أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012 - سعيد الوجاني - ملف - المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها ،والعلاقات مع الاحزاب اليسارية - بمناسبة فاتح ماي 2012















المزيد.....



ملف - المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها ،والعلاقات مع الاحزاب اليسارية - بمناسبة فاتح ماي 2012


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 21:29
المحور: ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012
    



السادة الاستاذة في الوقع المتمدن تحية طيبة ، تجدون ادناه اجوبة شخصية عن الاسئلة التي تفضلتم بطرحها بمناسبة فاتح ماي
س 1 : كيف اثر التطور التكنولوجي ، ثورة الاتصالات ، وتكنولوجيا المعلومات على تركيبة الطبقة العاملة كما ونوعا ؟
ج : اذا اخذنا بعين الاعتبار التركيبة الاجتماعية للشغّيلة اليدوية وليس الطبقة العاملة غير الموجودة بالمفهوم الماركسي اللينيني للعمال ، حيث تغلب عليها الامية والتقاليد البالية وغياب النضج السياسي الطبقي وتعويضه بالاستحقاقات المطلبية التي تتبدل بتغير الظروف والمجتمعات ، نكاد نجزم القول ان العمال ، واخص بالذكر منهم شغّيلة البلاد العربية حيث يسود التخلف والأنظمة النمطية المجتمعية ، هي في واد والتغييرات التي تحدثها ثورة المعلومات والاتصالات في آخر ، اي لا يمكن ان نقارن وضع الشغّيلة العربية الهجينة بوضع الشغّيلة الاوربية المندمجة في مسلسل الانتاج وبالتالي في النظام الرأسمالي . وإجمالا فان ثورة المعلومات والاتصالات لم تحدث تغييرا ملحوظا في بنية الشغيلة بالقدر الذي احدثته في بنية الفئات الاخرى التي تتحرك بعنوان العمال رغم ان انتمائهم يعود لقطاعات انتاجية برجوازية مثل الاساتذة والمحامين الاطباء والمهندسين والموظفين اضافة الى التقنيين والمستخدمين الذين ينْظمون في اطارات خاصة داخل المركزيات النقابية للدفاع عن مصالحهم وليس عن مصالح العمال التي تجري كل الصراعات باسمهم ، لكن يظلون المغيب الحقيقي من الاستفادة من المكتسبات التي يعطيها الحراك القطاعي داخل المركزيات النقابية المختلفة . واذا كانت كل القطاعات قد استفادت من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وفي حدود ، فان الشغيلة اليدوية خاصة العاملة في مجال الفلاحة ظلت مهمشة تتقاذفها سياسات المصالح والكولسة التي تجريها باسمها الاجهزة البورصية المختلفة التي تتناقض مصلحيا واجتماعيا مع مصالح العمال او الدراويش المستضعفين ، وهو ما يجعل هذه الشريحة الاجتماعية وبكل افراد اسرها تعيش دائما في الفقر والجهل .
س 2 : هل ترى تراجعا لدور الطبقة العاملة التقليدية في عملية الانتاج ، في مقابل تنامي دور شرائح اجتماعية وسطى وتحلل الحدود الطبقية القديمة ؟
ج : اولا ما المقصود بالطبقة العاملة ؟ فإذا كان المقصود بذلك عمال المعامل والمصانع الذي عناهم كارل ماركس في مذكراته ووجه لهم نداء الوحدة ( يا عمال العالم اتحدو ) فان مردوديتهم في الانتاج قد تقلصت مثلما تقلص حجمهم امام حلول الروبو ، اي الرجل الآلي الذي اختصر الزمن واختصر العمل وفرض الجودة مع السرعة في الانتاج ، ونفس الشيء يلاحظ بالنسبة للفئة الفلاحية اليدوية التي عوضتها الآلات الفلاحية من جرارات وماكينات الحصاد والسقي بالتنقيط ... لخ . اما اذا كان المقصود بالطبقة العاملة البروليتارية الرثة من ماسحي الأحذية وعمال البلديات وقطاع النقل من بلدي وخواص ، فان دور هذه الفئة يبقى ضروريا ، لأنه لا يمكن تعويضه او اختزاله بالروبو . لكن رغم اهمية الدور الذي تقوم به هذه الفئة الى جانب فئة الممرضين والعمال الغابويين الموسميين وعمال الموانئ والصيد البحري والبريديين ... لخ فان وضعهم الاجتماعي والمادي ان لم ينحدر نحو السوء ، فنادرا ونادرا جدا ان يعرف بعض التحسن سواء بسبب ظروف العمل ، او بسبب الضمانات عن الاخطار التي تنصص عليها القوانين التي تبقى في غالب الحالات حبرا على ورق .
