أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012 - محمد حسين يونس - عمال بلحية وسبحة وجلباب قصير.















المزيد.....

عمال بلحية وسبحة وجلباب قصير.


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 21:29
المحور: ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012
    



مقدمة لابد منها :
عندما انظر لعمال مصانع المحلة ، كفر الدوار ، مجمع الحديد والصلب و كلها كانت فخرا لمصر و مغذية لاقتصاده .. وأرى ان اللحية الغير مهذبة انتشرت بينهم و أن قضاياهم التي يتكلمون عنها هي عدم توفير مكان للصلاة أو ميضة ..وأنهم يقضون في الجامع للوضوء ، الصلاة ، الاستماع الي الدرس زمنا لا يقل عن ربع ساعات العمل .. عندما اتحدث مع الملتحين منهم عن أسباب عطل الماكينة التي يعملون عليها فيشير الي أعلي ثم متمتما انها ارادته سبحانه ثم اكتشف انه نقص الزيت او عدم التنبه لانذارات الآلة لمشغلها وعندما ابدأ بالمناقشة اجد العشرات من التبريرات التي آخرها مراعاة تعليمات المُصنع في كتالوج ادارة المعدّة.. أو عندما ينخفض الانتاج حتي يصل الي الصفر خلال شهرى رمضان والحج .. أو عندما أجد ان أحدهم عطل عمدا الماكينة التي يعمل عليها لينتظر إصلاحها جالسا في كسل يتحدث في كل مواضيع الحياة عدا اسلوب المحافظة علي أكل عيشه .. أتاكد من نجاح العسكر و كهنة الوهابية في تدمير ما كان يمكن ان نطلق عليه طبقه عاملة .
في بلادنا كانت الطبقة العاملة هي مجموعة من الحرفيين الذين يتجمعون في احياء خاصة بكل مهنة .. النحاسين ، الفخارية ، الصاغة ، الفوالة ، الخيامية .. الخ و كانت كل مهنة لها شيخها و معلمين و صبيان يتوارثون المهنة و يعملون بنفس اسلوب الاجداد .. هذا الاسلوب استمر ( حتي الان ) حيث هناك احياء كاملة لسمكرة واصلاح العربات تضم محلات قطع الغيار و الحرف المختلفة المترتبة علي بعضها لاتمام عملية الاصلاح .. هناك أحياء اخرى في كل مدينة يتجمع فيها الحرفيون و يقصدها طلاب الخدمة ..علي الجانب الاخر .. ادخل محمد علي في مصر المصانع و الورش الانتاجية التي تعمل بتكنولوجيا زمنه ليبني السفن ويصنع الاسلحة و الذخائر و يغزل و ينسج القطن و يعصر الزيوت و ينتج السكر و يضرب الارز و يطحن الغلال .. الانتقال من الحرفية الي الصناعات المجمعة تطلب افتتاح المدارس و المعاهد الصناعية و مراكز التدريب علي التشغيل و الصيانة و الاصلاح حتي انه عندما جاء زمن اسماعيل باشا كان هناك ( علي استيحاء ) ما يطلق عليه طبقة عاملة يرأسها و يوجهها اوروبيون ( فرنسي ، انجليزى ، مالطي ، يوناني ، ايطالي ) و شهدت النهضة المعمارية و ادارة السكك الحديدية و التليفونات و مشاريع الرى من أصبحوا عمالا .. من اين أتي هؤلاء العمال ..؟ من ابناء الفلاحين الذين يعيشون حول ( الفابريكة ) اى المعمل أو المصنع .. و لذلك كانوا يرتدون الاوفرول فوق الجلابية داخل الفابريكة وخارجها لا يفترقون عن اى فلاح ..