أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - محمد حسين الأطرش - الأطفال... رزقهم ليس في السماء














المزيد.....

الأطفال... رزقهم ليس في السماء


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 18:28
المحور: ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    



ألا يقال "الأباء يأكلون الحصرم والأولاد يضرسون"، هكذا كان. في معظم دولنا العربية والإسلامية آمَن الآباء بأن رزقهم ورزق عيالهم في السماء لكن هذه الآخيرة خزلتهم وخزلت عيالهم فتحول أطفالهم إلى الإيمان بأن السعي في مناكبها هي السبيل الوحيد ليأكلوا طعاما ويلبسوا ثيابا.
آمن الآباء بأن تحديد النسل والأكتفاء بعدد قليل من الأطفال هو الكفر بعينه لأنه راتكاب لجريمة القتل خوفا من الفقر في حين أن الله وعدهم بالرزق لهم ولعيالهم. فلما لا يكون لهم خمسة وستة وحتى عشرة أطفال. ما المانع؟ لكن للآسف حال فساد الناس وفحشهم وظلمهم لبعضهم البعض، بحسب رأيهم، من كرم الله الذي منع عنهم وعن عيالهم الرزق. فماذا تفعل كل تلك الأفواه؟ عمالة الأطفال أهون الشرور خصوصا إذا ما أضفت إليها كل ما يحدث معهم من إعتداءات واستغلال.
صارت عمالة الأطفال في هذه المجتمعات هي السبيل ربما الوحيد للخروج من حالة الفقر والعوز في العائلة لكن المفارقة الغريبة أن معظم تلك الدول التي ترتفع فيها ظاهرة عمالة الأطفال ترتفع فيها بشكل أكبر نسبة البطالة مما يدل على أن كثيرا من فرص العمل تذهب لهؤلاء الأطفال الأقل آجرا وعدم معرفة بقوانين وحقوق العمل والعمال.
لعل الأهم من ذلك كله هو غياب النية الحقيقية، لدى معظم حكومات هذه الدول، لإيجاد حلول لهذه المشلكة لأن الحديث عنها وتقديم إحصائيات رسمية لها إنما يشكل دليلا تبرزه الحكومات ضد مؤسساتها مظهرة فشل كل العهود السياسية في إدارة شؤون الدولة وتحسين ظروف مواطنيها. لأن عمالة الأطفال تأتي نتيجة سلبية للعديد من الأوضاع داخل الدولة.
تدني الأجور وعدم كفاية الدخل لتأمين حياة كريمة، غياب الرقابة على إلزامية التعليم وتجاهل المؤسسة الرسمية لحالة التسرب المدرسي بشكل يساهم في ازدياد الأمية دون إنقاصها، فشل برامج التوعية الآسرية التي من المفترض أن الحكومات تصرف عليها مبالغ طائلة تذهب في أغلبيتها لجيوب القيمين على البرامج والقريبين منهم. أليس من المفارقة أن الدول العربية التي لم تخض حربا حتى اليوم يبلغ فيها الإنفاق العسكري ضعف الإنفاق على التعليم (د. سميح مسعود، تحديات التنمية العربية، دار الشروق 2010 ).
إذا ما أضفنا لكل ذلك أن عدد سكان الدول العربية يتضاعف كل ثلاثة عقود في حين أن ذلك يستغرق 116 سنة في الدول المتقدمة وأن 35 % من سكان الدول العربية هم من فئة عمرية تقل عن 15 سنة، (د. سميح مسعود، تحديات التنمية العربية، دار الشروق 2010)، فهذا يعني أن عمالة الأطفال إلى ازدياد.
بالإستناد إلى كل ذلك، وإذا ما كانت الحكومات العربية قد ساهمت بشكل كبير في نشوء الظاهرة إلا أن المسؤولية الحقيقية إنما تقع على المواطن الذي بات عليه أن يدرك أن السماء لا تمطر ذهبا ولا تقدم خبزا وأن حتى من يربح ورقة اليانصيب إنما يحصل عليها من جيوب كل من اشترى ورقة وليس للسماء دخل فيها.
لا رزق للأطفال في السماء، وإذا ما أردنا أن نخفف تدريجيا من عملهم فلا بد أولا من أن نجنب المجتمع أعداد إضافية.



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرادعي وآلتون جون خطرين على مصر
- باسم الإسلام: أجراس المدارس لن تقرع
- دعما لسميرة سويدان: جنسية الأم حق للأولاد
- حُمّى المساجد أصابت الرئيس الجزائري
- قوى اليسار -الكافرة-
- - طرابلس بيت بغاء المسلمين-
- ليس للمرأة حقوق
- تلك الكافرة، تستحق الجلد
- -يا بلاش- ... مسلم واحد مقابل مسلمتين أوأربع مسيحيات
- لا يرفعون راية الاسلام بل يضعوننا على «الخازوق»
- إنتبه قبل أن تجتّث قلمك فتوى!
- -التعليم الديني- لكي لا تحاسبنا عقول أولادنا
- إحزروا الإيدز... والسياسي أخطره
- «إسلام كيبيك»
- الرموز الدينية لا تخيفنا لكنها تفضح عنصريتنا
- الشريعة والعشيرة
- الأسماء رموز دينية
- انفلونزا الخنازير


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة 1 أيار 2010 - المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - محمد حسين الأطرش - الأطفال... رزقهم ليس في السماء