثقفات السلفيات عن قانون منع المرأه من السياقه في السعوديه، وتقف متدينه اخرى مع اقتراح الغاء الفقره المتعلقه بحقوق المرأه في القانون العراقي الذي تقدمت به الكتله الدينيه الى مجلس الحكم العراقي، من اجل سلب المرأه واحدا من اهم انجازاتها طيلة تاريخ المنطقه، وهناك من تدافع عن تعدد الزوجات، بل وضد المطالبه بالمساواة في الكثير من البلدان الاخرى. نصف التعليم يطرح اسئله قد تبدو محيره مثل البحث عن سبب منع الرجال للنساء من حق التصويت في الانتخابات - على شكليتها - في بعض الدول الخليجيه، ويكون في الوقت ذاته عاجزا عن الاجابه. فلو كان المنع ينحسر على حق الترشيح دون التصويت لفهم ذلك بانه متماشيا مع الرأي السلفي الاسلامي الذكوري الذي يدعي عدم قدرة المرأه على الاداره والحكم، ولكن التصويت هو محض اختيار فهل من المعقول ان يوجد هنالك من يعتقد بان المرأه غير مؤهله فكريا ولاسباب بايولوجيه محضه حتى لابداء رأي؟ من اجل ان تتوصل المرأه للاجابه على تساؤلات مره كثيره كهذا، ومن اجل ان يعرف الرجال ان امهاتهم لسن مخلوقات دونيه يجب ان تحتوي الدساتير في بلدان الشرق على فرض التعليم الاجباري، للاناث على الاقل، حتى نهاية المرحله الاعداديه، خصوصا في الدول الغنيه التي تستطيع تامين ميزانيه التربيه والتعليم غير الناقص.
#حسين_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه
-
منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟
-
مفارقات انتخابيه
-
الكورد الفيليه، درس في الانتخابات
-
هذيان بالتركي .. حول الانتخابات
-
الكورد الفيليين والقائمه الكوردستانيه
-
من تنتخب؟.... ورطه
-
روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين
-
اكتشاف اسمه الديموقراطيه
-
سنه اولى انتخابات
-
متى تشترك ايران في دورة الخليج
-
الحق و الانتخابات، سؤال...ـ
-
وزيرتـنا ورده
-
موضة الهجوم على الاكراد
-
حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟
-
هل تحب القتل؟
-
شيخوخة الفكر القومي
-
ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
-
انتخاب رئيسان
-
كركوك .. السؤال الغريب
المزيد.....
-
القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ
...
-
الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
-
فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
-
إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية
...
-
مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
-
مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
-
أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
-
لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر
...
-
واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
-
الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري
...
المزيد.....
-
المشاركة السياسية للمرأة في سورية
/ مية الرحبي
-
الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء
/ الاممية الرابعة
المزيد.....
|