واذا كان قد تقلص بنسب كبيرة العمل اليدوي للشغيلة اليدوية في الاقتصاد ، فانه بالمقابل ازداد تقدما وتطورا العمل الذي تنجزه قطاعات اخرى من تقنيين ومستخدمين مؤهلين ومعلمين وأساتذة ومهندسين وأطباء وبنكيين .. لخ ، وهو ما يعني تقلص التأثير الايجابي لفئة الشغيلة اليدوية التي كان لها منذ بداية القرن الماضي واستمر الى حدود وسط نصفه الثاني لفائدة فئات اجتماعية اخرى ، اهلتها ظروف الحال والتطورات التي مر بها النظام الرأسمالي ودول المحيط التابعة ، الى ان تفرض وجودها وتحل محل ( العمال ) في تصدر مختلف المعارك التي تحصل باسمهم ، وهو ما يعني تصدر البرجوازية الصغيرة والمتوسطة وما فوق المتوسطة للصراعات ، وفقدان تأثير الفئة العمالية التي يطلقون عليها الطبقة العاملة . ان هذا التغيير الذي طرا في الهرم ، اثبته ما عرف ب ( الربيع العربي ) الذي تصدرته قوى رجعية متخلفة معادية للفئة ( للطبقة العمالية ) وللقوى التي تعتمد العلم في العملية التقدمية . واذا كان نداء ماركس الشهير ( يا عمال العالم اتحدو ) قد تم اختزاله في وحدة الحركة الشيوعية العالمية ، تلك الوحدة التي لم تتحقق بسبب الخلاف في الفهم والتعاطي مع النصوص الماركسية باسم الخصوصية ، فان التاريخ لم يسبق ان عرف وحدة عمالية كما دعا ماركس ، بل ان الوضع المادي والتنظيمي للعمال كان يعرف الانقسام العمودي ومرة الافقي بسبب اسقاط السياسي على النقابي ، وهو ما يجعل النقابة تابعة للحزب ولقيادته البرجوازية ذات المصالح المتناقضة مع مصلحة الشغيلة . والسؤال هنا : الم تنعكس الصراعات الايديولوجية والتنظيمية الحزبية على وضع المركزيات النقابية ، بحيث ما ان يحدث انقسام في تنظيم حتى يتبعه آخر في مركزية باسم العمال المغيبّين في مثل هذه الصراعات التي تضر بمصلحة العمال وبمصلحة المركزية النقابية .