الحربين العالميتين الاولي و الثانية و احتياج جيوش الاحتلال الي امدادات معيشيه لوجيستيه جعل المغامرين من الاوربيون( و اليهود ) يتوسعون في انشاء المعامل و المصانع ثم تبعهم المصريون بعد ان عاصروا نجاح طلعت حرب في كسر الاحتكار الاجنبي لانتاج المصنوعات المصرية .. منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية و حتي انقلاب العسكر كان حلم البرجوازية الصناعيه في مصر الانتقال بها الي مصاف الدول الصناعية لتنتج من الابرة للصاروخ ( شعار الناصرية التالي ) .. وهكذا كان يمكن ان نرصد مناطق في صعيد مصر و وجه بحرى حول المزارع تنتج السكر ، الزيت ، و تحلج القطن و تنسجه .. كذلك حول الاسكندرية و القاهرة عمال السكة الحديد و الترام و توليد الكهرباء و تنقية المياة و توزيعها و معامل تبييض الارز و طحن الغلال و عصر الزيتون و بذرة القطن .. و كانت الطبقة العاملة ( رجال و نساء ) قد بدأت تتشكل و تكون نقاباتها و تناضل لتحسين ظروف عملها وحياتها و ينتشر بينها كوادر من الاحزاب الشيوعية و الاشتراكية تدعم كفاحها و نضالها المهني و الوطني .. لقد كانت مجاميع العمال ذات الاصول الريفية فصيل مؤثر في النضال ضد الاحتلال البريطاني .. تبدى في هجر مئات منهم الخدمة في المعسكرات البريطانية و المصانع التي يمتلكها الاجانب و كان منهم أيضا من قاد مظاهرات مضادة للحكم و الاحتلال .. لم يكن اليسار منفردا بالساحة لقد كان الاخوان المسلمين ايضا يعملون من خلال المواعظ و تقديم الخدمات لسكان الاحياء المكتظة .. وكان من بين العمال من انضم صراحة للجماعة و تعرض لملاحقات البوليس السياسي .
عندما انقلب العسكر علي شرعية الملك فاروق كان حوارهم مع العمال ذو شقين .. احدهما ارهابهم بالحكم بالاعدام علي زعماء الحركة النقابية بكفر الدوار .. و الآخر استخدام العناصر الضعيفة منهم في تقويض الديموقراطية الليبرالية الوفدية و خروج عمال النقل يهتفون يسقط الديموقرطية عام 1954 .. الارهاب الامني و البوليسي التالي نجح في تدمير التيارات اليسارية و النقابية و النضالية التي كانت سائدة يوم كان يخرج الطلاب يهتفون يحيا اتحاد الطلبة و العمال فيجدون اخوة لهم يساندون و يتقدمون الصفوف و يتلقون بصدورهم عصى و رصاص السلطه معهم .
الحكم الناصرى و اسلوب تعامله مع احلام البرجوازية الصناعية ليس هدفنا الان و ان كان من الهام الاشارة الي تأميم المصالح الاجنبية و عمل الخطة الخمسية الاولي أدى ان تبدا الكوادر المصرية ( الغير مستعدة فنيا و اداريا ) في ان تحل مكان المطرودين من اجانب و يهود لتبدأ حالة من الفوضي الادارية ازدادت بعملية الحصار الاقتصادى و توقف الامداد بقطع الغيار و تحول المعدات الي خردة غير صالحة و ارتباك في الخدمات الاساسية ( كهرباء مواصلات ، سكه حديد ، تليفونات و زيادة طفح المجارى ، و نقص المياة المعالجة و انخفاض مستوى الانتاج الصناعي من صابون و زيت و سكر ) لقد عاشت مصر زمنا كان التدهور يتم بمتوالية هندسية منذ 56 حتي 67 عندما توج هذا التدهور بهزيمة عسكرية قضت علي احلام الشعب بالنهوض .
