أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها - جاسم المعموري - عيد المرأة عيد المحبة والرحمة














المزيد.....

عيد المرأة عيد المحبة والرحمة


جاسم المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3305 - 2011 / 3 / 14 - 12:21
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها
    


مرت ذكراك العطرة قبل ايام قليلة مضت , ولم تسعفني الاحوال ان اكتب لك شيئا , فما يجري اليوم في ساحات الحرية في وطننا شغلنا عنك مع ظروف الحياة الاخرى , حيث نكدح من اجل لقمة العيش , ونعاني الأمرين في ديار الغربة , ولكن ما كان يجب ان ننشغل عن ذكراك التي يصلي في محرابها الابرار .
سيدتي .. انت المرأة الخالدة التي كتب الله تعالى الحج علينا من اجل ان نتذكر موقفها الانساني المفعم بالحب لوليدها العطشان , فنذهب الى مكة كل عام , ونركض هنا وهناك كما ركضت وهي تبحث عن الماء من اجل وليدها , ونشرب من ماء زمزم الذي تفجر تحت قدمي ذلك الوليد المقدس الذي يكاد قلبه الطاهر ان يتفجر رحمة ومحبة وسلاما للعالمين , ونقوم بكل تلك الشعائر اكراما لها , فلم تكن هاجر (ع ) رجلا , بل كانت امرأة وكانت أما حنونا , آمنت بربها وأحبت وليدها , فأكرمها ربها بذكر لايزول ابدا .
ألست انت التي كلما دخل عليها زكريا (ع) المحراب وجد عندها رزقا , فيقول لها أنى لك ذلك , فتقول هو من عند الله , هنالك دعى زكريا ربه .. لماذا ياترى ؟ الم يكن زكريا نبيا ومريم لم تكن كذلك ؟ بلى , هو اراد ان يدعو ربه في تلك اللحظة , وذلك المكان بالتحديد , لأنه كان يرى حجم البركة ونوعها التي كانت تحيط بمريم (ع ) , فاستجاب الله تعالى له , ورزقه يحيى بعد ان وهن العظم , واحترق الرأس شيبا , اكراما لمريم , وتعظيما لشأنها , فهل أنزل الله تعالى الطعام على رجل من القريتين عظيم ؟ كلا , بل كانت امرأة احبت ربها واتقته فأكرمها .. ألست انت التي قلت ياليتني مت قبل هذا , وكنت نسيا منسيا , وأنت الطاهرة العفيفة الشريفة ..؟ ألست انت التي أسقطت عليك النخلة من ثمارها رطبا جنيا , رغم انها كانت شجرة ميتة قبل ان تلمسيها ؟ .
ألست انت التي أسقطت فرعون وأغرقته في اليم بعد ان تجبر وتكبر ؟ فلو لا أن أكرمك الله بحبك لموسى (ع ) , ورعايتك له عندما اصبحت له أما , هل كان سيصل الى فرعون ليسقط عرشه ويحطم جبروته ؟ .
ألست انت التي جعل الله تعالى ذرية حبيبه النبي الاكرم الاطهر (ص) فيها , فكانت كوثره الذي اعطاه له ربه , وانزل للتذكير والخلود من اجل ذلك سورة في القران إسمها الكوثر , أكانت الكوثر رجلا .. كلا بل هي امراة احبت ربها واتقته , فأكرمها بذرية ملأت الوجود عطاءا , وفضلا , وعلما , وخلقا , ورحمة , وحبا , وسلاما , ورفضا للظلم والعدوان والتجبر والفساد , وقدمت – هذه الذرية - دمها وحياتها وجهدها ووقتها , بل حتى حريتها وكرامتها من اجل الانسانية , مما جعل لنا الحق ان نفخر بإنسانيتنا على سائر خلق الله لأن ذرية فاطمة (ع) بشر مثلنا .
ألست انت شريكة الثائر العملاق التي لو لاها ماعرفت البشرية نور الرسالة ولا معانيها , ولاذاقت طعم العدالة أو أمانيها , ولا انشدت للحرية أغانيها , فهل كانت خديجة الكبرى (ع ) رجلا ؟ كلا , بل كانت امرأة أحبت ربها واتقته , فأكرمها وجعلها أول من آمن , فهل كان اول الناس اسلاما رجلا ؟ كلا , بل امرأة آمنت بالثورة وأعطتها كل شيء , وختمت حياتها بالشهادة , وهي محاصرة مهجرة من ديارها بين جبال خشنات يابسات , بواد غير ذي زرع سوى نبتة التحدي والشموخ .
ألست انت التي كنت ملكة لاقوى البلدان , وحكمت شعبها بالعدل حتى صار أسعد الشعوب , واقترن اسمه بالسعادة , فاذا قيل اليمن قيل السعيد ؟ ألم تكوني ملكة الديمقراطية والشورى قبل عصر الديمقراطية هذا بآلاف السنين ؟ فتقولين لشعبك " ياأيها الملأ أفتوني في امري ماكنت قاطعة امرا حتى تشهدون " , أكانت بلقيس رجلا ؟ كلا , بل امرأة أحبت ربها , وكانت تبحث عنه حتى دلها عليه , وهداه الى نوره , وأحبت شعبها حتى جعلته اسعد الشعوب , فأكرمها ربها , وجعل ذكرها خالدا خلود آياته , وباقيا بقاء قرآنه.
ألست انت المرأة الثائرة التي تملأ اليوم ساحات الحرية والتغيير والثورة في كل ازقة وشوارع الوطن الجريح المهان المستعبد المنهوب , لتعيدي اليه كرامته وحريته وحقوقه واستقلاله وأمنه ؟ واذا تأملت معي قليلا ستجدين انك لم تكوني حاضرة في تلك الساحات فحسب , بل انت من يفجرها ويقودها جنبا الى جنب مع شباب امتنا الغيارى الميامنين الطاهرين , لا , بل ازيدك علما , فانك لم تحضري ساحات الكرامة لوحدك فحسب , بل دفعت ابوك واخوك وزوجك واختك اليها , ولو لاك ياسيدتي لما انتبه العالم الى حجم الظلم الواقع على هذا الشعب العربي الكريم , فهل كنت رجلا ؟ كلا , بل انت امرأة آمنت بربها وشعبها ووطنها وثورتها , فأكرمها ربها وجعل منها صانعة للتاريخ , ومسؤولة تعرف عظم مسؤوليتها , حيث تشارك في صنع القرار .
فهل من نعمة اكبر من هذه النعمة ؟ وهل من كرامة اعظم من هذه الكرامة ؟ ودعيني اودعك سرا , لو عرف الرجال قدر الكرامة التي منحت لك , لعرفوا طريق الجنة والخلود , ولكن لاينالها الا ذو حظ عظيم .
واخيرا كان علي التوقف هنا , حيث لا اريد ان اطيل عليك – وان كان الحديث عنك ليس فيه اطالة وان طال – ولكن رب قائل من أولئك المتزمتين الذين لم يعرفوا بعد كيف يحترمون انفسهم بحبك واحترامك يقول : ولكنها ايضا حمالة الحطب التي في جيدها حبل من مسد , وهي آكلة الاكباد , وهي التي " كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما " وهي التي كانت السبب في حرب كذا وكذا .. فأقول له لكل قاعدة شواذها , وان من طبيعة الانسان , لاسيما المرأة التعلق والانشداد الى المثل والقيم العليا , والتعلم والتزود منها , فإن قصرت في شيء من هذا القبيل , فذلك لأنها لاتعلم , والسبب هو حجب العلم عنها من قبل أولئك الذين لايعرفون الله ولا رسالته ولا رسوله ولا القيم ولا الاخلاق .
فهنيئا لها عيدها وأسالها العفو لتأخري في تهنئتها ..
جاسم المعموري
12 - 3 - 2011