س 3 : البطالة آفة اجتماعية واقتصادية كبيرة جدا في العالم العربي . كيف يمكن مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لها ؟
ج : البطالة ليست فقط آفة اجتماعية لصيقة بالعالم العربي ، بل هي موجودة وبشكل اكثر حدّة في الدول المتقدمة مثل فرنسا ، اسبانيا ، ايطاليا ، البرتغال ، اليونان وبالمملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية . لذلك تتعدد اسباب هذه الظاهرة وتختلف من بلد الى آخر وان كان تأثيرها على المستضعفين اكثر حدّة بدول العالم الثالث عنه بالعالم الغربي . وبالرجوع الى واقع البلاد المتخلفة والنامية او السائرة في طريق النمو ، فإننا سنجد اسبابا كثيرة تقف وراء انتشار البطالة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1 – عدم ربط التعليم بالتنمية ، حيث لا تزال اغلب الدول العالم ثالثية رغم مرور عقود على استقلالها ، لم تحسم بعد في مشكلة التعليم الذي يطبعه الارتجال والتكرار والحفاظ على الانماط التقليدانية في البرامج ، حيث لا قاعدة تجمعها بالتطور المتسارع الوافد من الخارج ، وهنا فان غالبية الدول تقلد وتنقل ما يحصل عند الاخر رغم اختلاف الخصوصيات ، ومن ثم تصبح الاصلاحات المدخلة على البرامج بعيدة عن الاصلاح الحقيقي الذي يبقى الحلقة المفقودة في اية عملية تغييرية
2 – النمو الديمغرافي المهول بسبب التقدم الطبي الذي قلص من نسب الوفيات وضاعف نسب الولادات بشكل اصبح يهدد بالمجاعة وبانتشار الامراض التي انقرضت . وقد زاد من حدّة هذه الحقيقة شح الارض والجفاف والاحتباس الحراري مع قلة الامكانيات لمواجهة الخصاص المسجل في العديد من القطاعات الانتاجية والتنظيمية . ان من اكبر الجرائم التي تقترف باسم الدين في تغيير الهيكلة العامة للمجتمع والدولة ، هو ترديد بعض الاقوال التبريرية الإتّكالية مثل ( الرزق على الله ) ( كل واحد أو رزْقو ) وهي دعوى لإخفاء حقيقة الجماعات الواقفين وراءها التي تتمثل في الانتشار المفرط للسكان مع تعميق المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ، واستغلال الدين لتعريض القاعدة والدفع بها للاستيلاء على الحكم عندما تصل الدولة الى الافلاس . لذا لا بد من اتخاذ قرارات جريئة في هذا الميدان دون إكثرات بما يردده المتأسلمون الذين يعطون للظواهر تفسيرا يصب في نهاية المطاف في خدمة برامجهم القروسطوية والفاشية المناهضة للتطور والعلم والعلوم الحقّة .
س 4 : لماذا لم تحقق الثورات العربية اهدافها لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة التي كانت القوى الرئيسية لتلك الثورات ؟
ج : اولا ان ما حصل بالبلاد العربية لا يعد ثورة بالمفهوم المتعارف عليه لتحديد عناصر الثورة . ان ما عرفته بعض البلاد العربية كان انتفاضة شعبية تقدّمتها القوى البرجوازية الصغيرة والمتوسطة وما فوق المتوسطة ، واذا كانت هذه الانتفاضة قد نجحت في ابعاد الحاكم ، فإنها فشلت في تغيير النظام الذي لا يزال يواصل بنفس المنهجية وبنفس الاليات الميكانيزمية . وعوض ان يذهب عمرو موسى وعمر سليمان والمشير الطنطاوي والزنجوري وشفيق ومن معهم الى السجن ، نجدهم يرتبون لمستقبل مصر في غيبة ابناءها وطبقاتها التي اشعلت لهيب التغيير دون ان يصل الى مداه الاخير ، والغريب حين يسرق هذا الانجاز رغم علاّته ، قوى محافظة مناهضة للتغيير وضد الثورة . ان وصول حزب العدالة والحرية المحسوب على الاخوان المسلمين ، ووصول حزب النور المحسوب على التيار السلفي الى البرلمان ( اغلبية مطلقة ) يعد اكبر ضربة ارتدادية وجهت للعملية التغييرية الحقيقية . والسؤال هنا هل التحرك كان من اجل الديمقراطية والمساواة ، ام كان من اجل الخروج من نظام مستبد دكتاتوري الى اخر فاشي قروسطوي ؟
ان نفس الشيء يلاحظ في تونس ( حزب النهضة ) ويلاحظ في اليمن الذي ابرمت فيه صفقة مع دول الخليج والولايات المتحدة الامريكية انتهت بذهاب شخص صالح مع بقاء حزبه ونظامه . وانه نفس السيناريو سيحصل في الحالة الليبية والسورية .