فترة حكم عبد الناصر شهدت اهمالا كاملا للزراعة و الصناعات التقليدية .. و انشاء الف مصنع جديد منها مصانع للصواريخ و الطائرات و السيارات في طموح لا يتناسب مع البناء التحتي المهتريء لتتحول جميعها الي كوارث اقتصادية بعد اعلان رأسمالية الدولة اسلوبا و اتحاد قوى الشعب العامل من خلال تنظيم مركزى واحد فاشيستي الشكل و الاسلوب والتوجه .
عمال عبد الناصر الذين كانوا يهتفون له بالروح و الدم نفديك .. كونوا طبقة جديدة اشد قسوة علي العمال من الراسمالي .. مجموعة من العمال ذوى الياقات البيضاء التي انخرطت في سياسة التهليل و التصفيق و النهب و تحولوا الي عملاء لامن الدولة و المباحث و فقدوا ارضية علاقتهم بالقاعدة العريضة من العمال تاركين اياهم ليفترسهم أبناء حسن البنا مبعدين اى صوت نضالي الا اذا كان يخدم اهدافهم في ازاحة عنصر او عنصريين من المناوئين .
وهكذا كان الحال يوم 25 يناير 2011 .. ثلاثة شرائح من العمال .. عمال السلطة و الامن و المباحث الذين تحركهم امتيازاتهم .. و الشريحة الاخرى من عمال الدعوة الدينية من السلفيين الاكثر نفوذا و شرائح عريضة من فقراء العمال الذين يعانون من بيع القطاع العام و اهمال ما تبقي و انخفاض الدخل مع زيادة المصاريف و القهر البوليسي و النقابي لمن يشتكي او يتذمر . .. و كلهم كانوا في ميدان التحرير لاسباب مختلفة .
الرد علي الاسئلة في ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012.
‎السؤال الاول :
خلال ثمانيات القرن الماضي أتيح لي زيارة قصيرة لألمانيا .. كانوا هناك يتحدثون عن مصانع ضخمة تدار بدون مراقبة بشرية و تعمل 24 ساعة يوميا دون توقف و لا تحتاج خلال ساعات الليل حتي للاضاءة رغم انها تعمل بكامل طاقتها بدون اشراف .. وأنهم قد توقفوا عن سبك و صناعة الحديد في حوض نهر الراين الذى كان يعج من قبل بشتي أنواع مصانع الحديد و أن كل الصناعات الملوثة للبيئة و التي تحتاج لعمالة كثيفه قد تم ازاحتها لدول العالم الثالث( حديد ، المونيوم ، اسمنت ، كيماويات ) لقد كان الكومبيوتر يصنع ما يشبه المعجزات .. فعندما زرت مطبعة ضخمة حديثة تطبع الجرائد و المجلات و الكتب كان موظفيها لا يزيدون عن عدد أصابع الكفين بعد ان استبدل الجهد البشرى في الجمع و الطبع ببرامج الكومبيوتر .. و كانوا يشكون ان التقدم التكنولوجي صاحبه تخفيضا في عدد العمالة و ساعات العمل حتي أصبحت خمسة ايام في الاسبوع و في طريقهم لجعلها أربعة كذلك ارتفاع ميزانيات الضمان الاجتماعي خصوصا اعانات البطالة التي كانت تساوى دخل العامل المتعطل خلال فترة اعادة تأهيله لنوعية اخرى من الاعمال التي يحتاجها السوق دون اهتزاز لمستواه المعيشي الذى كان بالنسبة لي مذهلا .. ان كل عامل فني له منزل مناسب و سيارة و كل الادوات التى تجعله يعيش معاصرا .