#جاسم_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتنا تصنع تاريخا يكتبه الله بمداد من زعفران
- حلفاء الطاغوت وفتوى جديدة
- ثورة ليبيا واحتمالية المؤامرة
- اهمية عامل الحسم في الثورة الليبية
- عاجل : الى الشعب العراقي وقادته
- رسائل قصيرة الى الحكام في العالم ( 1) اوباما , خليفة , القذا ...
- السلام على شهداء مصر الطاهرين
- ياحسني لازم تمشي
- يامصر زحفا للقصور ( اغنية لشعب مصر العظيم )
- مؤتمر القمة القادم خيانة للجماهير العربية
- ايها المصريون ثورتكم في خطر
- الى الشعب العربي التونسي الشجاع
- ابن عفان والحريري قتيلان في قميص واحد
- أتعلمون ؟!
- لقد نجى اهل كنيسة سيدة النجاة
- مازلت ُاهواكِ
- الى مدني صالح : لم تمت ايها المدني الصالح
- بعد التاسع من نيسان .. من فخخ الحلم الجميل ؟
- بيلوسي حمامة السلام التي اغاضت البيت الابيض
- كنت شيوعيا ولكن لم اكن اعلم !!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- مشاركة النساء فى حرب الشعب الماوية فى النيبال (الفصل الثالث ... / شادي الشماوي
- الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة! ... / شادي الشماوي
- من الرائدات : أميرة الفكر والأدب , الكاتبة المبدعة مي زيادة ... / مريم نجمه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها - جاسم المعموري - عيد المرأة عيد المحبة والرحمة