اذن ان السبب في عدم تحقيق الانتفاضات وليس الثورات مصالح ( الطبقة العاملة ) هو عدم مشاركة هذه ( الطبقة ) في العملية التغييرية ، فكان لها دور ثانوي بالمقارنة مع المهمشين والبروليتارية الرثة والبرجوازية الصغيرة والمتوسطة وما فوق المتوسطة . وبما ان مصير التغيير آل الى الحركات الرجعية العدو الرئيسي ( للطبقة العاملة ) ( افضل استعمال مصطلح الشغيلة اليدوية بدل الطبقة العاملة التي ترجع للثرات الماركسي المتلاشي بالبلاد العربية ) فلا يمكن انتظار اي شيء ايجابي لصالح الشغّيلة اليدوية ولصالح الفئات التي تعادي الفاشية . ان ما اكتشفته الجماهير بعد فوز حزب النور وحزب الحرية والعدالة في مصر وما تلا ذلك من صراع حول الرئاسة وإعداد الدستور ، لا يعدو ان يكون صراعا من اجل الاستفادة من المناصب البرلمانية وبعدها المناصب الوزارية ومنصب الرئاسة وتحنيط المجتمع . انه الصراع على الريع الحكومي والبرلماني وليس صراعا من اجل البرامج الاجتماعية الهادفة . انها نفس الملاحظة سجلها الشارع المغربي بالنسبة لوزراء حزب العدالة والتنمية المغربي الذي اجتهد وزراءه في توظيف الزوجات وإلحاقهن بدواوين الوزراء( زوجة عبدالعالي (حامي) الدين ). كما ان تصريح عبد الاله بنكيران بان ( برنامج الحكومة ) التي يشغل فيها منصب ( الوزير الاول ) هو امتداد ل ( برنامج الحكومة السابقة ) وتصريح حزب التقدم و( الاشتراكية ) وحزب ( الاستقلال ) وحزب الحركة ( الشعبية ) بان مشاركتهم في هذه الحكومة هو لتكميل ( الأوراش ) التي بدأتها الحكومة السابقة ، دليل ساطع على ان الحكومة الحالية لا ( برنامج حكومي لها ) . وهنا نوجه السؤال لحزب الاتحاد ( الاشتراكي للقوات الشعبية ) ولحزب التجمع الوطني (للأحرار ) ولحزب ( الاصالة والمعاصرة) من خلال الوزير اخشيشن الذين يلعبون دور المعارضة . كيف تعارضون ( برنامج حكومة ) كنتم طرفا فيه ؟ ثم اليس معارضتكم هي ضد اشخاص الحكومة الحالية بسبب التنافس على الريع الحكومي والبرلماني وليس بسبب ( البرنامج ) الذي ادعى عبدالاله بنكيران بأنه تكملة وامتدادا ( للبرنامج الحكومي ) السابق ؟ واذا كنتم قد وصفتم في البرلمان اثناء مناقشة ( البرنامج الحكومي ) برنامج الحكومة الحالية ، بأنه نسخة طبق الاصل للبرنامج الحكومي السابق فماذا تغير بين الامس واليوم ، هل معارضتكم للحكومة هي فقط بسبب وجود وزراء العدالة والتنمية ، علما انكم كنتم طرفا في الحكومة السابقة التي كان من بينها حزب ( الاستقلال ) ، حزب الحركة ( الشعبية ) و حزب التقدم و ( الاشتراكية ) ؟ ام ان الحكومة الحالية هي حكومة ( اسلامية ) او ( ملتحية ) او هي حكومة ( العدالة والتنمية ) ؟ وهل نبيل بنعبدالله والعنصر وآل الفاسي اسلاميون منسجمون مع وزراء عبدالاله بنكيران ؟ ام ان ما يجمع الجميع لا يعدو ان يكون لعبة المصالح التي يجب الحفاظ عليها تحت ذريعة اي عنوان ؟ ونطرح السؤال من جديد : هل الحكومة الحالية هي حكومة ( اسلامية ) اسلاموية ؟ . اعتقد ان من يردد هذه الترهات ليس بليدا بل يمثل قمة البلادة والغباوة . ان وجود حزب العدالة والتنمية بالوزارة وبالبرلمان لا يشكل اكثرية ، بل هم اقلية اذا قارناهم بعدد الاحزاب التي تتواجد بالبرلمان وبالحكومة . ان انسحاب وزراء حزب التقدم و ( الاشتراكية ) ووزراء الحركة ( الشعبية ) ووزراء حزب ( الاستقلال ) من الحكومة وعدم تدعيمهم لها بالبرلمان يعني نهاية الحكومة الحالية وإبعاد العدالة والتنمية منها . ان ما يهم بنكيران وجماعته ليس البرامج بل الاستفادة من الريع الحكومي والبرلماني شانهم شان بقية الاحزاب الاخرى . وهنا ألا يجب الحمد لله ان الملك امير المؤمنين لا يزال هو العمود الفقري للدستور وبمقتضى عقد البيعة الذي يجمع الامير بالشعب وليس بالأحزاب التي تلهت وراء مصالح ( زعماءها وعائلاتهم ) ؟
وإذا كانت اوضاع المستضعفين والمهمّشين والفقراء والشرائح التي عولت على التغيير لتغيير اوضاعها ، قد زادت استفحالا بعد ما عرف ب ( الربيع العربي ) التي تحول الى كارثة شتوية ( مصر ، تونس ، ليبيا ، اليمن ) ، فان عجز حزب العدالة والتنمية عن تحقيق الوعود التي وعد بها ( انقلب عليها ) ودخول اعضاء الحكومة فيما بينهم في سجالات بسبب ( المرجعية ) ، يوضح بما لا يدع مجالا للشكل ان وضع الحكومة الحالية هو في يد عفريت . لقد ابان بعض وزراء العدالة والتنمية ( وزير التجهيز الرباح ، وزير الاتصال الخلفي ، وزير العدل الرميد والوزير الشوباني .. اضافة الى تصريحات برلمانيين من الحزب ) عن عدم القدرة في الجمع بين منصب الوزير وبين المسؤولية التي يفرضها هذا المنصب ، معتقدين انهم لا يزالون يمارسون المعارضة البرلمانية وليس المسؤولية الحكومية ، وهو ما يجعل الحكومة الحالية ضد الطبيعة بسبب فقدان الانسجام الذي لا يمكن ان يفرضه عبدالاله بنكيران بخطابات الوعظ والإرشاد في المجالس الوزارية التي تحولت الى اضرحة وأسواق لحلايقية ( الحلقة ) .
س 5 : كيف تقيم العلاقة بين الاحزاب اليسارية والطبقة العاملة ومنظماتها ونقاباتها ، وهل لعبت تلك الاحزاب دورا في تقوية النقابات العمالية ؟
ج : ان كلمة يسار هي كلمة فضفاضة تضم كل اطياف اللون السياسي الانتهازي ، لذا فان استعمال هذا التعريف للدلالة على بعض القوى السياسية يفتقد الى المعنى ويفتقد الى الصواب ، بدليل ان هناك احزاب لها مرجعية يمينية وتعد على صفوف اليسار( في المغرب مثلا حزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي والحزب العمالي وحزب الخضر والاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية ) وهناك احزاب تدعي المرجعية اليسارية لكنها تصطف ضمن المرجعيات البرجوازية اليمينية الصغيرة( في المغرب نذكر كذلك حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد ) كما توجد احزاب اصلاحية تنهل من المرجعيات اليسارية الكاوتسكية اليمينية وتدعي انتسابها الى المرجعية الجذرية التي تنازعها عليها مرجعيات يسارية متطرفة ( في المغرب نذكر بحزب النهج الديمقراطي وبالنهج الديمقراطي القاعدي ) كما توجد جماعات تعارض الثورة الداخلية الستالينية لأنها تعتبرها دكتاتورية ، وتفضل بديلها الثورة العالمية المستحيلة التحقيق ، مما يجعلها ومن حيث لا تشعر لا تختلف في انطلاقاتها وبرامجها وأهدافها عن الاحزاب اليمينية التحريفية التي تتحرك بعناوين اشتراكية ( في المغرب نذكر رابطة العمل الشيوعي وتيار المناضلة ) . اذن يجب التحفظ في استعمال كلمة يسار لأنها تدل على دلالات لا علاقة لها باليسار وتستعملها الكثير من التنظيمات قصد التمويه وإخفاء الواقع .