علي الجانب الاخر رغم اننا كنا نعيش زمن ثورة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات كمستهلكين بقوة .. الا اننا عندما كنا نتكلم عن الانتاج نكتشف اننا نعيش علي اعتاب بداية التطور التكنولوجي من حيث المعدات و الآلات .. و نهاية الثورة الصناعية الاولي من حيث التدريب و التعليم و الانتاج و الادارة .. قد تجد المهندس او العامل يمتلك احدث التليفونات والكومبيوترات و التلفزيونات و الاطباق اللاقطة للارسال الفضائي .. و لكن عندما يتكلم عن المعدة التي يعمل عليها تتوقف كل ملامح العصر و يعود لافكار ميتافيزيقية تجعل هذه الآلة تعمل باسلوب غير مفهوم فيدير تلاوة القران طول اليوم و يتفرغ للدعاء المستجاب الذى يفك شياطين اعطال المعدات (قبل ان يقلع بالطائرة او يتحرك بالاتوبيس و يطيل في الصلاة قبل ان يفتح المعدة للصيانة او الاصلاح ).. العمالة المصرية و المهندسون كانوا يعانون من انفصام حاد في السلوك المهني يؤدى الي سيادة العشوائية و التجربة و الخطأ عسي ان يفتح عليه ربنا بالحل للمشكلة التي يواجهها ..
مع بداية القرن الحادى والعشرين بدأت تكنولوجيا الأتوميشن Automation تدخل مصر ، لقد أصبح لزاما لإدارة محطات توليد الكهرباء الضخمة وتنقية مياه الشرب ومعالجة المجارى وتشغيل مترو الأنفاق ومصانع الأسمنت والحديد والصلب والسيراميك الاستعانة ببرامج (الاسكادا) التى تدير وتراقب وتستخرج التقارير عن سير العمل فى هذه المحطات ، كذلك استخدام برامج صيانة وقائية متقدمة مثل frontline لتحديد أنواع الصيانة اليومية وقطع الغيار المستخدمة والمخزون الآمن منها .. وهكذا بدأت متطلبات الادارة تتغير بالنسبة لعدد العمالة ومستواها العلمى والتدريبى .. فالعامل الريفى الذى يعمل فى المحلة وكفر الدوار ليغزل وينسج على أنوال ومغازل شبه ميكانيكية لم يعد مطلوبا ، كذلك زميله الذى يعمل فى مصانع سكر دشنا وقوص لم يعد يناسب التكنولوجيا الجديدة التى أصبحت تعمل ببرامج مركبة للغاية وتدار بواسطة أنظمة كمبيوتر وتحتاج الى العامل المتعلم والمدرب والذى فى بعض الأحيان يتقن اللغة الأجنبية .
المستخدمون لنظام( الاسكادا) كانوا سعداء به لمدة سنتين أو ثلاث ثم بدأت الأعطال ثم وجد ان قطع الغيار لا تنتجها أوروبا بعد أن تعدلت الأنظمة واستبدلت القديمة بأخرى أكثر تطورا وهنا ظهرت الحاجة الى عمالة قادرة على فهم وتطوير وتعديل واستبدال هذه الأنظمة والا نصبح عبيدا لمن يصنعونها كما هو الحال فى بلاد الخليج حيث يقوم بأعمال الصيانة والتشغيل شركات أجنبية لا تستخدم العمالة المحلية الا فى أضيق الحدود.
تغيير أسلوب التعليم والتدريب ليناسب العصر الجديد أصبح مهمة أساسية لكل مجتمع يحاول ان يلحق بالركب.
هكذا طالت التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات والمعلومات بعض المصانع والمحطات التى أسسها الأجانب وقاموا بتشغيلها لفترة وإن ظلت باقى الأعمال الصناعية التى توظف الكم الأساسى من العمالة على حالها تعانى من الادارة المتخلفة والتشغيل الذى يعود الى القرن التاسع عشر وربما العقود الأولى من العشرين مع نقص قطع الغيار والخبرة وتدنى مستوى الانتاج وحجمه ، تسيطر على عمالتها كل من أطلق لحيته ولبس جلبابا قصيرا وأدار بين أصابعه حبات المسبحة.
السؤال الثانى :
البطالة آفة إجتماعية وسياسية واقتصادية .. نعم .. فى المجتمعات الراكدة التى يصعب تغيير علاقات وأساليب الانتاج بحيث يرث الأحفاد مهن الآباء والأجداد يؤدونها بنفس الطريقة وفى أغلب الأحوال فى نفس المكان.
