أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ابتسام يوسف الطاهر - من فشل في الانتخابات العراقية؟















المزيد.....

من فشل في الانتخابات العراقية؟


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 14:52
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



نظمت حركة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في بريطانيا، ندوة فكرية في لندن استضافت الدكتور عبدالخالق حسين والدكتور غسان العطية للحديث عن الانتخابات العراقية وأسباب فشل قوى اليسار في الانتخابات.
عزا الدكتور غسان العطية بعد تطرقه لتدهور الوضع بالعراق بسبب النظام الدكتاتوري وممارساته القمعية، عزا فشل الانتخابات الى الطائفية التي تسيطر على العقل العراقي "الشيعي ينتخب الشيعي والسني ينتخب السني " كما ذكر أن التيارات الشيعية تحاول جاهدة لإبعاد السنة عن المشاركة بالسلطة. هذا الرأي جزء منه صحيح، لكن فيه تبسيط ربما. صحيح ان الشعب العراقي مازال عشائريا! لكن الطائفية عززها النظام البعثي موهما السنة انه يفضلهم بالرغم انه وقف ضد الجميع بما فيهم عائلته ورفاقه البعثيين! واذا أردنا الإنصاف أن هناك طائفية حقا ولكن بين البعثي سواء كان سنيا أو شيعيا حتى لو انتمى لأي من الأحزاب الدينية او غيرها، وبين الآخر المؤمن بالعراق وطنا للجميع. ولا يمكن التغاضي عن دور أمريكا التي لعبت دور كبير خاصة أيام رامسفيلد لتغذية روح الكراهية بين أبناء الشعب ومحاولاتهم لإشعال حرب أهلية، وللأسف وجدوا ضالتهم بين صفوف كلا الطرفين من الذين يجمعهم التخلف والتحزب الأعمى وعدم الولاء للعراق.
والموضوع الأهم للندوة (فشل القوى اليسارية في الانتخابات العراقية) الذي ركز عليه الدكتور عبد الخالق حسين الذي عودنا في مقالاته، على طرحه المتفائل وتشبثه بعروة الأمل من خلال نقده الموضوعي للأخطاء التي ترتكبها التيارات السياسية التي تقود البلد بعد سقوط النظام البعثي الدكتاتوري، وبنفس الوقت يعتبر الانتخابات خطوة لبناء الديمقراطية ويشير لنجاحها بالعراق بالرغم من النتائج التي فاجأت الكثير من الناخبين والقوى الوطنية التي لم تحظى بكرسي واحد بالبرلمان المعلق!؟ لابد ان النجاح كان من منظار تحدي الشعب وإصراره على المشاركة.
لكنه في إشارته الى تراجع قوى التيار الديمقراطي مثل الحزب الشيوعي وحزب الأمة العراقية وتيار الأحرار الذي يقوده السيد أياد جمال الدين. قال:" صحيح أن قانون الانتخابات مجحف، ويحتاج إلى تعديل، وتقع مسؤولية تعديله على عاتق الكتاب والسياسيين لمناقشة هذه المسألة المهمة والخطيرة، في ندوات ومقالات من أجل فرض الضغوط على ذوي العقد والحل لتغييره إلى الأفضل، فهناك أنظمة انتخابية عديدة في العالم، يجب البحث عن أي منها يكون الأفضل للعراق وفق تعددية مكونات شعبه. لكنه لم يكن السبب الوحيد لتراجع أصوات تلك القوى".
وذكر ان هناك من ينتقد الحزب الشيوعي ويعزو سبب فشله بالانتخابات الى تمسكه بأيديولوجية يراها البعض ما عادت تناسب المتغيرات الحياتية والسياسية، كذلك البعض الآخر يقترح تغيير اسم الحزب ليحظى بالتأييد والقبول لدى الشعب بعد ان استطاعت القوى المعادية أن تشوه ذلك الفكر .
"هذا الموضوع هو الآخر لن يصمد أمام أية محاجة منصفة، إذ هناك كيانات سياسية وطنية وديمقراطية عابرة للطائفية والمناطقية (الجهوية)، وتحمل أسماء لا تمت إلى الشيوعية بأية صفة، مثل حزب الأمة العراقية، والوطني الديمقراطي، وأحرار العراق، ومع ذلك فشلت هذه الكيانات في الحصول على أي مقعد".
إذن الأمر لا يخص الحزب الشيوعي او التيار اليساري فقط. وهذا يعني ان الخلل أولا في قانون الانتخابات نفسه، او ربما الانتخابات جاءت مبكرة جدا، كان لابد أن يسبقها استقرار سياسي وتطور اقتصادي وتوعية مكثفة لأبناء الشعب بكل فصائلهم وتكويناتهم.
وعن الأطروحات المتشنجة من قبل قوى اليسار المتطرف اذا شئنا، التي أدانت الحزب الشيوعي لمشاركته بالعملية السياسية بعد سقوط النظام بالرغم من اعتراضه على احتلال العراق والحرب للخلاص من الدكتاتورية، الأمر الذي عرضه للتهديد من قبل قوى المعارضة الأخرى حينها، خاصة التي ارتبطت بحزب البعث قبل ان تنظم لصفوف المعارضة!
فتلك القوى تطالب الحزب الشيوعي للانضمام الى صفوف المقاومة لمحاربة الاحتلال والحكومة الحالية! قال الدكتور عبد الخالق حسين:
" هذا الانتقاد أثبت فشله، إذ ليست في العراق مقاومة بل إرهاب لإجهاض العملية السياسية. فقد اثبت الواقع أن مشاركة الحزب في العملية السياسية كان واجباً وطنياً، والعزل السياسي ليس حلاً، ولا في صالح الحزب، بل كان لصالح أعدائه. ومن الجهة الأخرى فقد انتصرت في الانتخابات تلك القوى التي دعت للتدخل الخارجي من أجل خلاص الشعب العراقي من أبشع نظام عرفه التاريخ، وشاركت في العملية السياسية بكل نشاط وحماس وعلى نطاق واسع".