وبالرجوع الى السؤال الاساس نكاد نجزم ان علاقة اليسار ( نستعمل هذا المصطلح للمجاز فقط ) بالتنظيمات النقابية عبر التاريخ ، كان سببا في الحاق اضرار بالغة بالعمل النقابي وذلك بسبب اسقاط السياسي على النقابي . وهنا لا بد من الاشارة الى ان كل تنظيم في النقابة يحاول استمالة المركزية لتكون خاضعة له توجيها وتنظيما ، وقد اسفر هذا الواقع عن نتائج سلبية اضرت بالعمل النقابي اكثر مما خدمته . لذلك فحين كان يحصل اختلاف او انشقاق بين الاعضاء الحزبيين الذين يتصارعون على المصالح الخاصة بهم ، كان ينعكس ذاك الصراع على المركزية العمالية التي تعرف بدورها انشقاقا مرادفا للصراع الذي عرفه الحزب . هكذا سنجد مثلا بالنسبة للمغرب ان الانشقاق الذي عرفه حزب الاستقلال في خمسينات القرن الماضي بين الجناح الميركانتلي المحافظ والجناح البرجوازي الصغير ، ادى الى ان تعلن اكبر نقابة بعد الاستقلال ، الاتحاد المغربي للشغل ، انتماءها الى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والقطع مع حزب الاستقلال الذي يمثل مصالح الكمبرادور والإقطاع . ان نفس الشيء سيحصل لنقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي انتمت الى الحزب المذكور . ان هذا التغيير في تموقع النقابات بعد الانفصال الذي تعرض له حزب الاستقلال ، دفع بهذا الاخير الى انشاء منظمة موازية تابعة له عرفت ب ( الاتحاد العام للشغالين ) وفي الحقل الطلابي انشأ منظمة ( الاتحاد العام لطلبة المغرب ) كمنظمة مقابلة لمنظمة ( الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ) المتحالفة مع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .
بعد انقسام حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في سنة 1972 و بالضبط على اثر احداث 3 مارس 1973 ( جناح الدارالبيضاء الموالي للنقابة وجناح الرباط الموالي للحزب ) انعكس هذا الصراع على نقابة الاتحاد المغربي للشغل ، واحتدم ليصل اوجهه في تأسيس نقابة ( الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ) التي كانت تابعة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باسم الحركة ( التصحيحية ) . كما ادى الصراع بين قيادة الحزب المذكور الى ان ينعكس هذا الصراع على نقابة الكنفدرالية التي خرجت منها هذه المرة نقابة ( الفدرالية الديمقراطية للشغل ) التابعة للاتحاد الاشتراكي في حين اعلنت الكنفدرالية انتماءها الى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ، ودائما باسم الحركة ( التصحيحية ) خرجت عن الفدرالية الديمقراطية للشغل نقابة جديدة اسمها ( المنظمة الديمقراطية للشغل ) التابعة للحزب الاشتراكي ( مجموعة الدكتور عبدالمجيد بوزوبع ) الذي نسق مع ثمانية احزاب ( مجموعة الثمانية ) لدخول الانتخابات التشريعية التي كانت وبالا على المجموعة . اما حزب العدالة والتنمية فهو انشا نقابته تحت اسم ( الاتحاد الوطني للشغل ) .
نستفيد من هذا ان الحركة ( اليسارية ) كانت كارثة على المركزيات النقابية لأنها ساهمت في اضعافها من خلال مسلسل الانشقاقات الحزبية التي تسببت في الانشقاقات المركزية النقابية .