تغير احتياجات المجتمع تجعل بعض الأعمال تزدهر وأخرى تنحسر وتضيق بمعنى ان مصانع الطرابيش ومحلات إصلاحها وتجديدها وكيها توقفت تماما بعد أن هجر المصرى لبسها ولم تعد محال بيعها تقدمها الا على سبيل الفولكلور للسياح .. مصانع الثلج التى كانت تعمل صيفا بكامل طاقتها لم تعد تعمل اليوم بعد انتشار الثلاجات الصغيرة والكبيرة.. فى مجتمعاتنا يتم التحول بصعوبة فالجميع يتخذون نفس المهن القديمة والتى قد لا تناسب العصر وبذلك زادت نسبة البطالة ، فاذا ما توقف المستهلك عن استخدام المصنوعات المحلية ( خصوصا الملابس ) لأن المستورد أرخص فان البطالة تزيد .. فإذا ما أصر الجميع على التواجد فى الوادى الضيق يتصارعون على الأعمال المطروحة التى ستستوعب أعدادا محدودة منهم فان البطالة ستزيد .
فى المجتمعات الأكثر وعيا يتم دراسة السوق وتحديد المهن التى يحتاجها ويعاد تأهيل العاملين الذين يزيدون عن الطاقة الانتاجية المستخدمة بفتح مجالات أخرى للعمل .. والأمر يختلف من مجتمع لآخر ، ففى أمريكا تستوعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر من نصف الطاقة العاملة وتحتاج لمزيد.. فى ألمانيا واليابان تدعم الحكومتان مواطنيها للقيام برحلات سياحية داخلية وخارجية ، فى البلاد الاسكندنافية صيد السمك وتعليبه يمتص قدرا كبيرا من الطاقة الزائدة فى مصر نحتاج الى ملايين المدرسين بحيث يمكن إعادة تأهيل العديد من خريجى الجامعة الذين يجلسون على المقاهى فى بطالة ليصبحوا مدرسين .
فى تونس قامت حكومات بورقيبة لتشجيع الصناعات الصغيرة القائمة على الانتاج الزراعى كذلك فى سويسرا حيث تصنع عائلات بكاملها قطع خاصة من الساعات تستخدمها شركات الساعات السويسرية .. حل مشاكل البطالة ممكن للحكومات الواعية باحتياجات مجتمعها وتوجيه التعليم والتدريب للاستفادة من الطاقة الزائدة ، أما أسلوب استخدام العمالة الكثيفة فى الصناعة والزراعة فلن يؤدى الى حل المشكلة بل الى تكريس الوضع على ما هو عليه واستمرار انخفاض مستوى المعيشة وهو الأمر الذى من الأفضل الا يتم تشجيعه والعاقل من يتعظ عندما يرى انخفاض قدرات الحكومة والقطاع العام بسبب تكديسها العمالة دون عمل .
السؤال الثالث :
ما يسمى بالثورات العربية هى هبات وانتفاضات لم ترتق الى مستوى الثورة فى أى من البلاد الأربعة التى قامت فيها ( تونس مصر ليبيا اليمن ) لقد كانت زفرات شعبية تحتج على الظلم والقهر والفقر والعوز وانخفاض مستوى الأمن المعيشى وانتهت عندما قفز عليها الاسلامجية بأفكارهم المتخلفة المغلوطة وبسياساتهم التى يحركها الجشع والرغبة فى إزاحة الكومبرادور الحاكم لتحل محله .