فما سبب فشل التيار اليساري الديمقراطي في العراق؟

لم تتطرق الندوة الى أن الكثير من القوى السياسية سواء التي لها دور بالسلطة أو التي تدعي المعارضة من بقايا البعثيين، قد ترصدت قبل كل شيء قوى اليسار أو أعضاء الحزب الشيوعي بشكل خاص، فراح الكثير من القيادات التي تخلت عن فسحة الحرية والأمان التي عاشتها في أوربا وعادت للعراق للمساهمة بعملية البناء، مثل هادي صالح وكامل شياع وغيرهم، راحوا ضحية للجرائم التي ارتكبت ضدهم على يد مجرمين تغاضوا عن قوات الاحتلال وعن المتسبب الأول بدخول قوات الاحتلال ليس في عام 2003 بل قبل ذلك بأعوام أي منذ 1991.
ولا ننسى أن الغرب وأمريكا بشكل خاص مازالت تستخدم كل الوسائل الدعائية ضد كل ما يتعلق بالفكر الشيوعي، بل جندت هوليوود لتزج بجملة هنا وهناك في الكثير من الأفلام ، ضد الشيوعية مرة تعتبرها شتيمة وأخرى تعتبرها لعنة او خيانة للوطنية! وهذا لابد أن يؤثر بتفكير المشاهد البسيط الغربي والعربي على السواء.
في بريطانيا حين فاز حزب العمال في عام 1997 والذي كان يميل لليسار، قال احد أعضاء الحزب في حوار جانبي عن الانتخابات حينها "لو لم يميل حزب العمال لليمين لما فاز بالانتخابات". أما الأحزاب الماركسية او الاشتراكية الأخرى فلا نجدها الا بالمظاهرات التضامنية مع الشعوب الأخرى .
وفي معظم الدول الأوربية (الديمقراطية) لا مجال لقوى اليسار في العملية السياسية الفعلية، لكنهم ينشطون بمنظمات المجتمع المدني التي تستقطب الكثير من الشباب.
إذن بالإمكان القول ان الحزب الشيوعي العراقي وبالرغم من كل الحصار المضروب حوله والحملات الإعلامية ضده وحملات الإبادة التي مورست ضد أعضائه مازال يعمل ويستقطب الكثير من الشباب العراقي.. لكنه مثل حال الأحزاب الأخرى له أخطائه وأولها عدم الاستفادة من تجربة وجود بعض كوادره بالغرب واطلاعه على تجارب الأحزاب الفاعلة هناك التي قبل ان تخوض أي انتخابات تكون قد شكلت حكومة ظل تتهيأ من خلالها لاستلام السلطة..وحتى هذا الخطأ ينطبق على كل قوى المعارضة بالعراق التي خضعت لضغوط أمريكية قبل شن الحرب في 2003 وأجبرتها على إلغاء أي تفكير بتشكيل حكومة مؤقتة !. مما سبب إرباك كل القوى حين دخلت العراق بعد سقوط صدام. وهذا كان أحد أسباب او السبب الأساسي بالفوضى التي مازال العراق يعاني منها.
مهمة القوى الوطنية، سواء كانت يسارية او يمينية (هذه المسميات لم تعد ذا تأثير) فقد يكون هناك يميني لكنه مخلصا للوطن ومحبا للخير ويسعى لخدمة الشعب، تبقى عصيبة وصعبة بسبب تردي الوعي السياسي والوطني في هذه المرحلة حيث تراجع فيها الفكر وسيطر على العقول التخلف والجهل بشكل لم تعرفه الشعوب في العصور السابقة. ولابد ان الثورة التكنولوجية قد أغرت قطاع واسع من الشباب خاصة في المجتمعات الاستهلاكية، فما عادت تلك القوى مثل قبل تحلم بالعدالة الاجتماعية.
الدكتور حسين أكد على انه "يجب على هذه القوى الصمود و الإصرار على مبادئها الوطنية النبيلة، والعمل على نشرها وزرعها، وترسيخها في أعماق المجتمع، ورفع الوعي الوطني لدى العامة. فمرحلة التخندق الطائفي هي مرحلة عابرة فرضتها ظروف موضوعية قاسية جداً، وستزول بزوال هذه الظروف، فالمستقبل هو للدولة الوطنية العلمانية الديمقراطية، يكون فيها الدين لله والوطن للجميع". بالرغم من صعوبة تحقيق ذلك لكن لا نملك غير أن نتفاءل بالغد وبجهود الطيبين لعلها تزيح بعض من الصدأ الذي تراكم على العقول.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسافة (الحبر) ما غزّر
- العيب الكبير
- لا يحتمل التأجيل
- الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة
- احذروا غضبة الحليم
- في حضرة الانتخابات
- اعترضوا ..ولكن ما هو الحل؟
- أي الأجندات سننتخب؟
- وحدة ما يغلبها غلاب!
- لقد جاوز الظالمون المدى
- هل هي وسيلة أخرى لسرقة مال الشعب؟
- غبار الكلام
- الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء
- فايروس الجهل السياسي
- لوكربي وليبيا البقرة الحلوب
- كفار اليوم أقسى من الكونكريت
- الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء
- أوراق صدئة
- بين برلماننا وبرلمانهم!
- الاعلام العربي والمرأة العراقية


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ابتسام يوسف الطاهر - من فشل في الانتخابات العراقية؟