اذن يمكن ان نطرح السؤال على ضوء هذا المعطى الذي تدركه الدولة وجميع الفاعلين السياسيين جيدا ، من هو عدو المركزيات النقابية وعدو الشغيلة ؟
1 – ان العدو الاول يتمثل في قيادة النقابات التي حولتها الى ضيعات خاصة بها ، اي اضحت ملكية خاصة لخدمة المصالح الخاصة على حساب الشغيلة . وفي هذا الاطار فان الاجهزة البورصية والبيروقراطية لم تتوانى في المتاجرة بحقوق الشغيلة والمستخدمين ، مع الباطرونة وإبرام الصفقات المربحة من وراء ظهرها . وهنا فان الاجهزة القيادية في النقابة لن تتردد في تجميد الفروع والجهات وطرد الاطارات التي تثير مسالة المحاسبة والشفافية وتطالب بتدقيق الحسابات ودمقرطة العمل النقابي ، كما لا تتردد هذه الجهات التي تجعل النقابة هي الحزب ( الكنفدرالية + المؤتمر ، الفدرالية + الاتحاد الاشتراكي ، المنظمة + الحزب الاشتراكي ، الاتحاد الوطني للشغل + حزب العدالة والتنمية .. لخ) من استعمال النقابة في خدمة الحزب وليس في خدمة المنخرطين الذين يدعون تمثيلهم . وحتى تتضح الصورة اكثر فان عدد النقابات في المغرب يتعدى 27 نقابة
2 – ان العدو الثاني للحركة النقابية وللمركزيات النقابية هو التنظيمات السياسية التي تغرق النقابة بصراعات حزبية وتنظيمية وخدمة اجندة لا علاقة لها بمصلحة الطبقة العاملة . لقد ادى هذا الوضع الى تفتيت الحركة النقابية والى اضعاف حركة الشغيلة وتقزيمها بما يجعلها عاجزة عن الدفاع عن مصالحها . ان سياسة الاستاذ عبدالله ابراهيم بفصل العمل الحزبي عن العمل النقابي ، اي الوقوف ضد اسقاط مشاكل الحزب الايديولوجية والتنظيمية على النقابة يبقى اكبر ضمانة للحفاظ على تماسك ووحدة الشغيلة ووقوقها كرجل واحد في سبيل الدفاع عن حقوقها المشروعة . ان هذا الموقف الواضح دفع بأعداء الفقيد الى وصفه بالخبزي ، لكن الذي ابانت عنه التجارب ان هؤلاء بدورهم تصرفوا بدوافع لا تقل حجما عن السياسة الخبزية التي استعملوها للتقليل من الخصم والتمكن منه ، اي انهم خبز يون بامتياز
3 – اما اكبر عدو للشغيلة وللمركزيات النقابية ، فيبقى التنظيمات الاسلاموية التي احتلت العديد من القطاعات التي كانت حكرا على الاحزاب ( اليسارية ) وتستعمل النقابة كواجهة للسيطرة على المجتمع ومنه على الدولة .


















































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































+



































































#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف
- العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 2 )
- العراق بين مخاطر التقسيم والانقلاب العسكري واللّبننة ( 1 )
- الشبيبة
- ملف المراة : آفاق المراة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
- حقوق الانسان المفترى عليها في الخطاات الحكومية وغير الحكومية
- اغلاق خمارة ( اسكار) بالدارالبيضاء
- الرجعيون والتقدميون في الاسلام
- القرامطة وافلاطون
- بلشفيك الاسلام . هل هم قادمون ؟
- الديمقراطية بين دعاة الجمهورية ودعاة الخلافة
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 8 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 7 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 6 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 5 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 4 )
- منتصف الطريق فالإجهاض
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 3 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 2 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 1 )


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد / عادل الامين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012 - سعيد الوجاني - ملف - المتغيرات في تركيبة الطبقة العاملة ودورها ،والعلاقات مع الاحزاب اليسارية - بمناسبة فاتح ماي 2012