لهذا ليس غريبا أن( الثوار ) لم يلتفتوا الى الطبقة العاملة والجماهير الكادحة ولم يقدموا لهم حلولا الا تلك التقليدية إذ باعوا لهم الآخرة بالدنيا .. عندما أراجع حصيلة مجموع الأفكار المطروحة على الساحة من تونس حتى العراق ، لا أجد الا كل سخف بعيد عن العصر وحل المشاكل ، أفكار تتصل بالجزء السفلى من الرجال وكيفية قهر النساء وإعادة المرأة الى خدرها لذلك انتهت الهبّات الى السيد أبو اسماعيل الباحث عن جنسية السيدة والدته ومن على شاكلته واستثمرت السعودية والخليج فيهم ملايين الدولارات لوقف الثورة الحقيقية التى إن وصلت لحدود بلادهم جعلت حياتهم جحيما .. الثورة لم تكن ثورة .. والثوار أنهكوا واختفوا عندما خرج السلفيون والاخوان من الجحور وقفزوا على أكتافهم .
الصراع لازال دائرا والشعب الذى عادة لا يتحرك الا على صراخ بطنه سيجوع وسيذهب بسارقيه ذوى اللحى الى نفس المكان الذى أودع فيه سارقيه ذوى الملابس الرسمية.
السؤال الرابع :
الأحزاب اليسارية يمكن تصنيفها فى مجموعتين أساسيتين ..القومية ولقد تم هزيمتها وتصفيتها تماما لإنحراف قادتها والشيوعية أو الاشتراكية التى تم إضطهادها وتخريبها وعزل كوادرها تحت دعاوى ليست مجالا للمناقشة الآن .
الأحزاب الشيوعية والاشتراكية التى كان لها دورا واضحا منذ عشرينيات القرن الماضى ولمدة ثلاثة عقود ، تراجع تأثيرها حتى إختفى فى خمسينيات نفس القرن ، لقد كان لليسار تواجدا قويا بين الطبقات العاملة ونقاباتها فى الفترة التى تلت الحرب العالمية الأولى وحتى الحرب نهاية العالمية الثانية ، لذلك تم مطاردتها وسحقها من قبل القوميين لتخلو لهم الساحة ثم يستسلمون واحدا بعد الأخر لقوى الامبريالية العالمية .
اليسار الجديد يرتكز الآن على خلفية مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الانسان ، ويكاد يتطابق مع توجهات اليسار الأوروبى الذى يناضل من خلال آليات الديموقراطية وهو مع حرية المرأة والتوزيع العادل للثروة وناتج العمل ومضاد للاحتكارات والفساد والديكتاتورية الفاشيستية الدينية أو القومية ، ومع ذلك فهو لازال بعيدا عن الجماهير والطبقة العاملة وهو قد يصبح فى المستقبل القريب عنصر التنوير المناسب عندما يتم الانتقال من تكنولوجيا القرن التاسع عشر الى الأتوميشن وتتغير البنية الطبقية للعاملين بعد تخليها عن قادتها من أصحاب اللحى والسبحة والجلباب القصير .




#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامجي الانتخابي لرئاسه الجمهورية .
- كم من الجرائم ترتكب باسم الثورة .
- أمة عاجزة يحكمها كهولها .
- سيدنا الشيخ ، الولي ، الرئيس حازم
- إسلامكم لا يصلح لادارة دولة حديثة.
- نداء الي السيد جمال مبارك .
- ملك ، خليفة ، ديكتاتور .. أم رئيس !!.
- apocalypse يا قوم الحرب علي الابواب .
- ايزيس ، ماعت ، عشتار و ام النور
- الاستاذ جبريل أهلا بك
- الدولة الرخوة وعقدها الاجتماعي
- أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.
- تداعيات الكارثة ( يسقط حكم النازى ).
- ما أتعس حياتي علي أرضك يا مصر .
- نهاية هوجة وبداية ثورة
- وسط أنواء بحر الظلمات
- الأمة ثابتة أما الدين فمتغير.
- أحاديث الكهانة..أم قصص للأطفال.
- تجريف الشخصية المصرية
- قول للطبيعة كمان تبطل دلع.


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد / عادل الامين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012 - محمد حسين يونس - عمال بلحية وسبحة وجلباب قصير.